شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [1]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على عبد الله ورسوله نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإني أحمد الله سبحانه وتعالى وأشكره على أن وفقنا للمجالس التي يدرس فيها كلام الله وكلام رسوله، وكلام أهل العلم الذي يبين كلام الله وكلام رسوله.

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها مجالس خير وعلم، تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة، وتنزل عليها السكينة، ويذكرها الله سبحانه وتعالى فيمن عنده.

لذا لابد أن يعلم المسلم مدى أهمية طلب العلم، وحضور حلقات ومجالس العلم، والدروس العلمية، وأن طلب العلم قربة إلى الله عز وجل، بل هو من أفضل القربات وأجل الطاعات، (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع).

وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة سياحين يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوها حفوها بأجنحتهم وجلسوا معهم).

وجاء في الأحاديث الصحيحة: أن الله تعالى يغفر لأهل الذكر، ولمن جاء معهم وليس منهم، ويقول الرب سبحانه وتعالى: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).

والنصوص التي فيها بيان فضل العلم وطلب العلم كثيرة جداً، منها قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9]، كما أن الله تعالى قرن شهادة أهل العلم بشهادته وشهادة ملائكته، وذلك على أعظم مشهود به وهو توحيد الله عز وجل: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقال سبحانه: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].

وجاء في الحديث (أن العلم هو ميراث النبوة، وأن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).

قال العلماء: هذا الحديث له منطوق وله مفهوم.

أما منطوقه: فإن من فقهه الله في الدين فقد أراد به خيراً.

وأما مفهومه: ومن لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيراً. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومعلوم أن طلب العلم أفضل من نوافل العبادة كما قرر ذلك العلماء، وقد نصوا على أنه مقدم على نوافل العبادة، كنوافل الصلاة والصيام والحج، فلذا ينبغي لطالب العلم أن يخلص نيته لله عز وجل، وأن يعلم أنه في عبادة وقربة لله عز وجل، ولا يقصد بطلبه للعلم إلا وجه الله والدار الآخرة، ويقصد بطلبه العلم إبتداءً رفع الجهل عن نفسه ثم عن غيره؛ لأن الأصل في الإنسان أنه لا يعلم، قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78]، كما ينبغي له أن يعلم أنه لابد من الحرص والإصغاء وحضور الذهن، ولا بد من تقييد الفوائد العلمية، والاكثار من الأسئلة التي يقصد بها الفائدة، لا التي يقصد بها الإعنات وإيقاع المسئول في الحرج، أو التوصل بها إلى المباحات، أو غير ذلك من المقاصد السيئة.

وسأتحدث بما يفتح الله به عليَّ حول هذه الرسالة الموسومة بـ: (تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد) للإمام محمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى، والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني معروف بسلفيته في الاعتقاد، فهو سلفي على منهج السلف الصالح، وهو من معاصري الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مجدد الدعوة السلفية، وكما أنه عاصره فقد وافقه، وقد ولد في رأس المائة الأولى بعد الألف، وتحديداً عام: ألف وتسعمائة وتسعين، وكانت وفاته سنة: اثنين وثمانين ومائة وألف، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ميلاده سنة ألف ومائة وخمسة عشر، ووفاته سنة ألف ومائتين وست للهجرة، وعمر الشيخ محمد بن الأمير الصنعاني رحمه الله اثنان وثمانون سنة، وعمر الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب اثنان وتسعون سنة يزيد عليه بعشر سنوات، فهو معاصر له وموافق له، وقد أثنى على دعوته السلفية وله قصيدة مشهورة في ذلك، يقول في مطلعها:

سلام على نجد ومن حل في نجد.

وبين في قصيدته تلك ما معناه: أن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب جاء بهذه الدعوة السلفية، وأنه قد وافق ما عندي.

وابن الأمير الصنعاني هو صاحب: (سبل السلام)، وقد أثنى عليه الشوكاني وغيره من أهل العلم، وهذه الرسالة التي بين أيدينا سماها: تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد.

وتطهير الاعتقاد يعني: تطهير عقيدة المسلم عن الأدران. والأدران جمع درن وهو الوسخ، والإلحاد: الميل عن الصواب وعن الحق والجادة.

فيكون معنى هذه الرسالة: يريد أن يطهر العقيدة السلفية عن وسخ الإلحاد والانحراف والشرك.

والمراد بالتطهير: التطهير المعنوي لا التطهير الحسي، ومعلوم أن التطهير نوعان:

تطهير حسي، وتطهير معنوي.

فالتطهير الحسي: كأن تطهر الثوب أو البدن الذي علقت به النجاسة، بالغسل.

وأما التطهير المعنوي فهو: تطهير العقيدة مما علق بها من أدران الشرك والإلحاد والبدع والمعاصي والكبائر، بمعنى أنك تعتقد عقيدة السلف الصالح، وتصفي العقيدة وتنقيها من شوائب الشرك والبدع، والمحدثات في الدين، وهذا هو الذي أراده الشيخ الصنعاني رحمه الله بقوله: تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد.

وإذا كان الإلحاد هو الميل عن الصواب وعن الحق، فإن الشرك إلحاد، والمعاصي نوع من الميل والإلحاد قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف:180] أي: الذين يميلون بها عن الصواب وعن الحق سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف:180].

وهذه الرسالة قد طبعت أكثر من مرة، وبين يدي الرسالة طبعة فيها تحقيق وتخريج محمد صبحي حسن حلاق، وقد ذكر في أولها مقدمة قليلة وترجمة للمؤلف، وبين فيها أيضاً باختصار العقيدة السليمة، أي: عقيدة السلف الصالح، وأنها توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته وألوهيته، وسنمر على المقدمة ثم نعرج على الترجمة باختصار، ثم نبدأ في شرح الرسالة بعون الله تعالى.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:71] ].

هذه تسمى خطبة الحاجة عند أهل العلم، وهي معروفة وواردة في السنن، ويشرع قرآتها عند عقد النكاح، فيفتتح عقد النكاح بها، ثم بعد ذلك يعقد الولي النكاح، كما تسمى أيضاً: خطبة ابن مسعود رضي الله عنه، ولهذا يقول علماء الحنابلة في كتبهم: ويسن العقد مساء يوم الجمعة بخطبة ابن مسعود رضي الله عنه: ويعنون بها خطبة الحاجة، لذا يسن الإتيان بها في كل حاجة، وإن كانت جاءت في خطبة النكاح، فلا بأس أن يستفتح بها الكتب والرسائل وخطب الجمعة وغيرها، وكان شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله الإمام المشهور كثيراً ما يستفتح خطبه في مؤلفاته ورسائله بهذه الخطبة.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ].

جاء في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا في خطبة الجمعة، وقوله: وكل ضلالة في النار. ذكرت في رواية النسائي .

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ وبعد إننا نقر ونعترف بقلوبنا وألسنتنا أن الله واجب الوجود ].

وهنا يلاحظ أنه قال: أما بعد. ثم قال: وبعد وكأنه أراد أن يفصل فبعد أن بين أن أصدق الحديث كتاب الله أراد أن يبين أن ما يعتقده هو العقيدة السلفية.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ إننا نقر ونعترف بقلوبنا وألسنتنا أن الله واجب الوجود واحد أحد فرد صمد متفرد بكل صفة كمال ومجد وعظمة وكبرياء وجلال، وأن له غاية الكمال الذي لا يقدر الخلائق أن يحيطوا بشيء من صفاته، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، وأنه العلي الأعلى علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، وأنه العليم بكل شيء، القدير على كل شيء، السميع لجميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، البصير بكل شيء الحكيم في خلقه وشرعه، الحميد في أوصافه وأفعاله، المجيد في عظمته وكبريائه، الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمل بجوده وبره ومواهبه كل موجود المالك الملك لجميع الممالك، فله تعالى صفة الملك، والعالم العلوي والسفلي كلهم مماليك وعبيد لله، وله التصرف المطلق، وهو الحي الذي له الحياة الكاملة المتضمنة لجميع أوصافه الذاتية، القيوم الذي قام بنفسه وقام به غيره ] وقد جاء في بعض النسخ: قام بنفسه وبغيره وهذا غير صحيح بل الصحيح قام به غيره.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ وهو متصف بجميع صفات الأفعال، فهو الفعال لما يريد، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ونشهد أنه ربنا الخالق البارئ المصور الذي أوجد الكائنات وأتقن صنعها وأحسن نظامها ].

أثبت المحقق هنا وجود الله سبحانه وتعالى في قوله: نشهد أن الله واجب الوجود. كما أثبت صفاته وأسماءه وأفعاله، فأثبت توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، فكل ما مضى فيه إثبات أن الله واجب الوجود، وأنه أحد فرد صمد، وأن له الكمال المطلق وأنه الأول وأنه الظاهر وأنه العلي، بجميع أنواع العلو الثلاثة: علو القدر وعلو القهر وعلو الذات، وأنه السميع وأنه البصير، وأن له الأوصاف الكاملة الذي وصف بها نفسه، وأنه المدبر وأن العباد كلهم مماليك، وأنه فعال لما يريد وأنه الخالق البارئ، وأنه الذي أوجد الكائنات وبعد أن ذكر ذلك أتبعه بذكر توحيد العبادة والألوهية.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ وأنه الله الذي لا إله إلا هو الإله المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه ].

وهذا فيه إثبات توحيد العبادة والألوهية وبذلك تمت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية والعبادة، وهذا هو الذي من أجله خلقنا الله سبحانه، وهو الذي ركز عليه المؤلف محمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني وذلك لأن القرآن كله من أوله إلى آخره في إثبات توحيد العبادة والألوهية مع ذكر توحيد الربوبية والأسماء والصفات، لكن توحيد الربوبية والأسماء والصفات توحيد فطري لم ينكره أحد إلا من شذ من الأمم.

أما توحيد الألوهية ففيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأممهم، ومعنى قوله: (لا إله إلا هو) يعني: لا معبود بحق سواه، فالإله هو المعبود.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ فلا نخضع ولا نذل ولا ننيب ولا نتوجه إلا لله الواحد القهار العزيز الغفار، فإياه نعبد، وإياه نستعين، وله نرجو ونخشى، نرجو رحمته ونخشى عدله وعذابه ].

ليعلم أن من وضع الله فيه عدله عذب؛ لأن الله تعالى يثيب الطائعين برحمته، ويعاقب العاصين بعدله؛ ولهذا جاء في الحديث: (لو عذب الله أهل السماوات والأرض لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته أوسع لهم)

والمعنى: أنه لو وضع عدله بأهل السماوات وأهل الأرضين لكانوا مدينين له، وحينئذ لو عذبهم عذبهم وهو غير ظالم لهم.

لكنه سبحانه لا يعاملهم بعدله، ولا يحاسبهم بنعمه وأعمالهم، بل يبتدئهم بنعم جديدة سبحانه وتعالى، فيثيب الطائعين برحمته وفضله وإحسانه، ويعاقب العاصين والمجرمين بعدله سبحانه وتعالى، فعقابه للعاصين عدل، لا يبلغه أحد سواه، ورحمته للمطيعين فضل وإحسان.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [لا رب لنا غيره فنسأله وندعوه، ولا إله لنا سواه نؤمله ونرجوه، هو مولانا في إصلاح ديننا ودنيانا، وهو نعم النصير الرافع عنا جميع السوء والمكاره، فهذه صفة الإيمان بالله تعالى على وجه التفصيل وقد أخل بها بعض الناس، كأن يعتقد العبد أن لله شريكاً في خلق بعض المخلوقات وتدبير أمورها -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- أو أن يصرف العبد نوعاً من أنواع العبادة لغير الله؛ كأن يدعو غير الله أو يرجوه أو يخافه، ...

فلما رأى العلامة محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله تعالى هذه الأصناف من العباد قام بكتابة هذه الرسالة التي نحن بصدد تحقيقها وتخريجها، وأسماها: (تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد)، أثبت فيها أصولاً من قواعد الدين، ومن أهم ما تجب معرفته على الموحدين، وأوضح فيها خطر الشرك على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة، وأورد فيها الأدلة على تحريم النذر والنحائر للقبور وغيرها.

فجزاه الله خيراً على ما كتب وجعله في ميزان أعماله يوم العرض عليه ونحن معه يا رب العالمين ].

وكما قال المحقق فإن المؤلف رحمه الله العلامة محمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني قد ذكر في هذه الرسالة قواعد وأصولاً في توحيد العبادة.

ترجمة المؤلف رحمه الله تعالى

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ ترجمة المؤلف: هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الأمير الحسني اليمني الكحلاني المولد، الصنعاني النشأة والوفاة.

مولده في منتصف جماد الآخرة سنة (1909هـ) بمدينة كحلان التي تقع في الشرق الشمالي من حجة على بعد سبعة عشر كيلو.

انتقل مع أبيه إلى صنعاء في سنة (1207هـ) وكانت سنه ثمان سنوات، فنشأ بها، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، وأسلمه إلى النحارير من أهل العلم، كالسيد العلامة زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم ، والسيد العلامة: صلاح بن حسين الأخفش ، والسيد العلامة عبد الله بن علي بن أحمد، والقاضي العلامة علي بن محمد بن أحمد العنسي، حتى تخرج عليهم عالماً فاضلاً يشار إليه بالبنان ثم عكف على نشر السنة النبوية والتدريس والفتيا والإرشاد والتأليف، وكان الأمير الصنعاني رحمه الله يمثل العالم الورع الزاهد حاله كحال العلماء الأجلاء رحمهم الله تعالى لا هم لهم إلا مغفرة الله وطلب رضوانه، وقد أثنى عليه العلماء حتى أن الشوكاني رحمه الله تعالى قال عنه: (الإمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف).

وقال عنه أيضاً: برع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وتظهَّر بالاجتهاد وعمل بالأدلة ونفر عن التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية.

وقال عنه محمد محيي الدين في مقدمة توضيح الأفكار: ولقد كان الشارح المحقق ابن الأمير في كتابه هذا كما عهد في مؤلفاته كلها الرجل العارف بما قيل ولما قيل وماذا قيل مما يرد عليه أو يدفع عنه أو يدفع به، وكان مع ذلك كله رجلاً حر الرأي يوافق المصنف ما وافق الحق في نظره ويخالفه ما انحرف عما يعتقده صواباً، ويبين ما في عبارة المؤلف من قصور عن تأدية المعنى الذي يقوم حوله وما فيها من استيعاب أحياناً ].

حقاً لقد كان عالماً من العلماء البارزين وله اجتهادات ومؤلفات جيدة ونافعة ومفيدة ومع ذلك فهو ليس بمعصوم بل هو كسائر البشر يخطئ كما يخطئ غيره، وقد يغلط من هو أكبر منه كما يغلط من هو أقل منه، وهناك بعض الأشياء نجدها ونلحظها في الرسالة لا تحط من قدره، وكما قال الإمام مالك رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر. يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هناك أحد معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤلف رحمه الله إمام معروف سلفي المعتقد، وكلامه ومؤلفاته جيدة ونافعة ومفيدة لكن قد يكون له أشياء مرجوحة، أو يغلط فيها كغيره، فينبه غيره عليها من أهل العلم.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ وللعلامة الأمير مؤلفات كثيرة منها:

1- إجابة السائل شرح بغية الآمر.

2- إرشاد النقاد إلى تيسر الاجتهاد.

3- إقامة البرهان على جواز أخذ الأجرة على تلاوة القرآن.

4- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار في علوم الآثار.

5- الثمان المسائل المرضية.

6- ديوان الأمير الصنعاني.

7- سبل السلام وهو شرح على بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني. وأقوم بتحقيقه وتخريج أحاديثه أعانني الله على إكماله.

وغيرها من الكتب النافعة.

وقد كان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، فكان صريحاً وشجاعاً في نصحه للأئمة والولاة والتنديد بما يعانيه الناس من المظالم.

وكان رحمه الله تعالى داعياً إلى العمل بالكتاب والسنة، وعدم التقيد بالمذاهب المعروفة، وداعية إلى إخلاص التوحيد.

ومات رحمه الله تعالى بصنعاء في يوم الثلاثاء، ثالث شعبان سنة: (1182هـ) وقد دفن غربي منارة جامع المدرسة بأعلى صنعاء عن ثلاث وثمانين سنة ].

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ ترجمة المؤلف: هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الأمير الحسني اليمني الكحلاني المولد، الصنعاني النشأة والوفاة.

مولده في منتصف جماد الآخرة سنة (1909هـ) بمدينة كحلان التي تقع في الشرق الشمالي من حجة على بعد سبعة عشر كيلو.

انتقل مع أبيه إلى صنعاء في سنة (1207هـ) وكانت سنه ثمان سنوات، فنشأ بها، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، وأسلمه إلى النحارير من أهل العلم، كالسيد العلامة زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم ، والسيد العلامة: صلاح بن حسين الأخفش ، والسيد العلامة عبد الله بن علي بن أحمد، والقاضي العلامة علي بن محمد بن أحمد العنسي، حتى تخرج عليهم عالماً فاضلاً يشار إليه بالبنان ثم عكف على نشر السنة النبوية والتدريس والفتيا والإرشاد والتأليف، وكان الأمير الصنعاني رحمه الله يمثل العالم الورع الزاهد حاله كحال العلماء الأجلاء رحمهم الله تعالى لا هم لهم إلا مغفرة الله وطلب رضوانه، وقد أثنى عليه العلماء حتى أن الشوكاني رحمه الله تعالى قال عنه: (الإمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف).

وقال عنه أيضاً: برع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وتظهَّر بالاجتهاد وعمل بالأدلة ونفر عن التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية.

وقال عنه محمد محيي الدين في مقدمة توضيح الأفكار: ولقد كان الشارح المحقق ابن الأمير في كتابه هذا كما عهد في مؤلفاته كلها الرجل العارف بما قيل ولما قيل وماذا قيل مما يرد عليه أو يدفع عنه أو يدفع به، وكان مع ذلك كله رجلاً حر الرأي يوافق المصنف ما وافق الحق في نظره ويخالفه ما انحرف عما يعتقده صواباً، ويبين ما في عبارة المؤلف من قصور عن تأدية المعنى الذي يقوم حوله وما فيها من استيعاب أحياناً ].

حقاً لقد كان عالماً من العلماء البارزين وله اجتهادات ومؤلفات جيدة ونافعة ومفيدة ومع ذلك فهو ليس بمعصوم بل هو كسائر البشر يخطئ كما يخطئ غيره، وقد يغلط من هو أكبر منه كما يغلط من هو أقل منه، وهناك بعض الأشياء نجدها ونلحظها في الرسالة لا تحط من قدره، وكما قال الإمام مالك رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر. يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هناك أحد معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤلف رحمه الله إمام معروف سلفي المعتقد، وكلامه ومؤلفاته جيدة ونافعة ومفيدة لكن قد يكون له أشياء مرجوحة، أو يغلط فيها كغيره، فينبه غيره عليها من أهل العلم.

قال المحقق وفقه الله تعالى: [ وللعلامة الأمير مؤلفات كثيرة منها:

1- إجابة السائل شرح بغية الآمر.

2- إرشاد النقاد إلى تيسر الاجتهاد.

3- إقامة البرهان على جواز أخذ الأجرة على تلاوة القرآن.

4- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار في علوم الآثار.

5- الثمان المسائل المرضية.

6- ديوان الأمير الصنعاني.

7- سبل السلام وهو شرح على بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني. وأقوم بتحقيقه وتخريج أحاديثه أعانني الله على إكماله.

وغيرها من الكتب النافعة.

وقد كان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، فكان صريحاً وشجاعاً في نصحه للأئمة والولاة والتنديد بما يعانيه الناس من المظالم.

وكان رحمه الله تعالى داعياً إلى العمل بالكتاب والسنة، وعدم التقيد بالمذاهب المعروفة، وداعية إلى إخلاص التوحيد.

ومات رحمه الله تعالى بصنعاء في يوم الثلاثاء، ثالث شعبان سنة: (1182هـ) وقد دفن غربي منارة جامع المدرسة بأعلى صنعاء عن ثلاث وثمانين سنة ].


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [2] 2281 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [3] 2005 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [4] 1719 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [7] 1715 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [9] 1445 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [8] 1426 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [5] 1228 استماع
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [6] 916 استماع