سلسلة منهاج المسلم - (40)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن في كتاب الآداب. وبين يدي الدرس أصحح مفهوماً خطأً فهمه بعض المستمعين البارحة في شيئين:

التنبيه الأول: دعاء عبد العزيز لشيخه

الأول: شيخنا عبد العزيز أمير الدرس، لما وقف، وقف يدعو لي وأنا طالبته بذلك. وقلت له: يا شيخ! ادع الله لي بالشفاء، لكن ما كان مكبر الصوت عنده، فالذين على طرفي الحلقة ارتبكوا، ماذا يقول الشيخ عبد العزيز ؟ كان يدعو لشيخه بالشفاء، واستجاب الله عز وجل.

التنبيه الثاني: كيفية نسبة الشخص للواط

ثانياً: سئلت عن قوم لوط .. كيف ننسب الشخص إلى اللواط؟ قلت: يجوز أن تقول: لوطي، أو يعمل عمل قوم لوط، وهذا بلا خلاف من فعل هذه الفاحشة. تقول: هذا عَمِل عملَ قوم لوط. أو تقول: هذا لوطي، يأتي الذكران من الناس، فلا أدري كيف ارتبكوا في فهم هذه الجملة؟

اللوطي نسبة إلى من يعمل عمل قوم لوط. يقال فيه: لوطي. والفعلة هذه القبيحة يقال فيها: اللواط، مصدر لاط يلوط لواطاً، فمن عَمِل عملَ قوم لوط قيل فيه لوطي، وجزاؤه الإعدام بلا خلاف.

وها نحن مع آداب المسلم وحقوقه، بعدما عرفنا آداب الإنسان مع الله.. مع نفسه.. مع آبائه وأمهاته.. مع إخوانه وأخواته، والآن مع إخوانه المسلمين.

الأول: شيخنا عبد العزيز أمير الدرس، لما وقف، وقف يدعو لي وأنا طالبته بذلك. وقلت له: يا شيخ! ادع الله لي بالشفاء، لكن ما كان مكبر الصوت عنده، فالذين على طرفي الحلقة ارتبكوا، ماذا يقول الشيخ عبد العزيز ؟ كان يدعو لشيخه بالشفاء، واستجاب الله عز وجل.

ثانياً: سئلت عن قوم لوط .. كيف ننسب الشخص إلى اللواط؟ قلت: يجوز أن تقول: لوطي، أو يعمل عمل قوم لوط، وهذا بلا خلاف من فعل هذه الفاحشة. تقول: هذا عَمِل عملَ قوم لوط. أو تقول: هذا لوطي، يأتي الذكران من الناس، فلا أدري كيف ارتبكوا في فهم هذه الجملة؟

اللوطي نسبة إلى من يعمل عمل قوم لوط. يقال فيه: لوطي. والفعلة هذه القبيحة يقال فيها: اللواط، مصدر لاط يلوط لواطاً، فمن عَمِل عملَ قوم لوط قيل فيه لوطي، وجزاؤه الإعدام بلا خلاف.

وها نحن مع آداب المسلم وحقوقه، بعدما عرفنا آداب الإنسان مع الله.. مع نفسه.. مع آبائه وأمهاته.. مع إخوانه وأخواته، والآن مع إخوانه المسلمين.

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ المسلم يؤمن بما لأخيه المسلم من حقوق وآداب] المسلم الحق هو الذي أسلم قلبه لله، فقلبه طول حياته لا يتقلب إلا في طلب رضا الله، فلذا هو لا يرهب إلا الله، ولا يرغب إلا في الله، ولا يفعل ولا يترك إلا من أجل الله، بل لا ينام ولا يستيقظ إلا لله، وأسلم وجهه لله فهو لا يرى إلا الله عز وجل، هو الذي يرهبه ويخافه، ويطمع ويرغب فيه؛ قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [النساء:125] لابد وأن يكون على علم بمحاب الله ومكارهه، ويؤدي المحاب على الوجه الذي أداها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا علمتم أن ولي الله _وهو المؤمن التقي_ لا يصل إلى هذا المستوى حتى يكون عالماً بمحاب الله، وكيف يؤديها؛ لأن التقوى هي الخوف من الله، تتقي عذابه وذلك بالإيمان به وبطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالذي لا يعرف كيف يتقي الله كيف يكون ولياً؟!

وتقرر عندنا أن العلم ضروري، لابد من العلم، فلن تكون ولياً بدون علم أبداً، ولن تتحقق لك ولاية الله وأنت لا تعرف ما يحبه الله ولا ما يكره، ولا كيف تطيعه وتؤدي عبادته، ولهذا طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، لا يحل أبداً لشخص يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدخل في الإسلام ويسكت، بل لابد وأن يتعلم كيف يعبد الله عز وجل، ولذلك فالمسلم الحق يؤمن بما لأخيه المسلم من حقوق وآداب [ تجب له عليه، فيلتزم بها، ويؤديها لأخيه المسلم، وهو يعتقد أنها عبادة لله ] فأنت تؤدي حقوقاً لأخيك المسلم وأنت تعتقد أنها من عبادة الله، إذ الله أمرك، فأنت تطيعه فهي عبادة لله [ وقربة من القرب يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى ] حقوق المسلم على أخيه المسلم لما يؤديها المسلم يعتقد أنها عبادة لله عز وجل، وأنها قربة يتقرب بها إلى الله؛ وذلك لأن الله أمره بذلك وأوجبه عليه، فها هو ذا قد أطاعه. أليست هذه هي العبادة؟ وما العبادة غير طاعة الله؟! [ إذ هذه الحقوق والآداب أوجبها الله تعالى على المسلم ليقوم بها نحو أخيه المسلم، ففعلها إذاً طاعة لله وقربة له بدون شك ] يأتي أخوك فتقوم له وتجلسه في مجلسك، فعلت هذا لله تعالى. إذاً: هذه قربة تقربت بها إلى الله، وهي طاعة لله. يشتمك فلا ترد بالشتيمة، بل تقول: عفا الله عنك. ففعلت هذا من أجل الله، فهي طاعة لله.