الصفحة 89 من 200

هناك مانع لم يتكلموا فيه للأسف حتى من المعاصرين، لأن الذي أوقعهم في هذا هو أنهم قسموا الموالاة إلى عدة أقسام؛ موالاة مكفرة، وموالاة غير مكفرة. وحدث خلط في هذه الأمور وسنتكلم عنها فيما بعد -إن شاء الله-. لأنهم جمعوا صورًا كثيرة تحت باب الموالاة، فرأوا أن هناك أشياء كيف تكون هذه كفر، أنا أتعامل معه بالتجارة في أشياء صالحة وفي أشياء في الزراعة مع الكفار، كيف تقول لي أني إذا عملت عنده فهذه موالاة، وكيف أكفر بها؟! فقالوا نقسمها إلى قسمين. رغم أن أصل الموالاة في كتاب الله وفي سنة رسول الله هي نوع واحد؛ وهي المناصرة، والمعاونة، والقرب، والدنو، التي عرفناها لكم.

بمعنى التولي الذي قسموه علماء الدعوة النجدية، لما وضعوا صورًا كثيرة تحت بند الولاء فاضطروا إلى أن يقولوا التولي غير الموالاة، رغم أن المعنى واحد؛ هو القرب والدنو، وأنك تواليهم لغلبتهم ولغلبة شريعتهم ولغلبة سلطانهم على الإيمان وأهل الإيمان. هذا موضوع لا يحتاج إلى ألغاز ولا لوغاريتمات ولا طلسمات.

طبعًا هم قالوا أنه أصلًا لم يرتكب كفرًا، هو ارتكب محرمًا فقط. وأنا أحيل الإخوة على دراسة مسائل الإيمان في تقسيم الفرق والأشياء التي قلناها لكم، أرجو من الإخوة أن يراجعوها. لأنهم بتعريف الذين يشترطون أن المناط القلبي هذا (تصديق القلب) هو مناط مستقل، يعني القلب إذا لم يكن مصدقًا فإذًا في هذه الحالة مهما أنت فعلت فالمهم القلب، فإذًا هذا شرط مستقل، ومناط وحده مستقل.

ولذلك قالوا إن فعله محرم، لأن الرجل لم يصرح أنه يبغض المؤمنين، بل بالعكس هو قال أنه يحب المسلمين، فحتى لو ذهب لهدم الكعبة أو داس المصحف بالأقدام أو يضعه في المرحاض أو يتبول عليه يقول هذا الفعل صورته كفر لكن لا نستطيع أن نحكم عليه بالكفر، لأن الرجل قد يكون مؤمنًا! لماذا؟ لأن قلبه لم نطلع عليه! وقد يكون يحب الله ورسوله! وسبحان الله يفعل مثل هذا الفعل!

طبعًا سنقسم لكم المرجئة، ومرجئة الفقهاء، ثم حتى الجهمية برأييها الأول والثاني في مسألة علامة الإيمان مع مرجئة الفقهاء كلهم بدون مبالغة عدا غلاة المرجئة وصفوا هذا الفعل أنه فعل كفر، ولكن لأنهم يشترطون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام