ديوان الإفتاء [760]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

إخوتي وأخواتي! مرحباً بكم في حلقة جديدة في هذا اليوم المبارك: التاسع والعشرين من رمضان, أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ما مضى, وأن يختم لنا شهر رمضان بالمغفرة والرضوان, والعتق من النيران, إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين, وأقول: بأن هناك وقتاً نفيساً قد بقي من هذا اليوم المبارك والدعاء فيه مستجاب, وإن شاء الله بعد غروب الشمس يتحرى الناس رؤية هلال شوال, فإن كان غداً هو المكمل للثلاثين من رمضان فالحمد لله وبها ونعمت, وإن كان هو الأول من شوال فأسأل الله أن يهله علينا بالأمن والإيمان, والسلامة والإسلام, والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى.

السؤال: ما هي قيمة الفدية لمن لا يستطيع الصوم؟

الجواب: سبعة جنيهات.

السؤال: أسأل عن حكم أخذ السجادة للجامع لعدم توفر الفرش؟

الجواب: لا بأس, ولا مانع من أن الإنسان يحمل معه سجادةً يصلي عليها إن لم يكن في المسجد فرش تكفي, خاصةً في أيام الجمع, لكنني أنبه إلى أنه لا ينبغي للإنسان أن يتأخر, بل المطلوب التبكير, فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: (من غسل يوم الجمعة واغتسل, وبكر وابتكر, ومشى ولم يركب, ودنا من الإمام فأنصت, كان له بكل خطوة يخطوها أجر صيام سنة وقيامها, وذلك على الله يسير), وكذلك في الصلوات الأخرى التبكير مطلوب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في الهاجرة لأتوها ولو حبواً), أي: التهجير لصلاة الظهر.

السؤال: زكاة عروض التجارة, هل يجوز إخراجها للأرحام: كالجدة والإخوان؟

الجواب: زكاة عروض التجارة كغيرها تصرف في مصارفها إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60], وبالنسبة للإخوان إذا كانوا فقراء وأنت لست المنفق عليهم جاز إعطاؤهم منها, وكذلك الأخوات إذا لم تكن منفقاً عليهن, كأن يكن متزوجات ولكن أزواجهن رقيقو الحال, فيجوز إعطاؤهن أو إعطاء أزواجهن, والجدة كذلك إذا لم تكن نفقتها واجبةً عليك, عندها نفقتها ولكنها مسكينة والنفقة لا تكفيها فأعطها.

السؤال: كيف يكون التحصين من الجان الذي يسكن معنا في المنزل؟

الجواب: قراءة سورة البقرة: ( فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ), لكن أنا أرجو من السائل ألا يعيش مع الأوهام, فأحياناً الإنسان قد تصور له أوهامه بأن هناك جناً يشاركونه ويساكنونه, ويكون هذا محض خيالات ليس إلا, لكن على كل حال قراءة القرآن تطرد الشيطان, فإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره ويقل شره, وتسكنه الملائكة وتطرد عنه الشياطين, والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره, وتطرد عنه الملائكة وتسكنه الشياطين.

السؤال: هل يجوز للحائض أن تقوم الليل من غير صلاة بالدعاء, وهي جالسة على السرير؟

الجواب: نعم يجوز, جالسة على السرير, جالسة على الأرض, الحائض تذكر الله عز وجل, وتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتستغفر الله وتقرأ القرآن وتدعو, هذا كله تفعله في هذه الليالي الفاضلة, هي ممنوعة من الصلاة, لكنها ليست ممنوعة من ذكر الله, ولا من قراءة القرآن, ولا الدعاء, ولا الاستغفار, ولا الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام, وكذلك لا تنس حظها في تفطير الصائمين, والصدقات وما إلى ذلك, فهذه كلها أبواب خير عظيمة.

السؤال: هل يجوز لي أن أستعمل مال الفطرة التي أعطوني في أغراض أخرى غير الطعام؟

الجواب: نعم إذا كانت أغراضاً مشروعة فلا حرج عليك في استعمالها.

السؤال: أنا أعطيت الزكاة للأقارب بدون ما أعرف بنفسي لكي لا أحسسهم, فما حكم ذلك؟

الجواب: هذا هو عين الصواب, فليس بالضرورة أن تحسسهم, وإنما هي بينك وبين الله زكاة, وليس هناك داع أن الإنسان يقول: خذ هذه زكاة مالي، وإنما هي زكاة بينك وبين الله, والأرحام قد لا يقبلون إذا قيل لهم: بأنها زكاة؛ لأن العفة والحمد لله ما زالت موجودة, وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ومن يستعفف يعفه الله, ومن يستغن يغنه الله, ومن يتصبر يصبره الله).

السؤال: عندنا إمام يصلي بنا التراويح, وفي دعاء الوتر يقول: (ربنا أنزل علينا من أسرار عليائك), ما معنى هذا؟ وهل يجوز؟

الجواب: أما معناه: فيسأل عنه هو, وأما هل يجوز؟ فلا يجوز؛ لأن الصلاة يدعى فيها بالمأثور, فالإنسان لا يؤلف أدعية من عنده, وإنما تدعو بالمأثور وبما يكون الدعاء به مشروعاً, وقد سألني شخص فقال: عندنا إمام كل يوم يدعو: اللهم أنزل علينا مائدةً من السماء, ما هذا؟ كيف ينزل عليك مائدة من السماء؟ لا يصح هذا الدعاء, هذه كانت معجزة للمسيح بن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام, وعلل: اللهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ[المائدة:114], وكان معها شرط: قَالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ[المائدة:115], فبعد نزول المائدة: فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ[المائدة:115], فقولوا لصاحبكم: يدعو بالمأثور ولا يزد.

السؤال: ماذا عن أشخاص يأتون متأخرين في صلاة الجمعة, وتراهم يتخطون رقاب الناس ليصلوا إلى الصفوف الأمامية, فهل يصح منهم ذلك؟

الجواب: لا والله لا يصح, هذا أمر واضح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر هذا وهو على المنبر, ( كان عليه الصلاة والسلام على المنبر وجاء شخص يتخطى رقاب الناس، فقال له صلى الله عليه وسلم: يا هذا! اجلس فقد آذيت وآنيت ), (آنيت): يعني: جاء متأخراً, وأيضاً تؤذي الناس, فلا يصح هذا الفعل.

وفي الحديث: (من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة فقد اتخذ جسراً إلى جهنم), وبالمقابل أيضاً: بعض الناس يأتي مبكراً ولكنه يبحث عن الأعمدة والحيطان, من أجل أنه يأخذ تكية, خاصةً أثناء الخطبة, فهذا الذي يترك فراغات في الصف يشجع غيره على أن يتخطى الرقاب ليسدها, وإنما المفروض أن الناس يقتربون من الإمام، (ودنا من الإمام فأنصت).

السؤال: إذا صلى شخص بجماعة، وتذكر بأن ملابسه بها نجاسة, فماذا يفعل؟ وهل الصلاة صحيحة؟

الجواب: يا عباد الله شروط صحة الصلاة ستة: أولها: الإسلام, وثانيها: الطهارة من الحدث, وثالثها: الطهارة من الخبث, ورابعها: استقبال القبلة, وخامسها: ستر العورة, وسادسها: ترك المبطلات. والأشياء التي تبطل صلاتك مثل: الأكل والشرب والكلام في غير مصلحة, أو القهقهة وما إلى ذلك, فبالنسبة للطهارة من الخبث, يشترط في ثلاثة أشياء: الطهارة من الخبث في البدن, والطهارة من الخبث في المحمول, أي: في الثياب, والطهارة من الخبث في المكان, أما طهارة البدن فقد قال الله عز وجل: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6], وأما طهارة الثياب فقد قال: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4], وأما طهارة المكان فقال: طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125], وهناك قال: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج:26], فالثياب لو أن إنساناً تذكر بأن في ثوبه مثلاً دم, والدم نجس, فإذا تذكر في أثناء الصلاة يخلع ثوبه ويطرحه ويواصل في صلاته, فمثلاً: تذكر أن العمامة بها نجاسة يرميها ويواصل صلاته, وإذا كان في الجلباب يخلعه, فإذا كانت النجاسة مثلاً في شيء لا يمكن خلعه فيخرج من الصلاة, وأما الخلع أو طرح الشيء النجس، فدليله ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإنه ( كان يصلي فخلع نعليه، فخلع الصحابة نعالهم، وبعد الصلاة قال: نزل عليّ جبريل فأخبرني أن فيهما نجاسة ), فلو كان تذكر النجاسة يبطل الصلاة لاستأنف النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة من جديد, لكنه بنى على ما مضى، فعلم بأن إزالة النجاسة واجبة مع الذكر والقدرة, إذا تذكر الإنسان في صلاته فإنه يطرح الشيء النجس ويبني على ما مضى.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2651 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2508 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2444 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2408 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع