فتاوى نور على الدرب [706]


الحلقة مفرغة

السؤال: ما هو أثر الإيمان باليوم الآخر على عقيدة المسلم؟

الجواب: الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة التي أجاب بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبريل حين سأله عن الإيمان، فقال: ( أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر )، وأثر الإيمان على قلب المؤمن وعمله كبير، فإن الإنسان إذا آمن باليوم الآخر عمل له، والعمل لليوم الآخر هو فعل ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، وإذا فُقد الإيمان باليوم الآخر فلا إيمان؛ لأنه أحد أركان الإيمان، ففي فقده فقد ركن من أركان الإيمان، والإيمان لا يتبعض في أركانه، إذ لا بد أن يؤمن الإنسان بجميع أركان الإيمان وإلا فلا إيمان له، فأثر الإيمان باليوم الآخر عظيمٌ جداً، ولهذا يقرنه الله تبارك وتعالى بالإيمان به في مواضع كثيرة من القرآن؛ لأن الإيمان به هو الذي يحمل الإنسان على العمل وقد قال الله تعالى مبيناً أن جحده كفر فقال: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ [التغابن:7]، فأمر الله نبيه أن يقسم على البعث، وبين تبارك وتعالى أن ذلك يسيرٌ عليه، فقال: وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]، وقال عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الروم:27].

السؤال: ما الفرق بين الكوثر والحوض؟

الجواب: الفرق بينهما أن الكوثر: نهرٌ في الجنة أعطاه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وأما الحوض: فإنه في عرصات القيامة يصب عليه ميزابان من الكوثر، وهذا الحوض عظيم، طوله شهرٌ، وعرضه شهر، يرده المؤمنون من أمة محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، جعلنا الله وإياكم ممن يرده ويشرب منه، وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وطعمه أحلى من العسل، وريحه أطيب من ريح المسك، وآنيته كنجوم السماء في حسنها وكثرتها.

السؤال: ذكر بعض المتحدثين بأن الصراط طوله ثلاثة آلاف سنة، فهل هذا ثابت؟

الجواب: لا. ليس بثابت.

السؤال: ما الأعمال التي أبر بها والدي بعد وفاته غير الدعاء؟

الجواب: الصدقة، والاستغفار، وصلة الرحم، وإكرام الصديق، كل هذه مما يبر به الوالد بعد موته، لكن الدعاء والاستغفار لهما أفضل شيء، فعليك أخي المسلم بالدعاء لأمواتك، واجعل الأعمال الصالحة لنفسك فأنت محتاجٌ للأعمال الصالحة، وسيأتيك اليوم الذي تتمنى أن في صفحة حسناتك حسنة واحدة.

السؤال: أسمع بعض العلماء يذم كتاب دلائل الخيرات، فهل تبينون لنا شيئاً من تلك الأغلاط؟

الجواب: أنا لا أعرفه.

السؤال: صلينا في صرح المسجد يوم الجمعة، ثم انقطع عنا صوت الإمام، فلم نعرف كيف نكمل، وبعد انتهاء الصلاة تقدم أحد الإخوة وصلى بنا ركعتين جهر بهما في القراءة، فهل تصلى ظهراً أم جمعة؟

الجواب: هذا الفاعل أخطأ؛ لأن الجمعة انتهت بصلاة الإمام، لكن إن حدث هذا وانقطع الصوت سواءٌ في الصرحة أو في الخلوة فإن كانوا قد صلوا ركعةً تامة وانقطعت الركعة الثانية أتموها جمعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة )، وإن انقطع هذا في الركعة الأولى، فإن كانوا يرجون رجوع الصوت قريباً انتظروا حتى يرجع وتابعوا الإمام، وإن كانوا لا يدرون متى يرجع فلا بد أن يصلوا إلى مكانٍ آخر يسمعون به صوت الإمام، ويصلون معه ما أدركوا وما فاتهم أتموه، فإن أدركوا ركعةً أتموا جمعة، وإن أدركوا دون ذلك أتموا ظهراً، فإن لم يجدوا مكاناً يصلون به مع الإمام وهذا في ظني متعذر فإنهم ينتظرون حتى يسلم الإمام ثم يصلونها ظهراً.

السؤال: في بعض الشوارع نقرأ عبارات: (النظافة من الإيمان)، (وأكرموا عمتكم النخلة ) ويقولون تحت ذلك: حديث شريف ما صحة ذلك؟

الجواب: هذا ليس بصحيح، النخلة ليست عمة للناس، ولا أظنها عمة لبقية الأشجار أيضاً، أما (النظافة من الإيمان) فهذا ليس بحديث لكن معناها صحيح، فإن الدين الإسلامي يدعو إلى النظافة، ولهذا جاء بتقليم الأظفار، ونتف الآباط، وحلق العانة، وقص الشوارب، والاغتسال كل أسبوع، حتى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم )، فأوجب صلى الله عليه وعلى آله وسلم غسل الجمعة على كل إنسان بالغ، وهذا من النظافة، ووقت لأخذ الأظفار والشارب والعانة والإبط أن لا تترك فوق أربعين يوماً.

السؤال: ما الثواب المترتب على قتل الوزغ؟

الجواب: الوزغ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وأخبر أنه كان ينفخ النار على إبراهيم، وقتله بأول مرة ثوابه مائة حسنة، وفي الثانية أظنها سبعين، ووجه ذلك أنه إذا قتله في أول مرة دل ذلك على صدق بغضه له ومحبة هلاكه، وإذا تأخر صار ضربه إياه سهلاً.

السؤال: هل صحيح أن تعبير الرؤى إلهامٌ من الله؟

الجواب: تعبير الرؤى ليس عن كون الإنسان عالماً أو ذكياً، لكنه فراسة وممارسة للأشياء، وربط الأشياء بعضها ببعض، والعابرون للرؤيا قد يخطئون وقد يصيبون كغيرهم من الناس.

وبهذه المناسبة أود أن لا يهتم الناس كثيراً بما يرون في منامهم، فتجد الإنسان إذا رأى شيئاً يسيراً ذهب يبحث عن من يعبره، والمرائي ثلاثة أقسام: قسمٌ يكرهه الإنسان، وقسمٌ يحبه ويرى أن فيه تفاؤلاً كبيراً، وقسمٌ لا هذا ولا هذا، فالذي يحبه ويرى فيه تفاؤلاً كبيراً يخبر به من يحب فقط، ولا يخبر به أحداً يبغضه؛ لأنه قد يحسده على هذا، وأما الذي يرى رؤيا مزعجة فدواؤها أن يستعيذ بالله من شر الشيطان، ومن شر ما رأى، ولا يخبر بها أحداً فإنها لا تضره، وأما الأحلام الأخرى التي لا يكرهها ولا يحبها فهي أضغاث أحلام، لكن لا ينبغي للإنسان أن يلهث وراء المرائي المنامية.

السؤال: تنازع شخصان في الكسوف، فقال أحدهما: بأنه من غضب الله، وقال الآخر: بأنه تخويفٌ من الله، فمن المصيب في ذلك؟

الجواب: المصيب من قال: إنه تخويف؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صرح بذلك، فقال: ( يخوف الله بهما عباده )، لكن قد يكون هذا التخويف لعقوبةٍ انعقدت أسبابها، ولهذا أُمر الناس عند الكسوف بالفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والتكبير، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( صلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم )، مما يدل على أنه إنذارٌ وتخويف لعقوباتٍ انعقدت أسبابها.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع