ديوان الإفتاء [772]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين.

أما بعد:

السؤال: ما هو عقاب الزنا في نهار رمضان؟

الجواب: الزنا كله حرام ومن كبائر الذنوب، ومن العظائم الموبقات، وهو في رمضان أشد حرمة لما فيه من انتهاك هذا الشهر الفضيل، ولما فيه من الاجتراء على حدود الله عز وجل في زمان فاضل، وعلى من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله عز وجل ويستغفره، وإذا كان هذا الزنا قد وقع منه في النهار فإنه يلزمه القضاء والكفارة.

السؤال: نجد مشقة في الصيام لأننا في الخلاء، فما هي الكفارة إن لم نتمكن من الصيام؟

الجواب: من كان الصوم في حقه عسيراً فأفطر، فإنه يلزمه القضاء ما دام مستطيعاً، ولا ينتقل إلى الفدية إلا من كان عذره دائماً لا طارئاً.

السؤال: أنا أحني شعري بالحناء مع إضافة بيض وزبادي وعسل وزيت، هل ذلك يفطر في نهار رمضان؟

الجواب: لا يفطر إن شاء الله، فليس الرأس منفذاً للجوف.

السؤال: أسكن وحيداً وأنا صائم، ولم أفطر حتى اليوم الثاني بسبب الأمطار، فما الحكم؟

الجواب: لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني: هذا الرجل كان صائماً، ثم هو رجل عزب ما عنده زوجة ولا ولد، وكان المطر يهطل فما استطاع أن يخرج لتناول إفطاره فأصبح صائماً في اليوم الذي بعده، يعني: واصل يومين، فأسأل الله أن يعظم أجرك وثوابك، وما عليك شيء إن شاء الله؛ لأنك ما ارتكبت مكروهاً؛ ولأنك لم تتمكن من تناول شيء فأعرضت، وإنما هذا الوصال الذي نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام حصل منك رغماً عنك، فلا شيء عليك إن شاء الله.

السؤال: أسأل عن الدم الذي ليس دم حيض ولا دم نفاس هل يفطر؟

الجواب: لا يفطر، إذا لم يكن الدم دم حيض ولا نفاس فإنه لا يترتب عليه شيء من الأحكام المتعلقة بالحيض والنفاس، بل هو دم علة وفساد، تتوضأ المرأة لكل صلاة بعد دخول وقتها، لكن لا يؤثر على صحة صيامها، ولا يؤثر على علاقتها بزوجها فيجوز له أن يأتيها.

السؤال: ما رأي الدين في منح تراخيص للمطاعم للعمل في نهار رمضان، نرجو توجيه رسالة للسلطات؟

الجواب: لا شك بأن هذا من المنكر الذي ينبغي أن نتناهى عنه؛ لأن رمضان مطلوب منا تعظيم حرمته، ومطلوب منا أن نعين الناس على عبادة الله فيه، لا أن نهيئ لهم سبل المنكرات وانتهاك حرمة الشهر، ونهيئ المطاعم لمن يريد أن يأكل، فإن الله تعالى قال: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] .

وهاهنا يلزم توجيه رسائل ثلاث:

الرسالة الأولى: لمن بسط الله يده ومكنه من حكم البلاد من رئيس أو وال، فنقول لهم: اتقوا الله عز وجل في شعائر الدين، وعظموا حرمات الإسلام، واجعلوا رمضان شهراً للصيام والقيام، ولا تيسروا الأسباب لمن يريد انتهاك حرمة الشهر، ومن احتج بأن في الناس مريضاً ومسافراً، فإننا نقول له: هذه حالات استثنائية ولا يعجز المريض ولا المسافر أن يدبر أمره، وأن يأكل في خفية من الناس، أما هذا الذي يلج المطاعم نهاراً جهاراً، ويأكل والناس ينظرون فهذا قد قل حياؤه من الله، وقل حياؤه من الناس، وما ينبغي أن يعان.

ثم الرسالة الثانية: لأصحاب المطاعم أقول لهم: ليس عذراً لكم أن السلطات قد صرحت، فإن الله عز وجل قد قال: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38]، وقال: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21]، وقال: وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [مريم:95]، فلن ينافح عنك يوم القيامة وزير ولا سفير ولا مسئول، ولا رئيس محلية، وإنما ستسأل وحدك عما جنت يداك، فلا تتعاون على الإثم والعدوان.

والرسالة الثالثة: لهؤلاء المفطرين أقول لهم: تذكروا قول الله عز وجل: أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ [البقرة:184]، وتذكروا قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )، وتذكروا قوله عليه الصلاة والسلام: ( الحياء شعبة من الإيمان )، فمن ابتلي فليستتر، أما أن يكون هكذا جهاراً نهاراً فالمصيبة مصيبتان، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ).

السؤال: أنا حامل ومنعني الطبيب من الصيام، فقررت أن أصوم ثلاثة أيام وأفطر يوماً، فهل فعلي هذا صحيح؟

الجواب: ليس بصحيح، والزمي ما قاله الطبيب ما دام موثوقاً، وبعد ذلك الخطب يسير إن شاء الله، وليس عليك سوى القضاء.

السؤال: نفطر خارج المنزل، ونصلي المغرب مكان الإفطار جماعة، وأنكر علينا البعض ذلك، فهل إنكارهم صحيح؟

الجواب: نعم، إذا كان المسجد قريباً فلا ينبغي لكم أن تصلوا حيث تفطرون، بل ينبغي أن توقعوا صلاة الفريضة مع جماعة المسلمين في بيت الله، أما جماعة أمام البيت فإن ذلك مفض إلى أن تعطل المساجد في صلاة المغرب، وهذا ما لا يرضاه الله، فأنتم بالخيار إما أن تحملوا إفطاركم إلى المسجد، أو على الأقل تحملوا تمراً إلى المسجد وتفطرون عليه ثم تصلون، وبعد ذلك ترجعون إلى إفطاركم، وهذا هو المشروع.

السؤال: ما حكم قطرة العين في رمضان؟

الجواب: ليس فيها حرج إن شاء الله، فليست العين منفذاً للجوف.

السؤال: هل الكلام في نهار رمضان في الجامعة مع الأخوات حرام؟

الجواب: الكلام حرام، وحرام وحلال، وحلال، فإذا كنت تقول لهن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فهذه قربة وطاعة، إذا كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فهو طاعة، أما إذا كان كلاماً في غير حاجة، أو كلاماً محرماً كغيبة أو نميمة أو لغو أو إفك، فهذا حرام مع الأخوات ومع الإخوان في رمضان وفي غير رمضان، فاتقوا الله في شهركم، وأروا الله من أنفسكم خيراً.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2650 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2508 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2443 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2407 استماع