شرح الترمذي - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به [9]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، سهل علينا أمورنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين، اللهم زدنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك، سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فلا زلنا نتدارس الباب الرابع عشر من جامع الإمام الترمذي من أبواب الطهارة، وعنوان هذا الباب كما تقدم معنا مراراً: باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به، وقد روى الترمذي الحديث بسنده من طريق شيخه هناد بن السري إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تستنجوا بالروث ولا بالعظم، فإنه زاد إخوانكم من الجن)، قال أبو عيسى : وفي الباب عن أبي هريرة وسلمان وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين.

هذا الحديث يقرر أن الجن إخوان لنا، وأن طعامهم يختلف عن طعامنا، ولا يجوز لنا أن نستنجي بطعامهم، ومن باب أولى لا يجوز لنا أن نستنجي بطعام الإنس، قلت: وهذه القضية لا بد من البحث فيها، ولا بد من التعرف على أحوال عالم الجن الذي يقابل عالم الإنس، وقلت: سنتدارس هذا الأمر ضمن ثلاثة مباحث:

أولها: في خلق الجن ووجودهم، وقد تقدم معنا الكلام على ذلك.

والثاني: في تكليفهم وجزائهم، وأيضاً تدارسنا هذا الأمر وانتهينا منه.

والأمر الثالث: في أوجه الشبه والاختلاف بين الإنس والجن، وقلت: هذا الأمر سأقسمه إلى ثلاثة أمور:

أولها: ما يستوي الإنس والجن فيه، فيستوون معنا فيه، وذكرت لذلك أمثلة دارت على أمور أربعة قلت: يستوون معنا في الخلق والموت، خلقوا وهكذا خلقنا، يموتون ونحن نموت، يستوون معنا في التكليف، والأمر الثالث يستوون معنا في انقسامهم إلى مؤمن وكافر، وعاص ومطيع، ويستوون معنا على القول المعتمد في الثواب والعقاب عند الكريم الوهاب يوم الحساب، هذه أمور أربعة مضى الكلام عليها.

والأمور التي يختلفون فيها عنا قلت: سأقتصر على أربعة أمور أوضح اختلافهم عنا واختلافنا عنهم، وقلت: الأمر الأول: عنصر خلقهم يختلف عن عنصر خلقنا، فهم خلقوا من نار وخلقنا من طين.

والأمر الثاني: أعطاهم الله قدرة على أن يرونا ولا نراهم.

والأمر الثالث: تشكلهم بصور مختلفة.

والأمر الرابع: طعامهم يختلف عن طعامنا.

وقلت: سأختم المبحث بأمر ثالث يقوم على أربعة أمور أيضاً: صلتنا بهم وصلتهم بنا، وسأتكلم على حكم الاستعانة بهم، وعلى حكم مناكحتهم، وعلى حكم تلبسهم، وعلى كيفية التحصن منهم.

رؤية الجن ووسوستهم

وقد كنا نتدارس الأمور التي يختلفون بها عنا، ووصلنا إلى الأمر الثاني من الأمور الأربعة ألا وهو رؤيتهم لنا، وعدم رؤيتنا لهم، وقررت هذا كما تقدم معنا بالآيات والأحاديث والأدلة الكثيرة، وقلت: بلغ من رؤيتهم لنا واتصالهم بنا أنهم يسرون منا سريان الدم في ذراتنا، ونحن لا نشعر بهذا، وذلك بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها، وتقدمت معنا الأحاديث الصحيحة الصريحة عن نبينا عليه الصلاة والسلام بأن (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).

وآخر ما ذكرته مما يتعلق بهذا الأمر أثر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من أن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر ربه خنس الشيطان، وإذا غفل ابن آدم عن ذكر الله التقم الشيطان قلبه ووسوس فيه. وهذا الأثر تقدم معنا أنه رواه الطبري في تفسيره، والحاكم في مستدركه، وابن أبي الدنيا وابن مردويه ، كما رواه البيهقي في شعب الإيمان، والضياء المقدسي في الأحاديث الجياد المختارة، ورواه سعيد بن منصور في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه، وقلت: رواه جعفر بن أحمد بن فارس في كتاب الذكر حسبما عزا إليه ابن حجر .

وهذا الأثر يوجد حوله كلام من ناحية تخريجه، ومن ناحية دلالته وإيضاح معناه.

أما من ناحية تخريجه فالإمام البخاري عليه رحمة الله علق هذا الأثر بصيغة الجزم في صحيحه في كتاب التفسير في تفسير سورة الناس.

خنس الشيطان لابن آدم حين يولد

وقال ابن عباس رضي الله عنهما كما في البخاري في الموضع المشار إليه: الوسواس إذا ولد -يعني: ولد المولود وخرج من بطن أمه- خنسه الشيطان، كأنه يريد أن يقول: الوسواس يوسوس للمولود إذا ولد، فإذا ولد خنسه الشيطان، أي: قبض عليه وصار هذا المولود في حوزته، فإذا ترعرع هذا المولود وبلغ، فإن ذكر الله حصن نفسه من الشيطان، وإلا وسوس الشيطان في قلبه.

وتمام أثر ابن عباس رضي الله عنهما: الوسواس إذا ولد -يعني المولود- خنسه الشيطان، فإذا ذكر الله ذهب عنه، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه.

قوله: خنسه يخنسه بمعنى قبض عليه ويقبض عليه، وهذه تختلف عن المعنى الذي تقدم معنا إذا ذكر الإنسان ربه خنس الشيطان، هناك خنس بمعنى: ابتعد واندحر وذل وتوارى واختفى، وهنا خنسه الشيطان، أي: قبض عليه، قال ابن حجر : أي أخره وأزاله عن مكانه لشدة نخسه وطعنه بإصبعه، يعني: عندما يولد هذا المولود يؤخره الشيطان عن مكانه الذي خرج منه لشدة الطعنة التي يطعن في جنبيه، ثم بعد ذلك هذا الإنسان إذا وعى وذكر الله حصن نفسه من الشيطان، وإلا فالشيطان سيوسوس له.

وقد أشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى وأخبرنا أن كل مولود يولد ينخسه الشيطان، والحديث ثابت في المسند والصحيحين، ورواه عبد الرزاق في مصنفه، والطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حميد في تفاسيرهم، ورواه الحاكم في المستدرك -مع أن أصل الحديث في الصحيحين- في الجزء الثاني صفحة أربع وتسعين وخمسمائة، وهذه الروايات أشار إليها في الدر المنثور السيوطي في الجزء الثاني صفحة تسع عشرة.

والحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من نخسه إياه، إلا مريم وابنها)، فكل مولود عندما يولد يؤخره الشيطان ويضربه بإصبعه في جنبيه وخاصرتيه وناحيته، فيستهل صارخاً، يعني: فيصرخ الولد ويصيح، والمولود عندما يولد يصرخ لأمرين: لهذا الأمر الذي أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام، والأمر الثاني: للشدة التي تحصل له عند الولادة، ولمفارقته لإلفه، فاجتمع عليه الأمران.

وفي بعض روايات الطبري في تفسيره: (ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرةً أو عصرتين حين يولد، إلا عيسى بن مريم ومريم).

وفي رواية في الصحيح أيضاً: (ما من بني آدم من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها)، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقرءوا إن شئتم: وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران:36].

وفي رواية للبخاري : (كل ابن آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب)، أي: ذهب الشيطان يطعن عند ولادة نبي الله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فطعن في الحجاب، والحجاب هو المشيمة التي يكون فيها الولد، فطعن في المشيمة وما أصاب نبي الله عيسى ويمكن أن يكون المراد بالحجاب ما ذكره ابن حجر والعيني : أنه الملابس التي توضع على المولود ويستر بها، فطعن في ملابسه وما وصل إلى جسده وجسمه، انظر عمدة القاري، الجزء الخامس عشر صفحة ست وسبعين ومائة.

وفي رواية لـمسلم : (كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها)، وفي رواية أخرى لـمسلم أيضاً: (صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان)، نزغة يعني: يصيح بسبب النخس الذي يقع عليه من الشيطان، وفي رواية أخرى لـمسلم أيضاً: (كل إنسان تلده أمه على الفطرة، وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه، فإن كانا مسلمين فمسلم، وكل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه)، واللكز هو الضرب بجمع الكف، يلكزه يعني: يضربه ضرباً قوياً بيده بكاملها ليس بإصبع واحد.

قوله: في حضنيه، أي: في جنبه وخاصرتيه، (يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها).

عصمة الأنبياء من نخس الشيطان

هذه الخصوصية التي ثبتت لنبي الله عيسى وأمه مريم عليهما السلام، هل تعم أنبياء الله أجمعين، أو هي خصوصية لهذين المخلوقين المباركين؟

ظاهر الحديث كما ترون أنه خصوصية، لكن أئمتنا في شرح الحديث نقلوا عن القاضي عياض أن هذا الأمر يشمل جميع الأنبياء، نقل العيني وغيره عن عياض أنه قال: جميع أنبياء الله يشاركون عيسى في هذا الأمر، فهم مباركون، والله ما جعل للشيطان عليهم سبيلاً.

قال القرطبي في المفهم: وهذا قول قتادة من أئمة التابعين، إذاً: يستثنى جميع أنبياء الله ورسله من مس الشيطان ونخسه، وليس هذا خصوصية لعيسى وأمه فقط.

أما استثناء نبينا عليه صلوات الله وسلامه فلا بد منه، وإذا ثبت هذا لنبي الله عيسى وهو دون نبينا في الفضيلة فهو ثابت للأفضل من باب أولى، وأمه آمنة عندما حملت به كما ثبت في طبقات ابن سعد ، ودلائل النبوة لـأبي نعيم ، ودلائل النبوة للبيهقي في الجزء الأول صفحة اثنتين وثمانين، والخصائص الكبرى للسيوطي في الجزء الأول صفحة اثنتين وأربعين: (أن آمنة عندما حملت بنبينا عليه صلوات الله وسلامه قيل في المنام لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، في أحشائك وفي بطنك سيد هذه الأمة، وقيل لها: إنك حملت بخير البرية وسيد المرسلين، فإذا وضعتيه فقولي: أعيذه بالله الواحد من شر كل حاسد)، وهذا الذي قالته آمنة عند ولادة نبينا عليه صلوات الله وسلامه، كقول امرأة عمران : وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران:36].

حصنت امرأة عمران ابنتها مريم، وما سيأتي لهذه البنت المباركة من ذرية حصنتها بالله من الشيطان الرجيم، فهذا دعاء من مخلوق للخالق استجابه الله، وأما في شأن نبينا فإيحاء من الخالق للمخلوق، فمن باب أولى أن يحصن نبينا صلى الله عليه وسلم وألا يقترب منه الشيطان في حال ولادته، وألا ينخسه، وإذا ثبت هذا لعيسى ولنبينا عليهما صلوات الله وسلامه، فالذي يظهر والعلم عند الله كما قال القاضي عياض ، ونقل عن قتادة : أن هذا عام لجميع أنبياء الله ورسله لاستوائهم في عصمة الله لهم، وحفظ الله لهم، وأما من عداهم فالذي يظهر أنه لا يستثنى.

فإن قيل: هذا النخس هل يضر الإنسان في دينه؟

والجواب: لا ثم لا، فهذا لا يلزم منه إضلال على الإطلاق، وإنما هذا نخس حسي فقط، لا يلزم منه أنه استولى عليه وأضله، والله جل وعلا يحفظ أولياءه من إغواء الشيطان ووسوسته، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا [الإسراء:65].

هذا الأثر الذي روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما له حكم الرفع، وقد أشار إليه البخاري معلقاً بصيغة الجزم، ومعناه ثابت في حديث نبينا صلى الله عليه وسلم.

كيفية وسوسة الشيطان لابن آدم

وقد ورد خبر منقول عن نبي الله عيسى أنه سأل ربه أن يريه مكان قعود الشيطان من قلب ابن آدم، وكيف يوسوس، والأثر ثابت في سنن سعيد بن منصور ، ورواه ابن أبي الدنيا وابن المنذر في تفسيره كما في الدر المنثور، وفتح الباري للحافظ ابن حجر في الأمكنة التي تقدمت الإشارة إليها سابقاً عند ذكر الآثار المتعلقة بهذا الموضوع.

وهذا الأثر من رواية عروة بن رويم اللخمي ، وهو صدوق يرسل كثيراً، وتوفي سنة خمس وأربعين ومائة للهجرة، وحديثه في السنن الأربع إلا سنن الترمذي ، وكما قلت هذا الأثر مأخوذ عن أخبار أهل الكتاب، وابن حزم عندما يأتي إلى مثل هذه الآثار يقول: هذا أثر منقطع، فبين التابعي وبين نبي الله عيسى مفاوز، وليس هو منقطع، هو لا يرويه عن نبي الله عيسى بالإسناد، إنما أخذه عن أهل الكتاب، وهذا مما يباح لنا أن نحدث به عن أهل الكتاب مما ذكر عندهم، وليس في ديننا ما يثبته بهذا الوصف ولا ما ينفيه، فلا مانع إذاً من روايته وذكره.

ولفظ الأثر: أن نبي الله عيسى دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم ، فأراه الله جل وعلا مكانه -وجلا مقعده ومجلسه أين يجلس الشيطان من قلب ابن آدم- فرآه مثل رأس الحية -رأى الشيطان مثل رأس الحية -واضع رأسه على ثمرة قلبه- يعني: على وسط قلبه، وهو كرأس الحية- فإذا ذكر العبد ربه خنس الشيطان، وإذا ترك العبد ذكر الله مناه وحدثه.

إذاً: خبيث كأنه رأس حية، يجلس في وسط القلب، إن ذكرت الله خنس وما استطاع أن يتمكن منك، وإلا حدثك ومناك، والذي يدل على مثل هذا، وأن الشيطان يجري منا مجرى الدم من عروقنا، أن الوسوسة التي تحصل في صدورنا وفي نفوسنا لا تأتي من شيء خارج عنا؛ لأنها لو كانت من خارج جسمنا تطرأ علينا لكان لا بد من أن تنقلها الحواس إلى القلب، إما لمس، وإما شم، وإما سمع، وإما.. إلخ، وواقع الأمر أننا لا نرى ولا نلمس ولا نسمع هذه الوسوسة، وإنما نرى هذه الوسوسة تدور في القلب، ولذلك لا حيلة لنا إلا بالالتجاء إلى ربنا، فإذا كان الشيطان يرانا ولا نراه، فنسلط عليه من يراه، وهو لا يراه، فالله يرى الشيطان، والشيطان لا يرى الرحمن، والله جل وعلا أعز جنداً سبحانه وتعالى، فهو يكفينا شر هذا اللعين كما سيأتينا في آخر الأمور، كيف نتحصن من الشيطان الرجيم؟

هذا تمام ما يتعلق بالأمر الثاني من الأمور التي يختلف الجن بها عنا، وهو كونهم يروننا ولا نراهم.

وقد كنا نتدارس الأمور التي يختلفون بها عنا، ووصلنا إلى الأمر الثاني من الأمور الأربعة ألا وهو رؤيتهم لنا، وعدم رؤيتنا لهم، وقررت هذا كما تقدم معنا بالآيات والأحاديث والأدلة الكثيرة، وقلت: بلغ من رؤيتهم لنا واتصالهم بنا أنهم يسرون منا سريان الدم في ذراتنا، ونحن لا نشعر بهذا، وذلك بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها، وتقدمت معنا الأحاديث الصحيحة الصريحة عن نبينا عليه الصلاة والسلام بأن (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).

وآخر ما ذكرته مما يتعلق بهذا الأمر أثر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من أن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر ربه خنس الشيطان، وإذا غفل ابن آدم عن ذكر الله التقم الشيطان قلبه ووسوس فيه. وهذا الأثر تقدم معنا أنه رواه الطبري في تفسيره، والحاكم في مستدركه، وابن أبي الدنيا وابن مردويه ، كما رواه البيهقي في شعب الإيمان، والضياء المقدسي في الأحاديث الجياد المختارة، ورواه سعيد بن منصور في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه، وقلت: رواه جعفر بن أحمد بن فارس في كتاب الذكر حسبما عزا إليه ابن حجر .

وهذا الأثر يوجد حوله كلام من ناحية تخريجه، ومن ناحية دلالته وإيضاح معناه.

أما من ناحية تخريجه فالإمام البخاري عليه رحمة الله علق هذا الأثر بصيغة الجزم في صحيحه في كتاب التفسير في تفسير سورة الناس.


استمع المزيد من الشيخ عبد الرحيم الطحان - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح الترمذي - باب الاستتار عند الحاجة، والاستنجاء باليمين، والاستنجاء بالحجارة [4] 4047 استماع
شرح الترمذي - باب ما جاء في فضل الطهور [6] 3982 استماع
شرح الترمذي - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به [46] 3796 استماع
شرح الترمذي - مقدمات [8] 3788 استماع
شرح الترمذي - باب مفتاح الصلاة الطهور [2] 3773 استماع
شرح الترمذي - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به [18] 3571 استماع
شرح الترمذي - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به [24] 3488 استماع
شرح الترمذي - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء [10] 3467 استماع
شرح الترمذي - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به [6] 3420 استماع
شرح الترمذي - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به [59] 3419 استماع