يتكلمون عن مصطلحات قديمة وموضوعات قديمة بسيطة، والعلماء قديمًا كانوا يركزون في النص بالمحتوى يعني هذا موضوع حاطب كدليل، ويتكلمون عن موضوع حاطب وكأن كل الجواسيس مثل حاطب مثلًا -رضي الله عنه-. رغم أن سيدنا حاطب كما سنرى لم يكن كهؤلاء، سيدنا حاطب لم يكن عضوًا في جيش كفار قريش! ولم يكن يتلقى راتبًا منهم! وحتى الرسالة التي أرسلها لم يرسلها على طريقة إنهم سيتحركون يوم كذا وفي المكان الفلاني ويضع لهم الأكمنة والخطط، فالجاسوس الآن يخطط مع الكفار أيضًا!
لكن أقصى ما فعله أنه قال أن رسول -صلى الله عليه وسلم- جاءكم بجيش لا قبل لكم به، وهو يعلم أن الرسول سينتصر لا محالة، وأنهم لا يستطيعون الغلبة، من أجل أن ينقذ أولاده وأهله الذين في مكة مع كفار قريش في ذلك الوقت، وهذا هو خطأه في التأويل.
إذًا هناك موضوع مختلف نهائيًا، فالذي يتجسس على المسلمين وينقل أخبارهم وخاصة ما يتعلق بعورات المسلمين وخيار المسلمين والأرواح البريئة وينقل لهم الأماكن الحيوية والحساسة فهذا الجاسوس أولًا تولى الكفار، وهو أيضًا شخص قاتل مشارك بالقتل مع هؤلاء المجرمين الذين يدمرون، وهو يسعى في الأرض فسادً، لأنه ماذا يريد الجاسوس؟ هو يسعى في الأرض فسادًا.
ونحن نتكلم عن الجاسوس المسلم، ربما قائل يقول: وهل هناك جاسوس مسلم؟ فلو أننا حكمنا بأنه مرتد لماذا نسميه جاسوسًا مسلمًا؟
قلنا قاعدة لكم من قبل أن هذه التسمية على سبق حاله، يعني قبل حاله كان مسلمًا، هو إذًا اسمه الجاسوس المسلم على سابق حاله لمن يرى أنه مرتد. أما من لا يرى أنه مرتد -لأنه عندهم شروط وصور معينة- فإنهم يرونه أنه قد ارتكب كبيرة وفي أدمغتهم أن الذي فعله حاطب ليس فعلًا مكفرًا، وهذه هي المشكلة هنا وهذا هو سبب الخلاف مع هؤلاء الذين يتكلمون في هذه المسألة.
لذلك هم اختلفوا في قتله كما قلت لكم، طبعًا أصح وأشهر الأقوال قتل هذا الجاسوس، سواء كان مسلمًا، معاهدًا، مستأمنًا، هذا على الإطلاق. أما الذين قالوا لا يُقتل إن كان مسلمًا قالوا يُعاقب بعقوبات بليغة