أرشيف المقالات

لكنها؛ طبيعة شعب! - أحمد كمال قاسم

مدة قراءة المادة : دقيقة واحدة .
أكبر مشكلة لدى المصريين أنهم تسعون مليون طبيبًا، وتسعون مليون سياسيًا، وتسعون مليون فقيهًا، الإفتاء الجاهل هو عادة المصريين الأزلية، والثقة بالنفس العارية من أي نصيب من العِلم هو ديدنهم السرمدي.
ألم تر فرعون يطلب الفتوى من آله في رؤياه عندما قال: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف:43]، وقد اشترط الرجل على آله أن يكونوا عالمين وليسوا بجاهلين!
فماذا ردوا عليه؟ قالوا: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ} [يوسف:44]، من أين حكمتم أيها القوم أن حلم فرعون {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ}، ومن أين اعترفتم أنكم لا تعلمون تأويل الرؤيا فقلتم: {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ}، فإن كانت أضغاث أحلام فقد أولتموها بالفعل، وإن كنتم لستم بعالمين فكيف أولتموها بأنها أضغاث أحلام؟!
لكنها؛ طبيعة شعب!

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن