مباحث النبوة - من مقاصد النكاح إنجاب الذرية [2]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:

فإن النفة على الأهل والعيال أجرها كبير، وفضلها عظيم، وأي رجل أعظم أجراً من رجل ينفق على أولاد له صغار يعفهم الله به، أو ينفعهم الله به، ويغنيهم به سبحانه وتعالى.

والأحاديث في ذلك كثيرة وفيرة، منها ما ثبت في المسند ومعجم الطبراني الكبير، والحديث رواه أبو نعيم في الحلية، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، والبخاري في التاريخ الكبير، وإسناد الحديث صحيح كما نص على ذلك شيخ الإسلام الإمام المنذري في الترغيب والترهيب في الجزء الثالث صفحة اثنتين وستين، ولفظ الحديث: من رواية المقدام بن معدي كرب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة )، تطعم نفسك، تطعم ولدك، تطعم زوجتك، تطعم خادمك، كل هذا لك صدقة، فأنت عندما تنفق على الأولاد تؤجر عند رب العباد سبحانه وتعالى، ولذلك إذا جاءتك ذرية فإنك تحصل المغانم من جميع جهاتها -من جميع جهات الذرية- إن عاشوا تنتفع، وإن ماتوا تنتفع، وإن ربيتهم تنتفع، وإن أنفقت عليهم تنتفع، أي أجر أعظم من هذا الأجر؟! هذا إذا أردت وجه الله، وسلكت على حسب شرع رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهنيئاً لك تحصيل أجور عظيمة، مع أنه في الأصل أن أي إنسان يفعل هذا بمقتضى الطبيعة والجبلة، كما تقدم معنا في مقاصد النكاح في الأمر الأول وهو: تحصين النفس البشرية من كل آفة رديئة حسية ومعنوية، فأنت تحصن نفسك من الأخطاء، ثم لك هذه الأجور عند العزيز الغفار سبحانه وتعالى.

أجر النفقة على البنات

إخوتي الكرام! والأجور تتضاعف كثيراً إذا كان الولد ضعيفاً، ولا تتوقع منه منفعة كبيرة في المستقبل، وهذا يكون في صنف الإماء، إذا كان الولد أنثى وأنفقت عليه، فهل تتوقع منفعة من الأنثى؟ ولذلك تؤجر على النفقة على الأنثى أكثر مما تؤجر على النفقة على الذكر؛ فمن أجل أن يرغبنا نبينا عليه الصلاة والسلام بالإحسان إليها، والنفقة عليها، وعدم التقصير في حقها، أخبرنا أن الأجر يضاعف لنا إذا كان المولود أنثى؛ ولذلك إذا رزقت بأنثى فلا يكن حالك كحال المشركين، الذين قال الله عنهم: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [النحل:58]، يمتلئ غيظاً وهماً، بل احمد الله، فإنك ستحصل مغانم أكثر مما لو كان ذكراً، ولا تتضايق وتقول: الولد سوف يساعدني، وهذه لن تساعدني، والأنثى لا تخرج من البيت، ولا أنتفع منها بشيء، يا عبد الله! بالأنثى يزيد رزقك ويبارك لك في بيتك.

روى الإمام البخاري عليه وعلى أمتنا رحمة ربنا في كتاب الأدب المفرد صفحة خمسة وعشرين: أن بعض التابعين -ولم يسم- رزق ببنات فتمنى موتهن، فسمعه عبد الله بن عمر فغضب وصاح به وقال له: أنت ترزقهن؟ يا قليل العقل! أنت ترزقهن؟ لعلك ترزق بسببهن، ويفاض عليك الرزق بسبب وجود هؤلاء البنات في بيتك، لماذا تتمنى موتهن؟! رزقك ورزقهن ورزق المخلوقات من أولهم لآخرهم على خالقهم: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6].

فإذا كان الولد أنثى فتؤجر عليه أجراً زائداً مما لو كان ذكراً، واستمع لتقرير هذا من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام، ثبت في المسند والصحيحين، والحديث في سنن الترمذي والنسائي ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى وأبو داود الطيالسي ، وهو في أعلى درجات الصحة، من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: ( دخلت علي امرأة ومعها ابنتان تسأل )، أي: معونة ومساعدة، قالت أمنا عائشة : ( ولم يكن عندي ما أعطيها إلا تمرة )، في بيتي من أوله لآخره بحثت فما وجدت إلا تمرة واحدة، وتقدم معنا أن هذا الأمر ليس بعجيب ولا غريب في بيوت النبي عليه الصلاة والسلام، وأحياناً كان لا يوجد في بيوته التسعة ما يأكله ذو كبد ويقضون الليالي جياعاً لا يدخل جوفهم طعام، نبينا وزوجاته أمهات على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه، تقدم معنا تقرير هذا في خلق النبي عليه الصلاة والسلام مع أهله، فما عند أمنا عائشة إلا تمرة، فأعطتها هذه التمرة، ولا تستقلها أخي؛ لأن الله يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه [الزلزلة:7]، وكم في هذه التمرة من مثاقيل الذر؟! فيها مثاقيل لا يعلمها إلا الله الجليل، وإذا كنت -أخي- تملك ألوفاً مؤلفة وتصدقت بتمرة، فهذه منقصة فيك، وأما إذا تصدقت بتمرة ولا تملك إلا التمرة فأجرها عظيم.

فأعطتها التمرة، فأخذت هذه المسكينة التمرة فقسمتها قسمين، وأعطت كل بنت قسماً، وحرمت نفسها، فهي ما أكلت من التمرة شيئاً، أعطت نصفها لهذه البنت، ونصفها لهذه البنت، فتعجبت أمنا عائشة ، هذه المرأة فيها هذا الحنان، وهذه الرقة والرأفة والرحمة نحو بناتها بحيث تقدم البنات على نفسها، ولا يوجد أحد يقدم أحداً على نفسه إلا الأبوان، يقدمان الأولاد على أنفسهم، الأم تسهر من أجل راحتك، وكم من ليلة ما نامت من أجلك! كم لا يعلم هذا إلا الله جل وعلا، لكن إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]، عندما يكبر الإنسان ويمشي على الأرض يضرب الأرض برجليه، يظن أنه ولد هكذا، ما يعلم أن أمه قاست فيه في الحمل وفي الوضع وفي الرضاع وفي التربية، قاست منه ما تنوء بحمله الجبال، لكن الإنسان ظلوم كفار، كم من ليلة منعت نفسها من النوم من أجلك! وكم من لقمة أخرجتها من فيها لتضعها في فيك!

فأمنا عائشة لما رأت هذا المشهد أكبرت هذه المرأة وأجلتها، فلما دخل النبي عليه الصلاة والسلام ذكرت له ذلك، فقال: ( يا عائشة ! من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )، وقوله: ( من ابتلي من هذه البنات بشيء )، يعني: بقليل، ولو ببنت واحدة، ولو ما رزق إلا بنتاً، ثم أحسن إليها، ( كانت له ستراً من النار )، وإذا رزق ببنات كن له ستراً من النار، ولذلك يحصل الإنسان أجراً عظيماً إذا رزق أنثى وأحسن إليها.

أجر تربية البنات

لقد وردت الأجور الكثيرة في تربية البنات إذا كن ثلاث بنات أو اثنتين أو بنتاً واحدة، ففي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه ، والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو يعلى وإسناده صحيح من رواية عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجاباً من النار )، قوله: (وكساهن من جدته)، يعني: من تعبه وكسبه، ( كن له حجاباً من النار )، والإنسان يحصل هذا الأجر لو كان عنده ابنتان وابنة واحدة كما سيأتينا.

ثبت في المسند والبزار ومعجم الطبراني الأوسط ومسند أبي يعلى في كتاب الأدب المفرد للبخاري ، والحديث رواه أبو نعيم في الحلية وإسناده صحيح أيضاً من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له ثلاث بنات يؤويهن، ويكفلهن، ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة، فقال بعض الصحابة: وثنتين يا رسول الله ) يعني: إذا رزقه الله ثنتين فقط؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( وثنتين )، أي: إذا أعطاه الله ثنتين له هذا الأجر أيضاً.

وثبت هذا الأجر لمن رزق أيضاً بنتاً واحدة، ثبت ذلك في مستدرك الحاكم بسند صحيح أقره عليه الذهبي ، من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن )، والمراد من اللأواء من الشدة التي يحصلها الإنسان في تربية الأنثى، ( أدخله الله الجنة لرحمته إياهن، فقال رجل: واثنتان يا رسول الله؟ قال: واثنتان؟ فقال آخر: وواحدة؟ قال: وواحدة )، فمن رزق أنثى واحدة فصبر على لأوائها وضرائها يدخله الله بها الجنة.

إذاً: هذه أجور عظيمة يحصلها الإنسان عندما يربي الذرية، ولذلك لا يجوز للإنسان أن يزهد في هذا أو ذاك، فهذه مغانم تأتيك بسبب الأولاد، فاحمد الله عليها، لكن العباد في هذه الأيام انتكست، ورأوا أن الأولاد شؤم ليس بعده شؤم، وكانت الأنثى عند أجدادنا وسلفنا المسلمين الطيبين أماً تكرم، وريحانة تشم، وبنتاً يعطف عليها، وعرضاً يصان، كانت هكذا، فصارت في زمننا مشكلة المشاكل، وبلية البلايا، ونسأل الله أن يتولى أمورنا، وأن يصلح أحوالنا، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

إخوتي الكرام! والأجور تتضاعف كثيراً إذا كان الولد ضعيفاً، ولا تتوقع منه منفعة كبيرة في المستقبل، وهذا يكون في صنف الإماء، إذا كان الولد أنثى وأنفقت عليه، فهل تتوقع منفعة من الأنثى؟ ولذلك تؤجر على النفقة على الأنثى أكثر مما تؤجر على النفقة على الذكر؛ فمن أجل أن يرغبنا نبينا عليه الصلاة والسلام بالإحسان إليها، والنفقة عليها، وعدم التقصير في حقها، أخبرنا أن الأجر يضاعف لنا إذا كان المولود أنثى؛ ولذلك إذا رزقت بأنثى فلا يكن حالك كحال المشركين، الذين قال الله عنهم: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [النحل:58]، يمتلئ غيظاً وهماً، بل احمد الله، فإنك ستحصل مغانم أكثر مما لو كان ذكراً، ولا تتضايق وتقول: الولد سوف يساعدني، وهذه لن تساعدني، والأنثى لا تخرج من البيت، ولا أنتفع منها بشيء، يا عبد الله! بالأنثى يزيد رزقك ويبارك لك في بيتك.

روى الإمام البخاري عليه وعلى أمتنا رحمة ربنا في كتاب الأدب المفرد صفحة خمسة وعشرين: أن بعض التابعين -ولم يسم- رزق ببنات فتمنى موتهن، فسمعه عبد الله بن عمر فغضب وصاح به وقال له: أنت ترزقهن؟ يا قليل العقل! أنت ترزقهن؟ لعلك ترزق بسببهن، ويفاض عليك الرزق بسبب وجود هؤلاء البنات في بيتك، لماذا تتمنى موتهن؟! رزقك ورزقهن ورزق المخلوقات من أولهم لآخرهم على خالقهم: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6].

فإذا كان الولد أنثى فتؤجر عليه أجراً زائداً مما لو كان ذكراً، واستمع لتقرير هذا من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام، ثبت في المسند والصحيحين، والحديث في سنن الترمذي والنسائي ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى وأبو داود الطيالسي ، وهو في أعلى درجات الصحة، من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: ( دخلت علي امرأة ومعها ابنتان تسأل )، أي: معونة ومساعدة، قالت أمنا عائشة : ( ولم يكن عندي ما أعطيها إلا تمرة )، في بيتي من أوله لآخره بحثت فما وجدت إلا تمرة واحدة، وتقدم معنا أن هذا الأمر ليس بعجيب ولا غريب في بيوت النبي عليه الصلاة والسلام، وأحياناً كان لا يوجد في بيوته التسعة ما يأكله ذو كبد ويقضون الليالي جياعاً لا يدخل جوفهم طعام، نبينا وزوجاته أمهات على نبينا وعليهن صلوات الله وسلامه، تقدم معنا تقرير هذا في خلق النبي عليه الصلاة والسلام مع أهله، فما عند أمنا عائشة إلا تمرة، فأعطتها هذه التمرة، ولا تستقلها أخي؛ لأن الله يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه [الزلزلة:7]، وكم في هذه التمرة من مثاقيل الذر؟! فيها مثاقيل لا يعلمها إلا الله الجليل، وإذا كنت -أخي- تملك ألوفاً مؤلفة وتصدقت بتمرة، فهذه منقصة فيك، وأما إذا تصدقت بتمرة ولا تملك إلا التمرة فأجرها عظيم.

فأعطتها التمرة، فأخذت هذه المسكينة التمرة فقسمتها قسمين، وأعطت كل بنت قسماً، وحرمت نفسها، فهي ما أكلت من التمرة شيئاً، أعطت نصفها لهذه البنت، ونصفها لهذه البنت، فتعجبت أمنا عائشة ، هذه المرأة فيها هذا الحنان، وهذه الرقة والرأفة والرحمة نحو بناتها بحيث تقدم البنات على نفسها، ولا يوجد أحد يقدم أحداً على نفسه إلا الأبوان، يقدمان الأولاد على أنفسهم، الأم تسهر من أجل راحتك، وكم من ليلة ما نامت من أجلك! كم لا يعلم هذا إلا الله جل وعلا، لكن إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]، عندما يكبر الإنسان ويمشي على الأرض يضرب الأرض برجليه، يظن أنه ولد هكذا، ما يعلم أن أمه قاست فيه في الحمل وفي الوضع وفي الرضاع وفي التربية، قاست منه ما تنوء بحمله الجبال، لكن الإنسان ظلوم كفار، كم من ليلة منعت نفسها من النوم من أجلك! وكم من لقمة أخرجتها من فيها لتضعها في فيك!

فأمنا عائشة لما رأت هذا المشهد أكبرت هذه المرأة وأجلتها، فلما دخل النبي عليه الصلاة والسلام ذكرت له ذلك، فقال: ( يا عائشة ! من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )، وقوله: ( من ابتلي من هذه البنات بشيء )، يعني: بقليل، ولو ببنت واحدة، ولو ما رزق إلا بنتاً، ثم أحسن إليها، ( كانت له ستراً من النار )، وإذا رزق ببنات كن له ستراً من النار، ولذلك يحصل الإنسان أجراً عظيماً إذا رزق أنثى وأحسن إليها.

لقد وردت الأجور الكثيرة في تربية البنات إذا كن ثلاث بنات أو اثنتين أو بنتاً واحدة، ففي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه ، والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو يعلى وإسناده صحيح من رواية عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجاباً من النار )، قوله: (وكساهن من جدته)، يعني: من تعبه وكسبه، ( كن له حجاباً من النار )، والإنسان يحصل هذا الأجر لو كان عنده ابنتان وابنة واحدة كما سيأتينا.

ثبت في المسند والبزار ومعجم الطبراني الأوسط ومسند أبي يعلى في كتاب الأدب المفرد للبخاري ، والحديث رواه أبو نعيم في الحلية وإسناده صحيح أيضاً من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له ثلاث بنات يؤويهن، ويكفلهن، ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة، فقال بعض الصحابة: وثنتين يا رسول الله ) يعني: إذا رزقه الله ثنتين فقط؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( وثنتين )، أي: إذا أعطاه الله ثنتين له هذا الأجر أيضاً.

وثبت هذا الأجر لمن رزق أيضاً بنتاً واحدة، ثبت ذلك في مستدرك الحاكم بسند صحيح أقره عليه الذهبي ، من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن )، والمراد من اللأواء من الشدة التي يحصلها الإنسان في تربية الأنثى، ( أدخله الله الجنة لرحمته إياهن، فقال رجل: واثنتان يا رسول الله؟ قال: واثنتان؟ فقال آخر: وواحدة؟ قال: وواحدة )، فمن رزق أنثى واحدة فصبر على لأوائها وضرائها يدخله الله بها الجنة.

إذاً: هذه أجور عظيمة يحصلها الإنسان عندما يربي الذرية، ولذلك لا يجوز للإنسان أن يزهد في هذا أو ذاك، فهذه مغانم تأتيك بسبب الأولاد، فاحمد الله عليها، لكن العباد في هذه الأيام انتكست، ورأوا أن الأولاد شؤم ليس بعده شؤم، وكانت الأنثى عند أجدادنا وسلفنا المسلمين الطيبين أماً تكرم، وريحانة تشم، وبنتاً يعطف عليها، وعرضاً يصان، كانت هكذا، فصارت في زمننا مشكلة المشاكل، وبلية البلايا، ونسأل الله أن يتولى أمورنا، وأن يصلح أحوالنا، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.