فهذه دعوى كاذبة لما يقولون:"نحن يا جماعة مؤمنون، الحمد لله نحن جميلون جدًا"، طيب يا أخي تعال انظر إلى قوله تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} هذه الآية رقم [81 في سورة المائدة] بعدها مباشرة.
قال الحافظ ابن كثير:" {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ} أي لو آمنوا حق الإيمان بالله والرسول والقرآن لما ارتكبوا ما ارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل الله، {وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} ".
ولذلك يقول أيضًا العلامة السعدي:"فإن الإيمان بالله وبالنبي وما أُنزل إليه يوجب على العبد موالاة ربه وموالاة أولياءه، ومعاداة من كفر به وعاداه، وأوضع في معاصيه، فشرط ولاية الله والإيمان به ألا يتخذ أعداء الله أولياء، وهؤلاء لم يوجد منهم الشرط، فدل على انتفاء المشروط، {وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} ؛ أي خارجون عن طاعة الله، وعن الإيمان به وبالنبي، ومن فِسقهم موالاة أعداء الله"، ما سبب فسقهم؟ لا لأنهم يشربون خمرًا، بل هذا فسق من نوع آخر، فسق لسبب الموالاة.
ولذلك يقول الشيخ إسماعيل حقي في (روح البيان) : -والشيخ إسماعيل حقي تُوفي سنة 1227 ه وتفسيره فيه كلام لكن دعنا منه الآن-، الشاهد هو يستدل يقول:"والثالث أن المؤمن والكافر ليسا من جنس واحد، وتولي الكافر موجب لسخط الله، لأن موالاة الأعداء توجب معاداة الأولياء -هي معادلة يعني- فينبغي للمؤمن الموالاة الكاملة، أن ينقطع عن صحبة الكفار والفجار وأهل البدع والأهواء وأرباب الغفلة والإنكار".
ويقول الله -سبحانه وتعالى-: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [سورة التوبة آية 16] ، يقول أيضًا إسماعيل حقي في (روح البيان) :"وفي الآية بيان أن المؤمن المخلص يجتنب عن الكافر والمنافق ولا يتخذهما صاحبي سر، هذا التلقين تلقين خاص، وقد توارثه الخواص من لدنه -عليه السلام- إلا هذا اليوم، ولم يطلع عليه العوام، ولم يفشو"