الصفحة 152 من 200

يعني لو قيل له: سب الله أو الرسول أو اسجد لصنم أو افعل أي شيء، أو فعل وهم مهددون له بالقتل أو بتلف عضو وفعل فإنه مُرخص له، بشرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان.

لكن خلط المفسرين هو الذي عمل المشكلة، لأنهم خلطوا بين الخوف والإكراه، واستدلوا للتقية بآية الإكراه! يعني عندما ذكروا التقية قالوا تجوز التقية ولكن قول الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} . لذلك ستجد الناس تساهلوا في اعتبار التقية موالاة ظاهرة باعتبار أنها مما يُرخص به في الإكراه، لكن بالتحقيق من ظاهر الآيات وما قاله ابن القيم وغيره من العلماء فإن آيات سورة آل عمران التي يستدل بها من يتساهلون في قضية التقية ويترخصون بها {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} إلى قوله: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} يكون معناها لا توالوهم ولكن اتقوهم واحذروهم عند الخوف منهم.

وهذا ما ذكره الأئمة البغوي والقرطبي وابن كثير في تفسير الآية.

هم لماذا قالوا ذلك؟ هم يقصدون أن الموالاة الظاهرة غير مكفرة ما لم تقترن بها موالاة قلبية واستدلوا بموضوع {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} في هذه الحالة. لا، نحن قلنا أن هذا شرط فاسد أصلًا. بل موالاة الكفار في حد ذاتها كفر أكبر، ولكن نُعمل موانع وضوابط التكفير فيما بعد ذلك وننظر في الشروط والضوابط، التي تكلمنا عنها وخاصة في موضوع الصحابي حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه-.

إذًا هذا الذي تكلمنا فيه أن السبب في ذلك أن الذين يقولون إن الموالاة الظاهرة غير مكفرة إلا بشرط الموالاة القلبية، ولذلك يقولون إن التقية هي موالاة ظاهرة حتى يصلوا إلى قضية أن الواحد ممكن له أن يجاري الكفار ويقول كفرًا أو يفعل كفرًا ولكن هذه تقية جائزة مرخص بها، وحتى الذي يفعلها في هذه الحالة فإنها ليست كفرًا أكبرًا!

ولكن قلنا لهم حتى الذين استدلوا من العلماء الذين قالوا إن التقية موالاة ظاهرة اشترطوا لها القيود التي في آية سورة النحل 106 {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} ، اشترطوا في التقية نفس شروط الإكراه، يعني الذي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام