سلسلة منهاج المسلم - (163)


الحلقة مفرغة

الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية بكاملها عقيدة وأدباً وخلقاً وعبادة وأحكاماً، وقد جمع المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله ولم يفرق بينهم، فكلهم أهل السنة والجماعة، ليس بينهم من يقول: أنا كذا، والآخر يقول: أنا مذهبي كذا، لا والله فنحن المؤمنون بالله ورسوله، أتباع لرسولنا وسلفنا الصالح، وهذا الكتاب من استطاع أن يكون في بيته فليكن، فهو شامل جامع للشريعة بأسلوب سهل مسهل يفهم به دين الله كما أراد الله، وقد انتهى بنا الدرس إلى [المادة السابعة: في الوصية].

تعريف الوصية

[أولاً: تعريفها] ما هي الوصية؟ [الوصية هي العهد بالنظر في شيء أو التبرع بالمال بعد الوفاة] الوصية أن تعهد إلى إنسان بأن ينظر في أولادك أو في بستانك أو في مالك، أو أن تعهد إليه في أن يقوم بالتبرع بالمال بعد وفاتك.

[وهي بهذا التعريف نوعان] اصطلاحيان [الأول: وصية إلى من يقوم بتسديد دين، أو إعطاء حق] يوصي المؤمن لأحد الناس بأن يسدد دينه وهو مريض، أو أن يعطي حقوق من له حق عليه [أو النظر في شأن أولاد صغار إلى بلوغهم] مريض لا يدري أيتوفاه الله أم لا، فيوصي فلاناً من الناس بأولاده ينظر في شأنهم حتى البلوغ.

[والثاني: وصية بما يصرف إلى الجهة الموصى لها به] كأن تقول: وصيتي لك يا فلان أن تنفق ثلث المال على الجهات التي تستحقها.

حكم الوصية

[ثانياً: حكمها: الوصية مشروعة] من شرعها؟ الله جل جلاله وعظم سلطانه، ليست بدعة أبداً، ولا قانون كافر، بدليل: [بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ [المائدة:106]، وقوله تعالى: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:11]] وهذا معناه مشروعية الوصية في كتاب الله عز وجل.

[وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما حق امرئ مسلم له ما يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده )] وعلينا أن نفعل هذا.

ومعنى: ( ما حق امرئ مسلم له ما يوصي فيه ) أي: له شيء يوصي فيه ( يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) أي: عند رأسه، متى مات طُبقت الوصية، فإذا كانت عليه ديون -مثلاً- سددت، أو أوصى بصدقة وُزعت، وإذا لم يكن عندك وصية فلست ملزماً، لكن إذا كان لك شيء توصي به فيجب أن توصي.

موضع وجوب الوصية واستحبابها

[وتجب الوصية على من عليه دين] من كان عليه دين للمؤمنين أو الكافرين يجب أن يوصي [أو عنده وديعة] في بيته محفوظة عنده [أو عليه حقوق] لازمة [خشية أن يموت فتضيع أموال الناس وحقوقهم فيسأل عنها يوم القيامة] والعياذ بالله.

[كما تستحب الوصية] بعدما عرفنا متى تجب، نعرف متى تستحب [لمن له مال كثير وورثته أغنياء، أن يوصي بشيء من ماله ثلثاً أو أقل] كالربع [لأقربائه من غير الوارثين، أو لجهة من جهات الخير] هذه الوصية مستحبة، فمن كان له مال كثير وورثته أغنياء -كبناته وأولاده وأعمامه وما إلى ذلك- استحب له أن يوصي بالثلث إذا مات -وأكثر من الثلث لا يجوز- يوزع على أقاربه الفقراء وعلى المساكين، والدليل: [لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: يا ابن آدم! )] ونحن من أبناء آدم [( ثنتان لم يكن لك واحدة منهما )] مسألتان أو قضيتان أو حقان لم يكن لك واحدة منهما [( جعلت لك نصيباً في مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك )] هذه الوصية بالثلث، فقوله: ( جعلت لك نصيباً في مالك )، أي: أعطاه الثلث منه، وقوله: ( حين أخذت بكظمك ) أي: بحلقك لتموت [( وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك )] هذه عطية من الله أن يصلى عليك بعد موتك، وهو فضل من الله.

اثنتان من فضل الله تعالى لا ننساهما: الأولى: الوصية عند الموت بالثلث أو أقل من الثلث، وهذا يعود إليك بالخير والبركة.

ثانياً: صلاة المؤمنين عليك، وهذا كله من فضل الله.

[ولقوله صلى الله عليه وسلم لـسعد بن أبي وقاص حينما سأله عن الوصية: ( الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس )] أي: يمدون أكفهم للناس، وهذا دليل على أن الوصية لا تكون إلا بالثلث فأقل، وأما أكثر من الثلث فلا، والثلث كثير أيضاً.

معقول هذا الكلام أم لا؟ هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

إذاً: الوصية مشروعة، والباب مفتوح، وتكون واجبة أحياناً، وتكون مستحبة أحياناً أخرى، هذه هي أحكامها، ولها شروط، فما شروطها؟

[أولاً: تعريفها] ما هي الوصية؟ [الوصية هي العهد بالنظر في شيء أو التبرع بالمال بعد الوفاة] الوصية أن تعهد إلى إنسان بأن ينظر في أولادك أو في بستانك أو في مالك، أو أن تعهد إليه في أن يقوم بالتبرع بالمال بعد وفاتك.

[وهي بهذا التعريف نوعان] اصطلاحيان [الأول: وصية إلى من يقوم بتسديد دين، أو إعطاء حق] يوصي المؤمن لأحد الناس بأن يسدد دينه وهو مريض، أو أن يعطي حقوق من له حق عليه [أو النظر في شأن أولاد صغار إلى بلوغهم] مريض لا يدري أيتوفاه الله أم لا، فيوصي فلاناً من الناس بأولاده ينظر في شأنهم حتى البلوغ.

[والثاني: وصية بما يصرف إلى الجهة الموصى لها به] كأن تقول: وصيتي لك يا فلان أن تنفق ثلث المال على الجهات التي تستحقها.

[ثانياً: حكمها: الوصية مشروعة] من شرعها؟ الله جل جلاله وعظم سلطانه، ليست بدعة أبداً، ولا قانون كافر، بدليل: [بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ [المائدة:106]، وقوله تعالى: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:11]] وهذا معناه مشروعية الوصية في كتاب الله عز وجل.

[وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما حق امرئ مسلم له ما يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده )] وعلينا أن نفعل هذا.

ومعنى: ( ما حق امرئ مسلم له ما يوصي فيه ) أي: له شيء يوصي فيه ( يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) أي: عند رأسه، متى مات طُبقت الوصية، فإذا كانت عليه ديون -مثلاً- سددت، أو أوصى بصدقة وُزعت، وإذا لم يكن عندك وصية فلست ملزماً، لكن إذا كان لك شيء توصي به فيجب أن توصي.

[وتجب الوصية على من عليه دين] من كان عليه دين للمؤمنين أو الكافرين يجب أن يوصي [أو عنده وديعة] في بيته محفوظة عنده [أو عليه حقوق] لازمة [خشية أن يموت فتضيع أموال الناس وحقوقهم فيسأل عنها يوم القيامة] والعياذ بالله.

[كما تستحب الوصية] بعدما عرفنا متى تجب، نعرف متى تستحب [لمن له مال كثير وورثته أغنياء، أن يوصي بشيء من ماله ثلثاً أو أقل] كالربع [لأقربائه من غير الوارثين، أو لجهة من جهات الخير] هذه الوصية مستحبة، فمن كان له مال كثير وورثته أغنياء -كبناته وأولاده وأعمامه وما إلى ذلك- استحب له أن يوصي بالثلث إذا مات -وأكثر من الثلث لا يجوز- يوزع على أقاربه الفقراء وعلى المساكين، والدليل: [لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: يا ابن آدم! )] ونحن من أبناء آدم [( ثنتان لم يكن لك واحدة منهما )] مسألتان أو قضيتان أو حقان لم يكن لك واحدة منهما [( جعلت لك نصيباً في مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك )] هذه الوصية بالثلث، فقوله: ( جعلت لك نصيباً في مالك )، أي: أعطاه الثلث منه، وقوله: ( حين أخذت بكظمك ) أي: بحلقك لتموت [( وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك )] هذه عطية من الله أن يصلى عليك بعد موتك، وهو فضل من الله.

اثنتان من فضل الله تعالى لا ننساهما: الأولى: الوصية عند الموت بالثلث أو أقل من الثلث، وهذا يعود إليك بالخير والبركة.

ثانياً: صلاة المؤمنين عليك، وهذا كله من فضل الله.

[ولقوله صلى الله عليه وسلم لـسعد بن أبي وقاص حينما سأله عن الوصية: ( الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس )] أي: يمدون أكفهم للناس، وهذا دليل على أن الوصية لا تكون إلا بالثلث فأقل، وأما أكثر من الثلث فلا، والثلث كثير أيضاً.

معقول هذا الكلام أم لا؟ هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

إذاً: الوصية مشروعة، والباب مفتوح، وتكون واجبة أحياناً، وتكون مستحبة أحياناً أخرى، هذه هي أحكامها، ولها شروط، فما شروطها؟




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4152 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4078 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3865 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3859 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3832 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3820 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3744 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3642 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3627 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3605 استماع