خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=114"> سلسلة منهاج المسلم
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
سلسلة منهاج المسلم - (25)
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها المؤمنون المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب: (منهاج المسلم)، وها نحن بعدما فرغنا من العقيدة بأركانها الستة وقفنا على هذا الفصل وهو السادس عشر، وهو الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد عرفنا في الدرس السابق: أن الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إيمان حق وصدق، ويجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يؤمن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وذلك لأدلة الكتاب والسنة.
وقرأنا ما شاء الله من أدلة الكتاب -أي: القرآن العظيم- وأدلة السنة النبوية، وانتهينا إلى الأدلة العقلية، فهيا بنا نستخدم عقولنا، وهي والحمد لله صالحة، ونتأمل ويفتح الله علينا.
قال المؤلف غفر الله لنا وله ولكم وللمؤمنين ورحمنا أجمعين: [ الأدلة العقلية: أولاً: ] أي: أول دليل [ لقد ثبت بالتجربة وبالمشاهدة أن المرض ] أعاذنا الله وإياكم منه [ إذا أهمل ولم يعالج استشرى في الجسم وانتشر وعسر علاجه بعد تمكنه من الجسم واستشرائه فيه ] هذا واقع وحق [ وكذلك المنكر إذا ترك فلم يغير فإنه لا يلبث أن يألفه الناس، ويفعله كبيرهم وصغيرهم، وعندئذٍ يصبح من غير السهل تغييره أو إزالته، ويومها يستوجب فاعلوه العقاب من الله، العقاب الذي لا يمكن أن يتخلف بحال من الأحوال، إذ إنه جار على سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير سُنَّةَ اللَّهِ [الأحزاب:62] فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر:43] ].
دليل عقلي: المرض إذا انتشر في الجسم ولم يعالج وترك فإن صاحبه سيهلك، الأطباء يرفعون أيديهم، فاته الأوان، ما يعالج الآن؛ لانتشار المرض فيه، فكذلك إذا ترك المنكر في قرية أو في بيت أو في مكان ما بين الناس وأهمل يوماً بعد يوم يصبح غير مقدور على تغييره، فلهذا قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ).
والآيات القرآنية مرت بنا، من صفات المؤمنين والمؤمنات الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104] في أحاديث وآيات قرآنية تقدمت.
[ ثانياً: ] دليل عقلي [ حصل بالمشاهدة ] ورؤيا العين [ أن المنزل ] الذي ينزله الناس [ إذا أهمل ولم ينظف، ولم تبعد عنه النفايات والأوساخ فترة من الزمن يصبح غير صالح للسكن ] أبداً [ إذ تتعفن ريحه ويتسمم هواه وتنتشر فيه الجراثيم والأوبئة؛ لطول ما تراكمت فيه الأوساخ وكثرة ما تجمعت القاذورات ] هذا أمر مشاهد [ وكذلك الجماعة من المؤمنين إذا أهمل فيهم المنكر فلا يغير، والمعروف فلم يؤمر به، لا يلبثون أن يصبحوا خبثاء الأرواح شريري النفوس، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، ويومئذٍ يصبحون غير صالحين للحياة، فيهلكهم الله بما شاء من أسباب ووسائط، وإن بطش ربك لشديد، والله عزيز ذو انتقام ] دليل عقلي واضح كل الوضوح.
[ثالثاً] ثالث الأدلة [ عرف بالملاحظة: أن النفس البشرية تعتاد القبيح فيحسن عندها، وتألف الشر فيصبح طبيعة لها، فذلك شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المعروف إذا ترك ولم يؤمر به سَاعةَ تَركهِ لا يلبث الناس أن يعتادوا تركه ] كما هو مشاهد [ ويصبح فعله عندهم من المنكر. وكذلك المنكر إذا لم يبادر إلى تغييره وإزالته لم يمض يسير من الزمن حتى يكثر وينتشر، ثم يعتاد ويؤلف، ثم يصبح في نظر مرتكبيه غير منكر، بل يرونه هو المعروف بعينه، وهذا هو انطماس البصيرة والمسخ الفكري -والعياذ بالله تعالى- من أجل هذا أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوجباه فريضة على المسلمين؛ إبقاء لهم على طهرهم وصلاحهم، ومحافظة لهم على شرف مكانتهم بين الأمم والشعوب ].
إذاً: ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
حكمه الوجوب. على من؟ على كل مؤمن ومؤمنة، ثبت بالأدلة في بالكتاب والسنة وبالأدلة العقلية كذلك، فلا يسع المؤمن أن يرى منكراً ويسكت، ولا يرى معروفاً متروكاً ويسكت عنه، وخاصة في بيته وبين زملائه ورفاقه، وبين المؤمنين الذين لا يغضبون للأمر ولا ينزعجون للنهي.
والآن [ آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ] للآمر بالمعروف آداب يجب أن يتحلى بها، والناهي عن المنكر يجب أن يتحلى بآداب خاصة بالنهي عن المنكر، وهذا مرده إلى العلم، والعلم فريضة الله على كل مؤمن ومؤمنة.
أولاً: أن يكون الآمر والناهي عالماً بحقيقة ما يأمر به وينهى عنه
ثانياً: أن يتصف الآمر والناهي بالورع
ثالثاً: أن يكون الآمر والناهي حسن الخلق حليماً رفيقاً
رابعاً: أن لا يتعرف إلى المنكر بواسطة التجسس
خامساً: التعريف بالمعروف الذي يريد أن يأمر به
سادساً: الوعظ والتذكير بما يرقق القلوب
سابعاً: الاكتفاء بتغيير المنكر بالقلب عند العجز عن التغيير باليد واللسان
معاشر المستمعين والمستمعات! عرفتم هذا الواجب، يجب أن يرانا الله قائمين به ولو في بيوتنا، ولو مع إخواننا المؤمنين الصادقين، مع العلم أن أمة الإسلام من الشرق إلى الغرب أهملت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا كونت له هيئات ولا جماعات، اللهم إلا ما كان من هذه المملكة المباركة، والله نسأل أن يعيد للمسلمين مجدهم وسيادتهم.
[ أولاً: أن يكون عالماً بحقيقة ما يأمر به من أنه معروف بالشرع، وأنه قد ترك بالفعل ] أول آداب الآمر بالمعروف: يجب أن يكون عالماً بحقيقة ما يأمر به، وأنه معروف في الشرع، وأنه قد ترك بالفعل، وحينئذٍ يأمر [ كما يكون عالماً بحقيقة المنكر الذي ينهى عنه ويريد تغييره ] لابد وأن يعرف المنكر الذي أنكره الشرع [ وأن يكون قد ارتكب حقيقة ] هذا المنكر وفعل بين الناس [ وأنه مما ينكر الشرع من المعاصي والمحرمات ] أي: يجب على الآمر بالمعروف أن يكون عالماً بالمعروف، وأن يكون رأى حقيقة أن المعروف متروكاً بين الناس، كالناهي عن المنكر يجب أن يعرف المنكر الذي ينهى عنه، هل هو منكر حقاً مشروع في الكتاب والسنة من المحرمات والمنهيات أم لا؟ ثم كذلك لا ينهى حتى يتأكد من صحة وجود هذا المنكر. هذه آداب لابد منها للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.