سلسلة منهاج المسلم - (125)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية، عقائد وآداب وأخلاق وعبادات وأحكام ومعاملات، وها نحن في كتاب الحج مع [ المادة الثامنة: في الإحصار].

تعريف المحصر وحكمه

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمسلمين: [المادة الثامنة: في الإحصار: من أحصر، أي: مُنع من دخول مكة] منعه مانع [أو من الوقوف (بعرفة) بعدو أو مرض ونحوه من الموانع القاهرة] فمن أحصر [وجب عليه ذبح شاة أو بدنة أو بقرة في محل إحصاره] كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما أحصروا سنة سبع في الحديبية ذبحوا إبلهم وأغنامهم في مكان الإحصار [أو يبعث بها إلى الحرم إن أمكنه ذلك] أي: يبعث بما ذبحه أو نحره إلى مكة إن أمكن ذلك [ويتحلل من إحرامه؛ لقوله تعالى: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196]].

والإحصار: من أحصر أي: مُنع من دخول مكة أو من الوقوف بعرفة، سواء كان ذلك بعدو أو بمرض ونحوه من الموانع القاهرة، وجب عليه أن يذبح شاة أو بدنة أو بقرة في المكان الذي منع فيه ووقف، والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحصروا من دخول مكة بالحديبية فذبحوا ما معهم من الهدي هنالك، وكانوا يومئذٍ ألفاً وأربعمائة.

هذا هو الإحصار، ودليله قوله تعالى في كتابه العزيز: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] أي: تذبحونه.

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمسلمين: [المادة الثامنة: في الإحصار: من أحصر، أي: مُنع من دخول مكة] منعه مانع [أو من الوقوف (بعرفة) بعدو أو مرض ونحوه من الموانع القاهرة] فمن أحصر [وجب عليه ذبح شاة أو بدنة أو بقرة في محل إحصاره] كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما أحصروا سنة سبع في الحديبية ذبحوا إبلهم وأغنامهم في مكان الإحصار [أو يبعث بها إلى الحرم إن أمكنه ذلك] أي: يبعث بما ذبحه أو نحره إلى مكة إن أمكن ذلك [ويتحلل من إحرامه؛ لقوله تعالى: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196]].

والإحصار: من أحصر أي: مُنع من دخول مكة أو من الوقوف بعرفة، سواء كان ذلك بعدو أو بمرض ونحوه من الموانع القاهرة، وجب عليه أن يذبح شاة أو بدنة أو بقرة في المكان الذي منع فيه ووقف، والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحصروا من دخول مكة بالحديبية فذبحوا ما معهم من الهدي هنالك، وكانوا يومئذٍ ألفاً وأربعمائة.

هذا هو الإحصار، ودليله قوله تعالى في كتابه العزيز: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] أي: تذبحونه.

[المادة التاسعة: في طواف الوداع: طواف الوداع هو أحد أطوفةِ الحج الثلاثة] فللحج ثلاثة أطوفة هي: طواف القدوم، وطواف الإفاضة، وطواف الوداع [وهو سنة واجبة] ليس ركناً ولا فرضاً ولكنه سنة مؤكدة واجبة [من تركه لغير عذر وجب عليه دم] من ترك طوافاً من هذه الأطوفة الثلاثة لغير عذر وجب عليه دم [ومن تركه لعذر فلا دم عليه. ويأتي به الحاج أو المعتمر عندما يريد الرجوع إلى أهله] عندما يريد الرجوع إلى أهله يطوف طواف الوداع [بعد فراغه من حجه أو عمرته، وانتهاء إقامته بمكة المكرمة].

وهنا لطيفة: فالجمهور على أن العمرة ليس لها طواف وداع، فطواف الوداع بالإجماع في الحج، أما طواف العمرة فلم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم -وقد اعتمر ثلاث عمرات- طاف طواف الوداع، فطواف الوداع في الحج، ومن طاف في عمرته له ذلك، فالطواف مستحب ومن أفضل العبادات، وإن فرغ من عمرته ولم يطف فله أن يسافر ولا حرج.

[فيأتي به في آخر ساعة يريد الخروج فيها من مكة المكرمة] يأتى بطواف الوداع في آخر ساعة يريد فيها الحاج الخروج من مكة المكرمة [بحيث إذا طاف لا يشتغل بشيء، بل يخرج من مكة مباشرة] هذا الأولى [وإن هو أقام زمناً لبيع أو شراء ونحوهما بلا ضرورة تدعو إلى ذلك أعادَ الطواف] من طاف طواف الوداع ثم جلس يشتغل ببيع أو شراء أو غيره أعاد طواف الوداع [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا ينفرن أحدكم )] أي: لا يخرجن [( حتى يكون آخر عهده بالبيت )] أما أن يطوف ويبقى ساعات فما ينبغي، لا بد من إعادة الطواف حينئذٍ.

[المادة العاشرة: في كيفية الحج والعمرة:

كيفية الحج والعمرة، هي: أن يقلِّم من أراد الإحرام بأحد النُسكين أظافره، ويقص شاربه، ويحلق عانته، وينتف إبطيه، ثم يغتسلَ ويلبس إزاراً ورداء أبيضين نظيفين ويلبس نعلين] أن يقلم أظافره، ويقص شاربه، ما كان من الشعر الطويل في الشارب، ويحلق عانته، وهو الشعر الذي عند فرجه، وينتف إبطيه، ثم يغتسل ويلبس إزاراً ورداء أبيضين نظيفين ويلبس نعلين، تهيئاً للحج أو العمرة [وإذا وصل إلى الميقات] سواء كان من أهل الشرق أو الغرب، المهم ميقات بلاده [صلى فيها فريضة أو نافلة] إذا وافق الفريضة صلى الفريضة، وإذا كانت الفريضة لم تجب بعد صلى نافلة [ثم نوى نسكه قائلاً: "لبيك اللهم لبيك حجاً"، هذا إن أراد الإفراد، وإن أراد التمتع قال: "لبيك اللهم لبيك عمرة"، وإن أراد القران، قال: "لبيك اللهم لبيك حجاً وعمرة"، وله أن يشترط على ربه فيقول: (إن محلي من الأرض حيث تحبسني)، فإنه إذا حصل له مانع حال بينه وبين مواصلة الحج أو العمرة كمرض ونحوه تحلل من إحرامه ولا شيء عليه] لا هدي ولا صيام [ثم يواصل التلبية رافعاً بها صوته في غير إجهادٍ، إلا أن تكون امرأة فإنها لا تجهر بها، ولكن لا بأس أن ترفع صوتها بقدر ما تسمع رفيقتها معها.

ويستحب له أن يدعو ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما فرغ من التلبية] كلما فرغ من التلبية حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا [كما يستحب له أن يجدد التلبية كلما تجددت حاله من ركوب أو نزول أو صلاة، أو ملاقاة رفاق] إذ كان الرجل يمشي من الميقات سبعة أيام أو ثمانية حتى يصل إلى مكة [وينبغي أن يكف لسانه عن غير ذكر الله تعالى، وبصره عما حرم الله عليه، كما ينبغي أن يكثر في طريقه من البر والإحسان رجاء أن يكون حجه مبروراً، فليحسن إلى المحتاجين، وليتبسم هاشاً باشاً في وجوه الرفاق، مليناً لهم الكلام، باذلاً لهم السلام والطعام، وإذا وصل مكة استحب له أن يغتسل لدخولها] فقد كانوا يغتسلون لدخول مكة [وإذا وصلها دخلها من أعلاها، وإذا وصل إلى المسجد الحرام دخله من باب بني شيبة، أي: باب السلام، وقال: بسم الله وبالله وإلى الله، اللهم افتح لي أبواب فضلك، وإذا رأى البيت رفع يديه، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وبراً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وبراً. الحمد لله رب العالمين كثيراً، كما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، والحمد لله الذي بلغني بيته ورآني لذلك أهلاً، والحمد لله على كل حال. اللهم إنك دعوت إلى حج بيتك الحرام وقد جئتك لذلك، اللهم تقبل مني، واعف عني، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت] كان السلف الصالح يقولون هذا كله [ثم يتقدم إلى المطاف متطهراً مضطبعاً] والاضطباع: أن يكشف عن كتفه الأيمن [فيأتي الحجر الأسود فيقبله أو يستلمه -إذا استطاع- أو يشير إليه إن لم يمكن تقبيله ولا استلامه، ثم يستقبل الحجر ويقف معتدلاً ناوياً طوافه قائلاً: بسم الله، والله أكبر. اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ في الطواف جاعلاً البيت عن يساره راملاً (أي مهرولاً)، إن كان في طواف القدوم] أما طواف الإفاضة والوداع لا هرولة فيه [وهو يدعو أو يذكر أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن يحاذي الركن اليماني فيستلمه بيده، ويختم الشوط بدعاء: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار] يختم كل شوط بهذا الدعاء [ثم يطوف الشوط الثاني والثالث هكذا، ولما يشرع في الشوط الرابع يترك الرمل] أي: الهرولة [ويمشي في سكينة حتى يتم الأربعة الأشواط الباقية، فإذا فرغ أتى الملتزم ودعا باكياً خاشعاً] والملتزم ما بين الحجر الأسود والباب [ثم يأتي مقام إبراهيم فيصلي خلفه ركعتين يقرأ فيهما بالفاتحة والكافرون، والفاتحة والصمد] الركعة الأولى بالحمد لله وقل يا أيها الكافرون، والثانية بالحمد لله وسورة الصمد [ثم بعد الفراغ يأتي (زمزم) فيشرب منه مستقبل البيت حتى يروى، ويدعو عند الشرب بما شاء، وإن قال: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء فحسن، ثم يأتي الحجر الأسود فيقبله أو يستلمه، ثم يخرج إلى المسعى من باب الصفا تالياً قارئاً قول الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]. حتى إذا وصل إلى الصفا رقيه -وهو الجبل- ثم استقبل البيت وقال: الله أكبر ثلاثاً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ثم ينزل قاصداً (المروة) فيمشي في المسعى ذاكراً داعياً إلى أن يصل إلى بطن الوادي المشار إليه الآن بالعمود الأخضر، فيخب مسرعاً إلى أن يصل إلى العمود الأخضر الثاني، ثم يعود إلى المشي في سكينة ذاكراً داعياً مصلياً على النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن يصل إلى (المروة) فيرقاه -أي: الجبل- ثم يكبر ويهلل ويدعو كما صنع على الصفا، ثم ينزل فيسعى ماشياً إلى بطن الوادي فيخبّ ويهرول، ولما يخرج يمشي حتى يصل إلى (الصفا) فيرقاه ثم يكبر ويهلل ويدعو، ثم ينزل قاصداً (المروة) فيصنع كما صنع أولاً حتى يتم سبعة أشواط بثمان وقفات: أربع على (الصفا) وأربع على (المروة)، ثم إن كان معتمراً قصر شعره وحل من إحرامه وقد تمت عمرته، وكذا إن كان متمتعاً بالعمرة إلى الحج فقد تمت عمرته بمجرد فراغه من السعي وتقصيره من شعره، وإن كان مفرداً أو قارناً وقد ساق الهدي وجب عليه أن يبقى على إحرامه حتى يقف (بعرفات) ويرمي جمرة العقبة يوم النحر، وعندئذٍ يتحلل، وإلا فله أن يفسخ حجه إلى عمرة ويتحلل] له ذلك، دخل مفرداً فيحول إلى عمرة كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [وإذا كان يوم التروية ثامن ذي الحجة أحرم بنية الحج على النحو الذي أحرم فيه بعمرته، إن كان متمتعاً، وأما المفرد أو القارن فإنهما على إحرامهما الأول. وخرج ملبياً إلى (منى) ضحىً ليقيم بها يومه وليلته فيصلي بها خمس أوقاتٍ، حتى إذا طلعت الشمس من يوم (عرفة) خرج من (منى) ملبياً قاصداً (نمرة) بطريق ضب، فيقيم بها -أي: بنمرة- إلى الزوال، ثم يغتسل ويأتي المسجد مصلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيصلي مع الإمام الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، فإذا قضيت الصلاة ذهب إلى (عرفات) للوقوف بها، وله أن يقف في أي جزء منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف ).

وإن وقف عند الصخرات في أسفل جبل الرحمة، وهو موقف الرسول صلى الله عليه وسلم فحسن، وله أن يقف راكباً أو راجلاً أو قاعداً يذكر الله تعالى ويدعوه حتى تغرب الشمس ودخل جزء من الليل يسير، أفاض في سكينة ملبياً إلى مزدلفة بطريق المأزمين فينزل بها وقبل أن يضع رحله يصلي المغرب ثم يضع رحله ويصلي بها العشاء ويبيت بها حتى إذا طلع الفجر صلى الصبح وقصد المشعر الحرام ليقف عنده مهللاً مكبراً داعياً، وله أن يقف في أي مكان من (مزدلفة)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وقفت هاهنا وجمع -أي: مزدلفة- كلها موقف ) حتى إذا أسفر الصبح وقبل طلوع الشمس التقط سبع حصياتٍ ليرمي بها جمرة (العقبة) ويندفع إلى (منى) ملبياً، وإذا وصل محسِّراً -وادي- حرك دابته أو سيارته وأسرع في سيره نحو رمية حجر، ولما يصل إلى منى يذهب رأساً إلى جمرة (العقبة) فيرميها بسبع حصيات يرفع يده اليمنى حال الرمي قائلاً: الله أكبر، وإن زاد: اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً فحسن، ثم إن كان معه هدي عمد إليه فذبحه أو أناب من يذبح عنه إن كان عاجزاً، وله أن يذبح في أي مكان شاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ).

ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل، وإلى هنا فقد تحلل التحلل الأصغر فلم يبق محرماً عليه إلا النساء فقط؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رمى أحدكم جمرة العقبة وحلق فقد حل له كل شيء إلا النساء )، فله أن يغطي رأسه ويلبس ثيابه، ثم يسير إلى مكة إن أمكن ليطوف طواف الإفاضة الذي هو أحد أركان الحج الأربعة، فيدخل المسجد متطهراً ويطوف على نحو طواف القدوم غير أنه لا يضطبع - لا يكشف عن كتفه- ولا يرمل، أي: لا يسرع في الأشواط الثلاثة الأولى، فإذا أتم سبعة أشواط صلى ركعتين خلف المقام، ثم إن كان مفرداً أو قارناً، وقد سعى مع طواف القدوم فإن سعيه الأول يكفيه، وإن كان متمتعاً خرج إلى المسعى فسعى بين (الصفا) و(المروة) سبعة أشواط على النحو الذي تقدم، فإذا فرغ من سعيه فقد تحلل كامل التحلل، ولم يبق محرماً عليه شيء؛ إذ أصبح حلالاً يفعل كل ما كان محظوراً عليه بسبب الإحرام، ثم يعود من يومه إلى منىً فيبيت بها، وإذا زاغت الشمس -أي: مالت من السماء- من أول يوم من أيام التشريق ذهب إلى الجمرات فرمى الجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد (الخيف) ورماها بسبع حصيات، واحدة بعد أخرى يكبر مع كل حصاة، ولما يفرغ من أمرها يتنحى قليلاً، فيستقبل القبلة يدعو بما يفتح الله عليه، ثم يسير إلى الجمرة الوسطى فيرميها كما رمى الأولى، ويتنحى قليلاً فيستقبل القبلة ويدعو، ثم يسير إلى جمرة (العقبة) -وهي الأخيرة- فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ولا يدعو بعدها؛ إذ لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم عندها، وينصرف، فإذا زالت الشمس من اليوم الثاني خرج فرمى الجمرات الثلاث على النحو الذي سبق.

ثم إن تعجل نزل من (مكة) من يومه قبل غروب الشمس، وإن لم يتعجل بات ليلته (بمنىً)، وإذا زالت الشمس في اليوم الثالث رمى الجمرات كما تقدم، ثم رحل إلى (مكة)، وإذا عزم على السفر إلى أهله طاف طواف الوداع سبعة أشواط، وصلى بعده ركعتين خلف المقام، وانصرف راجعاً إلى أهله وهو يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده] هذا هو الحج.


استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4156 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4082 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3869 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3863 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3834 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3823 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3748 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3646 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3633 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3607 استماع