الصفحة 57 من 200

أسرارهم إلى الأجانب فإن ذلك من الخيانة. وكذا ولاية المؤمن للكافر ومحبته له من الخيانة، وما الاختلاط إلا من محبة الكفر والعياذ بالله تعالى"؛ يعتبر إفشاء هذه الأسرار للكفار، وولاية المؤمن للكافر خيانة. وأن الاختلاط سببه الخلطة مع الكفار، لأنك ستحبه، وترتاح له، فالمودة تأتي من هنا."

ولذلك يقول الله تعالى في الآية التي هي دليل آخر: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [سورة هود] ، لاحظوا: ولا تركنوا، مجرد الركون وليس العمل! الركون هذا يعني واحد مستند على شيء، أو قريب منه، لكن {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} فذكر تعالى -كما يقول العلامة سليمان بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه-:"أن الركون إلى الظلمة من الكفار والظالمين موجب لمسيس النار، ولم يفرق بين من خاف منهم وغيره إلا المكره، فكيف بمن اتخذ الركون إليهم دينًا ورأيًا حسنًا؟!"

هناك كثير في زماننا من العلماء الذين ينتسبون إلى هذا الدين من يحسِّن الركون إليهم أصلًا!! ويبين محامده! فيقول:"ولم يفرق بين من خاف منهم وغيره إلا المكره، فكيف بمن اتخذ الركون إليهم دينًا ورأيًا حسنًا، وأعانهم بما قدر عليه من مال ورأي وأحب زوال التوحيد"والله هناك بعض من ينتسب إلى الشريعة من يحب زوال التوحيد! زوال دولة الإسلام، زوال الشريعة، لأن الشريعة الإسلامية هي حماية لجناب التوحيد. في الإسلام عندنا {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} من المهد إلى اللحد، من التكليف إلى الممات، فهناك أناس لا يحبون ذلك، وينتسبون زورًا ولكنهم لا يفصحون، ينتسبون اسمًا فقط إلى الإسلام ولكن لا يفحصون، هؤلاء يسمونهم الزنادقة يبطن غير ما يظهر.

"فكيف بمن اتخذ الركون إليهم دينًا ورأيًا حسنًا وأعانهم بما قدر عليه من مال ورأي وأحب زوال التوحيد وأهله، واستيلاء أهل الشرك عليهم؟! فإن هذا من أعظم الكفر والركون". تخيل بعض هؤلاء ممن ينتسب إلى هذه الملة {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} يعينهم!! يعني يحرضهم على احتلال بلاد المسلمين! يعينهم بالمال كما يحدث في الانتخابات الأمريكية وغيرها، ومنهم من يعطيهم الأموال لإنشاء قنوات لتدمير هوية الأمة، كما في قنوات معينة أنتم تعلمونها وهي باللغة العربية، هذه المحطات الفضائية أيضًا ممولة من جيوب المسلمين! ممن ينتسب إلى هذه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام