خطب ومحاضرات
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73
سلسلة منهاج المسلم - (38)
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع الباب الثاني في الآداب والأخلاق، وقد عرفنا حقوق الآباء والأولاد والإخوة فيما بينهم، والآن مع الزوجين، مع الزوج وزوجته، فهيا نتأمل لنعرف ما يجب على الزوج لزوجته، وما يجب على الزوجة لزوجها بوصفهما مؤمنين مسلمين.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [المسلم يعترف بالآداب المتبادلة بين الزوج وزوجته] والمسلم فقط؛ لأنه حي يسمع ويبصر ويعي ويأخذ ويعطي، أما الكافر فلا تقول له: لك حقوق وعليك أخرى لأنه لا يفهمها، وليس قادر على أدائها، فيجب أولاً أن يحيا، فإذا حيي أصبح قادراً على أن يأتي ويترك، فالمسلم بحق عبد كان أو أمة من أسلم قلبه ووجهه لله، فلا يرى إلا الله، ولا يرغب ولا يرجو إلا الله ولا يخاف ولا يهب إلا الله، حياته موقوفة على الله، هذا هو المسلم، يعرف بأن لزوجته عليه حقوقاً، والمسلمة أيضاً تعرف ذلك لزوجها [وهي حقوق كل منهما على صاحبه] حقوق كل من الزوج والزوجة على الآخر [وذلك لقوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]] (ولهن) أي: للزوجات (مثل الذي عليهن) أي: من الحقوق على الأزواج، (بالمعروف) أي الذي عرّفه الشرع الإسلامي وبينه للمؤمنين والمؤمنات [فهذه الآية الكريمة قد أثبتت لكل من الزوجين حقوقاً على صاحبه، وخصت الرجل بمزيد درجة لاعتبارات خاصة] هذه الآية الكريمة وهي قول الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] أي: على النساء الزوجات، فهذه الآية الكريمة أثبتت لكل من الزوجين حقوقاً على صاحبه، فالرجل الزوج عليه حقوق لزوجته، والزوجة عليها حقوق لزوجها، وخصت الرجل بمزيد درجة لاعتبارات معروفة: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] أي: منزلة عالية [وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ( ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً )] فأثبتت السنة في بيان رسمي والأمة حاضرة أن للزوج حقوقاً على زوجته، وأن للزوج حقوقاً على زوجها.
وقوله: (ألا) أي انتبهوا!
(إن لكم على نسائكم حقاً) أي: واجب يجب أن يقدمنه ويأتين به.
(ولنسائكم عليكم حقاً) يجب كذلك أن يعطينه.
[غير أن هذه الحقوق بعضها مشترك بين كل من الزوجين، وبعضها خاص لكل منهما على حدة] هذه الحقوق التي عرفنا أنها واجبة للزوج على زوجته، وللزوجة على زوجها بعضها مشترك بين كل منهما، وبعضها خاص بكل واحد منهما على حدة.
[ فالحقوق المشتركة هي:]
المودة والرحمة
و( من تشبه بقوم فهو منهم ) وهذه الكلمة -حلفت بالله- لو اجتمع علماء النفس والفلسفة وقل ما شئت من العلوم الظاهرة على أن ينقضوها والله ما نقضوها، فمن تشبه بقوم فهو منهم، وها نحن الآن كأننا نقترب من الهاوية، فأبناؤنا وشبيبتنا على رءوسهم البرانيط في المسجد وخارجه، ولم يبك أحد أبداً ولا صرخ، نمشي إلى الهاوية، لم يلبس الشاب البرنيطة أليس يتلذذ بها؟ أليس يريد أن يكون كاليهود والنصارى على رءوسهم البرانيط؟
أسألكم بالله! والأمة ساكتة لا شُرط ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، لن يموت إلا على سوء الخاتمة، تنطمس أنوار الإيمان من قلوبهم ونحن غاضون ساكتون، يمشي الرجل مع ابنه معه والبرنيطة على رأسه ليكون كاليهودي والنصراني -أعوذ بالله-.
لن يكون كالصحابي، ولا كالمؤمن البار الصالح التقي، فمن تشبه بقوم فهو منهم، من ينقذ هؤلاء؟! فإذا أحبهم، ووالاهم، واعتقد معتقدهم، وقال بقولهم، وسلك سلوكهم، أصبح والله منهم.
هذا قولنا في البرنيطة، فأين أنتم، لم لا تتحركون؟ لم لا تتحدثون في البيوت وتبغضونها إلى النساء والأطفال، فهم يصلون في الصفوف والبرانيط على رءوسهم.
إلى أي هدف تهدف هذه البرانيط؟ والله لو تمكنت العصابة اليهودية أو الصليبية على أن تلبسكم البرانيط وطلب منها المليارات لدفعوها، وإذا بنا نلبسها مجاناً، فالتجار يستوردون هذه البرانيط ويوزعونها علينا، وكأنهم ليسوا بمسلمين.
كيف بمسجد كهذا فيه الكل مسئول! أما بلغهم؟ والله لقد بلغهم ولكنهم مصرين على هذا الباطل، وسوف يجنون ما زرعوه.
الثقة المتبادلة بينهما
المعاشرة بالمعروف
[ثانياً: المودة والرحمة بحيث يحمل كل منهما لصاحبه أكبر قدر من المودة الخالصة والرحمة الشاملة يتبادلانها بينهما طيلة الحياة، مصداقاً لقوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:21]] أي: آياته الدالة على وجوده وعلمه وقدرته ووجوب عبادته [ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا [الروم:21]] فالرجل يتزوج آدمية لا حيواناً، فلم نُزوج بالحيوانات ولا بالجن بل من أنفسنا، والعلة [ لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21]] أي: لتطمئنوا وتهدءوا [ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21]] هذا خبر الله تعالى وهذا هو الواجب المطلوب، فمن عصى الله وفسق عن أمره استبدل الرحمة بالعذاب والأمانة بالخيانة والعياذ بالله [وتحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم )] هذه قاعدة عامة: من لا يرحم لا يرحم عند الله وعند الناس، فإذا لم ترحم زوجتك فلن ترحم ولا تستحق الرحمة، وهي إذا لم ترحم زوجها فلن ترحم ولا تستحق الرحمة.
و( من تشبه بقوم فهو منهم ) وهذه الكلمة -حلفت بالله- لو اجتمع علماء النفس والفلسفة وقل ما شئت من العلوم الظاهرة على أن ينقضوها والله ما نقضوها، فمن تشبه بقوم فهو منهم، وها نحن الآن كأننا نقترب من الهاوية، فأبناؤنا وشبيبتنا على رءوسهم البرانيط في المسجد وخارجه، ولم يبك أحد أبداً ولا صرخ، نمشي إلى الهاوية، لم يلبس الشاب البرنيطة أليس يتلذذ بها؟ أليس يريد أن يكون كاليهود والنصارى على رءوسهم البرانيط؟
أسألكم بالله! والأمة ساكتة لا شُرط ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، لن يموت إلا على سوء الخاتمة، تنطمس أنوار الإيمان من قلوبهم ونحن غاضون ساكتون، يمشي الرجل مع ابنه معه والبرنيطة على رأسه ليكون كاليهودي والنصراني -أعوذ بالله-.
لن يكون كالصحابي، ولا كالمؤمن البار الصالح التقي، فمن تشبه بقوم فهو منهم، من ينقذ هؤلاء؟! فإذا أحبهم، ووالاهم، واعتقد معتقدهم، وقال بقولهم، وسلك سلوكهم، أصبح والله منهم.
هذا قولنا في البرنيطة، فأين أنتم، لم لا تتحركون؟ لم لا تتحدثون في البيوت وتبغضونها إلى النساء والأطفال، فهم يصلون في الصفوف والبرانيط على رءوسهم.
إلى أي هدف تهدف هذه البرانيط؟ والله لو تمكنت العصابة اليهودية أو الصليبية على أن تلبسكم البرانيط وطلب منها المليارات لدفعوها، وإذا بنا نلبسها مجاناً، فالتجار يستوردون هذه البرانيط ويوزعونها علينا، وكأنهم ليسوا بمسلمين.
كيف بمسجد كهذا فيه الكل مسئول! أما بلغهم؟ والله لقد بلغهم ولكنهم مصرين على هذا الباطل، وسوف يجنون ما زرعوه.
[ثالثاً: الثقة المتبادلة بينهما] بين الزوج وزوجته [ بحيث يكون كل منهما واثقاً في الآخر، ولا يخامره] أي: يخالطه [أدنى شك في صدقه ونصحه وإخلاصه له، وذلك لقوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]] فالمؤمن أخو المؤمن، والمؤمنة أخت المؤمن، والزوج مؤمن والزوجة مؤمنة[ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )] أي: لا يؤمن أحدكم ولا يبلغ مستوى الإيمان ولا يعلو درجته ويكون بحق مؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من حب الخير وكره الشر [والرابطة الزوجية لا تزيد أخوة الإيمان إلا توثيقاً وتوكيداً وتقوية] فالإيمان كافٍ بين الزوجين، ولكن الرابطة الزوجية تزيد الأخوة توثيقاً وتأكيداً وتقوية [وبذلك يشعر كل من الزوجين أنه هو عين الآخر وذاته] يصبح الزوج يرى زوجته مثلما يرى نفسه، وتراه هي مثلما ترى نفسها، لا فرق بينهما [وكيف لا يثق الإنسان في نفسه ولا ينصح لها؟] ما دامت الزوجة هي الزوج والزوج هو الزوجة، فكل منهما يثق في نفسه، وينصح لنفسه [أو كيف يغش الإنسان نفسه ويخادعها؟] هذا غير ممكن.
[رابعاً:] من الحقوق المشتركة بين الزوجين [الآداب العامة من رفق في المعاملة] رفق ولين في المعاملة [وطلاقة وجه، وكرم قول، وتقدير واحترام، وهي المعاشرة بالمعروف التي أمر الله تعالى بها في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]] فمن الآداب العامة: الرفق في المعاملة، بطلاقة الوجه وليس التعبيس والتقطيب، وكرم القول وليس القول السيئ البذيء، والتقدير والاحترام، وهي المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، فالسب والشتم والتقطيب والتعبيس والارتفاع والتكبر كلها منافية للمعاشرة بالمعروف [وهي الاستيصاء بالخير الذي أمر به الرسول العظيم في قوله: ( واستوصوا بالنساء خيراً )] أي: ليوص بعضكم بعضاً بالنساء خيراً، (واستوصوا): فليوص كل منكم بالنساء خيراً وهو الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم [ فهذه جملة الآداب المشتركة بين الزوجين، والتي ينبغي أن يتبادلاها بينهما عملاً بالميثاق الغليظ الذي أشير إليه في قوله تعالى: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء:21] وطاعة الله القائل سبحانه: وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:237]] فلا تنسوا الفضل بينكم أيها الأزواج وأيتها الزوجات إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:237] فمن قصر منكم أو خان علمه عند الله وسيجزيه، فهذه هي الحقوق المشتركة المتبادلة.