سلسلة منهاج المسلم - (118)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها: عقيدة، وآداباً، وأخلاقاً، وعبادات، وأحكاماً، وها نحن مع كتاب الصيام في [ المادة التاسعة: فيما يبطل الصوم، وما يباح للصائم فعله، وما يعفى عنه فيه ] وهذا هو الفقه، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، والفقه في الدين معرفة أحكام الله وكيفية العمل بها [ أولاً: ما يبطل الصوم، أمور، وهي: ] الصوم يبطله ويفسده أمور.

أولاً: وصول مائع إلى الجوف بواسطة العين أو الأنف أو الأذن أو القبل أو الدبر

[ أولاً: وصول مائع ] أي: ذائب [ إلى الجوف بواسطة الأنف كالسعوط، أو العين والأذن كالتقطير أو الدبر وقبل المرأة كالحقنة ] أي سائل يصل إلى البطن يفسد الصيام، سواء من طريق الفم أو الأذن أو العين أو الدبر والقبل، كل هذا مفسد للصيام بلا خلاف.

ثانياً: ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق

[ ثانياً: ما وصل إلى الجوف ] البطن [ بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره ] ما وصل إلى الجوف بواسطة الاستنشاق في الوضوء أو المضمضة في الوضوء يفسد الصوم ويبطله.

ثالثاً: خروج المني بمداومة النظر أو إدامة الفكر

[ ثالثاً: خروج المني بمداومة النظر ] ينظر إلى المرأة حتى يتدفق منيه [ أو بإدامة الفكر ] وحده في الغرفة يفكر في الجماع فخرج المني فأفسد الصيام [ أو قبلة ] قبل امرأته أو باشرها بيده وخرج المني فسد الصيام والعياذ بالله.

رابعاً: الاستقاء العمد

[ رابعاً: الاستقاء العمد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {من استقاء عمداً فليقض} ] الاستقاء: أن يخرج القيء بواسطة يده بأصبعه، أو خيط يجعله في فمه ليتقيأ، أما إذا استقاء بدون قصد ولا عمد فلا شيء عليه، إلا إذا وصل شيء إلى لسانه ثم استرجعه وهو قادر على دفعه، فهذا يفسد الصوم، أما إذا استقاء بدون قصد، خرج منه بدون إرادة فلا شيء عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {من استقاء عمداً فليقض} فليقض ذلك اليوم؛ حيث تعمد أن يستقيء [ أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه ] كما علمتم.

خامساً: الأكل أو الشرب أو الوطء

[ خامساً: الأكل أو الشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك ] أكره أن يأكل، أكره بعصا أو بحديد أن يشرب، أكره على أن يطأ، في هذه الحال فإن صيامه يفسد، الأكل أو الشرب أو الوطء -أي: الجماع- في حال الإكراه على ذلك يفسد الصوم.

سادساً: من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل

[ سادساً: من أكل وشرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر ] هذا لا يفسد صومه؛ لأنه أكل وشرب ظاناً بقاء الليل، ثم تبين له طلوع الفجر.

سابعاً: من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل

[ سابعاً: من أكل وشرب ظاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار ] فهذا والذي قبله يقضيان، لابد من القضاء. وخلاصة الأمر: الأكل أو الشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك يفسد الصوم؛ لأن هذه من مفسدات الصيام، ومن أكل وشرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر فلابد وأن يقضي صوم يومه ذلك؛ لأنه فسد، ومن أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار؛ لأن الشمس ما غربت، فعليه القضاء وصومه فاسد.

ثامناً: من أكل أو شرب ناسياً

[ ثامناً: من أكل أو شرب ناسياً، ثم لم يمسك ظاناً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب فواصل الفطر إلى الليل ] صيامه فاسد وعليه القضاء، أكل أو شرب ناسياً، ثم لما تفطن وتذكر لم يمتنع، قال: أنا أكلت وشربت فسأواصل. فهذا صيامه باطل.

تاسعاً: وصول ما ليس بطعام أو شراب إلى الجوف

[ تاسعاً: وصول ما ليس بطعام أو شراب إلى الجوف بواسطة الفم كابتلاع جوهرة أو خيط؛ لما روي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الصوم لما دخل وليس لما خرج ] الصوم لما يدخل في الجوف وليس ما يخرج منه [ يريد رضي الله عنه بهذا أن الصوم يفسد بما يدخل في الجوف لا بما يخرج كالدم والقيء ] وما إلى ذلك.

عاشراً: رفض نية الصوم

[ عاشراً: رفض نية الصوم ] رفض أن يكون صائماً اليوم، ولو لم يأكل أو يشرب فسد صومه برفض النية وتركها.

الحادي عشر: الردة عن الإسلام إن عاد إليه

[ الحادي عشر: الردة عن الإسلام إن عاد إليه ] ارتد في الصباح وهو صائم، ثم عاد إلى الإسلام فصيامه فاسد بالردة [ لقوله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].

[ أولاً: وصول مائع ] أي: ذائب [ إلى الجوف بواسطة الأنف كالسعوط، أو العين والأذن كالتقطير أو الدبر وقبل المرأة كالحقنة ] أي سائل يصل إلى البطن يفسد الصيام، سواء من طريق الفم أو الأذن أو العين أو الدبر والقبل، كل هذا مفسد للصيام بلا خلاف.

[ ثانياً: ما وصل إلى الجوف ] البطن [ بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره ] ما وصل إلى الجوف بواسطة الاستنشاق في الوضوء أو المضمضة في الوضوء يفسد الصوم ويبطله.

[ ثالثاً: خروج المني بمداومة النظر ] ينظر إلى المرأة حتى يتدفق منيه [ أو بإدامة الفكر ] وحده في الغرفة يفكر في الجماع فخرج المني فأفسد الصيام [ أو قبلة ] قبل امرأته أو باشرها بيده وخرج المني فسد الصيام والعياذ بالله.

[ رابعاً: الاستقاء العمد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {من استقاء عمداً فليقض} ] الاستقاء: أن يخرج القيء بواسطة يده بأصبعه، أو خيط يجعله في فمه ليتقيأ، أما إذا استقاء بدون قصد ولا عمد فلا شيء عليه، إلا إذا وصل شيء إلى لسانه ثم استرجعه وهو قادر على دفعه، فهذا يفسد الصوم، أما إذا استقاء بدون قصد، خرج منه بدون إرادة فلا شيء عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {من استقاء عمداً فليقض} فليقض ذلك اليوم؛ حيث تعمد أن يستقيء [ أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه ] كما علمتم.