المنكر وآدم ابن الدنماركية - ممدوح إسماعيل
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
أثناء تصفحي للأخبار استوقفني خبر غريب على مجتمعنا المصري الإسلامي، حيث جاء في الخبر أن لاعب الكرة المصرى في ألمانيا محمد زيدان، رزق بمولود من صديقته الدنماركية ..
لم أصدق الخبر وظللت أبحث في الأخبار عن كلمة زواج أو عقد بين اللاعب والدنماركية فلم أجد إلا كلمة صديقته على الطريقة الغربية الإباحية الفوضوية في تسهيل ونشر منكر الزنا ، ثم بحثت عن كاتب رياضي ينتقد ما حدث من هؤلاء الذين يظلون الساعات ينتقدون لعبة خطأ من لاعب في الملعب أو شوطة خطأ أو قرار خطأ للحكم، وتظل القنوات ساعات يتحدث فيها هؤلاء عن تلك المصيبة، وفي الصباح تجد مانشيتات الصحف عن الخطأ الكروى الرهيب!!!
وصفحات يكتب فيها النقاد عن ذلك الخطأ ولكن بحثي خاب فلم أجد من يعلق..
بلاشك من النقاد شرفاء ضايقهم وغاظهم ما حدث، ولكن الخوف من هوجة حرية الفساد جعلهم يسكتون، ومع أنني أكتب وأتمنى أن يكون الخبر فيه خطأ في النشر، وأن المولود "آدم" ليس ابن زنا، وأن يقوم اللاعب الذى جعله الإعلام نموذج ونجم بنشر تكذيب رسمي حتى لا يقلده الشباب ، ولم يحدث حتى الآن غير أني وجدت خبر صغير على استحياء أنه تم زواج شبه عرفي حتى لا تحصل الدنماركية على نصف أمواله في حالة الانفصال الأوروبي !!!!!!!!!!!!!!!
والإعلام تعمد تكبير النشر بهذه الطريقة (صديقته الدنماركية) -والتي تعتمد على إبراز الخبر الإباحي المخالف لتعاليم ديننا وتزيينه بصورة تجعله نموذج في مثل هذه المنكرات- أمر جلل خطير وتسهيل لفاحشة ومنكر كبير، ومع انتشار البطالة والفقر والمخدرات وتضييع القيم والدين تنتشر المنكرات وعلى رأسها الزنا.
والله تبارك وتعالى في كتابه الكريم أمر بفضح الزناة والإنكار عليهم، وتغليظ العقوبة لهم، والإعلام يفرح بهم ويفتح لهم القنوات والصحف ! فالحق يقول في كتابه الكريم {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} [النور:2] ..
والزنا هو نكاح المرأة من غير عقد شرعي، فالله تبارك وتعالى جعل له حدا من حدود الله، الجلد مائة جلدة للزاني الغير متزوج، والرجم للمتزوج، ثم إن الله تبارك وتعالى وهو الرحمن الرحيم -لعلمه سبحانه بمفسدة التساهل في منكر الزنا- يأمر المؤمنين المسلمين في كل زمان ومكان في العالم أن لا تأخذهم بالزناة رأفة في دين الله -أى رحمة في تنفيذ أمر الله- وجعل ذلك شرطا من شروط الإيمان ..
ثم يأمر الله تعالى بالإعلام، أي نشر تنفيذ العقوبة على الزناة لتكون عبرة لمن يعتبر . لكن إعلامنا ينشر المفاسد والمنكرات ويشجع عليها، ويهاجم كل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإني أتسائل، أين مذيع برنامج مصر النهاردة وشيخه الذين قاموا بحملة لغلق قنوات نشر الفضيلة، لماذا سكتوا عن هذا الخبر ولم يحققوه حتى من ناحية مفسدة الزنا، لماذا سكتوا ؟ ومصر اليوم قد عمّ فيها الزنا تحت مسميات كثيرة !
الحقيقة أن الإعلام يقوم بدور كبير في تضييع هوية مصر الإسلامية ما بين إعلام رسمي علماني وإعلام تملكه ساويرس ومن على شاكلته ..
ويبقى الإٌشارة إلى أن البعض في الإعلام قام بحملة على مدرب المنتخب حسن شحاتة في مصر لأنه صلى على النبي في أحد المباريات، ثم إن نتيجة الحملة والضغط أن شاهدنا الرجل المحترم يذهب للكنيسة تحت الضغط حتى يظهر أنه ليبرالي منفتح، والرجل يدعو إلى الأخلاق كشرط من شروط اللعب للمنتخب، فماذا يفعل فيما حدث لو صح خبر زيدان وصديقته الدنماركية وهو الذي يرفض لاعبين لأسباب أخرى ؟
بلا شك المنافقون سيقولون الكرة ليس لها دين، ولكن مصر لها دين وهو الإسلام، رغم أنف كل عدو للفضيلة، ولن ينصر هذا الفريق لو استمر على ذلك ..
ونصيحتي للإعلام الذي يُسهل الفواحش والمنكرات بالترويج لأفلام الدعارة ورموزها، ويساعد على نشر الأفكار الضالة مثل البهائية والشيعية والتنصير والقادينية، ويقدم النموذج الغربي الإباحي قدوة للشباب، أن يتذكروا قول الله تبارك وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:10].
وأخيراً الفساد ليس في الانتخابات ولا في الاقتصاد ولا في السياسة فقط، وإنما الفساد انتشر في كل شيء -كالسوس ينخر- حتى غلب على أحوالنا، فاللهم رحمتك نرجو ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..
ممدوح إسماعيل - محام وكاتب
[email protected]