خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/162"> الشيخ محمد بن صالح العثيمين . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/162?sub=8855"> فتاوى نور على الدرب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فتاوى نور على الدرب [394]
الحلقة مفرغة
السؤال: ما هي الأفعال والأقوال التي من السنة القيام بها بعد صلاة العشاء جزاكم الله خيراً؟
الجواب: صلاة العشاء كغيرها من الصلوات لها أذكار مشروعة, فأول ما يسلم يستغفر الله ثلاثاً, ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام! ثم يذكر الله ثلاث مرات, ثم يأتي ما جاءت به السنة من الأذكار الأخرى, ومنها: أن يسبح الله تعالى ثلاثاً وثلاثين, ويحمد الله ثلاثاً وثلاثين, ويكبر الله أربعاً وثلاثين، ومنها أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين, ويتمم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ومنها أن يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة, ومنها أن يقول: سبحان الله عشر مرات, والحمد لله عشر مرات, والله أكبر عشر مرات, ثم يصلي بعد ذلك الراتبة؛ سنة العشاء ركعتين، ثم ينام ولا يشتغل بشيء من أمور الدنيا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها, إلا الحديث اليسير مع الأهل والأصحاب, أو المذاكرة في العلم, فإن هذا لا بأس به, وأما ما يفعله كثير من الناس اليوم حيث يسهرون الليل سهراً طويلاً على غير فائدة, بل ربما على شيء يضرهم ثم ينامون عن الصلاة في آخر الليل وربما ناموا عن صلاة الفجر أيضاً، فهذا بلا شك خطأ وخلاف السنة، وإذا استيقظ من نومه فينبغي له أن يجعل له ورداً في صلاة الليل حسب ما تقتضيه حاله من النشاط أو الكسل, فيصلي ما شاء الله, ثم يختم صلاته بالوتر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الليل فقال: (مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الفجر صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى )، هذا ما ينبغي فعله بعد صلاة العشاء, وإن كان له أهل فينبغي أن يتحدث معهم بعد صلاة العشاء يسيراً للإيناس وإزالة الوحشة, فإن خير الناس خيرهم لأهله,كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ).
السؤال: ما حكم نزول الشعر في موضع السجود من الجبهة؟
الجواب: كأن السائل يريد أنه إذا كان له شعر طويل ونزل شعره إلى جبهته فسجد عليه, فإذا كان هكذا فلا أعلم لحاله مانعاً؛ لأن هذا الشعر متصل به بأصل الخلقة, ولكن المحذور أن يسجد على يديه كما يفعله بعض الجهلة يعني: يضع كفيه على الأرض ثم يضع جبهته على ظهور الكفين, فإن هذا محظور, وقد صرح أهل العلم بأن لا يثبت الإنسان في سجوده، فالواجب الحذر منه، وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن السجود على حائل ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم لا يجزئ السجود معه, وهو ما إذا كان الحائل من أعضاء السجود, بأن يسجد بجبهته على كفيه, أو يسجد بكفيه على ركبتيه, فسجود هذا غير مجزئ, ومن المعلوم أنه إذا بطل السجود فقد بطل ركن من أركان الصلاة فتبطل الصلاة.
والقسم الثاني: ما يكره السجود معه, ولكنه يجزئ وهو ما إذا سجد على شيء متصل به كالثوب والمشلح والغترة، فإن هذا مكروه إلا لحاجة، ودليل ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه ).
والقسم الثالث: مباح لا بأس به, وهو أن يسجد على شيء منفصل عنه كما لو وضع منديلاً يسجد عليه بجبهته ويديه ونحو ذلك، فإن هذا لا بأس به؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على الخمرة، والخمرة: خصيف من سعف النخل, يتمكن الإنسان من السجود عليه في كفيه وجبهته فقط.
السؤال: يقول: يوجد على الخطوط السريعة بعض الماشية لا أرى لها مالكاً, فهل لنا أن نقوم بشرب حليبها؟
الجواب: الذي يظهر لي أن هذه الماشية قريبة من أهلها, وأنت لو شربت حليبها أتلفته عليهم, فالورع لك تركها, وأن لا تشرب من حليبها؛ لأنه لو عثر صاحبه على ذلك لحصلت بينك وبينه مشاكل, والإنسان مأمور بترك ما يؤدي إلى المشاكل والخصوم, ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع الرجل على بيع أخيه, أو يخطب على خطبة أخيه, كل هذا من أجل أن يبتعد الناس عن المشاكل فيما بينهم, نعم لو وجدت ماشية كثيرة في مكان ليس حولها راع, فلك أن تشرب من لبنها, بشرط أن لا يضر أولادها إن كان لها أولاد, بشرط أن لا يؤثر على أولادها إن كان لها أولاد.
السؤال: هذا يسأل عن زواج البدل؟
الجواب: زواج البدل الذي يسمى في الشرع: الشغار محرم ولا يصح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار، وقال: (لا شغار في الإسلام )، والشغار: هو أن يزوج الإنسان موليته شخصاً على أن يزوجه هذا الشخص موليته, مثل أن يقول شخص لآخر: أزوجك ابنتي على أن تزوجني ابنتك, فهذا لا يجوز؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ولأنه يؤدي إلى مفاسد, فإن هذا الرجل جعل ابنته بمنزلة السلعة التي يتوصل بها إلى مقصوده؛ ولأنه ربما يزوجها من ليس كفأً لها من أجل مصلحة نفسه.
فإن قال قائل: لا يمكن أن يزوجها من ليس بكفء إلا برضاها؛ لأن المرأة لا يجوز إجبارها على النكاح ولو كانت بكراً, ولو كان المجبر أباها, فالجواب عن ذلك أن يقال: إنها ربما تأذن وتوافق لا حباً في هذا الرجل الذي يريد زواجها, ولكن من أجل مصلحة أبيها, فتكون موافقتها عن غير اقتناع ورضا.
فإن كان هذا الأمر قد وقع, فالواجب على الزوجين أن يتوقفا عن الاستمتاع بالنساء, حتى تصل المسألة إلى المحكمة, والحاكم يحكم بما يراه في هذه المسألة, ويمشى على حكمه.
السؤال: يقول: ما حكم الشرع في نظركم في التدخين؟ وأيضاً يقول: ما حكم المتاجرة به؟
الجواب: التدخين الذي هو شرب الدخان, اختلف أهل العلم فيه, ما بين مبيح ومحرم, كما هو الشأن في كل أمر جديد يطرأ على الساحة, فإن العلماء تختلف اجتهاداتهم فيه, ولكن في الآونة الأخيرة تبين للإنسان أنه لا يمكن القول بإباحته, لما يشتمل عليه من الأضرار المستعصية التي تودي بصاحبها إلى الهلاك, وقد قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29]، وقال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]. وما ثبت أنه ضرر فإننا نضيف إلى ضرر البدن الضرر المالي, فإن به إتلاف كثير من المال, ولو أن الإنسان أحصى ما يتلفه في هذا السبيل لرأى أنه يتلف شيئاً كثيراً, فيكون صرف المال فيه من باب إضاعة المال, وقد قال الله تعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء:5] فنهى عن إتيان السفهاء, وهم الذين لا يحسنون التصرف في أموالهم أن يؤتوا المال وبين أن المال قيام, أي: تقوم به مصالح الدين والدنيا وإنما نهى عن إتيان السفهاء أموالهم التي قال الله عنها: أموالكم؛ لأجل أن يكون الإنسان حريصاً على مال اليتيم كما يحرص على ماله، وإلا فمن المعلوم أن المال لليتيم, فنهى عن إتيان السفهاء ذلك؛ لأن السفهاء لا يحسنون التصرف فيه, وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال؛ ولأن شارب الدخان تثقل عليه العبادات ولا سيما الصوم؛ لأنها تحجزه عن شربه, وإنه بهذه المناسبة, مناسبة استقبال شهر رمضان عام (1410هـ) أحب أن أوجه نصيحة قصيرة إلى الذين ابتلوا بشربه, وأقول: إن هذا الشهر المبارك شهر رمضان ميدان فسيح للتسابق إلى تركه, أولاً: لأنه شهر ينبغي فيه أن تكثر الأعمال الصالحة, وثانياً: أن الصائم لن يتناول هذا الدخان في النهار, فإذا صبر عن شربه طول النهار, فليتصبر أيضاً في الليل, حتى يطلع الفجر, فإذا دام على ذلك في مدة شهر كامل, فإنما في دمه من النكتين سوف يتحلل ويزول ويسهل عليه جداً أن يتركه, فنصيحتي للإخوان الذين ابتلوا به, أن يستعينوا الله عز وجل في هذا الشهر, شهر رمضان على تركه, ومن استعان الله بصدق وإخلاص أعانه الله عز وجل, وخلاصة القول: أن شرب الدخان محرم؛ لأنه ضرر على البدن, وضرر على المال, وضرر على النفس, وإذا كان الشيء محرماً كان الاتجار به محرماً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه )، فلا يحل الاتجار به, وعلى من ابتلي بذلك أن يقلع عن هذا؛ لأن الاتجار به حرام, والكسب الحاصل به حرام.
السؤال: يقول: هو طالب في المدرسة وعندهم مدرسة غير متحجبة وتظهر من شعرها, مع العلم بأن هذه المدرسة غير مسلمة, فما الواجب علينا أن نفعل نحن الطلاب؟
الجواب: الواجب عليكم أن تطلبوا أو تبحثوا عن مدرسة أخرى ليست المدرسة فيها امرأة؛ لأن اتقاء الفتنة واجب, وبقاؤكم في هذه المدرسة سبب للفتنة, فإن لم تجدوا سواها, فلا حرج عليكم في البقاء فيها, ولكن غضوا الطرف ما استطعتم, وتجنبوا كثرة المكالمة معها ما استطعتم, وهذا كما يوجد في الأسواق -مثلاً- من هي متبرجة متطيبة ومع هذا لا نقول للناس: امتنعوا عن النزول إلى أسواقكم، بل نقول: انزلوا إلى أسواقكم وانهوا عن المنكر ما استطعتم, وغضوا البصر والطرف وأقلوا المحادثة إلا للضرورة, ولنا في هذا الأمر قواعد مهمة من الشرع مثل قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، ومثل قوله: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الدين يسر )، فإذا لم نتمكن من إزالة هذا المنكر ونحن في حاجة إلى أن ننزل إلى السوق, أو إلى أن نبقى في المدرسة, فأرجو أن لا يكون علينا في ذلك حرج.
السؤال: يقول: إذا أصابتني جنابة في منطقة شديدة البرودة فهل يجوز لي التيمم؟
الجواب: نعم, إذا أصاب الإنسان جنابة في مكان شديد البرودة, فالواجب عليه أن يسخن الماء فإن لم يتمكن من تسخينه أو تمكن من تسخينه لكنه لم يجد شيئاً يلوذ به عن الهواء البارد, فله أن يتيمم ويصلي فإذا زال المانع وجب عليه أن يغتسل, ولا يقول: إن التيمم كاف عن الغسل؛ لأن التيمم يكفي عن الغسل على وجه مؤقت حتى يزول المانع من استعمال الماء, ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمران بن حصين الطويل وفيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فرأى رجلاً معتزلاً لم يصل مع القوم, فقال: ما منعك؟ فقال: أصابتني جنابة ولا ماء، فقال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك, ثم جاء الماء فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل منه، وقال: اذهب فأفرغه على نفسك ) فدل هذا على أن رفع الجنابة بالتيمم رفع مؤقت, ويدل لذلك أيضاً حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين, فإذا وجده فليتق الله وليمسه بشرته ).
السؤال: والدي يحتاجني في عمله وحاجة أهلي, وأخي الأكبر في مدينة أخرى يطلب العلم، وأنا أريد أن أذهب إلى الجهاد ولم يرض أحد من الوالدين, فهل يحق لي الذهاب, مع العلم أن أخي يقدر أن يقوم مقامي بترك دراسته؟
الجواب: لا يحل لك أن تذهب إلى الجهاد وأهلك يحتاجون إليك, ومانعوك من السفر إلى الجهاد, بل حتى وإن لم يحتاجوا إليك, فإذا لم يأذنوا لك فإنه لا يحل لك أن تذهب إلى الجهاد؛ لأن بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله, كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها, قلت: ثم أي؟ قال: بر الولدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ). فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله, وأما أخوك فإن تغربه لطلب العلم فيه خير كثير, وأجر عظيم, وطلب العلم كالجهاد في سبيل الله؛ لأن الله تعالى جعله عديلاً له في قوله: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة:122]، فجعل الله التفقه في الدين معادلاً للجهاد في سبيل الله, وغزو المسلمين ليس بالسلاح فقط, وإنما هو بالسلاح والفكر والخلق, والغزو بالفكر لا يقاوم إلا بالعلم, والأخلاق أيضاً لا تقاوم إلا بالعلم والاستقامة, وربما يكون غزو الأعداء للمسلمين غزواً فكرياً أعظم فتكاً بهم من الغزو بالسلاح المادي؛ لأن النوع الأول من الغزو غزو يدخل بدون استئذان, ويحتل بدون قتال, فهو أنكر وأعظم من الجهاد المسلح بالسلاح المادي, والمسلمون يجب عليهم هذا وهذا, ولهذا قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ [التوبة:73]، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجاهد المنافقين بالسلاح المادي ولم يأمر به, وإنما يجاهد المنافقين بالجهاد العلمي والبيان والإرشاد, فسفر أخيك لطلب العلم وتغربه لطلب العلم لا شك أنه خير كثير, أما أنت فالخير لك أن تبقى عند أهلك, وأن تقوم ببر والديك, وإذا كان لديك مال فجاهد بمالك؛ لأن الجهاد بالمال كالجهاد بالنفس بل هو قرينه في كتاب الله عز وجل.
السؤال: كم عدد ركعات صلاة قيام الليل؟ وهل تكون القراءة بالجهر أم بالسر؟ وهل يجوز أن أقرأ من الكتاب عندما لا أكون حافظاً للقرآن؟
الجواب: هذا السؤال يتضمن ثلاث مسائل: الأولى: عدد صلاة الليل, فصلاة الليل ليس لها عدد محدد, لا يجوز الزيادة عليه ولا النقص منه, بل يصلي الإنسان نشاطه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الليل، فقال: (مثنى مثنى ) ولم يحدد, لكنه إذا اقتصر على إحدى عشرة ركعة, أو ثلاث عشرة ركعة كان أفضل من الزيادة؛ لأن عائشة رضي الله عنها سئلت: (كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ). وأما كيفية هذا العدد هل يطيلها أو لا؟ فهذا يرجع إلى نشاط الإنسان وقوته وتحمله.
السؤال: هل تكون القراءة بالجهر أم بالسر؟
الجواب: أما الجهر بالقراءة فهو على حسب نشاط الإنسان, إذا كان الأنشط له أن يجهر وليس حوله من يشوش عليه أو ينغص عليه فليجهر, وإن كان الإسرار أشد إخلاصاً أو كان عنده من يشوش عليه أو ينغص عليه فيسر.