كنت في ملتقى الإعلام!!
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
انطلق كفكرة، فاجتماع وتخطيط، فتداعٍ وإعلان، ثم توهج وبريق، لينتهي لحشد كبير، مأسور في ليلة رمضانية تاريخية.مبادرة شبابية رائعة رعتها المحافظة والبلدية وبعض الجهات الداعمة والمشاركة، وتولاه كوكبة شبابية مبدعة، خطفت الأنظار بحسن أدائها!ولا عَجَبٌ حزمُ الشباب فصرحُهمكمثل جبالٍ توّجت بصمودِوإن تسألوا تلك الوهاد تُجبكمُبهمة أبطال وعزم بنودِلو لم أُدعَ! لحضرت بسبب العنوان الجاذب، والحشد الدعائي وعشقنا جميعا للإعلام واعتقادنا أنه (قوة ناعمة) تسيطر على العقول، وتحرك الجماهير لأهداف مقصودة.وهو ضرب من ضروب الدعوة والنشر والبلاغ والاتصال، ويحتاج لمواصفات معينة، وفي القرآن على لسان الهدهد:( وجئتك من سبأ بنبأ يقين) سورة النمل. وقال موسى عليه السلام (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي) سورة القصص.وهو السلطة الرابعة، وصانع المجتمعات، والوسيلة النفاذة المؤثرة، ومن لا يملكه هذه الأيام ومن خلال مؤسساته وإنتاجه، فمصيره الغياب والتباب والهلكة، والعيش في بلدة ليس بها أنيسُ! الا اليعافير وإلا العيسُ.(وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض ! لديهم القدرة على جعل المذنب بريئا، وجعل الأبرياء مذنبين) مالكوم إكس قائد أمريكي مسلم.وهو وسيلة نهضوية متصلة بعملية التنمية والاقتصاد والإدارة وسائر الشؤون والسياسات! ولأهمية الإعلام وخطورته وتأثيره البليغ، حرم الإسلام الكذب والخداع والتهويل والتزييف! وفي الحديث (ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتبَ عند الله كذابا).(ما كنت لأخاف، إلا من وسيلة إعلامية، تسطع بالحقيقة كالشمس، وتتجاوز السطحيات)- قول أشجع الشجعان وأعقل العقلاء.الترتيب في الملتقى روعة وفوق الروعة، وشابه بعض المآخذ الخفيفة،التي لا تقلل من الجهد، ولكن تهامة بها قدرات، وفي محايل طاقات لا يستهان بها!.كان الهدف تدشين ملتقى للإعلاميين، ووددت لو انتهى إلى (جمعية للإعلام)، أو (منتدى رسمي) يرفع به للجهات المختصة.كثير من المناطق تفتقر إلى (التنسيق الإعلامي) المنظم، في ظل ثورة تقنية باذخة، ودعم تلك الأفانين الشبابية اليانعة.*ويبقى الشباب الجديد دائرا مع (الإعلام الجديد) والمتطور، وحركة التقنية النفاثة، وكادوا أن يعلنوا وفاة الصحف الورقية ووسائل التلفزة والفضائيات ، وبات التوجه لمواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة والسنابيين والفوتغرافيين وأخواتها.جميل حب الشباب للإعلام، ولكنه لا يحسن أن يمارس بلا تفهم وتعلم وتكتيك واستراتيجية! وهل حبك هو السائق، أو عشق الكاميرا والتوثيق، مجرداً عن غاية فكرية ورسالة موضوعية ترقبها الجماهير!الإعلام رسالة مكتنفة بالأمانة والصدق (والانضباط الأخلاقي) يعلي ويخفض، ويبني ويهدم، وقد يؤسس لكم (إمبراطوريات) من الكذب والمبالغة السمجة، ولكنه سرعان ما يفقد سمعته، ويذهب شرفه، ويعتزله أكثر الناس.لقد أضحينا في زمان لايمكن فيه استمرار المخادعة والضحك الاجتماعي المستديم، نجح وتم في السابق، ولكن الآن، ومع الطفرة التقنية، بات الاطلاع سريعا ودقيقا، وصار الفرد هو وكالة إعلام جديدة ومستقلة.ظاهرة (السنابيين)، جذبت الناس وأحرجت القنوات، وصارت القضايا والأفكار والأنباء والبضائع والتهريج يروج لها عبر السناب شات والانستقرام، وانكسرت عقدة الاحتكار الإعلاني الثقافي والتجاري والتهريجي، وصار الشباب الصغار من الجنسين يجمعون أموالا كانت محتكرة في السابق.شدني الشباب بعزمهم، وتوهج هممهم، وقناعتهم بما يحمِلون ويحلَمون، وشعرت أنهم ثروات وطنية لو أحسنا استعمالها، وتوجيهها التوجيه الأمثل والأروع.ولم أر كالشباب كطرف عينٍبها يسمو على كل الحدودِ!ويعتبر الملتقى انطلاقة مشرفة لمحايل عسير، ومؤسسة مرتقبة تنظم جهدها الإعلامي بلا تجاوز أو استحواذ، توصل صوت الفرد، وتصدق في النقل، ولاتبالغ في التحرير والتقريرات.وجل الفقرات رائعة، وتوجها الأستاذ عمر بإلقائه العاطر، والمضمخ بعبق الماضي ورنين الحاضر، والمكتنز لغةً وفصاحة.مع اتساع التقنية بات الإعلام صنعة من لا صنعة له، ولكننا لا يمكن بحال أن نتقبل بعض الطروحات وقد تهاوت أو أسفّت، وخرجت عن القيم الشرعية والوطنية، ولذا *تأتي الهيئات والمؤسسات المرخصة للتنظيم والتدريب، وعلى الجهات الأهلية والخدمية تبني منتدى (للدورات التدريبية) والتأهيلية للشباب الجدد ومحبي الصورة واللقطة واللحظة الفارقة.لا ينقص شبابنا إلا مزيد من التدريب والتأهيل العلمي والإداري، لأننا ومع اتساع التقنية، يبقى التميز له وقعه ونبره، وأثره الوقاد في العقول والآفاق.والإعلام يحتاجه اليوم الإداري والمثقف والمسؤول والناقد والتنموي، للإبراز والتوثيق والإثبات والانتقاد والمعالجة السريعة والتدارك.والحق يقال إن منافع الإعلام تعددت، فمن الصياغة المجتمعية والمعلوماتية الإخبارية والتثقيفية إلى الساحات التجارية، ومن الاحتكار إلى الانفتاح، ومن الحظر إلى التكسب والفخار الذاتي والمؤسسي.والإعلام منتقد على كل حال، ومع السطحية والضحالة تتسع موجات النقد، ولذلك ما وجه لكم أبنائي الشباب المنظمين (ظاهرة صحية وتطويرية)، لا تفت في العضد بل تدفع لتحمل المزيد، وتقديم الماتع في مقتبل الأيام، والناجح الواثق هو الشخص المبادر الذي يستفيد من أحبابه وخصومه وكذا هي سمة الحياة وديدنها.ليس يخلو المرء من ضد ولوحاول العدلة في رأس الجبلْ!ومن الطريف الرائع: أن الإعلام مهنة يتكسر معها الخوف والخجل والاستضعاف إذا استدامت.وتحياتي للجميع منظمين ومشرفين ومشاركين وداعمين ومنتقدين، وأمدكم الله بعطاياه لخدمة محايل وأهلها وفكرها وطموحها! والله الموفق!