سلسلة منهاج المسلم - (143)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وألفت النظر إلى أن هذا الكتاب جمع المسلمين على منهج الحق، فلا مذهبية ولا طائفية، وإنما هو قال الله قال رسوله، منهج السلف الصالح، عقيدة وآداباً وأخلاقاً وأحكاماً وعبادات، وها نحن مع أحكام الربا.

قال: [بيان أجناس الربويات] الربا أجناس [والذي عليه الجمهور من الصحابة والأئمة هو أن الذهب جنس، والفضة جنس، والقمح جنس، والشعير جنس، وأنواع التمر كلها جنس، والقطاني أجناس مختلفة: فالفول جنس، والحمص جنس، والرز جنس، والذرة جنس، وأنواع الزيوت كلها جنس واحد، والعسل جنس، واللحوم أجناس: فلحم الإبل جنس، ولحم البقر جنس، ولحم الضأن جنس، ولحم الطيور جنس، ولحوم الأسماك المختلفة جنس] ولتعلم أن الجنس ما يباع بجنس آخر إلا يداً بيد ومثلاً بمثل، فلا تبيع فضة بفضة إلا يداً بيد ومقداراً بمقدار، والذهب بالذهب، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، هذه الأجناس هي أجناس الربا، فلا تباع إلا بميزان واحد وفي مجلس واحد (ها وها).

ثم قال: [ما لا يجري فيه الربا من الأطعمة] هناك أطعمة لا يجري فيها الربا [لا يجري الربا في مثل الفواكه والخضروات] هذه لا ربا فيها [لأنها لا تدخر من جهة، ولم تكن في الزمن الأول مما يكال أو يوزن من جهة أخرى] فلهذا الفواكه والخضروات لا ربا فيها، إن بيعت يداً بيد أو غير يد بيد [كما أنها ليست من الأغذية الأساسية كالحبوب واللحوم الوارد فيها النص الصريح الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم] أما أنواع الفواكه والخضروات ما ورد فيها شيء.

أولاً: أغلبها يتعامل بالربا

والآن [(تنبيهان) الأول: في البنوك: البنوك الحالية في سائر بلاد العالم الإسلامي أغلبها يتعامل بالربا، بل ما وضع إلا على أساس ربوي خالص، فلا يجوز التعامل معها إلا فيما ألجأت إليه الضرورة كالتحويل نقد من بلد إلى آخر] كالتحويل من بلد إلى بلد للضرورة بأن تحول من البنك الفلاني إلى البنك الفلاني في العالم.

ثانياً: ضرورة إنشاء البنوك الإسلامية

[وبناء على هذا فقد وجب على الإخوة الصالحين من المسلمين أن ينشئوا لهم بنوكاً إسلامية بعيدة عن الربا خالية من سائر معاملاته] بناءً على هذا وجب على الإخوة الصالحين من المسلمين أن يوجدوا لهم بنوكاً إسلامية بعيدة عن الربا خالية من سائر معاملاته؛ حتى نتخلص من الربا، وما المانع؟

[وها هي صورة تقريبية للبنك الإسلامي المقترح إنشاؤه: يجتمع الإخوة المسلمون من أهل البلد، ويتفقون على إنشاء دار يسمونها (خزانة الجماعة) يختارون لها من بينهم من هو حفيظ عليهم] أمين عليهم [يتولى إدارتها وتيسير عملها].

يا أهل المدينة! يا أهل القرية من المسلمين! ألستم مؤمنين؟ ألستم ربانيين؟ ألستم أولياء الله الصالحين؟ أنشئوا هذه الخزينة، ومن ثم تغلق البنوك أبوابها، ولا يبقى بنك كافر.

ثالثاً: من المهمات المقترحة على البنوك الإسلامية

[وتكون مهمة هذه الخزانة مقصورة على ما يلي: أولاً: قبول الإيداعات] من أراد أن يودع شيئاً يقبلونه [(حفظ أمانات الإخوان) بدون مقابل] فتودع عندهم مالك ليحفظوه لك بدون مقابل يأخذونه منك [ثانياً: الإقراض: فتقرض الإخوة المسلمين قروضاً تتناسب وإيراداتهم أو مكاسبهم بلا فائدة] يقرضون إخوانهم في المدينة أو في القرية قرضاً حسناً يتناسب مع إيرادات هذا الشخص وما يحصل عليه وما عنده، بحسب وظيفته، وبحسب مكسبه، فلا يقرضوه مليوناً والشخص ليس عنده شيء ولا يقدر عليه، فهذه الخزينة تقرض الإخوة المسلمين قروضاً تتناسب وإيراداتهم -أي: وما يردوه من المال- من طريق صناعة أو زراعة أو وظيفة أو تجارة، بلا فائدة، فيعطونه القرض ويعدهم بعد شهر أو ثلاثة أو سنة أن يرده كما هو؛ لأنه مسلم [ثالثاً: المشاركة في ميادين الفلاحة، والتجارة، والبناء، والصناعة، فتساهم هذه الخزانة في كل ميادين يُرى أنه يحقق مكاسب وأرباحاً للخزانة] فتساهم الخزانة في كل ميدان يرى أنه يحقق مكاسب وأرباحاً للخزينة [رابعاً: المساعدة على تحويل عملة الإخوان من بلد إلى بلد بلا أجر] بلا مقابل [إذا كان لها فرع في البلد المراد التحويل إليه] هذه الخزانة إذا كان لها فرع في بلد آخر تحول مجاناً بلا مقابل، هذه مهمتها وفائدتها [خامساً: على رأس كل سنة تصفى حسابات الخزانة، وتوزع الأرباح على المساهمين بحسب سهومهم في الخزانة] هذا مساهم بألف وهذا مساهم بعشرة، هذا يعطى على قدر سهمه وهذا على قدر سهمه.

إذاً: تكون الخزانة مقصورة على ما يلي:

أولاً: قبول الإيداعات.

ثانياً: الإقراض.

ثالثاً: المشاركة في ميادين الفلاحة، والتجارة، والصناعة.

رابعاً: المساعدة على تحويل عملة الإخوان من بلد إلى بلد بلا أجر إذا كان لها فرع في ذلك البلد.

خامساً: على رأس كل سنة تصفى حسابات الخزانة، وتوزع الأرباح على المساهمين بحسب سهومهم في الخزانة.

هذا ممكن أن يقع لو أسلمنا قلوبنا ووجوهنا لربنا، وهو أيسر من أن نأكل الطعام ونشرب الماء، لكن ما دامت القلوب قاسية والنفوس شاردة فهو صعب جداً.

والآن [(تنبيهان) الأول: في البنوك: البنوك الحالية في سائر بلاد العالم الإسلامي أغلبها يتعامل بالربا، بل ما وضع إلا على أساس ربوي خالص، فلا يجوز التعامل معها إلا فيما ألجأت إليه الضرورة كالتحويل نقد من بلد إلى آخر] كالتحويل من بلد إلى بلد للضرورة بأن تحول من البنك الفلاني إلى البنك الفلاني في العالم.

[وبناء على هذا فقد وجب على الإخوة الصالحين من المسلمين أن ينشئوا لهم بنوكاً إسلامية بعيدة عن الربا خالية من سائر معاملاته] بناءً على هذا وجب على الإخوة الصالحين من المسلمين أن يوجدوا لهم بنوكاً إسلامية بعيدة عن الربا خالية من سائر معاملاته؛ حتى نتخلص من الربا، وما المانع؟

[وها هي صورة تقريبية للبنك الإسلامي المقترح إنشاؤه: يجتمع الإخوة المسلمون من أهل البلد، ويتفقون على إنشاء دار يسمونها (خزانة الجماعة) يختارون لها من بينهم من هو حفيظ عليهم] أمين عليهم [يتولى إدارتها وتيسير عملها].

يا أهل المدينة! يا أهل القرية من المسلمين! ألستم مؤمنين؟ ألستم ربانيين؟ ألستم أولياء الله الصالحين؟ أنشئوا هذه الخزينة، ومن ثم تغلق البنوك أبوابها، ولا يبقى بنك كافر.

[وتكون مهمة هذه الخزانة مقصورة على ما يلي: أولاً: قبول الإيداعات] من أراد أن يودع شيئاً يقبلونه [(حفظ أمانات الإخوان) بدون مقابل] فتودع عندهم مالك ليحفظوه لك بدون مقابل يأخذونه منك [ثانياً: الإقراض: فتقرض الإخوة المسلمين قروضاً تتناسب وإيراداتهم أو مكاسبهم بلا فائدة] يقرضون إخوانهم في المدينة أو في القرية قرضاً حسناً يتناسب مع إيرادات هذا الشخص وما يحصل عليه وما عنده، بحسب وظيفته، وبحسب مكسبه، فلا يقرضوه مليوناً والشخص ليس عنده شيء ولا يقدر عليه، فهذه الخزينة تقرض الإخوة المسلمين قروضاً تتناسب وإيراداتهم -أي: وما يردوه من المال- من طريق صناعة أو زراعة أو وظيفة أو تجارة، بلا فائدة، فيعطونه القرض ويعدهم بعد شهر أو ثلاثة أو سنة أن يرده كما هو؛ لأنه مسلم [ثالثاً: المشاركة في ميادين الفلاحة، والتجارة، والبناء، والصناعة، فتساهم هذه الخزانة في كل ميادين يُرى أنه يحقق مكاسب وأرباحاً للخزانة] فتساهم الخزانة في كل ميدان يرى أنه يحقق مكاسب وأرباحاً للخزينة [رابعاً: المساعدة على تحويل عملة الإخوان من بلد إلى بلد بلا أجر] بلا مقابل [إذا كان لها فرع في البلد المراد التحويل إليه] هذه الخزانة إذا كان لها فرع في بلد آخر تحول مجاناً بلا مقابل، هذه مهمتها وفائدتها [خامساً: على رأس كل سنة تصفى حسابات الخزانة، وتوزع الأرباح على المساهمين بحسب سهومهم في الخزانة] هذا مساهم بألف وهذا مساهم بعشرة، هذا يعطى على قدر سهمه وهذا على قدر سهمه.

إذاً: تكون الخزانة مقصورة على ما يلي:

أولاً: قبول الإيداعات.

ثانياً: الإقراض.

ثالثاً: المشاركة في ميادين الفلاحة، والتجارة، والصناعة.

رابعاً: المساعدة على تحويل عملة الإخوان من بلد إلى بلد بلا أجر إذا كان لها فرع في ذلك البلد.

خامساً: على رأس كل سنة تصفى حسابات الخزانة، وتوزع الأرباح على المساهمين بحسب سهومهم في الخزانة.

هذا ممكن أن يقع لو أسلمنا قلوبنا ووجوهنا لربنا، وهو أيسر من أن نأكل الطعام ونشرب الماء، لكن ما دامت القلوب قاسية والنفوس شاردة فهو صعب جداً.