خطب ومحاضرات
فتاوى نور على الدرب [554]
الحلقة مفرغة
السؤال: أرجو الإفادة حفظكم الله عن صلاة الاستخارة، وما هي السور التي نقرؤها في هذه الصلاة مأجورين؟
الجواب: صلاة الاستخارة معناها أن الإنسان يصلي لله عز وجل يطلب منه أن ييسر له خير الأمرين، وذلك أن الإنسان إذا هم بشيء وتردد في فعله ولم يتبين له وجه الصواب فيه فإنه يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى يطلب منه أن ييسر له خير الأمرين.
وصفة ذلك أن يصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم إذا سلم دعا بالدعاء المشهور: ( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، اللهم إن كان هذا الأمر -ويسميه- خيراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري -أو قال: وعاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أنه ليس خيراً لي فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ). ولا يشترط في صلاة الاستخارة سورة معينة من القرآن إلا الفاتحة فإنه لا صلاة لمن لا يقرأ بها، وليس لها سور معينة فيما أعلم بل يقرأ الإنسان ما تيسر من القرآن مع الفاتحة.
والدعاء يكون من بعد السلام كما دل عليه قوله: ( فليصل ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ) وهذا صريح في الترتيب أن الدعاء يكون بعد صلاة الركعتين.
وأما الدعاء في غير الاستخارة فالأفضل لمن أراد أن يدعو الله عز وجل بشيء أن يدعوه قبل أن يسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما ذكر التشهد قال: ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء )، ولا يسن الدعاء بعد صلاة النافلة ولا بعد صلاة الفريضة أيضاً؛ لأننا قلنا: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرشد إلى أن يكون الدعاء بعد التشهد وقبل السلام وهو أيضاً الموافق؛ لأن كون الإنسان يدعو الله تعالى قبل أن ينصرف من صلاته ويلهو في حياته أولى من كونه يدعو بعد أن ينصرف من صلاته وتنقطع المناجاة بينه وبين ربه.
السؤال: ما معنى: ( من صام يوماً في سبيل الله أبعد الله عنه النار يوم القيامة سبعين خريفاً )؟ وهل صيام يوم في سبيل الله يعني الجهاد أم يعني الأيام العادية؟ نرجو منكم الإفادة.
الجواب: الصيام في سبيل الله يعني الصيام في الجهاد في سبيل الله؛ لأن الصيام مع الجهاد فيه مشقة، فلهذا كان جزاء من صام فيه وهو مجاهد في سبيل الله أن يباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً.
ومعنى (سبعين خريفاً) أي: سبعين سنة، وكان العرب يطلقون الخريف -وهو أحد فصول السنة- على السنة كاملة من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، وهذا تعبير معروف عند العرب.
فإن قال قائل: لم خص ذلك بسبعين خريفاً؟ قلنا: إن مثل هذه الأمور لا يمكن الإجابة عليها؛ لأن عقولنا قاصرة عن إدراك الحكمة في تقييد ذلك بسبعين خريفاً، ولو قدره النبي صلى الله عليه وسلم بأقل وأكثر لم يكن لدينا علم عن الحكمة في ذلك، فمثل هذه الأمور يسلم الإنسان فيها تسليماً كاملاً لما جاء به الشرع خبراً أو طلباً، حتى الطلب الآن قد طلب منا أن نصلي خمس صلوات في كل يوم وليلة، فلماذا كانت خمس صلوات، ولماذا كانت أربعاً في الظهر والعصر والعشاء واثنتين في الفجر، لماذا لم تكن ثمانياً وأربعاً في الفجر وما أشبه ذلك من الأمور التي ليس لنا فيها إلا أن نسلم ونقول: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32].
السؤال: ما معنى الحديث الذي يقول: ( تلك عاجل بشرى المؤمن )، فأرجو إعطائي أمثلة في ذلك مأجورين؟
الجواب: المؤمن يبشر في الدنيا بعمله الصالح من عدة وجوه:
أولاً: إذا شرح الله صدره إلى العمل الصالح وصار يطمئن إليه ويفرح به كان هذا دليلاً على أن الله تعالى كتبه من السعداء، لقول الله تبارك وتعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:5-7] ، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين أخبر: ( أن كل إنسان قد كتب مقعده من الجنة والنار، فقالوا: يا رسول الله! أفلا ندع العمل ونتكل على ما كتب، قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم قرأ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10] )، فمن بشرى المؤمن أن يجد المؤمن من نفسه راحة في الأعمال الصالحة ورضا بها وطمأنينة إليها، ولهذا كانت الصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومن البشرى للمؤمن أن يثني الناس عليه خيراً، فإن ثناء الناس عليه بالخير شهادة منهم له على أنه من أهل الخير، وهذه الأمة هم الشهداء كما قال الله تعالى: لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [الحج:78] ، ولما مرت جنازة أثنوا عليها خيراً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وجبت ) يعني وجبت له الجنة، وقال للصحابة: ( أنتم شهداء الله في الأرض )، فإذا كان الإنسان لا يسمع من الناس إلا الثناء عليه فهذه من نعمة الله عليه وهي بشرى.
ومنها -أي: من عاجل بشرى المؤمن- أن ترى له المرائي الحسنة في المنام، يأتيه هذا ويقول: رأيت كذا ورأيت كذا، والثاني يقول: رأيت كذا ورأيت كذا، أو يرى هو بنفسه لنفسه خيراً فإن هذه من عاجل بشرى المؤمن.
فهذه ثلاثة أمور كلها من عاجل بشرى المؤمن، فليبشر الرجل ولتبشر المرأة إذا رأى كل منهما أن العمل ميسر له، وأن الله سبحانه وتعالى قد شرح صدره للإسلام، قال الله تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر:22].
السؤال: هل يجوز رمي الكتب المدرسية والجرائد في النفايات؟ علماً بأن البلدية تقوم بإحراق جميع النفايات؟ وعلماً بأننا نضعها في كيس لوحدها حتى لا تختلط مع النفايات الأخرى، فإن لم يكن ذلك فماذا نفعل؟ علماً بأن الكتب تحوي آيات وأحاديث. أفيدونا ووجهونا بذلك مأجورين.
الجواب: من المعلوم أن كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلام شريف نفيس يجب العناية به ويجب تعظيمه، ولا يحل أن يلقى في القاذورات والأشياء النجسة مهما كان الأمر، لكن في بعض البلاد نرى أن بعض البلديات وفقهم الله يضعون صندوقاً خاصاً للصحف والمجلات والكتب فإذا حصل مثل هذا فهو خير، فمن كان عنده شيء زائد من الكتب فإنه يذهب به إلى هذا الصندوق المعين ويكون قد أدى ما عليه، والمسؤولية بعد وضعها في هذا الصندوق على البلدية، والبلدية تكون مشكورة إذا فعلت ذلك ومأجورة عند الله عز وجل، أما الصناديق العادية التي يلقى فيها القذر والأنتان وغيرها من الأشياء المستقذرة فلا يمكن أن يوضع فيها كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام، لكن إذا كان عمال البلدية عندهم فهم ووعي وجعلته في كيس ووضعته وحده إلى جنب الصندوق حتى يعرف العمال أنه لا يدخل مع النفايات الأخرى فهذا أرجو ألا يكون به بأس، وإلا بأن تخشى أن يكون العمال ليس عندهم علم كما هو الغالب في عمال البلديات فإنك تبقيه عندك في البيت، وإذا خرجت إلى البر يوماً من الأيام أخرجه معك وأحرقه وادفنه، هذا بالنسبة للقرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
أما بقية الجرائد وغيرها فلا حرج أن تجعلها مع ما تأخذه البلدية.
السؤال: منذ سنوات طلبت من الله عز وجل إذا أنجبت بالسلامة وعاش الطفل أن أصوم كل يوم إثنين وخميس، ولم أصم حتى الآن إلا العام الماضي فقط، صمت لمدة شهر فقط، وسؤالي: هل علي ذنب لتأخري في الصيام؟ وهل علي القضاء للأيام والسنوات الماضية؟ ماذا يجب علي أن أفعل؟
الجواب: قولها: طلبت من الله يحتمل أن يكون المعنى أنها نذرت لله أن تصوم يوم الإثنين والخميس، ويحتمل طلبت من الله أي: سألته أن يعينني على ذلك.
فإن كان الثاني: أي سألت الله أن يعينني على ذلك فلا شيء عليها؛ لأن الإنسان قد يدعو الله عز وجل وتكون من الحكمة ألا يستجيب الله له ليدخر ذلك له يوم القيامة أجراً وثواباً، أو يصرف عنه من السوء ما يقارب هذا الدعاء.
أما إذا كانت تريد النذر فإن سؤالها هذا يتطلب شيئين:
الشيء الأول: حكم النذر في الإسلام: فالنذر في الإسلام أقل أحواله أن يكون مكروهاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن النذر وقال: ( إنه لا يأتي بخير ولا يرد قضاء )، وإذا كان لا يأتي بخير ولا يرد قضاء لم يكن فيه فائدة، وكثير من الناس يشفق أن يحصل له الشيء فتجده ينذر ظاناً منه أن النذر يأتي به وهذا غلط، فالله تعالى إذا أتى بالخير لم يرده شيء، وإذا كان الشر لم يرده شيء.
وبناءً على ذلك أنصح إخواني المسلمين المستمعين إلى هذا البرنامج أن ينذروا، يعني: بمعنى أنصحهم بترك النذر وألا ينذروا، وإذا كانوا مشفقين على الشيء فليسألوا الله تسهيله وتيسيره، فإذا كان مريضاً لا حاجة أن يقول: إن شفاني الله فلله علي نذر أن أفعل كذا، بل يقول: اللهم اشفني .. اللهم عافني.. وما أشبه ذلك، فإن الدعاء يرد القضاء بإذن الله، لكن النذر لا يرد القضاء ولا يأتي بالخير، وكثير من الناس ينذر فإذا حصل مطلوبه تباطئ في النذر ولم يوفه كهذه السائلة، فإذا نذر الإنسان شيئاً على شيء وحصل له ما نذر عليه ولم يوفِ بالنذر فإن العاقبة ستكون وخيمة، قال الله تبارك وتعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ [التوبة:75-76] فلم يتصدقوا وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ [التوبة:76] فلم يكونوا من الصالحين فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ [التوبة:77] فهم أخلفوا وعد الله وكذبوا، ولم يكونوا من الصالحين ولم يقوموا بما نذروا، فأعقبهم الله نفاقا في قلوبهم إلى الموت.. إلى يوم يلقونه وهو موتهم، فشيء هذه نتيجته لا ينبغي أبداً ولا يليق بالعاقل أن يفعله، هذا شيء مما يتطلبه سؤال المرأة.
أما الشيء الثاني فهو الجواب على سؤالها نقول: إذا كان معني قولها: (طلبت الله نذراً) فإنه يجب عليها أن توفي بالنذر، تصوم الإثنين والخميس، وهذا لا يضر إن شاء الله؛ لأنهما يومان في الأسبوع، وما مضى فإنها تقضيه وتكفر كفارة يمين عن فوات الزمن الذي عينته، فإذا كان مضى عليها أربعون اثنين وأربعون خميس وجب أن تقضي ثمانين يوماً مع كفارة اليمين لفوات الوقت الذي عينته، ثم تستقبل أمرها فتصوم كل يوم إثنين وخميس.
السؤال: امرأة عصبية المزاج، تغضب على أقل سبب وتحلف يمين، ولكنها تستغفر بسرعة وتندم، وأحياناً تقول: أغضب من الأولاد الصغار وأحلف بأنني سأفعل كذا فأستغفر الله، تقول: هل علي ذنب؟ علماً بأنني تصدقت بكيسين من الرز في العام الماضي عن الحلف، والآن أصبحت أضعف الحلف. أرشدوني في هذا السؤال.
الجواب: أوصيها ألا تغضب وأن تضبط نفسها، فقد قال رجل: ( يا رسول الله! أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب )، والغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم حتى تنتفخ أوداجه ويحمر وجهه ويتصرف تصرفاً طائشاً يندم عليه فيما بعد، فأوصي هذه المرأة ألا تغضب، وإذا أحست بالغضب وهي قائمة فلتقعد، وإن كانت قاعدة فلتضطجع، ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يذهب عنها ما تجد.
ثم إن حصل نتيجة لهذا الغضب يمين على أولادها وهي لا تقصد اليمين لكن من شدة الغضب فإنه لا شيء عليها، لقول الله تبارك وتعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89]، أي بما نويتم عقده، أما شيء يجري على اللسان بلا قصد ولكنه نتيجة الغضب ونحوه فإن هذا لا ينعقد وليس فيه شيء، لكنني أكرر وصيتي لهذه المرأة ألا تغضب.
السؤال: يوجد لدينا قبر رجل، ويقولون بأنه ولي وقد بني عليه قبة وبجانبه ما يقارب من ثلاثة قبور أخرى، والقبة المذكورة قد جعلوا فيها مقدمة ومكان يصلى فيه، والقبور المذكورة تقع خلف المصلين، ونحن نصلي في هذه القبة والقبور من خلفنا، فنرجو من فضيلة الشيخ النصح والتوضيح هل صلاتنا صحيحة أم لا. جزاكم الله خيرا؟
الجواب: البناء على القبور محرم، وكل بناء بني على قبر فإنه يجب هدمه ولا يجوز إقراره، والصلاة فيه لا تصح بل هي باطلة، فلا يحل لكم أن تصلوا في هذه الساحة، وإن صليتم فأنتم آثمون وصلاتكم باطلة مردودة عليكم.
ثم إني أقول: من قال: إن هذا قبر ولي، قد يكون دجلاً وكذباً، ثم أقول: ما هو الولي؟ قد يكون دجالاً دجل على الناس وقال: إنه من أولياء الله وهو من أعداء الله، وأولياء الله تعالى هم المؤمنون المتقون لقوله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63]، فلابد من هذه المقدمات أن يعلم أن هذا من أولياء الله لكونه مؤمناً تقياً، وأن يعلم أنه دفن في هذا، وبعد هذا يجب أن تهدم القبة التي عليه ولا تصح الصلاة فيها.
السؤال: أفيدكم بأنني في بداية شبابي كنت على الطريق غير الإسلام، حيث كنت لا أبالي بالعبادات أحياناً أصلي وأصوم، وأحياناً لا أصلي ولا أصوم، وكنت لا أكترث بأي من المحرمات ولمدة خمسة عشر عاماً تقريباً، إلا أنني استقمت وحافظت على العبادات، وقد تبت إلى الله توبة نصوحاً بإذن الله عز وجل عما كنت عليه، وأنا نادم أشد الندم، وأرجو من الله أن يتقبل توبتي، سؤالي يا فضيلة الشيخ: ماذا علي من الصلاة والصوم التي لم أقم بتأديتها في أوقاتها؟ علماً بأنني لا أحصي تلك الأيام لطول المدة، وهل التوبة تأتي تكفيراً لذنبي؟ أرجو منكم النصح والتوجيه فضيلة الشيخ.
الجواب: أولاً: أهنئك بتوبة الله عليك، وتوفيقك للتوبة، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على ذلك، وأن يمن علينا جميعاً بالتوبة النصوح التي يمحو بما سلف من ذنوبنا، وأن يعصمنا في مستقبل أمرنا.
ثانياً: أبشرك بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( التوبة تهدم ما قبلها، والإسلام يهدم ما قبله )، وتوبتك هدمت ما سلف من ذنوبك.
وليس عليك قضاء ما فات، ولكن اسأل الله الثبات على طاعته إلى أن تلقاه، واحرص بقدر ما تستطيع أن تدعو إخوانك الذين كانوا مثلك إلى ما من الله به عليك من التوبة والتزام الصراط المستقيم؛ ( فلأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )، وهذا من شكر نعمة الله عليك أن تدعو إخوانك الذين أسرفوا على أنفسهم إلى التوبة النصوح والاستقامة على دين الله.
السؤال: إذا كان المصلي منفرداً هل يجهر في موضع الجهر، وإذا لم يدخل مع ثان أو ثالث في جماعة هل يجهر؟ وهل للنساء الجهر؟ وإذا ترك الجهر بدرجاته المعروفة هل يسجد للسهو، وكيف مأجورين؟
الجواب: الصلاة الجهرية في الجماعة السنة فيها الجهر أن يجهر الإمام بالقراءة قراءة الفاتحة وما تيسر، وأما المنفرد فإنه بالخيار إن شاء جهر وإن شاء أسر، لكن إذا كان يقضي ما فاته فإن القول الراجح: أن ما أدركه مع الإمام هو أول صلاته، فإن كان أدرك مع الإمام ركعتين فقد فاته محل الجهر، وإن كان أدرك ركعة فإن محل الجهر عنده في أول ركعة يقضيها، فإن شاء أسر وإن شاء جهر، لكن الأفضل الإسرار لئلا يشوش على الناس.
أما بالنسبة للنساء فالأفضل في حقهن الإسرار، لكن إذا كن يصلين في بيوتهن فلهن أن يجهرن بالصوت إذا كان لا يسمعهن أحد من غير المحارم.
السؤال: الإقامة للصلاة بالنسبة للرجال، إذا كان المصلي منفرداً هل يقيم لنفسه بنفسه؟ وماذا عليه لو ترك؟
الجواب: ليس عليه إذا ترك الإقامة وهو منفرد شيء؛ لأن الإقامة في حقه سنة كما ذكر ذلك أهل العلم رحمهم الله.
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
فتاوى نور على الدرب [707] | 3913 استماع |
فتاوى نور على الدرب [182] | 3693 استماع |
فتاوى نور على الدرب [460] | 3647 استماع |
فتاوى نور على الدرب [380] | 3501 استماع |
فتاوى نور على الدرب [221] | 3496 استماع |
فتاوى نور على الدرب [411] | 3478 استماع |
فتاوى نور على الدرب [21] | 3440 استماع |
فتاوى نور على الدرب [82] | 3438 استماع |
فتاوى نور على الدرب [348] | 3419 استماع |
فتاوى نور على الدرب [708] | 3342 استماع |