خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/122"> الشيخ عبد الرحيم الطحان . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/122?sub=8330"> شرح مقدمة الترمذي
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
شرح الترمذي - مقدمات [7]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الرحمين، اللهم زدنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك، سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
إخوتي الكرام! انتهينا من بيان منزلة الإمام الهمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي عليه وعلى أئمتنا والمسلمين أجمعين رحمة رب العالمين، وختمت ترجمته المباركة بقول الإمام الذهبي : إنه ثقة مجمع عليه، ولا التفات لقول أبي محمد بن حزم : إنه مجهول، وهذا الكلام الذي قاله هذا الإمام أعني أبا محمد بن حزم في هذا الإمام العلم الجبل أبي عيسى الترمذي يحتمل أمرين اثنين كما وضحت هذا في آخر الموعظة الماضية:
يحتمل أن الإمام ابن حزم ما سمع بـالترمذي ، وما بلغه خبره، وإلى هذا ذهب الإمام الذهبي -كما قلت- في الميزان وفي سير أعلام النبلاء، وادعى الإمام الذهبي أن سنن الترمذي وسنن ابن ماجه لم تصلا إلى بلاد الأندلس إلا بعد موت الإمام ابن حزم عليه وعلى أئمتنا جميعاً رحمة ربنا.
والقول الثاني ولعله الأظهر كما تقدم معنا، هو الذي ذهب إليه الإمام ابن كثير ، وذهب إليه حذامي المحدثين الحافظ ابن حجر عليهم جميعاً رحمات رب العالمين وأن هذا من تعنت ابن حزم وشذوذه، وطعنه في الأئمة وعدم توقيره لهم، فقال هذا مجهلاً له، كأنه يقول: إنه نكرة من النكرات مجهول، وليس من العلماء الأعلام، كأنه يريد أن يضع من قدره بهذا الكلام، وهذا الكلام كما قال الإمام ابن حجر صدر نظيره من ابن حزم عندما حكم كما تقدم معنا على الإمام أبي القاسم البغوي بالجهالة أيضاً، ثم علق هذان الإمامان الكريمان: الإمام ابن كثير وابن حجر على كلام الإمام ابن حزم ، بأن هذا الكلام الذي صدر من ابن حزم أنزل من منزلة ابن حزم عند العلماء، ولم ينزل شيئاً من مكانة الإمام الترمذي عند علماء الشريعة الغراء.
كنت أحب أن أقف وقفة يسيرة لعلها ستأخذ هذه الموعظة بكاملها حول الإمام ابن حزم ، وإنما أردت أن أقف هذه الوقفة وقد تطول -كما قلت- إلى نهاية الموعظة؛ من أجل أن نعلم أن العلماء الذين هم أهل هدى ينقسمون إلى قسمين:
عالم سلم من الملاحظات والمؤاخذات كما هو الغالب في أئمتنا الكرام عليهم الرحمة والرضوان، كأصحاب المذاهب الأربعة، وهكذا أهل الكتب الستة، وأكثر علماء المسلمين أهل الهدى ليس حولهم ملاحظات، ولا يعني أننا نقول: إنهم مقدسون ولا يخطئون، لا، المراد أنه ليس عندهم شذوذ، قد يوجد أحياناً في بعض المسائل، لكن المسلك العام لهم هدى والتزام للحق.
وهناك علماء من أهل الهدى عندهم أحياناً شيء من الشذوذ والانحراف في كتبهم، وفي تأولهم وفي ترخصهم، كلهم أهل هدى، فإذاً: ينبغي أن ننظر إلى الصنف الثاني نظرة إنصاف، نأخذ ما أصابوا فيه ونطرح ما زلوا فيه دون تكثير عليهم، نعم عندنا صنف ثالث، لكن ليسوا من علماء الهدى، إنما هم من علماء البدعة والهوى، كأصحاب البدع والزيغ والضلال هؤلاء ما لنا ولهم، هم مردودون بجميع أحوالهم، لكن علماؤنا الكرام أهل السنة أيضاً ينقسمون إلى قسمين: عالم ليس عنده ترخص ولا تأول بل عنده التزام بالنص ووقوف عنده، ثم بعد ذلك لا يتهجم على عالم إذا صدر منه شيء.
وعندنا صنف آخر أحياناً يترخص ويتأول فيزل ويخطئ، مع أنه من أهل الهدى، لكن لا يعني هذا أنه معصوم ولا يقع في زلل وخطأ، فما موقفنا نحو هذا ونحو ذاك؟ أما أولئك -كما قلت- أئمة الهدى أهل المذاهب الأربعة المتبعة، أهل الكتب الستة، غالب أئمتنا الكرام فعلى العين والرأس، والمسلك -كما قلت- أنهم كلهم إن شاء الله هدوا إلى صراط الله المستقيم.
عندنا من الصنف الثاني الإمام ابن حزم ، سنتكلم عليه ونأخذ العبرة من حياته؛ لئلا نفرط ولا نفرط ولا نجفو ولا نغلو، ونزن أمورنا وغيرنا بالقسطاس المستقيم، إمام علم لا شك فيه، وهو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، توفي سنة (456هـ) في القرن الخامس للهجرة، ومع أنه إمام علم جبل إلا أن عليه ملاحظات ومآخذ يمكن أن تجمل في ثلاثة أمور، هذه الملاحظات لا ترى واحدة منها في أئمتنا أهل الهدى الذين مسلكهم كله على حق وصواب.
المسلك الأول: دخل هذا الإمام في علم الكلام، ومن العجائب العديدة أن يكون هذا الإمام ظاهري المذهب، ثم يميل إلى الكلام، يعني: حاله كحال أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي صاحب كتاب أطراف الكتب الستة، وشروط الأئمة الستة، وسيأتي شيء من ذكره إن شاء الله بعد هذا المبحث، توفي سنة (507هـ). من العجائب العجيبة أنه صوفي ظاهري، أنا أعجب كيف اجتمع التصوف مع مذهب أهل الظاهر، وهنا ابن حزم ظاهري، والظاهري: هو الذي يأخذ بظواهر النصوص ولا يرى أن يؤولها، لكن كيف دخلت في علم الكلام الذي هو نتان، وعلم الكلام يتعارض مع نصوص شريعة الإسلام، كيف تجمع بين الظاهر وعلم الكلام؟ تأتي لنصوص الصفات فتؤولها على حسب قواعد علم الكلام، وتأتي بعد ذلك لنصوص الشرع في الفروع فتجمد على ظاهريتك ولا تلتمس لها علة ولا تبحث لها عن معنى لتقيس الفرع على هذا الأصل الوارد! هذا من العجائب، دخل في علم الكلام، ثم خرج منه بعد ذلك وتاب؛ لكن بعد أن أثر فيه ما أثر، يقول الإمام الذهبي عليه رحمة الله: بقي فيه قسط من نحلة الكلام، بعد أن رجع منه بقي فيه قسط من نحلة الكلام.
وقال الإمام الذهبي أيضاً: أثر فيه علم الكلام، وليته سلم منه! أبعده الله من علم. أي: هذا العلم الباطل أبعده الله من علم، وما أعرض الإمام ابن حزم عنه إلا بعد أن زرع في باطنه أموراً وانحرافاً عن السنة، فلم يخرج منه خروجاً كاملاً، وكتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل شاهد على تلبسه بهذه البدعة، أعني بدعة علم الكلام.
ذم الشافعي لعلم الكلام
كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطينِ
قال: حدثنا، علم مأثور منقول يؤخذ من مشكاة النبوة، وأما العلم الذي يتدخل فيه العقل في أمور الغيب فأصحابه من شيوخ القمر كما تقدم معنا، هوس في هوس إلى هوس، الأمور التجريبية الواقعية مجالها العقل، أما الأمور الغيبية ليس مجالها العقل، وإنما مجالها النقل الصحيح الذي يؤخذ من مشكاة النبوة على نبينا صلوات الله وسلامه، وهكذا الإمام المبجل أحمد بن حنبل كما قال الإمام الذهبي : تواتر عن هذا الإمام المبارك النقل بذم الكلام وأهله، وكان يقول لأولاده وأصحابه: لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة، فمن هم أهل الكلام؟
الفرق بين الفلاسفة وأهل الكلام
حياة ثم موت ثم بعثٌ حديث خرافة يا أم عمرو
ويقول اللعين الآخر ابن سينا : كل من أنصف ورجع إلى عقله علم أن إعادة المعدوم مستحيل، لا يمكن أن يقع بعث على الإطلاق. الفلاسفة هؤلاء ليسوا من أهل علم الكلام، هؤلاء لا يعولون على نصوص الوحي على الإطلاق، فيقولون: الأنبياء مصلحون كذبوا على الناس من أجل المصلحة، هذا كلام ابن سينا ، يقول: لا يوجد جنة ولا نار ولا حشر ولا بعث ولا قيامة ولا شيء! فالرسل مصلحون كذبوا من أجل هداية الناس؛ لأن أحوال الناس لا تستقيم إلا إذا قلنا لهم: يوجد بعث وجنة ونار وميزان وصراط؛ لئلا يظلم بعضهم بعضاً، ولئلا يعتدي بعضهم على بعض، لكن كل هذا خرافة، ليس هناك شيء من ذلك، ولا يوجد حقيقة لذلك.
وأما علماء الكلام الذين هم أهل البدع في هذه الأمة وما أكثرهم! من جهمية، ومعتزلة، وخوارج، وغيرهم فرق كثيرة، والفارق بينهم وبين الفلاسفة أنهم يعترفون بنصوص الوحي، لكن بعد عرضها على العقل، فالعقل إما أن يقرها وأن يشهد لها وأن ينصرها، وإما أن يؤولها، وإما أن يردها.
منزلة العقل عند علماء الكلام
وهناك صنف ثالث يقول: دعنا من العقل ومن النقل، هذه أحاديث ما لنا ولها، ولا نريد عقولاً نريد رياضات من أجل أن يفتح علينا، لكن فتح من قبل الشيطان لا من قبل الرحمن، ما يلقى في قلوبنا وفي روعنا هو الذي نحتكم إليه، فاعلم أنه إبليس، أو أن إبليس قد حل فيه، فإذا لم تقدر عليه فاهرب منه واستعذ بالله من شره، وإلا فابرك على صدره واخنقه واقرأ عليه آية الكرسي.
فإذاً: علماء الكلام لا يجالسون وإن ذبوا عن السنة، وكم يغتاظ علماء الكلام من أهل الحديث كما تقدم معنا، وما يلمزونهم إلا بلفظ الحشوية، هذا عمدة ذمهم للمهتدين، وقال في رواة حديث نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام: إنهم حشوية، قال أبو حاتم إمام المحدثين في زمنه: علامة الزنادقة أن يسموا أهل الحديث حشوية. وهذا الأثر نقله عنه الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في الجزء الرابع صفحة (88).
كلام الجنيد في علم الكلام
تأثر ابن حزم بعلم الكلام كتأثر الغزالي بالفلسفة
يقول: وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوي. غفر الله لك يا أبا حامد ! حتى بعد رجوعك عن علم الكلام ما زال الحشو على لسانك، إذا سمعته من محدث أو حشوي، يعني: من شيخ من أهل السنة مسكين لا علم له بالعقليات على طريقة الفلاسفة والمتكلمين، إذا التحذير منه ربما ظننت أن الناس أعداء لما جهلوا، فلا تأخذ به، وأهل السنة وهم الطائفة المرضية يقول عنهم: ما يشتغلون بعلم الكلام. فإذا ذموا علم الكلام، ستقول: هؤلاء يجهلون علم الكلام فذموه، فاسمع هذا ممن خبر الكلام، ثم قلاه بعد الخبرة، وتغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين، وجاوزه إلى علوم أخرى، يعني: أنت إذا سمعت هذا الحكم من غيري قد لا تقبله، فاسمعه مني، فأنا فارس هذا الميدان ابتليت وأظلم قلبي، ووصل إلى درجة من الهوس والشك. كما يخبر عن نفسه في كتابه المنقذ من الضلال، فنسأل الله أن يحفظنا من الزيغ والضلال، يخبر عن نفسه أنه كان يشك في نفسه هل هو رجل أو امرأة؟! وهل هو رجل أو شجرة؟! وهل هو رجل أو حجرة؟! وهل هو حي أو ميت؟! فحقيقةً:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
ونسأل مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على دينه، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
فـابن حزم دخل في لوثة الكلام، وهذا عار وأي عار، أن يبتلى هذا الإمام المبارك بهذه اللوثة، أئمتنا صانهم الله من ذلك، قد يخطئ بعضهم أحياناً لعدم وقوفه على الدليل، وقد يخطئ أحياناً في فهم الدليل، هذا أمر يسير، إنما المصيبة أن يسلك هذا المسلك المبتدع، وهو من أهل الهدى! هذه ملاحظة، لكن عليها علامة استفهام أكبر من هذا المسجد حول حياة الإمام ابن حزم ، وهذه نقطة سوداء في سيرته، ونسأل الله أن يغفر لنا وله، سيأتينا إخوتي الكرام موقفنا من هذه النقيصة وغيرها من نقائص أئمة أهل الهدى الذين وجد فيهم نقائص ينبغي أن نزكي بالقسطاس المستقيم كما قلت، فـابن حزم فيه هذه الزلة.
علم الكلام نعوذ بالله منه وأبعده الله من علم كما قال الإمام الذهبي ، يقول عنه الإمام الشافعي رحمه الله -والنصوص عنه متواترة كما قال أئمتنا في ذم الكلام-: لو علم الناس ما في علم الكلام لفروا منه فرارهم من الأسد، ولأن يلقى العبد ربه بكل ذنب خلا الشرك خير من أن يلقاه بعلم الكلام، وحكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، وأن يطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، ثم أنشد:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطينِ
قال: حدثنا، علم مأثور منقول يؤخذ من مشكاة النبوة، وأما العلم الذي يتدخل فيه العقل في أمور الغيب فأصحابه من شيوخ القمر كما تقدم معنا، هوس في هوس إلى هوس، الأمور التجريبية الواقعية مجالها العقل، أما الأمور الغيبية ليس مجالها العقل، وإنما مجالها النقل الصحيح الذي يؤخذ من مشكاة النبوة على نبينا صلوات الله وسلامه، وهكذا الإمام المبجل أحمد بن حنبل كما قال الإمام الذهبي : تواتر عن هذا الإمام المبارك النقل بذم الكلام وأهله، وكان يقول لأولاده وأصحابه: لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة، فمن هم أهل الكلام؟
عندنا فلاسفة، وعندنا أهل كلام، أما الفلاسفة فهم لا يعتبرون الوحي، ولا ينظرون في نصوص الشرع على الإطلاق بل ينبذونها وراء ظهورهم ويرخون العنان لعقولهم لتبحث في هذا الكون، بداية ونهاية حسبما يقرر العقل، فقرر العقل -حسب زعمهم- أنه لا بعث للناس، ولا يوجد يوم القيامة، فيقولون: هذا حديث خرافة، كما كان يقول اللعين أبو العلاء المعري :
حياة ثم موت ثم بعثٌ حديث خرافة يا أم عمرو
ويقول اللعين الآخر ابن سينا : كل من أنصف ورجع إلى عقله علم أن إعادة المعدوم مستحيل، لا يمكن أن يقع بعث على الإطلاق. الفلاسفة هؤلاء ليسوا من أهل علم الكلام، هؤلاء لا يعولون على نصوص الوحي على الإطلاق، فيقولون: الأنبياء مصلحون كذبوا على الناس من أجل المصلحة، هذا كلام ابن سينا ، يقول: لا يوجد جنة ولا نار ولا حشر ولا بعث ولا قيامة ولا شيء! فالرسل مصلحون كذبوا من أجل هداية الناس؛ لأن أحوال الناس لا تستقيم إلا إذا قلنا لهم: يوجد بعث وجنة ونار وميزان وصراط؛ لئلا يظلم بعضهم بعضاً، ولئلا يعتدي بعضهم على بعض، لكن كل هذا خرافة، ليس هناك شيء من ذلك، ولا يوجد حقيقة لذلك.
وأما علماء الكلام الذين هم أهل البدع في هذه الأمة وما أكثرهم! من جهمية، ومعتزلة، وخوارج، وغيرهم فرق كثيرة، والفارق بينهم وبين الفلاسفة أنهم يعترفون بنصوص الوحي، لكن بعد عرضها على العقل، فالعقل إما أن يقرها وأن يشهد لها وأن ينصرها، وإما أن يؤولها، وإما أن يردها.