الصفحة 81 من 200

ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لقد صدقكم. قال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. قال: إنه قد شهد بدر، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» انتهى الحديث بتمامه، وأطرافه كثيرة موزعة عند الإمام البخاري، وهي عند مسلم أيضًا في صحيحه ولكن بألفاظ مختلفة، وفي آخرها عندما قال: «فعاد عمر» يعني عمر راجع الرسول في ذلك مرتين أيضًا، عندما قال له «صدق، قال لا تقولوا له إلا خيرًا، قال: فعاد عمر فقال: يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه. قال: أوليس من أهل بد؟ وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد أَوجبتُ لكم الجنة. فاغرورقت عيناه فقال: الله ورسوله أعلم» هذا أيضًا في صحيح مسلم. وهو موزع في عدة أبواب، ولكن هذا النص الذي أخذناه في كتاب استتابة المرتدين.

فعمر في الرواية الأخرى (رواية مسلم) وضّح أنه خان الله ورسوله، أما في رواية صحيح البخاري قال: «دعني أضرب عنق هذا المنافق» ، ولكنه قال هنا إنه خان الله ورسوله والمؤمنين.

إذًا هذا هو الحديث الذي هو عمدة من تكلموا في قضية موالاة الأعداء، أو الموالاة الظاهرة للأعداء. ورتبوا عليها بعض الأحكام؛ تكلموا عن الموالاة الظاهرة لمن يشارك معهم، لمن يواليهم، ومن يتولهم. ثم رتبوا أيضًا بعض الأحكام الأخرى عن الجاسوس والذي يعمل عندهم، وبعض الفروع التي سنتكلم فيها فيما بعد. ولكن الشاهد هنا الذي سنتكلم فيه عن حقيقة مظاهرة المشركين على المؤمنين من خلال هذا الحديث.

لكن أحب أن أوضح ملحوظات:

-ترجمة حاطب ابن أبي بلتعة -رضي الله عنه- موجودة في (أُسد الغابة) ذكرها ابن الأثير، وذكرها في ترجمته أيضًا في (الإصابة) لابن حجر، وفي كتب السير، لأنه توفي -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان في سنة 30 ه، وكان عمره وقتئذ 65 سنة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام