أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في الوضع الطبيعي يقوم القلب بتوليد ما بين (60-100) ضربة بالدقيقة الواحدة, وذلك للعمل على ضخ الدم إلى أنحاء الجسم، وتتولد ضربات القلب بشكل إشارة كهربائية من منطقة العقدة الجيبية, وتنتقل الإشارة إلى كافة المناطق في القلب عبر جهاز نقل خاص يشبه الأسلاك الكهربائية, فيحدث تقلص في عضلة القلب يتم عبره دفع الدم الموجود داخل القلب إلى الجسم، إلا أنه أحيانًا يتم توليد إشارة كهربائية من منطقة القلب خارج هذا النظام, فتدعى (بالخارجة) وهي تنبيهات كهربائية غير طبيعية تصدر من مكان في القلب غير المكان الافتراضي له، وتسبب حدوث ضربات إضافية غير نظامية.

قد لا يشعر المريض بالخوارج, ويتم اكتشافها صدفة أثناء إجراء تخطيط قلب كهربائي, أو إجراء مراقبة القلب لمدة 24 ساعة (هولتر) أو غيره، إلا أن بعض المرضى يشعرون بشعور مختلف نتيجة حصول هذه الضربات الإضافية، فالبعض يكون عندهم التالي:

أ- شعور بتوقف القلب لفترة قصيرة ثم عودته للنبضان، والسبب أن خارجة الانقباض حين تحدث يتوقف القلب قليلاً حتى موعد الضربة القلبية النظامية التالية، وهو ما يشعر به المريض, ويعبر عنه بحدوث (تقطيش) في ضربات القلب.

ب- الشعور بضربة القلب قوية وممتلئة, وأحيانًا قد يشعر بأن رأسه أو صدره أو عروقه تتحرك مع الشعور بالضربة، أو أنه يسمع بنبض في الأذن, خاصة أثناء النوم, ويعود السبب هنا إلى أن القلب يتوقف لفترة قصيرة بعد خارجة الانقباض، إلا أن امتلاء البطين بالدم يستمر مما يجعل حجم الدم المتجمع ضمن القلب أكبر, وحين يعود للعمل تكون كمية الدم التي يضخها كبيرة؛ لذلك يشعر بها المريض الذي تكون أعضاء جسمه متعودة على حجم أصغر من الدم في الضربات الطبيعية.

ج- الشعور بأن المريض قد هوى من مكان مرتفع (هبوط).

د- الشعور بضيق التنفس والتعب.

هـ- الشعور بالقلق والخوف المرافق لهذه الخوارج.

أما عن سؤالك عن أسباب خوارج الانقباض: فإن أكثر أسبابها هي حالات الخوف (القلق) وهذا ما دعا الطبيب إلى أن يقول لك: إن السبب عندك هو القلق، وأعطاك الأدوية التي تخفف من هذه الضربات، والدواء الآخر له طابع مهدئ، ومن ناحية أخرى فإن بعض المرضى تحصل عندهم هذه الأعراض مع الفرح الشديد, والجهد الزائد، ومع كثرة تناول المنبهات وقلة النوم وكثرة السهر، والإجهاد النفسي، وقد تكون نتيجة لحالات مرضية خارج القلب مثل:

- فقر الدم.
- زيادة في نشاط الغدة الدرقية.
- نوبات ارتفاع في الضغط الشرياني.
- ورم الغدة الكظرية, إلا أن هذه تترافق مع تسارع شديد في القلب, وتعرق, وارتفاع الضغط, والشحوب.
- بعض الأدوية مثل أدوية احتقان الأنف والأدوية الموسعة للقصبات، وهناك حالات لها علاقة بأمراض القلب والصمامات، ولله الحمد أنه قد تم استبعاد هذه الأمراض عندك.

في معظم الحالات لا تشكل خوارج الانقباض أي خطورة حقيقية، حين تكون معزولة, وتحدث بشكل متقطع ومتباعد، وهناك عدة أنواع لخوارج الانقباض:

1- خوارج الانقباض الأذينية هي تنبيهات كهربائية مبكرة تحدث ضمن الأذينتين، وهي عديمة الخطورة دوماً، ولا تحتاج إلى علاج دوائي إلا في حال كونها شديدة الإزعاج للمريض، وعادة ما يكفي أن يتم طمأنة المريض.

2- تسرعات القلب فوق البطينية، كلها تقريباً غير خطيرة، يمكن معالجة هذه التسرعات دوائياً، أو في حال عدم الاستجابة وفي حال كونها شديدة الإزعاج، يمكن معالجتها بواسطة التخثير بالأمواج الكهرطيسية عن طريق القسطرة.

3- خوارج الانقباض البطينية تشبه الخوارج الأذينية، إلا أنها تحدث ضمن أحد البطينين، وهي قد تكون غير خطرة، إلا أنه يجب أن يتم فحص القلب بالايكو، للتأكد من عدم وجود أي مرض في القلب.

كما ذكرنا فإن هذه الخوارج الانقباض ليست من العقدة الجيبية، فعليك بالاستمرار بالأدوية التي تتناولها، ويمكنك بعد فترة إن شعرت أنك قد تخلصت منها أن تخفف الأدوية تدريجياً، وتوقفها بإذن الله، وبإشراف الطبيب المعالج.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة وراحة البال.