عنوان الفتوى : هل المقصود بالرجل والقدم في صفات الله تعالى شيء واحد؟
السؤال
هل لله قدمان ورجل، أم قدمان فقط؟ ففي حديث تخاصم الجنة والنار لفظة: الرجل. وفي حديث: حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فهل المقصود من الحديثين أنهما شيءٌ واحد؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمقصود بالرجل والقدم في صفات الله تعالى شيء واحد، قال الشيخ عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري: ففي مجموع هذه الروايات البيان الواضح بأن القدم والرجل -وكلاهما عبارة عن شيء واحد- صفة لله تعالى حقيقة على ما يليق بعظمته. اهـ.
وسئل الأستاذ الدكتور ناصر العقل في دروس شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية: ورد إثبات صفة القدم والرجل من صفات الله عز وجل، هل هناك فرق بين هاتين الصفتين؟
الجواب:لا ، ليس هناك فرق، الظاهر - والله أعلم - أنها من الألفاظ المترادفة؛ لذلك وردت على معنى واحد، فمثلًا: في وضع قدم الباري عز وجل على جهنم، ورد: (رجله)، وورد (قدمه)، مما يدل على أن اللفظين مترادفان. اهـ.
ولذلك جمعهما الشيخ علوي السَّقَّاف في كتابه: (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة)، فقال: الرجل والقدمان صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بصحيح السنة. الدليل: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في تحاجج الجنة والنار، وفيه: "فأما النار؛ فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله (وعند مسلم: قدمه) ، فتقول: قط قط ... ". رواه البخاري ومسلم ... . اهـ. ثم نقل كلام الشيخ الغنيمان السابق.
وعلّق البغوي في (شرح السنة) على حديث أبي هريرة السابق، فقال: والقدم والرجلان المذكوران في هذا الحديث من صفات الله سبحانه وتعالى، المنزه عن التكييف، والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب، أو السنة، كاليد، والإصبع، والعين، والمجيء، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. اهـ. وانظر الفتوى: 39292.
والله أعلم.