خطب ومحاضرات
أيها الشاب! حاول وأنت الحكم [الحلقة الأولى]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد..
أيها الأحبة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مراراً وتكراراً وأولاً وآخراً، وأسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن استعمله الله في طاعته.
أسأل الله جل وعلا ألا يجعلنا وإياكم وقوداً لجهنم، أو حطباً لنارها، أسأل الله جل وعلا أن يجعل لكل واحدٍ منكم في هذا المسجد من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلوىً عافيةً، ومن كل فاحشةٍ أمناً، ومن كل فتنةٍ عصمةً.
شباب الإسلام: شباب الأمة! والله إن آمالنا ما انقطعت في واحد من الشباب أياً كان وضعه، وأياً كانت حاله، وبالذات أنتم، لأنكم شباب فطرة، ولأنكم شباب عقيدة، ولأنكم شباب أمةٍ كانت خير أمة، ولا تزال أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.
أيها الأحبة: نريد أن نبعد عن الرسميات كثيراً، اعتبروا أن الأساتذة والمشرفين والإداريين غير موجودين، وألا يوجد في هذا المكان إلا أنا وأنتم، ولنتحدث بصراحة تامة، وليكن الحديث بيني وبينكم من القلب إلى القلب، لا تجعلوها محاضرةً رسمية تملؤها العبارات الرنانة، والفصاحة زادت أو قلت، لا. بل أريد أن تجعلوه لقاءً أخوياً، مثل ما قال أحد الدعاة جزاه الله خيراً: فقد كان ذاهباً إلى المعهد الملكي، ودخل على مجموعة من الشباب ينصحهم، فقال: يا شباب! القلوب (مكربنة) فقال واحد من الشباب: أسرع بها على الخط يا شيخ.
فأنا أريد- تعرفون إذا (كربن الموتر) تسرع به على الخط ويصفى بإذن الله- فالشباب من عاداتهم الصراحة، ومن عادتهم الصدق، ومن عادتهم حب البعد عن التكلف والرسميات، ولذلك أريد ألا ننشغل، أريد -أيها الأحبة- أن نكون صرحاء صادقين فيما بيني وبينكم.
أولاً: هذه المحاضرة كم تمنيت أن آتي لألقاكم وأتشرف بالجلوس معكم.
وثانياً: فإن أحد الأساتذة -وهذه المحاضرة من عجائب الرؤى والأحلام- أخبرني قريبٌ لي وهو يدرس معكم، قال: إن الأستاذ فلاناً رآك في المنام، وقال: يا أخي! قلنا لك: تعال أعطنا محاضرة، وقلنا لك: تعال امش معنا، وقلنا: تعال أعطنا درساً، فلما أخبرني قريبـي بهذا الكلام، قلت له: قد جعلت رؤياك حقا، وهذا تأويلها بإذن الله جل وعلا، مع أن بعض الناس لا يُقبل كلامه في الحلم والعلم سوياً، الحاصل نريد أن نبدأها بكل صراحة وصدق.
إخواني! القاعدة الأولى: ألا نيأس من أي شاب، فحينما أقول: أي شاب، أعني أي واحد منكم، أو ألا نظن أننا يمكن أن نستفيد من هذا، ولا نستفيد من هذا، أو هذا إنسان ما فيه فائدة، أو شخص على هامش الحياة، أو تصايد- على ما قالوا- على هامش الحياة، وهذا شخص نافع، لا. فالجميع فيه نفعٌ وفيه خير، وكل شاب ترونه عنده مواهب، وعنده طاقات، ولكن إذا جلس في بيئة ومع صحبة ومع إخوان يسخرون مواهبه وطاقاته لله ولأجل الله ولدين الله، كان داعيةً من الدعاة، وإن سخروا مواهبه لأمر آخر، كان منتجاً علماً بارزاً في هذا الجانب الآخر، وأضرب لكم أمثلة:
الإنسان يتأثر بقرنائه
وأنا أسألكم هذا الشاب الذي أصبح مثقفاً وفاهماً وواعياً في أمور الحمام، هذه أمور ربما بعض علماء الأحياء يحتاج زمناً حتى يدرسها، فهذا الشاب عرفها وفقهها، ويقول لك: لاحظ إذا أردت الحمامة أو الطير هذا ألا يطير من عندك، أنصحك أن تضع له في الماء سكراً، فلن يتعدى الصندقة أبداً بعد ذلك، لو تبيعه يرجع لك، وبذلك تجد الذين يبيعون الحمام تجاراً، عنده فقد أربع حمامات، يبيعها وترجع، ويبيعها وترجع، وهلم جراً.
الحاصل: هذا الشاب من أين أخذ هذه المعلومات عن الحمام؟ وهذا بلجيكي، وهذا بصراوي، وهذا تحومه بعسيب، وهذا يريد له علباً، وهلم جراً، من أين أتت واجتمعت هذه المعلومات لهذا الشاب؟ من أين جاءت؟ هل أمه ولدته في صندقة من أجل يصبح فقيهاً من فقهاء الحمام والطيور؟، لا. فهو مولود في مستشفى الولادة، وكيف صار فقيهاً من فقهاء الحمام؟ جلس مع مجموعة شباب، وأصبح يراقب تصرفاتهم، وكيف يمسكون المنقار، وكيف يطالعون العين، كيف يفرون الريش، كيف يصفون الجناح ... وهلم جراً.
فالإنسان بالاختلاط والمخالطة والمجالسة يكسب معلومات من الآخرين، وهذا أمر طبيعي، تجد عالماً كفيفاً، هل يستطيع أن يكتب؟ لا. هل يستطيع أن يقرأ؟ لا. ومع ذلك تجده عالماً من كبار العلماء، من أين جاء العلم؟ بالجلوس والاستماع، فهذا الشاب جلس واستمع لمجموعة من الشباب الذين يعتبرون من فقهاء الحمام والأرانب والبط والدجاج، ولذلك تلقى عندهم معلومات جيدة.
وأنتقل بكم أيضاً إلى مجموعة من الشباب فأنت مثلاً تمسك يده وتمشي معه، ثم فترة يلتفت عنك وينظر، ويقول لك: (هذا سوبر مسحب واحد وتسعين ومشحم ومجنط) من أين جاءت هذه المعلومات؟ صحيح أي: هل أمه ولدته في ورشة؟ أو هو مولود في التشليح؟ لا. إذاً كيف عرف أن هذا (مسحب) أو أن هذا (مرفع كعكات) أو أن هذا مقدم الصدامات قليلاً، أو أن هذا وضع كيسين من الرمل في الوراء، أو إذا كان واضع (ليورات قاعد يلعب) مثل: مرة كنت في السيارة أمشي وإذا شاب معه سيارة يرقص بها، كيف استطاع أن يفعل هذا؟
ومن أين عرفها؟ من خلال مجموعة شباب -أصدقاء وجلساء كان كل اهتمامهم السيارات، (والتشحيم والتجنيط) ... وهلم جراً، وتجد شاباً آخر من يوم أن يمسك الجريدة ويطالع فيها، في الصفحة العاشرة والحادية عشرة يقول لك: لا يهمك، هذا الحكم ما فيه خير، والدليل على ذلك أنه ما حسب لهم الفاول، وأكبر دليل على ذلك أن اللاعب تسلل، وتغاضى عنه كأنه ما رآه ... وهلم جراً، وتلقاه يعارض وبعد ذلك (هذا ما سنتر في الثمانية عشر) وما تعدى، ورقم خمسة اللاعب فلان، والظهير، والخانة الحرة، والظهير الأيمن، والدفاع والحارس، أي: معلومات رهيبة جداً، ومتى الدوري، ومتى الاعتزال، ومتى الحفل، ومتى دوري الأربعة ودوري الثمانية القبضة، ومباراة الكأس متى؟ وماذا تتوقع؟ وكيف كانت خطة الفريق؟ وهدءوا اللعب قليلاً؟!
الله أكبر تجد هذا يعطيك تحليلاً للمباراة مثل ما يأتي شوار سكوف عندما يحلل معركة الخليج، تجد هذا الشاب يقف في درجة أولى يحلل لك اللعب، بدأ اللعب كذا، وانتهى كذا، هدئ في المنطقة الفلانية، قوي في المنطقة الفلانية، الفريق الفلاني مهدف بشدة من على هذه الجهة، وتجد عنده تحليلاً ومعلومات رهيبة جداً، وهذا هل أمه ولدته في الملعب؟! لا. وإنما خالط شباباً كان جل اهتمامهم الرياضة، ومن ثم أصبحت معلوماته وثقافته رياضية ... وهلم جراً.
بعض الشباب -وظني وثقتي بالله ثم بكم أن ليس فيكم واحد منهم- بعض الشباب تلقاه مسكيناً عيناه صفراء، وحالته حالة، وإذا فتشت مخبأه لقيت حبوباً صفراء أو حمراء، يقول لك: (هذه سيكونال، هذه ملف شقراء، هذه تقظيم) وإنسان ما لقيت شيئاً ينصحك (شفط باتكس) إذا ما لقيت أحداً يبيعك، الشكوى على الله!!
إذا لم تكن إلا الأسنة مركـبٌ فما حيلة المضطر إلا ركوبها |
ما لقينا أحداً يروج اليوم، فما لنا إلا (باتكس ...) وهذا الشاب من أين عرف أنواع المخدرات، هل أخذ دورة في كلية الصيدلة؟ أو درس الطب والعلوم الطبية المساعدة؟! لا: لكن اختلط بمجموعة شباب يقولون له دائماً: ما رأيك أن تجرب هذه يا فلان؟ وما رأيك أن تضع معها الشاي؟ ما رأيك أن تضعها في الإبريق ... وهلم جراً، مثل مجموعة شباب من أصحاب المخدرات -نسأل الله لهم الهداية- زاروا واحداً، ويوم أن ذهب قاموا ووضعوا في الإبريق مخدرات، فجاء هذا المسكين وشرب من هذا الإبريق، وبعد ذلك قام يقول: فلانة! أعطيني الفاروع أعدل الدرج.
هذا الشاب -يا إخوان- من أين عرف الحبوب والكابتاجون والسيكونال والحبوب الحمراء والصفراء والبيضاء، والشم والحقن؟ من أين عرفها؟ هذا ليس عنده شهادة في الطب، ولا في الصيدلة، لكن عرفها من خلال جلساء سوء رويداً رويداً، بدءوا يعطونه السيجارة، ثم حبة، ثم مع الشاي، ثم حقنة، ثم أصبح مدمناً، ثم أصبح مروجاً ... وهلم جراً.
إذاً القاعدة الأولى التي نخرج بها أن الإنسان يحدد نفسه في الوسط الذي يعيش فيه، أي: اختر أنت، تريد أن تكون (عربجيا) اقعد مع شلة (عرابجة) تريد أن تكون عالماً، اقعد مع العلماء، تريد أن تكون راعي طيور ودجاج وحمام، اجلس في الزربة، أينما تريد ضع نفسك.
أي: اجلس في المكان الذي يحدد نوعيتك وشكلك، وهذا أمر واضح يا إخوان، والإنسان شديد التأثر والملاحظة.
البهائم تؤثر فيمن حولها
ويقال: إن ملكاً من الملوك أُهدي له صقر رائع جداً جداً (أم شيهان وإلا حر وإلا وكري) المهم أنه أهدي له صقر ممتاز، وكان عنده وزير، وكان وزيره هذا عنده ذكاء وفطنة وفراسة، قال: تعال ياوزير، ما رأيك بهذا الصقر الذي أهدي إلينا؟ قال: أيها الملك! هذا الصقر ممتاز جداً جداً، لكنه تربى مع دجاج، فعجب الملك وسكت، وبعد أيام أهدي إلى الملك حصان، فنادى الوزير، قال: تعال وانظر هذا الحصان وجيء من الإسطبل وهو منظف من أحسن ما يكون، ما رأيك فيه؟ قال: هذا الحصان ممتاز، لكنه متربٍ مع بقر، فسكت الملك، والقصة طويلة، وفي يوم من الأيام لقط الملك هذا الوزير بجرابه، وقال تعالى: صقر ربي مع دجاج، وحصان ربي مع بقر، من أين أتيت لي بهذه المعلومات؟ ما يدريك؟
قال: أيها الملك! أما الصقور: فالعادة جرت أنها تقع على قمم الجبال، ولذلك الصقر لا يمشي على الأرض، يوضع له شيء من أجل أن يمشي عليه، لكن لا يجلس على الأرض أبداً، لكن هذا الصقر يوم وضعناه، جلس بجانب الدجاج وصف مثلها، وقام وأنزل رأسه في وسط صدره، قال: هذه ليست من طباع الصقور، فدل على أن هذا الصقر تربى مع دجاج، فأخذ صفاتها.
الشيء الثاني: يوم أن جاءه الصقر وهو ينقر حباً، من الذي ينقر في الأرض؟ هذه من صفات الدجاج، أما الصقور، فالعادة جرت أنها تنقض على الفريسة، أرنب أو حمامة أو أي شيء آخر، تنقض عليه وتأتي به، فمن أين تأثر هذا الصقر إلا بالمخالطة، أي: بهيمة لما خالطت بهيمة تأثرت بها من حيث لا تشعر.
وكيف عرفت أن الحصان تربى مع البقر؟ قال: لأن الخيل دائماً لها وقفة معينة، ومن ثم إذا جاءت تتنظف، تجد الحصان ينظف جسمه بمقدم أسنانه، يلتفت، وتجده يحك الموقع الذي يريده من جسمه بمقدم أسنانه، أو يقف عند الجدار، وربما يحك منطقةً ما تصل إليها أسنانه، لكن هذا الحصان من يوم رأيته وهو مثل البقرة يلحس جسده.
فالحاصل: يا شباب البهائم تتأثر بمن تخالط، أتظنون أنني وأنتم لو نخالط أناساً ما نتأثر بهم، والله سوف نتأثر بهم، ولذلك القاعدة الأولى: إذا شئت أن تجعل نفسك من فصيلة، فخالط أربابها وأصنافها، تريد أن تكون من فصيلة العلماء خالط العلماء، من فصيلة الدعاة؟ خالط الدعاة، من فصيلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، خالطهم، من فصيلة أهل الحراج والسيارات خالطهم ... وهلم جراً، الإنسان يحدد موقعه ونفسه من أي شيء.
حينما أجلس مع بعض الشباب مثلاً: وهم ممن تجد عندهم عناية بالحمام والطيور، ويعرفون أنواع الحمام يقول لك: هذا كويتي، يمسك المنقار وينظر إليه، وينظر في عيونه، ويقلب الريش، ويقول: هذا كويتي ممتاز، أو يأخذ طيراً ثانياً ويرجعه ثانية (يهوز ويغلط) قال: هذا يغلط في الصندقة مرتين، وفي الخيط ثلاث، وإذا بقيت تحومه أبشر بواحد ينفعك بإذن الله، (والطبة والطبتين)، تأتي لك برزق هذا عندما يأتي يبيع الحمام.
وأنا أسألكم هذا الشاب الذي أصبح مثقفاً وفاهماً وواعياً في أمور الحمام، هذه أمور ربما بعض علماء الأحياء يحتاج زمناً حتى يدرسها، فهذا الشاب عرفها وفقهها، ويقول لك: لاحظ إذا أردت الحمامة أو الطير هذا ألا يطير من عندك، أنصحك أن تضع له في الماء سكراً، فلن يتعدى الصندقة أبداً بعد ذلك، لو تبيعه يرجع لك، وبذلك تجد الذين يبيعون الحمام تجاراً، عنده فقد أربع حمامات، يبيعها وترجع، ويبيعها وترجع، وهلم جراً.
الحاصل: هذا الشاب من أين أخذ هذه المعلومات عن الحمام؟ وهذا بلجيكي، وهذا بصراوي، وهذا تحومه بعسيب، وهذا يريد له علباً، وهلم جراً، من أين أتت واجتمعت هذه المعلومات لهذا الشاب؟ من أين جاءت؟ هل أمه ولدته في صندقة من أجل يصبح فقيهاً من فقهاء الحمام والطيور؟، لا. فهو مولود في مستشفى الولادة، وكيف صار فقيهاً من فقهاء الحمام؟ جلس مع مجموعة شباب، وأصبح يراقب تصرفاتهم، وكيف يمسكون المنقار، وكيف يطالعون العين، كيف يفرون الريش، كيف يصفون الجناح ... وهلم جراً.
فالإنسان بالاختلاط والمخالطة والمجالسة يكسب معلومات من الآخرين، وهذا أمر طبيعي، تجد عالماً كفيفاً، هل يستطيع أن يكتب؟ لا. هل يستطيع أن يقرأ؟ لا. ومع ذلك تجده عالماً من كبار العلماء، من أين جاء العلم؟ بالجلوس والاستماع، فهذا الشاب جلس واستمع لمجموعة من الشباب الذين يعتبرون من فقهاء الحمام والأرانب والبط والدجاج، ولذلك تلقى عندهم معلومات جيدة.
وأنتقل بكم أيضاً إلى مجموعة من الشباب فأنت مثلاً تمسك يده وتمشي معه، ثم فترة يلتفت عنك وينظر، ويقول لك: (هذا سوبر مسحب واحد وتسعين ومشحم ومجنط) من أين جاءت هذه المعلومات؟ صحيح أي: هل أمه ولدته في ورشة؟ أو هو مولود في التشليح؟ لا. إذاً كيف عرف أن هذا (مسحب) أو أن هذا (مرفع كعكات) أو أن هذا مقدم الصدامات قليلاً، أو أن هذا وضع كيسين من الرمل في الوراء، أو إذا كان واضع (ليورات قاعد يلعب) مثل: مرة كنت في السيارة أمشي وإذا شاب معه سيارة يرقص بها، كيف استطاع أن يفعل هذا؟
ومن أين عرفها؟ من خلال مجموعة شباب -أصدقاء وجلساء كان كل اهتمامهم السيارات، (والتشحيم والتجنيط) ... وهلم جراً، وتجد شاباً آخر من يوم أن يمسك الجريدة ويطالع فيها، في الصفحة العاشرة والحادية عشرة يقول لك: لا يهمك، هذا الحكم ما فيه خير، والدليل على ذلك أنه ما حسب لهم الفاول، وأكبر دليل على ذلك أن اللاعب تسلل، وتغاضى عنه كأنه ما رآه ... وهلم جراً، وتلقاه يعارض وبعد ذلك (هذا ما سنتر في الثمانية عشر) وما تعدى، ورقم خمسة اللاعب فلان، والظهير، والخانة الحرة، والظهير الأيمن، والدفاع والحارس، أي: معلومات رهيبة جداً، ومتى الدوري، ومتى الاعتزال، ومتى الحفل، ومتى دوري الأربعة ودوري الثمانية القبضة، ومباراة الكأس متى؟ وماذا تتوقع؟ وكيف كانت خطة الفريق؟ وهدءوا اللعب قليلاً؟!
الله أكبر تجد هذا يعطيك تحليلاً للمباراة مثل ما يأتي شوار سكوف عندما يحلل معركة الخليج، تجد هذا الشاب يقف في درجة أولى يحلل لك اللعب، بدأ اللعب كذا، وانتهى كذا، هدئ في المنطقة الفلانية، قوي في المنطقة الفلانية، الفريق الفلاني مهدف بشدة من على هذه الجهة، وتجد عنده تحليلاً ومعلومات رهيبة جداً، وهذا هل أمه ولدته في الملعب؟! لا. وإنما خالط شباباً كان جل اهتمامهم الرياضة، ومن ثم أصبحت معلوماته وثقافته رياضية ... وهلم جراً.
بعض الشباب -وظني وثقتي بالله ثم بكم أن ليس فيكم واحد منهم- بعض الشباب تلقاه مسكيناً عيناه صفراء، وحالته حالة، وإذا فتشت مخبأه لقيت حبوباً صفراء أو حمراء، يقول لك: (هذه سيكونال، هذه ملف شقراء، هذه تقظيم) وإنسان ما لقيت شيئاً ينصحك (شفط باتكس) إذا ما لقيت أحداً يبيعك، الشكوى على الله!!
إذا لم تكن إلا الأسنة مركـبٌ فما حيلة المضطر إلا ركوبها |
ما لقينا أحداً يروج اليوم، فما لنا إلا (باتكس ...) وهذا الشاب من أين عرف أنواع المخدرات، هل أخذ دورة في كلية الصيدلة؟ أو درس الطب والعلوم الطبية المساعدة؟! لا: لكن اختلط بمجموعة شباب يقولون له دائماً: ما رأيك أن تجرب هذه يا فلان؟ وما رأيك أن تضع معها الشاي؟ ما رأيك أن تضعها في الإبريق ... وهلم جراً، مثل مجموعة شباب من أصحاب المخدرات -نسأل الله لهم الهداية- زاروا واحداً، ويوم أن ذهب قاموا ووضعوا في الإبريق مخدرات، فجاء هذا المسكين وشرب من هذا الإبريق، وبعد ذلك قام يقول: فلانة! أعطيني الفاروع أعدل الدرج.
هذا الشاب -يا إخوان- من أين عرف الحبوب والكابتاجون والسيكونال والحبوب الحمراء والصفراء والبيضاء، والشم والحقن؟ من أين عرفها؟ هذا ليس عنده شهادة في الطب، ولا في الصيدلة، لكن عرفها من خلال جلساء سوء رويداً رويداً، بدءوا يعطونه السيجارة، ثم حبة، ثم مع الشاي، ثم حقنة، ثم أصبح مدمناً، ثم أصبح مروجاً ... وهلم جراً.
إذاً القاعدة الأولى التي نخرج بها أن الإنسان يحدد نفسه في الوسط الذي يعيش فيه، أي: اختر أنت، تريد أن تكون (عربجيا) اقعد مع شلة (عرابجة) تريد أن تكون عالماً، اقعد مع العلماء، تريد أن تكون راعي طيور ودجاج وحمام، اجلس في الزربة، أينما تريد ضع نفسك.
أي: اجلس في المكان الذي يحدد نوعيتك وشكلك، وهذا أمر واضح يا إخوان، والإنسان شديد التأثر والملاحظة.
البهيمة تتأثر مع أنها ليست بمستوى التركيز في التقليد والملاحظة والتأثر، ومع ذلك تجد البهيمة لو تأتي بصقر مع دجاج، تجد هذا الصقر أصبح يأخذ طبيعة الدجاج.
ويقال: إن ملكاً من الملوك أُهدي له صقر رائع جداً جداً (أم شيهان وإلا حر وإلا وكري) المهم أنه أهدي له صقر ممتاز، وكان عنده وزير، وكان وزيره هذا عنده ذكاء وفطنة وفراسة، قال: تعال ياوزير، ما رأيك بهذا الصقر الذي أهدي إلينا؟ قال: أيها الملك! هذا الصقر ممتاز جداً جداً، لكنه تربى مع دجاج، فعجب الملك وسكت، وبعد أيام أهدي إلى الملك حصان، فنادى الوزير، قال: تعال وانظر هذا الحصان وجيء من الإسطبل وهو منظف من أحسن ما يكون، ما رأيك فيه؟ قال: هذا الحصان ممتاز، لكنه متربٍ مع بقر، فسكت الملك، والقصة طويلة، وفي يوم من الأيام لقط الملك هذا الوزير بجرابه، وقال تعالى: صقر ربي مع دجاج، وحصان ربي مع بقر، من أين أتيت لي بهذه المعلومات؟ ما يدريك؟
قال: أيها الملك! أما الصقور: فالعادة جرت أنها تقع على قمم الجبال، ولذلك الصقر لا يمشي على الأرض، يوضع له شيء من أجل أن يمشي عليه، لكن لا يجلس على الأرض أبداً، لكن هذا الصقر يوم وضعناه، جلس بجانب الدجاج وصف مثلها، وقام وأنزل رأسه في وسط صدره، قال: هذه ليست من طباع الصقور، فدل على أن هذا الصقر تربى مع دجاج، فأخذ صفاتها.
الشيء الثاني: يوم أن جاءه الصقر وهو ينقر حباً، من الذي ينقر في الأرض؟ هذه من صفات الدجاج، أما الصقور، فالعادة جرت أنها تنقض على الفريسة، أرنب أو حمامة أو أي شيء آخر، تنقض عليه وتأتي به، فمن أين تأثر هذا الصقر إلا بالمخالطة، أي: بهيمة لما خالطت بهيمة تأثرت بها من حيث لا تشعر.
وكيف عرفت أن الحصان تربى مع البقر؟ قال: لأن الخيل دائماً لها وقفة معينة، ومن ثم إذا جاءت تتنظف، تجد الحصان ينظف جسمه بمقدم أسنانه، يلتفت، وتجده يحك الموقع الذي يريده من جسمه بمقدم أسنانه، أو يقف عند الجدار، وربما يحك منطقةً ما تصل إليها أسنانه، لكن هذا الحصان من يوم رأيته وهو مثل البقرة يلحس جسده.
فالحاصل: يا شباب البهائم تتأثر بمن تخالط، أتظنون أنني وأنتم لو نخالط أناساً ما نتأثر بهم، والله سوف نتأثر بهم، ولذلك القاعدة الأولى: إذا شئت أن تجعل نفسك من فصيلة، فخالط أربابها وأصنافها، تريد أن تكون من فصيلة العلماء خالط العلماء، من فصيلة الدعاة؟ خالط الدعاة، من فصيلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، خالطهم، من فصيلة أهل الحراج والسيارات خالطهم ... وهلم جراً، الإنسان يحدد موقعه ونفسه من أي شيء.
الأمر الثاني: ولو خرجنا عن هذه النقطة بعيداً، أسألكم وأنتم تجيبون، حاول وأنت الحكم كما في عنوان المحاضرة: أتوا بواحد إلى اختبار عقلي يسألونه، قالوا له: لماذا خلق الله الآذان؟ فأخذ يفكر، قال: من أجل أن نعلق عليها النظارات، وهذا أمر عجيب، قالوا: الأسلاك الكهربائية لماذا تمد هكذا طولاً هوائياً؟ فأخذ يفكر، قال: نعم من أجل أن تجلس عليها العصافير في الصباح.
هذا مجنون؛ لأنه لا يعرف الحكمة التي من أجلها خُلق، أو وجد، أو صنع هذا الشيء، لو أتينا لإنسان وقلنا له: اشرب، قال: باسم الله، وصب الماء في عينه، ماذا تفعل؟ قال: أشرب، ما هذا الفم الجديد الذي ظهر لك فوق؟! فهذا أكيد أنه يكون من المجانين، وتجد آخر يريد أن يأكل شيئاً، وأخذ يحشو أنفه أكلاً، نقول: هذا والله أيضاً مجنون من المجانين، لماذا؟ لأنه يستعمل العين في غير ما خلقت له، العين للنظر، يستعملها للشرب، هذا مجنون يستخدم الحاسة في غير ما خلقت له، الأنف للشم يستخدمه للأكل! مجنون، أحد الناس أعطاه أوراقاً، أو أعطاه معاملة، قال: سأوصلها إلى المدير، باسم الله، ووضعها في فمه، هل يظن أن الفم أصبح جيباً؟! لا يمكن، أي: الذي يستخدم الشيء لغير ما خلق له، مجنون، هل توافقوني على هذا، أم لا؟!
هذا البدن ابتداءً من الرأس وانتهاءً بالأقدام خلق لماذا؟ خلق لعبادة الله، فالذي يجعل بدنه لغير العبادة مجنون، أم لا؟ إذاً هو من المجانين، مع أن بعض المجانين تخرج منهم فلتات طيبة أحياناً، يذكرون أن رجلاً جاء مسرعاً بالسيارة، فسقط الإطار (والصواميل) تناثرت، فأخرج الإطار الاحتياطي يريد أن يركبه -على الأقل- حتى يوصله، لكن ما عنده (صواميل) فكلها قد وقعت وتكسرت، وكان هناك رجل واقف في مبنى مقاربٍ له ويطل عليه -المبنى هذا مستشفى المجانين- وهذا المجنون واقف ينظر إليه من أعلى، فقال المجنون لصاحب السيارة: لماذا تقف حائراً؟ قال: والله -يا أخي- وقع الإطار وانكسرت (الصواميل)، ولا أدري ماذا أفعل، قال: ألم تستطع أن تصلحه؟ قال: لا. لأني لا أملك (صواميل) قال المجنون: يا أخي! خذ من كل إطار (صامولة) وركب الإطار، قال: والله إنك ممتاز، من أين أتيت بهذه المعلومات؟ قال: هذه دار مجانين، وليست دار أغبياء.
فالحاصل أن بعض المجانين قد تحصل منهم فلتات عقل، لكن المشكلة من شبابنا الذين الواحد منهم أي: إذا كنا أنا وأنت نحكم ونجزم بأن الذي يستخدم العين لغير ما خلقت له، ويستخدم الأنف لغير ما خلق له، مجنون، فما بالك بمن استخدم الجسم كله لغير ما خلق له، أنت -يا فلان- جسمك هذا ما عملك فيه؟ والله أبشرك اهتمامه (بريك دنس) وأنت ما هو اهتمامك؟ اهتمامه (السامري) وأنت ما هو اهتمامك؟ اهتمامه (روكي) أو (جاز) أو (بوني إم) أو (ديسكو) سبحان الله! أهذا الجسم خلق لعبادة الله، أم خلق للرقص واللهو والطرب والغفلة؟!
من هنا -أيها الشباب- ينبغي أن نفهم جيداً أن الإنسان أول ما يحتاج إليه أن يعرف أنه خُلق لعبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك الله جل وعلا قال: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] أين العبادة عند كثير من الشباب؟ في الأغاني؟ أين العبادة عند كثير من الشباب؟ في اللهو، والتدخين، وترك الصلاة، والعبث بالسيارات، والمعاكسة، و(نطل) الأرقام؟! رأيت من مدة كرت بطاقة شبه البطاقة الرسمية أو مثل كرت الزيارة، مكتوب عليه: يُرجى من النساء الجميلات مساعدة حامل هذه البطاقة، جمعية المعذبين قسم العشق، وخلف البطاقة -أي: من أجل أن أقول لك إلى أي درجة شبابنا أبدعوا في الانحدار، بعض الشباب أبدعوا في البعد عن طاعة الله، أبدعوا في الوقوع في معصية الله، تفننوا في ألوان اللهو والغفلة- وخلف البطاقة مكتوب: الاسم: محتار فيكِ، محل الالتقاء: لحظة التقاء عيني بعينيكِ، السكن -أظنه والله المقصفة- مكتوب: عالم أحلامنا الفسيح، الأمنية: الالتقاء بكِ، الله، الله، الله!! شبابنا إلى هذه الدرجة وقع بهم الأمر! شبابٌ آباؤهم وأجدادهم من العلماء الفاتحين من السلف الصالح من التابعين، من الصحابة، أهؤلاء يقعون في هذه المنزلقات؟!!
يا إخوان! من هنا نبدأ حاول وأنت الحكم، وأقصد بذلك أول ما تجد في كثير من شبابنا إما أن تجد عنده انحرافاً، أو تجد عنده معصية، أو تجده متساهلاً بالمعاصي .. تدخين .. معاكسات .. مغازلة بنات .. لف ودوران في الأسواق .. اختلاس .. عبث .. مخدرات .. ملاهي .. أغاني، وأشياء كثيرة، من أين جاءه هذا الانحراف وجعله يستمر فيه؟ جاءه الشيطان، وقال له: انظر (يا أبو الليد) -على ما قالوا- قال له: أنت تأمل أن تكون إنساناً محترماً في المجتمع، لا تفكر بهذا الشيء، لكن ابحث لك عن قليل (عرابجة) وصادقهم، وأمل من الله خيراً.
بهذا الأسلوب الصريح يأتي الشيطان، ويقول للشباب: أنت تريد أن تكون مع الدعاة؟! أنت تريد أن تكون ملتزماً؟! يأتيك الشيطان ويتحداك، وإذا جاء الواحد يريد أن يصلي، جلس الشيطان على صدره، قال: اجلس ما أنت بكفء للمساجد، ابق في اللعب والرقص وغيرها، نعم: الشيطان يتحدى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ [فاطر:6] والعدو يتحدى: فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].
فيا شباب: بعض الشباب تلقاه ماسكاً السيجارة يدخن وما له نفس في التدخين، لماذا؟ لأن الشيطان أتى إليه، وقال له: أنت لست بكفءٍ في شيء، أنت إنسان تافه، أنت حقير، وسافل، وساقط، الأفضل لك أن تذهب وتنظر لك شلة ساقطة واجلس معها، ومن هنا فعلاً تجد بعض شبابنا -الله يستر عليهم- إذا أتى بعد العصر، لبس (ترنك وفنيلة) ووضع العصابة الحمراء على رأسه، اقتداءً برامبو وليس بـأبي محجن الثقفي ، ويجلس في السيارة، ومعه شباب يضع يداً على عجلة القيادة ويداً على الباب مع تلك الشلة الفاسدة.
وكل يوم ترى من شبابنا العجائب، والله مرة رأيت شاباً ليس بعيداً من أعماركم، ومعه سيجارة، وكنت خارجاً من سوبر ماركت، شعرت بأنه قد روي تدخيناً، وأصبح هالكاً بسببها، ماسكها ومرة تذهب يميناً، ومرة تذهب شمالاً، لا يعرف يمسك السيجارة، المهم أتيت له وقلت له: يا أخي الحبيب! يا أخي الغالي! (يا الحبيب!) والله إن هذه السيجارة ما هي بكفء أنها تلمس شفتيك التي تنطق بلا إله إلا الله، هذه السيجارة النجسة هذه والله ليست بكفء أن تقف على فمك الذي ينطق بالوحدانية وشهادة أن لا إله إلا الله.
يا أخي الحبيب: أنت إنسان كرمك الله، أبوك وجدك آدم أسجد الله الملائكة له: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا [البقرة:34] أي: أبونا آدم من كرامتنا على الله أن الله جعل الملائكة تسجد له: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [الإسراء:70]، أي: الله فضلنا، ونحن نختار الهوان.
الله أكرمنا ونحن نختار السفالة، لماذا؟ لأن كثيراً من شبابنا يظن أنه لا يُفلح، ولا ينفع شيئاً أبداً.
كل شاب يستطيع أن يكون في مقدمة الركب
وهذا الشاب بيده ذبح عدداً من الشيوعيين على الطريقة الإسلامية، وقديماً كان من أهل المخدرات، وقديماً كان من أهل الفساد، أي: لا يأتيك الشيطان يقول: أنت الآن سيئ لا خير فيك ... إلخ لا أمل فيك أن تستقيم، أو أن تكون داعية، أو قائداً، أو مجاهداً؟! لا. اترك هذه الظنون، وهذا العبث الشيطاني الذي يزخرف لك، لكن حاول، وامش خطوة إلى الأمام، وستجد نفسك قادراً، لا تقل: لا أستطيع، حاول، لا تقل: لا أعرف، جرب، وستجد النتيجة وأنت الحكم.
شابٌ آخر يحدثني أحد المشايخ، وكان معي ذات مرة في رحلة في أفغانستان، يقول: شباب ذاهبون إلى جبهة من جبهات القتال، فوجدت شاباً يسبقونه وهو ينتفض، فقلت له: لماذا لا تمشي معهم؟ لماذا أنت متأخر عن القافلة؟ قال: أسأل الله أن يغفر لي ويتوب عليّ، أنا وضعي لا يسمح لي أن أمشي بسرعة، ويتلهج ويتزفر زفرات وأنات وآهات، قال له: لماذا يا أخي؟ قال له: والله كنت في سجون الأمل، كنت في المخدرات، ليس هناك نوع من أنواعها إلا فعلته وجربته، ولما منَّ الله عليَّ وتبت، ما وجدت مجالاً أستطيع أن أنشغل فيه عن جلساء السوء إلا الجهاد في سبيل الله، فذهبت أجاهد في سبيل الله حتى يتوب الله عليّ، وحتى أبتعد عن قرناء السوء، قال: فقلت الله أكبر بالأمس كان في سجون المخدرات، والآن على قمم الهندكوش في أفغانستان.
هل استطاع الشيطان أن يحقق آماله أمام هذه العزيمة؟ لا. لقد فشل إبليس، فشل الشيطان أمام شاب كانت عزيمته أن يتوب إلى الله، وأن يعود إلى الله.
يا إخواني! انظروا الذين ساروا في طريق الفن والطرب، منهم من مات على سوء، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ومنهم من تداركته الرحمة فتاب قبل أن يموت، تعرفون فهد بن سعيد أبو خالد كما يقول:
الموت حق وكلنا ذا يقينه مير البلى من ذاق موتاً ولا مات |
الله أكبر! العزلة يا أبا خالد! زرته في السجن في سجن الحائر، كيف الحال يا أخ فهد ؟ قال: والله إني أحمد الله على الساعة التي وجدت في هذا المكان، لماذا؟ هل هناك من يحمد الله على السجن؟ قال: نعم. لأني لو استمريت على ما أنا فيه، مت كموت الحمير، بهذه العبارة.
وفي كتيب أحضرته هديةً لكم اسمه، للشباب فقط، وستجدون في آخر الكتاب، فهد بن سعيد يتكلم أو يعترف، هي رسالة صغيرة جداً ما تأخذ منكم شيئاً، خذوا الكتاب واقرءوه، لتسمعوا اعترافات الفنانين المطربين وغيرهم، وجاءنا ذات يوم الأخ فهد بنفسه في المسجد، وألقى كلمة، قلت له: تفضل أعط كلمة، قال: أنا لست بخطيب، وما أعرف، قلت: لا أريد كلمة فصيحة أريد كلمة لشباب الحي يعرفون أن الإنسان يمكن أن يعود إلى الله، ليس من أمسك عوداً انحرف إلى جهنم وساءت مصيراً، من أكل حبة مخدرات، انحرف إلى جهنم وساءت مصيراً، لا.
إن باب التوبة مفتوح حتى وإن فعل الفاحشة، حتى وإن وقع في اللواط حتى وإن شرب الدخان، حتى وإن أكل المخدرات، إذا تاب وعاد إلى الله عودةً صادقةً، فإن الله يقبل منه، فالأخ فهد قام وصلى معنا العشاء، وبعد الصلاة وقف، وقال: يا إخوان! أنا أخوكم في الله فهد بن سعيد كنت فناناً وكنت مطرباً، وتبت إلى الله، وأسأل الله أن يتوب عليَّ، ولي طلب واحد منكم، ما هو؟ طلبي أن من كان عنده شريط للفنان فهد بن سعيد أن يتوب إلى الله ويمسحه ويضع عليه خطبة، أو محاضرة، أو أناشيد إسلامية، أو شيئاً بعيداً عن المعصية.
أي: إذاً لا يتوقع الواحد أنه إذا وقع في شيء يصعب عليه أو مستحيل أن يتوب منه، لا. مثلما يقول لك: شاب مرة في الحارة قديماً كنت ماشياً وهو جالس يدخن، قلت: يا يوسف ! هذا وأنت ولد حمولة؟! قال: لا أستطيع أن أتركه.
والظاهر أنه يحمل السيجارة بالمقلوب، لم يدخن سيجارتين، ويقول: لا أقدر على تركها، فالشيطان يغرس ويعمق، ويجعل في قلبك أنك إذا وقعت في شيء لا تستطيع أن تتركه، فالدخان لا أقدر على تركه، والفاحشة لا أقدر على تركها، لا أصبر عنها، مخدرات! لا أقدر أن أتركها، غناء! لا أستطيع تركها، ما هذا الكلام؟!
إذا أوجدت العزيمة بلغت الهدف
ما الذي جعلك تتوقف عنه من الفجر إلى المغرب في رمضان؟ نعم. لأن عندك عزيمة جادة صادقة ألا تأكل ولا تذوق طعاماً، ولا شراباً، ولا حراماً، ولا غير ذلك.
إذاً أيها الأحبة! لا يمكن أن نصدق مسألة أن الإنسان لا يقدر على ترك المعصية، هذا ليس بصحيح أبداً، قضية أنك لا تقدر.
إذا أردتم أن أقنعكم وأبرهن، وأثبت لكم أن شبابنا بفضل الله -وأنتم منهم- فيهم خير عظيم، اسألوني عما رأيت في أفغانستان ، رأيت شباباً قادوا ودخلوا معارك ضد الشيوعيين، أحدهم يحلف بالله، يقول: لم يكن لي هم إلا الطماطم والبيض، وإذا رأيت سيارة فيها عمال ضربت الطماط أو البيض في زجاجها، فيظل السائق يذهب يميناً ويذهب يساراً إلى أن يقف، أي: شقاوة، طبعاً فلا تطبقوها هذه بعيدة عنكم إن شاء الله، لكن أقول لك: من شقاوته ما كان له هم، فلما جاءه أحد إخوانه الدعاة إلى الله، وقال له: يا أخي الحبيب! الله خلقك من أجل أن تشتري بيضاً وتكسرها في وجوه الناس؟ أو خلقك من أجل أن تأخذ هذه الطماطم، وتضعها على زجاج السيارات؟ أو خلقك من أجل أن تعاكس وتغازل؟ ثم أهداه كتيباً ثم فتح الله قلبه للجهاد وسافر إلى أفغانستان ، وأصبح قائداً من قادات المجاهدين.
وهذا الشاب بيده ذبح عدداً من الشيوعيين على الطريقة الإسلامية، وقديماً كان من أهل المخدرات، وقديماً كان من أهل الفساد، أي: لا يأتيك الشيطان يقول: أنت الآن سيئ لا خير فيك ... إلخ لا أمل فيك أن تستقيم، أو أن تكون داعية، أو قائداً، أو مجاهداً؟! لا. اترك هذه الظنون، وهذا العبث الشيطاني الذي يزخرف لك، لكن حاول، وامش خطوة إلى الأمام، وستجد نفسك قادراً، لا تقل: لا أستطيع، حاول، لا تقل: لا أعرف، جرب، وستجد النتيجة وأنت الحكم.
شابٌ آخر يحدثني أحد المشايخ، وكان معي ذات مرة في رحلة في أفغانستان، يقول: شباب ذاهبون إلى جبهة من جبهات القتال، فوجدت شاباً يسبقونه وهو ينتفض، فقلت له: لماذا لا تمشي معهم؟ لماذا أنت متأخر عن القافلة؟ قال: أسأل الله أن يغفر لي ويتوب عليّ، أنا وضعي لا يسمح لي أن أمشي بسرعة، ويتلهج ويتزفر زفرات وأنات وآهات، قال له: لماذا يا أخي؟ قال له: والله كنت في سجون الأمل، كنت في المخدرات، ليس هناك نوع من أنواعها إلا فعلته وجربته، ولما منَّ الله عليَّ وتبت، ما وجدت مجالاً أستطيع أن أنشغل فيه عن جلساء السوء إلا الجهاد في سبيل الله، فذهبت أجاهد في سبيل الله حتى يتوب الله عليّ، وحتى أبتعد عن قرناء السوء، قال: فقلت الله أكبر بالأمس كان في سجون المخدرات، والآن على قمم الهندكوش في أفغانستان.
هل استطاع الشيطان أن يحقق آماله أمام هذه العزيمة؟ لا. لقد فشل إبليس، فشل الشيطان أمام شاب كانت عزيمته أن يتوب إلى الله، وأن يعود إلى الله.
يا إخواني! انظروا الذين ساروا في طريق الفن والطرب، منهم من مات على سوء، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ومنهم من تداركته الرحمة فتاب قبل أن يموت، تعرفون فهد بن سعيد أبو خالد كما يقول:
الموت حق وكلنا ذا يقينه مير البلى من ذاق موتاً ولا مات |
الله أكبر! العزلة يا أبا خالد! زرته في السجن في سجن الحائر، كيف الحال يا أخ فهد ؟ قال: والله إني أحمد الله على الساعة التي وجدت في هذا المكان، لماذا؟ هل هناك من يحمد الله على السجن؟ قال: نعم. لأني لو استمريت على ما أنا فيه، مت كموت الحمير، بهذه العبارة.
وفي كتيب أحضرته هديةً لكم اسمه، للشباب فقط، وستجدون في آخر الكتاب، فهد بن سعيد يتكلم أو يعترف، هي رسالة صغيرة جداً ما تأخذ منكم شيئاً، خذوا الكتاب واقرءوه، لتسمعوا اعترافات الفنانين المطربين وغيرهم، وجاءنا ذات يوم الأخ فهد بنفسه في المسجد، وألقى كلمة، قلت له: تفضل أعط كلمة، قال: أنا لست بخطيب، وما أعرف، قلت: لا أريد كلمة فصيحة أريد كلمة لشباب الحي يعرفون أن الإنسان يمكن أن يعود إلى الله، ليس من أمسك عوداً انحرف إلى جهنم وساءت مصيراً، من أكل حبة مخدرات، انحرف إلى جهنم وساءت مصيراً، لا.
إن باب التوبة مفتوح حتى وإن فعل الفاحشة، حتى وإن وقع في اللواط حتى وإن شرب الدخان، حتى وإن أكل المخدرات، إذا تاب وعاد إلى الله عودةً صادقةً، فإن الله يقبل منه، فالأخ فهد قام وصلى معنا العشاء، وبعد الصلاة وقف، وقال: يا إخوان! أنا أخوكم في الله فهد بن سعيد كنت فناناً وكنت مطرباً، وتبت إلى الله، وأسأل الله أن يتوب عليَّ، ولي طلب واحد منكم، ما هو؟ طلبي أن من كان عنده شريط للفنان فهد بن سعيد أن يتوب إلى الله ويمسحه ويضع عليه خطبة، أو محاضرة، أو أناشيد إسلامية، أو شيئاً بعيداً عن المعصية.
أي: إذاً لا يتوقع الواحد أنه إذا وقع في شيء يصعب عليه أو مستحيل أن يتوب منه، لا. مثلما يقول لك: شاب مرة في الحارة قديماً كنت ماشياً وهو جالس يدخن، قلت: يا يوسف ! هذا وأنت ولد حمولة؟! قال: لا أستطيع أن أتركه.
والظاهر أنه يحمل السيجارة بالمقلوب، لم يدخن سيجارتين، ويقول: لا أقدر على تركها، فالشيطان يغرس ويعمق، ويجعل في قلبك أنك إذا وقعت في شيء لا تستطيع أن تتركه، فالدخان لا أقدر على تركه، والفاحشة لا أقدر على تركها، لا أصبر عنها، مخدرات! لا أقدر أن أتركها، غناء! لا أستطيع تركها، ما هذا الكلام؟!
أنا أعطيكم سؤالاً الآن: كثير من الشباب الذين يدخنون وغالبيتهم يصومون رمضان أم لا؟ الإجابة يصومون شهر رمضان، صحيح بعضهم لا يصوم، لكن هذا ليس بذنب التدخين، تجد عنده ذنوباً أخرى، لكن الذين يدخنون الكثير منهم يصومون رمضان؛ لأن عنده عزيمة وإرادة قلب على أن يمسك عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب، فهل يأتيه الشيطان الظهر، يقول له: خذ سيجارة؟ لا. حتى وإن كان يدخن، لأن عنده عزيمة وإرادة، أي: الطريق مقفول ومغلق أمام الشيطان أن يأتيه من الفجر إلى المغرب، ليس هناك أمل أن يأكل أو يشرب أو يدخن، لماذا؟ لأن عزيمته عزمت اتباعاً للصيام ألا يذوق طعاماً، ولا شراباً، ولا غير ذلك منذ الفجر إلى المغرب، دل هذا على أن الإنسان إذا عزم على شيء عزيمة قوية استطاع أن ينشغل عن التدخين واستطاع أن يتركه، لكن في الأيام الأخرى، يقول: لا أقدر على تركه، ليس بصحيح، تأتيه في يومٍ من أيام الفطر، ومن أيام شوال، أو أي شهر وتقول له: يا أخي! لماذا تدخن؟ يقول: لا أقدر على تركه.
ما الذي جعلك تتوقف عنه من الفجر إلى المغرب في رمضان؟ نعم. لأن عندك عزيمة جادة صادقة ألا تأكل ولا تذوق طعاماً، ولا شراباً، ولا حراماً، ولا غير ذلك.
إذاً أيها الأحبة! لا يمكن أن نصدق مسألة أن الإنسان لا يقدر على ترك المعصية، هذا ليس بصحيح أبداً، قضية أنك لا تقدر.
والله تعظيماً لله في بيت الله اتصل بي شاب قبل أيام، قال: فلان؟ قلت: نعم. قال: يا شيخ! معك وقت تسمع مني؟، قلت له: معي وقت تفضل، قال: والله أنا مبتلى باللواط، ولا أقدر على تركه، وكلما توقفت عنه، رجعت إليه مرة ثانية، وعندي مجلات وأفلام خليعة، وعندي، وعندي، وأنا أريد أن أتوب، وأنا أريد أن أستقيم، قلت له: أنت جاد، أو هذا عبارة عن توسيع لصدرك في هذه المكالمة؟، قال: والله إني جاد، وأنا أريد أن أتوب يا شيخ، قلت له: الآن أبشر، والحمد لله أن الله جل وعلا ما قبض روحك وتوفاك وأن تفعل الفاحشة.
ما هو شعوركم -يا إخوان- لو أن هذا الشاب الذي يتكلم جاءت الملائكة وقبضت روحه وهو يفعل الفاحشة بآخر؟ أو ما شعوركم لو أن الملائكة قبضت روحه وهو تحت وطأة السكر والمخدرات؟ أو ما شعوركم لو قبضت الملائكة روحه وهو رافع لصوت مسجل السيارة على آخر موسيقى غربية، أو صوت مايكل جاكسون ، وما صلى ولا أطاع الله ذاك اليوم، ثم مات على شر حالة؟ كيف يكون حاله؟: (يبعث الناس يوم القيامة على ما ماتوا عليه).
إذا مت ساجداً، تبعث يوم القيامة ساجداً، إذا مت ملبياً في الحج، تبعث يوم القيامة ملبياً، تقول: لبيك اللهم لبيك، إذا مت شهيداً، تبعث يوم القيامة شهيداً، جرحك ينـزف دماً، اللون لون دم، والريح ريح مسك، والذي يموت مرابياً، يبعث مرابياً، يتخبطه الربا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [البقرة:275].
الذي يموت سكراناً يبعث كذلك، والذي يموت زانياً، يبعث على حاله، والذي يموت على لواطٍ، يبعث على حاله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقلت له: يا أخي! أولاً: احمد الله أن الله ما قبض روحك وأنت تفعل الفاحشة، الشيء الثاني: إذا كنت جاداً وتريد أن تتوب إلى الله، تعال أنا أخوك في الله والله أستر عليك، ولا أحد يعرف عنك شيئاً، تعال عندي، وائتني بأشرطتك، وائتني بمجلاتك، ونذهب نحرقها وندفنها في مكان لا أحد يعرف أين مكانها، وتتوب إلى الله، وتصلي ركعتين، وأصلي أيضاً أنا، وأدعو الله لك، وأنت تدعو، وتستغفر الله، وتعاهد الله ألا تعود إلى اللواط، وإلى الفواحش، وإلى هذه الأمور كلها.
قال: ما أقدر يا شيخ مهلاً، سبحان الله العظيم! كيف مهلاً؟ تريد أن تتوب وأنت صادق جاد، تعال، هات أشرطتك، وهات الذي عندك، وتب إلى الله، لقد كان سليمان بن داود عليه السلام معجباً ومغرماً بالخيل: إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ [ص:31] الصافنات: الخيل الأصيلة، عرضت عليه بالعشي: فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ [ص:32]. يعني: الشمس غابت وفاتت الصلاة، ماذا فعل؟ هل قال: مهلاً؟ لا. قال: رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ [ص:33] ائتوني بالخيل مرة ثانية، وأخذ السيف وعقرها عقراً وذبحها، ودعا الفقراء يأكلونها -يجوز أكل لحم الخيل- لأنها أشغلته عن طاعة الله، وهي مباحة نحرها لوجه الله.
قصة محمد فوزي الغزالي وتحطيمه لمصنع القيثار (الأعواد)
هذا الرجل عنده مصنع للآلات الموسيقية، فجاء من ينصحه، والرجل كان في نفسه كراهية إلى هذا الأمر، فلما تاب إلى الله ماذا فعل؟ وهذا الكلام نشر في الجريدة، وحضر جمع من العلماء، وصور بالفيديو ولعلنا نرسل للأستاذ شريط الفيديو وتجتمعون وترون هذا الفنان؛ لأنه عازف على العود على مستوى كبير، ومع ذلك تاب إلى الله، وجمع جميع الأعواد التي عنده، أتاني بصور، صلى معي التراويح في شهر رمضان، وأراني الصور، صور الأعواد التي ينتجها، نوع من أنواع العود بثلاثة وخمسين ألف ريال مطعم بالعاج، وأنواع أخرى، وآلات موسيقية، أتوا بها كلها جمعوها في سيارة، وذهبوا بها في جدة وكسروها وصبوا عليها البنـزين وأحرقوها.
وهو يقول: اللهم تب عليّ، اللهم تب عليّ، اللهم تب عليّ، انظروا يا إخوان الإقبال على الله سبحانه وتعالى، التوبة الصادقة التي فعلاً ما تجعل الإنسان يتردد، اقلع، وإن لم تقلع، سيأتيك يوم لا حول ولا قوة إلا بالله تتمنى أنك تبت، فلا استطعت، زوروا، وأرجو من الأستاذ أن يزور بكم مستشفى النقاهة، ما هو مستشفى النقاهة؟ شباب في عمر الورود، ولكن في لحظة من لحظات الغفلة، أصابه شيء ليس كلهم، بل بعضهم صار له حادث ربما خرج ذاك اليوم ما صلى الفجر، كانت الموسيقى ترتفع، ربما كان ذاهباً إلى الفاحشة، ربما كان راجعاً من الفاحشة، وأصابه الحادث، وفي موقع بسيط في آخر الظهر حساس جداً إذا ضرب فيه الإنسان يصيبه شلل كامل، فتأتي إليهم تجد الواحد متمدداً على الفراش، ويكلمك بإشارات، الله أكبر أين الشباب؟ أين النشاط؟ أين العنفوان؟ أين الحيوية؟ أين القوة؟ في لحظة يقع حادث.
أحد الناس قطع الإشارة، وتصادم هو وسيارة، وذهب بشلل رباعي، وهذا قد انتهى وضعه، لا حول ولا قوة إلا بالله! الإنسان لا يأمل، أو يطيل الأمل، أو يسرف في الأمل وهو على معصية، لا. اتق الله، وتب إلى الله جل وعلا، وانتبه قبل أن يفاجئك الأمل.
وهذا شاب نقول له: تعال أقبل على الله، تب إلى الله جل وعلا، يقول: لا يا شيخ مهلاً مهلاً، فقلت: لله در أحد الشباب في جدة ، وهذا الشاب تعرفونه أو بعضكم يسمع به، هذا اسمه محمد فوزي الغزالي ، هذا صاحب بيت العود السعودي، العود ليس عود الطيب، عود أبو اثنى عشر وتراً مزدوج، أو مفرد الذي تريد، المهم هذا الشاب عنده مصنع كامل لصناعة العود، وتعليم العزف على الآلات الموسيقية (الكمنجة والمرواس، والمخافيج والطيران).
هذا الرجل عنده مصنع للآلات الموسيقية، فجاء من ينصحه، والرجل كان في نفسه كراهية إلى هذا الأمر، فلما تاب إلى الله ماذا فعل؟ وهذا الكلام نشر في الجريدة، وحضر جمع من العلماء، وصور بالفيديو ولعلنا نرسل للأستاذ شريط الفيديو وتجتمعون وترون هذا الفنان؛ لأنه عازف على العود على مستوى كبير، ومع ذلك تاب إلى الله، وجمع جميع الأعواد التي عنده، أتاني بصور، صلى معي التراويح في شهر رمضان، وأراني الصور، صور الأعواد التي ينتجها، نوع من أنواع العود بثلاثة وخمسين ألف ريال مطعم بالعاج، وأنواع أخرى، وآلات موسيقية، أتوا بها كلها جمعوها في سيارة، وذهبوا بها في جدة وكسروها وصبوا عليها البنـزين وأحرقوها.
وهو يقول: اللهم تب عليّ، اللهم تب عليّ، اللهم تب عليّ، انظروا يا إخوان الإقبال على الله سبحانه وتعالى، التوبة الصادقة التي فعلاً ما تجعل الإنسان يتردد، اقلع، وإن لم تقلع، سيأتيك يوم لا حول ولا قوة إلا بالله تتمنى أنك تبت، فلا استطعت، زوروا، وأرجو من الأستاذ أن يزور بكم مستشفى النقاهة، ما هو مستشفى النقاهة؟ شباب في عمر الورود، ولكن في لحظة من لحظات الغفلة، أصابه شيء ليس كلهم، بل بعضهم صار له حادث ربما خرج ذاك اليوم ما صلى الفجر، كانت الموسيقى ترتفع، ربما كان ذاهباً إلى الفاحشة، ربما كان راجعاً من الفاحشة، وأصابه الحادث، وفي موقع بسيط في آخر الظهر حساس جداً إذا ضرب فيه الإنسان يصيبه شلل كامل، فتأتي إليهم تجد الواحد متمدداً على الفراش، ويكلمك بإشارات، الله أكبر أين الشباب؟ أين النشاط؟ أين العنفوان؟ أين الحيوية؟ أين القوة؟ في لحظة يقع حادث.
أحد الناس قطع الإشارة، وتصادم هو وسيارة، وذهب بشلل رباعي، وهذا قد انتهى وضعه، لا حول ولا قوة إلا بالله! الإنسان لا يأمل، أو يطيل الأمل، أو يسرف في الأمل وهو على معصية، لا. اتق الله، وتب إلى الله جل وعلا، وانتبه قبل أن يفاجئك الأمل.
إياكم والاستهزاء أو السخرية.
رجل عنده أموال، ولكنه -والعياذ بالله- مولع بفاحشة اللواط، ومولع بأمور كثيرة مما لا ينبغي ذكرها الآن، ما الذي يحصل، يقول يستهزئ، يقول: إن الله يقول: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:10]، أي: الذي معه زينة ويخفيها، خاب -والعياذ بالله- والله يا إخواني بعد هذه الكلمة أصابه سرطان في كل جسمه خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، مع أن السرطان في العادة يأتي في موقع ويأخذ أسابيع، ثم يزداد قليلاً، ثم أسابيع، ثم يزداد قليلاً، لكن لأنه استهزأ على معصية، وفوق المعصية استهزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله! استهزأ بهذه الآية، وجعلها في أمر اللواط الذي شُغف به، فهو الآن على فراشه، بعد أن كان وزنه ثمانين كيلو من العافية والطول والعرض والنشاط، وزنه الآن خمسة وثلاثون كيلو، تأخذه بثوبك.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أيها الشاب! من أنت؟! | 2226 استماع |
الشباب اللاهثون | 2198 استماع |
كلمة الشباب | 2001 استماع |
الشباب والرياضة | 1695 استماع |
الشباب بين الشهوة والشبهة | 1681 استماع |
الشباب بين الواقع والأمل | 1669 استماع |
شباب مشغولون بلا مهمة | 1572 استماع |
الشباب والتجدد | 1316 استماع |
الشباب بين فقه الطيور والجهاد | 1148 استماع |
الشباب بين غرور النفس واحتقار الذات(1-2) | 1105 استماع |