أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من عصبيتي، وأعيد الثقة بيني وبين أولادي؟
أنا متزوجة، ولدي طفلان: مصطفى ابني الأكبر 7 سنوات، والصغرى ملك 5 سنوات، وزوجي يعمل في بلد غير البلد التي نقيم بها، وأمي توفيت منذ سنة تقريبا، وعلى عاتقي تقريبا المسئولية الكاملة عن أولادي، وذلك لظروف عمل زوجي؛ حيث أنه لا يأتي إلا عشرة أيام في الشهر.
مشكلتي أنني أصبحت عصبية جدا على أولادي، ولا أتحمل أخطاءهم مهما كانت صغيرة، وهم ما زالوا أطفالا، ومن الطبيعي جدا أن يخطئوا, ولكنني لا أتحمل أي شيء مهما كان صغيرا، وأصبح أولادي يخافون أن يتكلموا أمامي، وفي المذاكرة عندما أذاكر لابني يخاف مني، سواء كانت الإجابة صحيحة أو خاطئة، وكذلك في مدرسته أصبح يخاف من أساتذته، حتى لو كان متأكدا من إجابته، فإنه لا يتكلم خوفا من أستاذته.
أنا خائفة عليهم من كل شيء، لدرجة العصبية عليهم، أريد أن أرجع الثقة بيني وبين أولادي، وأريد أن أرجع ثقتهم في أنفسهم، وأن يكونوا مرتفعي الصوت، ولا يخافون مني، ولا من أساتذتهم.
لا أعرف لماذا كل هذه العصبية التي بداخلي؟ دائما ما أكون على أعصابي، وأتمنى أن أصلح علاقتي بأولادي، لأنني بهذه الطريقة سأتسبب في خلق مشاكل نفسية لديهم!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام مصطفى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا شك أن الطفل الذي يُعنَّف شفاهةً أو جسديًا يشعر بعدم الأمان، وهذه من أوائل ردة فعل للسلوكيات التي نشاهدها لدى الأطفال؛ لذا يجب أن نسعى دائمًا لأن نشعر بالأمان، وذلك من خلال اللطف في معاملته، وهذا لا يعني أن يُدلل، لا، الطفل يُوجَّه، والطفل يُوبَّخ، ولكن يجب أن تكون الإثابة، وبعث الطمأنينة فيه هي المبادئ العلاجية السلوكية الرئيسية.
عدم تحملك لأطفالك ربما يكون ناتجًا من عدم ارتياحك العام، وتضخيمك وتجسيمك للمسؤولية في غياب زوجك، وربما تكون هذه العصبية أيضًا ناشئة من اكتئاب نفسي بسيط، فالاكتئاب لا يُعبَّر عنه دائمًا في شكل أحزان، أو شعور بالكدر والسوداوية، وإنما سرعة الانفعال، وسرعة الإثارة السلبية هي من مكونات الاكتئاب خاصة لدى النساء.
نصيحتي لك هي: أن تتذكري هذه النعم العظيمة، وعلى رأسها الذرية، ودائمًا حين تتعاملين مع أطفالك، يجب أن يكون هنالك صبر، ويجب ألا تُسقطي عليهم غضبك، وقولي لنفسك: (هذا سيؤدي إلى كثير من الخلل في تربيتهم، وسوف أفقدهم بهذه الطريقة، وسوف تحسين بالذنب)، والطفل الذي بدرت عليه أعراض المخاوف لابد أن تحفزيه، ولابد أن تُشعريه بأنه قوي، وأنه شجاع، وأنه في غياب والده هو الذي يشرف على البيت، وهكذا.
لاعبي أطفالك - فهذا مهم جدًّا – وملاعبة الطفل مهمة، وانزلي إلى المستوى العمري لكل طفل ولاعبيه، فهذا يشجع أبناءك، وفيه أيضًا نوع من الترفيه والترويح بالنسبة لك.
الجزء الأخير في هذا الاسترشاد هو: إن كنتِ بالفعل عصبية ومتوترة دائمًا وتحسين بعسر المزاج فلماذا لا تتناولين دواءً بسيطًا مضادًا للقلق والتوتر، فهنالك أدوية ممتازة جدًّا، وتساعد في راحة الأعصاب دون أن تسبب الإدمان، وليس لها أي مضار، فعقار مثل: (مودابكس)، والذي يعرف علميًا باسم: (سيرترالين) جيد جدًّا، ويمكنك أن تتناوليه بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أريدك أيضًا أن تلعبي دور سيناريو درامي مع نفسك، مثلاً: فكّري في: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}، وتأملي هذا السياق القرآني العظيم، وقومي بالتأمل والتدبر، واصطناع موقف معين اشتد فيه الغضب عليك، وقمت أنت بعد ذلك بتذكر هذا السياق القرآني، ومن ثم سيبدأ القلق والتوتر والعصبية والغضب بالانحسار.
طبقي أيضًا ما ورد في السنة النبوية المطهرة، من كيفية مواجهة العصبية والغضب، حيث وصى النبي - صلى الله عليه وسلم – بعض أصحابه بقوله: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب)، وقال أيضًا لمن كان في فورة الغضب: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
تدربي أيضًا على تمارين الاسترخاء، فهي جيدة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم 2136015 أرجو أن تسترشدي بها، فهي مفيدة جدًّا.
أيضًا حاولي أن تنظمي وقتك، وخذي قسطًا كافيًا من الراحة، كثيرًا ما يكون الإجهاد البدني سببًا في الإجهاد النفسي، وهذا يؤدي إلى العصبية والتوتر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أشكو من النسيان والسهو في صلاتي وأمور أخرى. | 1578 | الخميس 09-07-2020 05:53 صـ |
ما سبب شعور الموت الذي يصيبني وأنا نائمة؟ | 2163 | الاثنين 04-05-2020 06:09 صـ |
هل تصيب الأمراض النفسية شابا في عمر 14 سنة؟ | 1456 | الأربعاء 29-04-2020 04:48 صـ |
ما الجرعة المناسبة من الزيروكسات المناسبة لي لعلاج الرهاب الاجتماعي؟ | 1355 | الثلاثاء 21-04-2020 01:08 صـ |
كيف أتخلص من الوسواس القهري؟ | 2041 | الأحد 19-04-2020 12:05 صـ |