خطب ومحاضرات
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [2]
الحلقة مفرغة
كل ما في القرآن حق
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فاعلم أن هاهنا أصولاً، هي من قواعد الدين، ومن أهم ما تجب معرفته على الموحدين.
قال المصنف رحمه الله: [
إنه قد علم من ضرورة الدين: أن كل ما في القرآن فهو حق لا باطل، وصدق لا كذب، وهدى لا ضلالة، وعلم لا جهالة، ويقين لا شك فيه، وهذا الأصل أصل لا يتم إسلام أحد ولا إيمانه إلا بالإقرار به، وهذا مجمع عليه لا خلاف فيه ].
ذكر المؤلف رحمه الله قواعد أسماها أصولاً، وقال: إنها من أهم ما يجب على الموحد أن يعرفه، أي: هذه الأصول والقواعد، فيجب معرفتها واعتقادها والعلم بها، واعتقادها؛ لأنها أمر مجمع عليه ومتفق عليه بين أهل العلم، ومعلوم من الدين بالضرورة، فيجب على طالب العلم أن يعلم هذه الأصول، وأن يفهمها ويعتقدها جيداً، ومن لم يؤمن بهذه الأصول فإن في إيمانه وتوحيده خلل ونقص، وقد يكفر إذا قامت عليه الحجة وليس له عذر.
يقول المؤلف: الأصل الأول: كل ما في القرآن حق. هذا مجمع على اعتقاده، وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة، فكل مسلم يعتقده، ومن اعتقد خلاف هذا الأصل، واعتقد أن القرآن فيه باطل، فهو مرتد عن الإسلام بإجماع المسلمين، نسأل الله السلامة والعافية.
قال الله تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82].
وقال تعالى: أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ [الرعد:19] وإذا علم أن هذا الأصل مجمع ومتفق عليه، فإنه من اعتقد أن في القرآن باطل، أو نقص، أو تحريف، أو زيادة، أو أنه يمكن أن يزاد فيه وينقص، فقد كذب الله في قوله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] فالله تعالى تكفل بحفظه، والقرآن هو الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
الرسل بعثوا للدعوة إلى توحيد الله بتوحيد العبادة
أن رسل الله وأنبياءه -من أولهم إلى آخرهم- بعثوا لدعاء العباد إلى توحيد الله بتوحيد العبادة، وكل رسول أول ما يقرع به أسماع قومه قوله: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59]، أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [هود:2]، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ [نوح:3].
وهذا الذي تضمنه قول: (لا إله إلا الله)، فإنما دعت الرسل أممها إلى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها، لا مجرد قولها باللسان.
ومعناها: هو إفراد الله بالإلهية والعبادة، والنفي لما يعبد من دونه والبراءة منه، وهذا الأصل لا مرية فيما تضمنه، ولا شك فيه، وفي أنه لا يتم إيمان أحد حتى يعلمه ويحققه ].
قوله: إن الرسل عليهم الصلاة والسلام بعثوا للدعوة إلى توحيد الله بتوحيد العبادة. هذا أصل مجمع عليه والنصوص في هذا واضحة، قال الله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].
فكل رسول بعثه الله إلى قومه، يدعوهم إلى توحيد العبادة في بادئ ذي بدء كما أخبر الله تعالى عن نوح وهود وصالح وشعيب قال الله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59].
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:65].
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:73].
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:85].
أما توحيد الربوبية فهو أمر فطري تقر به جميع طوائف الأمم إلا من شذ، ولا عبرة بمن شذ، مثل: الدهريين الذين يقولون: ما يهلكنا إلا الدهر. ومثل: الشيوعية الملاحدة الذين يقولون: لا إله والحياة مادة. ومثل: الطبائعين الذين يؤمنون بالطبيعة، ومن يقول بالصدفة، فهؤلاء مجموعة من الطوائف البشرية قد شذوا، وإلا فجميع طوائف البشر مقرون بتوحيد الربوبية، ولذا كان النزاع بين الرسل وأممهم في توحيد العبادة والألوهية؛ ولهذا قال المؤلف رحمه الله: أن رسل الله وأنبياءه -من أولهم إلى آخرهم- بعثوا لدعاء العباد إلى توحيد الله بتوحيد العبادة، وكل رسول أول ما يقرع به أسماع قومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59]، أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [هود:2]، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ [نوح:3].
وقوله: وهذا الذي تضمنه قول: (لا إله إلا الله)، هذه الكلمة العظيمة التي من أجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، ولأجلها قامت راية الجهاد، وخلقت الجنة والنار، وقسم الناس إلى شقي وسعيد.
ومعناها: لا معبود بحق إلا الله.
وقد دعت الرسل أممها إلى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها، لا مجرد قولها باللسان، فطلبت من أمها إفراد الله بالعبادة، والبراءة من الشرك وأهله، ولا يكفي مجرد قولها باللسان، وقد كان كفار قريش يعرفون معناها؛ ولهذا امتنعوا من قولها، ولذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش: أطلب منكم كلمة إذا قلتموها ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم، فقال أبو جهل : ما هي هذه الكلمة؟ لنعطينك وعشر أمثالها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا الله. فرفض ونكص على عقبية، وجعل ينفض يديه ويقول: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5] فرفض وامتنع أن يقولها، لأنه يعرف معناها، لكن عباد القبور اليوم يقولونها وهم يطوفون حول القبور، ولا يعرفون لمعناها، فتجده يقول: لا إله إلا الله وهو ينقضها بأفعاله، فيطوف حول القبر ويذبح له وينذر له، وما ذلك إلا لأنه لا يعرف معناها، وحتى قد وجد من بعض الجهال من يطوف حول الكعبة وهو يقول: يا رسول الله! يا رسول الله! فلا يعرف معنى التوحيد ولا معنى لا إله إلا الله، لكن كفار قريش يعرفون معناها، ولهذا قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الإمام المجدد في بعض رسائله: فلا خير في رجل كفار قريش أعرف منه بمعنى لا إله إلا الله، فعباد القبور كثير منهم لا يعرف معنى لا إله إلا الله، فيقولها بلسانه وينقضها بأفعاله، أما كفار قريش فيرفض أحدهم قولها، لأنه يعرف معناها؛ ولهذا قال المؤلف رحمه الله: إنما دعت الرسل أممها إلى قول هذه الكلمة واعتقاد معناها، لا مجرد قولها باللسان.
ومعنى هذه الكلمة: إفراد الله بالإلهية والعبادة، والنفي بما يعبد من دونه والبراءة منه، أي: تشتمل على شيئين: نفي وإثبات، فلا إله: نفي، وإلا الله: إثبات، فلا إله: هذا هو الكفر بالطاغوت، والبراءة من كل معبود سوى الله، ولذا كانت كلمة التوحيد مشتملة على كفر وإيمان: كفر بالطاغوت، وإيمان بالله، كفر بالطاغوت في قولك: لا إله، إذ هو نفي لجميع أنواع العبادة لغير الله، إلا الله: إثبات العبادة بجميع أنواعها لله، فهذا معناها، ولهذا قال المؤلف: ومعناها: هو إفراد الله بالإلهية والعبادة، والنفي لما يعبد من دونه والبراءة منه، وهذا الأصل لا مرية ولا شك فيما تضمنه، ولا يتم إيمان أحد حتى يعلمه ويحققه، وأنه يجب على كل إنسان أن يفرد الله بالعبادة، وأن يتبرأ من الشرك وأهله.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فاعلم أن هاهنا أصولاً، هي من قواعد الدين، ومن أهم ما تجب معرفته على الموحدين.
قال المصنف رحمه الله: [
إنه قد علم من ضرورة الدين: أن كل ما في القرآن فهو حق لا باطل، وصدق لا كذب، وهدى لا ضلالة، وعلم لا جهالة، ويقين لا شك فيه، وهذا الأصل أصل لا يتم إسلام أحد ولا إيمانه إلا بالإقرار به، وهذا مجمع عليه لا خلاف فيه ].
ذكر المؤلف رحمه الله قواعد أسماها أصولاً، وقال: إنها من أهم ما يجب على الموحد أن يعرفه، أي: هذه الأصول والقواعد، فيجب معرفتها واعتقادها والعلم بها، واعتقادها؛ لأنها أمر مجمع عليه ومتفق عليه بين أهل العلم، ومعلوم من الدين بالضرورة، فيجب على طالب العلم أن يعلم هذه الأصول، وأن يفهمها ويعتقدها جيداً، ومن لم يؤمن بهذه الأصول فإن في إيمانه وتوحيده خلل ونقص، وقد يكفر إذا قامت عليه الحجة وليس له عذر.
يقول المؤلف: الأصل الأول: كل ما في القرآن حق. هذا مجمع على اعتقاده، وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة، فكل مسلم يعتقده، ومن اعتقد خلاف هذا الأصل، واعتقد أن القرآن فيه باطل، فهو مرتد عن الإسلام بإجماع المسلمين، نسأل الله السلامة والعافية.
قال الله تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82].
وقال تعالى: أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ [الرعد:19] وإذا علم أن هذا الأصل مجمع ومتفق عليه، فإنه من اعتقد أن في القرآن باطل، أو نقص، أو تحريف، أو زيادة، أو أنه يمكن أن يزاد فيه وينقص، فقد كذب الله في قوله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] فالله تعالى تكفل بحفظه، والقرآن هو الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [3] | 2007 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [4] | 1737 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [7] | 1717 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [9] | 1448 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [8] | 1429 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [5] | 1230 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [6] | 919 استماع |
شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لابن الأمير الصنعاني [1] | 652 استماع |