عنوان الفتوى : حكم من فعلت العادة السرية في رمضان جاهلة
السؤال
كنت أقوم بالعادة السرية في نهار رمضان بعد البلوغ، مع جهلي أنها تفسد الصوم لعدة سنوات. وبعد علمي بذلك توقفت فورا، ولكني موسوسة جدا، وبدأ يراودني الشك: هل كنت أقوم بها بعد علمي بحكمها أم لا؟ والأرجح أني لم أفعل، ولكني قلقة جدا من الوسوسة والشك.
فماذا علي
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في فتاوى كثيرة، حرمة ممارسة ما يسمى بالعادة السرية، فراجعي على سبيل المثال الفتويين التاليتين: 2179، 7170.
وبخصوص الجواب على ما ذكرت من ممارستك لهذه العادة الذميمة، مع جهلك أنها تفسد الصوم.
فنقول: إن الأيام التي فعلت فيها هذا الفعل القبيح في رمضان، إذا كنت غير متيقنة من خروج المني، فلا شيء عليك، ولا يلزمك قضاء صوم تلك الأيام؛ لأن الشك في خروج المني لا يوجب حكماً؛ إذ الأصل عدمه. وإذا تيقنت من خروج المني، فقد بينا في الفتوى: 108903 أن من فعل ما يفطر به، فلا قضاء عليه إذا كان جاهلاً جهلاً يعذر بمثله، والظاهر أن جهلك بهذا الأمر مما تعذرين به، وقد قال الله عز وجل: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}. وقال تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}، وقال الله جوابها (فعلت). أخرجه مسلم.
وبخصوص الشكوك والأوهام التي تراودك، وتخيل إليك أنك قد قمت بهذه الفعلة في نهار رمضان بعد علمك بما يترتب عليها من الحرمة والإفساد للصوم- ورجحت أنك لم تفعلي- فيظهر أن تلك الشكوك من آثار الوساوس التي ذكرت أنك تعانين منها.
فننصحك بالكف عما تجدينه من الوساوس والشكوك، وأنفع علاج لذلك هو أن لا تلتفتي إلى شيء منه إلا إن تيقنت يقينا يمكن أن تحلفي عليه؛ لأن الاسترسال في الوساوس سبب لرسوخها وتمكنها، وراجعي لذلك الفتوى: 3086.
والله أعلم.