الصفحة 94 من 200

العلماء احتجوا بهذه الأدلة على كفر من نصر الكفار، أي إنسان نصر الكفار، قال القرطبي (صاحب الجامع) :" {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ} أي يعضدهم على المسلمين، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} بين تعالى أن حكمه كحكمهم". لم يشترط لا قلب ولا غيره، ولا يوجد في الآية هذه الأشياء.

وابن تيمية -رحمه الله- أحيانًا يأخذون كلامه ويضربون بعضه ببعض، ابن تيمية قال في (مجموع الفتاوي) :" {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ} فيوافقهم ويعينهم فإنه منهم".

والشيخ محمد بن عبد الوهاب في (نواقض الإسلام) احتج بهذه الآية -آية سورة المائدة- واعتبرها ناقض من نواقض الإيمان.

واحد يقول طيب ما الدليل على أن الموالاة ظاهرة مكفرة بذاتها؟ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجرى هذا على عمه وحكم عليه بالكفر في غزوة بدر لما أُسر لمناصرته الكفار، لأنه جاء مع جيش قريش في ذلك الوقت واحتج العباس أنه كان مسلمًا يخفي إيمانه وخرج معهم مكرهًا، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يقل له يا عباس هل خرجت مع هؤلاء المشركين حبًا لهم؟ هل كان قلبك يحبهم؟ هل كان قلبك مبغضًا لنا؟! هل أنت راض بدينهم؟ لم يقل أي شيء في هذا الموضوع. رغم أنه قال: أنا يا رسول الله أسلمت وأنا هناك، وأنا خرجت مكرهًا، حتى يعفو عنه ولا يحكم عليه بحكم الكفار، لم يثبت ذلك ولم يقل له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي شيء، بالعكس أخذ منه الفدية ودفع فديته وفدية عقيل وهكذا.

والرسول عاملهم على أنهم كفار، قال له نأخذك بظاهرك، لأنه والى الكفار وجاء معهم في جيشهم فقال له: أما إسلامك فالله مطلع عليك، يعني نكلك إلى الله -سبحانه وتعالى-.

الشاهد في قصة سيدنا العباس أن الرسول تعامل معه رغم أنه ادعى الإسلام وادعى الإكراه ولم يُقبل منه إذ كان ظاهره بخلاف ذلك؛ ظاهره أنه مع الكفار، لكن لما أُسر يقول هذا الكلام. لأنه إما سيُقتل مثل الكفار أو يُفدى بعد ذلك، فهذا الدليل شاهد على أن الموالاة في حد ذاتها الظاهرة هذه في حد ذاتها كفر، ولا يشترط

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام