خطب ومحاضرات
سلسلة منهاج المسلم - (49)
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، الحاوي للعقيدة والآداب الإسلامية والعبادات والمعاملات.
وقد انتهى بنا الدرس إلى هذا الفصل -وهو السابع- في الآداب، وهو آداب الأكل والشرب، وعرفنا بعضها، فنمر بها إلى أن ننتهي حيث انتهينا في الدرس السابق.
أولاً: آداب ما قبل الأكل هي:
أولاً: أن تستطيب طعامك وشرابك بأن يكون من الحلال الطيب؛ لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172].
ثانياً: أن تنوي بأكلك وشربك التقوي على عبادة الله تعالى بهذا الأكل والشرب.
ثالثاً: أن تغسل يديك قبل الأكل إن كان فيهما أذى، أو لم تتأكد من نظافتهما فتغسلهما.
رابعاً: أن تضع طعامك على سفرة فوق الأرض لا على مائدة، إذ هذا أقرب إلى التواضع؛ ولقول أنس رضي الله عنه: (ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ) أي: طاولة.
خامساً: أن تجلس متواضعاً بأن تجثو على ركبتيك وتجلس على ظهر قدميك، أو تنصب رجلك اليمنى وتجلس على اليسرى، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا آكل متكئاً، إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد ).
سادساً: أن يرضى بالموجود من الطعام، وأن لا يعيبه، إن أعجبه أكل وإن لم يعجبه ترك، أما أن يعيب ويقول: هذا لا يصلح أو كذا.. فلا يجوز؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه).
سابعاً: أن يأكل مع غيره من ضيف، أو أهل، أو ولد، أو خادم، لخبر: (اجتمعوا على طعاكم يبارك لكم فيه)، فالأفضل أن تأكل مع أحد ولا تأكل وحدك. تلك هي آداب ما قبل الأكل.
أما الآداب التي تكون عند الأكل وأثناءه:
الأول: التسمية في أول الأكل
الثاني: أن يختم الأكل بحمد الله
الثالث: أن يأكل بثلاث أصابع من يده اليمنى
الرابع: أن يجيد المضغ وأن يلعق الصحفة وأصابعه قبل غسلها
الخامس: إذا سقط منه شيء مما يأكل أزال عنه الأذى وأكله
السادس: أن لا ينفخ في الطعام الحار ولا في الماء
السابع: أن يتجنب الشبع المفرط
نحن مأمورون أن لا نشبع شبعاً زائداً، فإن كان ولا بد فاذكر أنك مأمور بأن تقسم الطعام ثلاثة أقسام: قسماً لبطنك، وآخر لشرابك، وآخر لنفسك، إذ كيف تتنفس إذا كان بطنك مملوءاً بالطعام؟!
الثامن: أن يتناول الطعام أو الشراب أكبر الجالسين
قال: [وأن يكون هو آخر القوم شرباً ] يسقيهم ويكون هو آخر من يشرب، فلا يشرب هو أولاً ويرتوي ثم يعطي غيره! أولاً: يبدأ بالأكبر، ثم من عن يمينه إلى أن يصل إلى الذي هو بجانب الأول، ثم يشرب الباقي هو إن بقي شيء.
قال: [ ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كبِّر كبِّر ) أي: ابدأ بالأكبر من الجالسين ] جاء ابن عباس بالطعام أو الشراب فقال له: ( كبِّر كبِّر ) يعني: ابدأ بأكبر القوم؛ لأن المسلم كبير السن أحد الثلاثة الذين لهم منزلة عند ربهم؛ لأنه عاش خمسين أو سبعين سنة في عبادة الله عز وجل، فمن لم يجله ويعظمه ما عرف الإسلام، ثلاثة إجلالهم من إجلال الله تعالى، من بينهم: الشيخ الكبير المسن [ ولاستئذانه عليه الصلاة والسلام ابن عباس في أن يناول الشراب الأشياخ على يساره ] ابن عباس كان عن يمينه وهو صغير طفل، وعن يسار الرسول صلى الله عليه وسلم شيوخ- أبو بكر وعمر - فصاحب الحق هو اليمين، فاستأذنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: تسمح يا عبد الله! أن نعطي المشايخ! هذا الكمال المحمدي [ إذ كان ابن عباس رضي الله عنهما على يمينه والأشياخ الكبار على يساره، فاستئذانه دال على أن الأحق بالشراب الجالس على اليمين. ولقوله عليه الصلاة والسلام: ( الأيمن فالأيمن )، وقوله أيضاً: ( ساقي القوم آخرهم شرباً ) ] ساقي القوم هو آخر من يشرب. هذا كمال عجيب، يوزع الماء وهو عطشان، ولا يشرب حتى يكمل الحاضرون شرابهم.
التاسع: أن لا يبدأ بتناول الطعام أو الشراب وفي المجلس من هو أولى منه
[ وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل ].
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم أنا؛ لأن أجشع القوم أعجلهم، والجشع مذموم والعياذ بالله.
العاشر: أن لا يحوج رفيقه أو مضيفه إلى أن يقول له: كل
الحادي عشر: أن يرفق برفيقه في الأكل
الثاني عشر: ألا ينظر إلى الرفقاء أثناء الأكل
الثالث عشر: أن لا يفعل ما يستقذره الناس عادة
معاشر المستمعين! هذه الآداب الإسلامية هجرناها منذ زمان طويل إلا من رحم الله؛ لأننا لا نجتمع أبداً في بيوت الله كاجتماعنا هذا كل ليلة طول العام أبداً، بل منا من لا يجلس في العام مرتين!
الرابع عشر: أن يكون أكله مع الفقير قائماً على إيثاره
قال المؤلف: [ أولاً:أن يبدأه بـ(بسم الله)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وإذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى )، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره ].
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
سلسلة منهاج المسلم - (51) | 4156 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (95) | 4082 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (63) | 3869 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (139) | 3863 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (66) | 3834 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (158) | 3823 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (84) | 3748 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (144) | 3646 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (71) | 3633 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (101) | 3607 استماع |