ديوان الإفتاء [758]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ومرحباً بكم في حلقة جديدة, أسأل الله عز وجل أن يسددنا ويوفقنا، وأن يلهمنا الصواب فيما نقول ونفعل.

وأبدأ بالأسئلة التي جاءت كتابة عبر الشريط الأخضر:

السؤال: ما حكم أخذ المال من أبي وأمي دون علمهم، وأخذ الرصيد؟

الجواب: يا أخي! أو يا أختي! ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ), هكذا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام، وفي القرآن الكريم: لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ[النساء:29]، وفيه: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188], لا يجوز للولد أن يأخذ من مال أبيه أو من مال أمه دون إذن منهما، لكن على العكس يجوز للأب والأم إذا احتاجا أن يأخذا من مال الولد بغير إذن؛ لأن الولد وماله لأبيه.

السؤال: إذا رأى الإنسان تحسناً في حاله، ونسي أن يقول: ما شاء الله، وأصيب بالعين، فماذا يفعل؟

الجواب: عليه أن يستعمل الرقية, إذا رأى الإنسان شيئاً يعجبه من نفسه أو من غيره فليبرك، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أو ليقل: ما شاء الله تبارك الله، ونحو ذلك، يعني: يذكر الله عز وجل فيذهب الله عز وجل أثر العين، لكن لو أن الإنسان ما ذكر الله فإنه قد يصيب بعض ماله, يصيب سيارته, يصيب بيته, أو يصيب ولده أو زوجه ونحو ذلك ممن لا يكره، ولذلك مطلوب منا دائماً إذا رأى أحد ما يعجبه أن يجري ذكر الله على لسانه، من أجل أن يصرف الله أثر العين.

السؤال: هل من حق شخص عقيم أن يتزوج دون إخبار الشخص الآخر؟

الجواب: لا ليس من حقه, إذا ثبت بأنه عقيم وأخبره الأطباء الثقات بأنه لا أمل له في أن يرزق بذرية بحسب قوانين الطب، وإلا فالغيب لا يعلمه إلا الله, ففي هذه الحالة لا بد أن يخبر؛ لأن كل عيب ينفر أحد الزوجين من الآخر فلا بد من الإخبار به؛ لأن مقتضى الحياة الزوجية أن تكون قائمة على الصدق، والوضوح، والإخبار بالعيب, والإخبار بالعيب مطلوب حتى في المبيع، لو أن إنساناً أراد أن يبيع لآخر قلماً أو كوباً، فلا بد أن يصدق ويبين، ( فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ).

وعلماؤنا رحمهم الله كانوا ينصون على العيوب المتعلقة بالفرج أو بالعقل أو ما يشبه ذلك. يقولون: العيوب المشتركة: الجنون، والبرص، والجذام، هذه مشتركة بين الزوجين.

وأما بالنسبة للرجل فالعنة، والجب، والخصاء، وبالنسبة للمرأة: العفل، والقرن، والبخر، والفتق، هذه عيوب ذكروها، لكن بعض المحققين من العلماء ومنهم الإمام أبو عبد الله بن القيم قال: كل عيب تحصل منه نفرة أحد الزوجين من الآخر فلا بد من الإخبار به، وهذا هو الذي يظهر والعلم عند الله تعالى.

السؤال: هل يجوز لي الاتصال هاتفياً بمطلقتي خلال فترة العدة؟

الجواب: نعم، يا أخي! المطلقة الرجعية خلال فترة العدة هي في حكم الزوجة، ولذلك لو مت عنها ورثتك، واعتدت منك عدة الوفاة، ويجوز لك أن تراجعها متى ما شئت بشرط إرادة الإصلاح؛ لأن الله تعالى قال: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا [البقرة:228], فلذلك لا مانع من أن المطلقة في فترة العدة تعد لك طعامك، وتهيئ لك فراشك، وترتب ثيابك، وتدخل عليها: قائلاً: السلام عليكم، فترد: وعليكم السلام، وتجلس هي بملابس البيت، هذا كله لا حرج فيه إن شاء الله.

ولا بد أن ننبه هنا بأن الطلاق إذا وقع فلا يجوز للرجل أن يخرج الزوجة من البيت، ويقول لها: اذهبي بيت أبيك، ولا يجوز للمرأة كذلك أن تبادر بالخروج، ولا يجوز لأهلها أن يأتوا بمجرد علمهم بأن الطلاق قد وقع فيحرضونها على جمع حاجياتها وترك البيت؛ لأن الله قال: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [الطلاق:1].

فبقاء المطلقة في بيت الزوجية خلال فترة العدة التي هي ثلاثة قروء، أو إذا كانت حاملاً إلى أن تضع حملها، خلال هذه الفترة لا ندري لعل الله عز وجل يؤلف بين القلوب، ويزيل أسباب الشحناء، ويحصل الندم من قبل الزوج، ومن قبل الزوجة، وهي أمام ناظريه يحصل التقارب، ثم بعد ذلك يحصل ما يحبه الله من المراجعة والصلح، وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128].

أما إذا خرجت الزوجة بمجرد حصول الطلاق، ثم بعد ذلك غضب أهلها، ولربما أسمعوا الزوج ما يكره، وهو أيضاً لعله حصل منه شتم وسب وما إلى ذلك، فالرتق يتسع، والمشكلة تكبر، ويصعب الحل بعد ذلك؛ ولذلك أنا أقول: شريعة الطلاق هذه شريعة محكمة، وما جعل ربنا جل جلاله الطلاق إلا علاجاً لمشاكل قد استعصت، وأمورٍ قد استفحلت، لكن لا ينبغي لنا أن نسير في الطلاق بأهوائنا، بل نسير بما شرع ربنا جل جلاله، وما سن نبينا عليه الصلاة والسلام, التسريح يكون بإحسان: فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229], لا يسمع الزوجة ما تكره، ولا يفتري عليها الكذب، ولا يرميها بما هي بريئة منه، وكذلك الزوجة تتقي الله عز وجل، ولا تكشف سر زوجها، ولا تفتري عليه، ولا ترميه بما هو منه بريء، بل الناس مثلما عاشوا بالمعروف، كذلك يفترقون بالمعروف، ويراعون حدود الله عز وجل.

المتصل: لدي سؤال: أنا زوجة أطفال ثلاثة، وأعامل زوجي بشرع الله معاملة طيبة، ويشهد الله بيني وبينه، لكن ما لقيت منه أي احترام ولا تقدير، وعندما كان عنده نية زواج بأخرى كان دائماً يشاكس ويتغير علي، على أساس أنه يريد أن يتزوج وأنا كنت غير مدركة لذلك، كنت أظن أن تغيره بسبب تعب الشغل، فما رأيكم في ذلك؟

الشيخ: شكراً.

المتصل: أنا رأيت رؤيا منامية عن شخص، فاتصلت عليه وأخبرته بما رأيت، فما رأي الدين فيما فعلت؟

الشيخ: شكرا.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: أنا أدرس في خلوة، ونحن نحفظ القرآن، فهل يجوز لي مس المصحف من دون وضوء، أم كلما أردت القراءة منه لا بد أن أتوضأ؟

السؤال الثاني: احتجت مرة، فأخذت ثلاثة جنيهات من شخص وهي حالياً بستة جنيهات, وأنا أريد أن أرجعها، فهل أرجعها بقيمتها التي هي ستة جنيهات، أو أرجعها بثلاثة جنيهات؟

الشيخ: طيب, شكراً.

المتصل: يا شيخ عبد الحي ! أنا أخذت من أختي وأمي مبلغاً يقدر بأربعمائة جنيه، لإزالة حبوب في وجهي، فلما أخذته قلت: الصدقة أحسن لي، فوضعته في بناء مسجد بدون أن أعلمهن، فما حكم ذلك؟

الشيخ: طيب.

المتصل: القروض التي يأخذها الشخص على أساس أنها قرض من البنك, وتكون فواتير للحاجة التي أنت تريدها ويكون فيها فوائد مثلاً، يقول لك: عندهم ربح مثلاً 2% أو 3%، مثلاً أعطوك عشرة ملايين يأخذون الفائدة وهذه الزيادة، فهل في هذه الفائدة شيء؟

الشيخ: طيب، شكراً.

المتصل: أريد أن أسأل عن أنواع التنكيس، وهل يعتبر في الصلاة وفي القراءة أيضاً؟ وإذا كنا في حلقة وكنا نقرأ، وجاءت واحدة متأخرة وما حضرت معنا، فواصلت من حيث وقفنا، فهل يعتبر هذا تنكيساً؟

الشيخ: طيب.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: أسألك عن التوبة، وخصوصاً المعاصي التي أنا عملتها من قبل، هل كلها تغفر، أم هناك ذنوب تغفر، وذنوب لا تغفر؟

السؤال الثاني: لي بنت كانت عندي، فلما تزوجت الثانية قالت أمي: اتركها عندي، فهل لا زلت مسئولاً عنها، أم المسئول عنها أمي؟

الشيخ: أختنا صباح من سنار تذكر بأنها متزوجة ولها من الأطفال ثلاثة، وأنها تتقي الله في زوجها وتعامله بالحسنى وتؤدي إليه حقوقه، ثم بعد ذلك هو أراد أن يحدث نكاحاً، أراد أن يتزوج فلجأ إلى إساءة معاملتها والنرفزة وضيق الصدر وما إلى ذلك؟

فنقول: ينبغي أن نفصل بين الأمور, الزواج الثاني شريعة ربنا، وما شرعه ربنا جل جلاله إلا لأن فيه مصالح عظيمة، ويترتب عليه فوائد للفرد وللمجتمع، لكن من أراد أن يتزوج بثانية فليتق الله، ولا يظلم الأولى، ولا يسئ إليها ولا يفتعل مشكلات من أجل أن يقول: من أجل هذا تزوجت، وإنما يعاملها بالحسنى، ويؤدي إليها حقوقها ويعدل معها، بل يحسن إليها، والإحسان منزلة فوق العدل، يعني: لا يكتفي بمجرد العدل، بل يجبر كسر قلبها؛ لأن الإنسان إذا تزوج، لا شك أن المتزوج عليها تتضرر ويضيق صدرها بهذه الفعلة، وإن كانت مشروعة مأموراً بها، لكنه يحسن إليها، ويترفق بها، ويتلطف معها، ويتقي الله عز وجل فيها، هذا هو المطلوب من الزوج.

لكن على كل حال نقول: المرأة التي تحسن إلى زوجها وتتقي الله فيه، عليها أن تعلم بأن الله لن يضيعها، فالله عز وجل لا يضيع عمل عامل، والله عز وجل لا يظلم مثقال ذرة، والجزاء من جنس العمل، مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا [النساء:123]، وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [النساء:124]، وفي الآية الأخرى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97] حياة طيبة في الدنيا والآخرة؛ ولذلك على الإنسان ألا يأسى لأنه قد أحسن، بل الإحسان جزاؤه الإحسان عند الله عز وجل، لو أن الزوج أحسن إلى زوجته، فقابلت ذلك بأن أنكرت معروفه وأساءت عشرته، فالله عز وجل لن يضيعه، وكذلك الزوجة لو أحسنت إلى زوجها واتقت الله فيه، وأطاعت أمره، وحفظت سره، وقامت بما أوجب الله عليها نحوه، ثم بعد ذلك لم يقابل الزوج المعروف بمثله، بل كان منه اللؤم، فالله عز وجل لن يضيعها.

الشيخ: أما الأخت نون من كسلا فقد ذكرت بأنها رأت في المنام شيئاً، ثم أخبرت من رأت بحال الذي رأته.

نقول: لا حرج إن شاء الله، لو أن الإنسان رأى شيئاً فأخبر به فليس فيه حرج إن شاء الله، اللهم إلا إذا كان في ذلك ما يؤذي فلا ينبغي أن يقال؛ لأن الله تعالى قال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة:83]، ولا ينبغي لمسلم أن يروع مسلماً، يعني مثلاً: لو أني رأيت في المنام شخصاً قد مات، لا أذهب إليه وأقول له: أنا رأيت في المنام بأنك قد مت، أو رأيت شخصاً في المنام بأنه مصاب بكسور ورضوخ ورضوض وكذا، لا أذهب له وأقول له: إني رأيتك في المنام وقد شج رأسك، وخمش وجهك، وفقئت عيناك، وجدع أنفك، وبقرت بطنك و.. و.., لا، هذا كلام يؤذيه، وإنما يمكن أن أسأل من يعرفون تأويل الرؤى، أقول له: أنا رأيت شخصاً في المنام حاله كذا وكذا، فإذا كان التأويل حسناً وأنا أثق بتأويله أرجع إلى ذاك الذي رأيت وأبشره، أما إذا كان شيئاً يسوء فلا ثم لا ثم لا، فإن نبينا عليه الصلاة والسلام ما كان يواجه أحداً بشيء يكرهه، عليه الصلاة والسلام.

الشيخ: أما أميرة أحسن الله إليها من شرق النيل فقد ذكرت أنها تدرس القرآن في خلوة.

أقول: أنا أبشرها بحديث عثمان عليه من الله الرضوان: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ), فأنت على خير يا أميرة ! ما دمت بكتاب الله متصلة، وفي تعليمه لوقتك باذلة، أنت على خير وأنت داخلة في هذه الخيرية، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( لأن يغدو أحدكم إلى بطحان فيتعلم آية من كتاب الله خير له من ناقة كوماء )، كما قال عليه الصلاة والسلام.

وأما بالنسبة لمس المصحف فالأصل أنه لا يكون إلا على طهارة؛ لأن الله تعالى قال: لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ [الواقعة:79], والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( لا يمس القرآن إلا طاهر), وهذا الذي عليه الأئمة الأربعة: أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد ، والحمد لله الآن الماء قريب ومتيسر، فينبغي للإنسان أن يحرص على ألا يمس القرآن إلا طاهراً، لكن رخص كثير من أهل العلم للمعلم والمتعلم, المتعلم لأنه يحتاج إلى أن يمس المصحف بصورة دائمة رخصوا له من باب التيسير، وكذلك رخصوا للمعلم، لكنني أقول: من استطاع ألا يمس القرآن إلا طاهراً فليفعل.

الشيخ: ثم تقول أختنا: بأنها قد أخذت شيئاً من أحد الناس، وهذا الشيء قيمته ثلاثة جنيهات، ثم الآن مع ارتفاع الأسعار والتضخم الذي كان، صار بستة جنيهات، يعني الضعف, تقول: هل أرد إليه ثلاثة أم ستة؟

أقول: ردي عين الشيء، لو أخذت كوباً ردي كوباً، ولو أخذت قلماً ردي قلماً، وإذا كنت لا تريدين أن تردي المثل ردي القيمة، ردي ستة جنيهات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خيركم أحسنكم قضاء ), وربنا جل جلاله قال: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ [الرحمن:60]، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إنما جزاء السلف الحمد والأداء ).

لذلك لو أنك رددت ثلاثة جنيهات فقد أضررت بالمقرض، أو بالمعير، لكن ردي ستة جنيهات والحمد لله هو ما اشترط ولا طلب ذلك.

الشيخ: أما الأخت سها من أمبدة فقد ذكرت أنها تعاني من حبوب في وجهها.

أقول: أسأل الله عز وجل أن يمن عليها بشفاء عاجل غير آجل، وأن يجعل ما أصابها كفارة للذنوب والخطايا، وأذكرها بقول ربنا: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[النساء:19], الإنسان منا يكره المرض، لكن لا يدري لعل الله يجعل في المرض خيراً ولعله يصرف به سوءاً؛ ولذلك أقول لأختنا: عليك الرضا بقضاء الله، وأكثري من الدعاء ليبدلك الله خيراً.

تقول: بأن أمها وأختها قد بذلتا لها أربعمائة جنيه، من أجل أن تعرض نفسها على طبيب، وتبتاع دواء وتعالج ذلك الداء، لكنها جزاها الله خيراً آثرت الآخرة على الأولى، وبذلت مالها صدقة مساهمة في بناء مسجد؟

نقول: خيراً صنعت إن شاء الله، ولعل هذا به يشفيك الله، فإن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: ( داووا مرضاكم بالصدقة، حصنوا أموالكم بالزكاة ), فالإنسان إذا مرض يتصدق من أجل أن يأتي الله بالشفاء متى شاء.

المتصل: لدي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: ذكرت إمام مسجد بقول الله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ[الأحقاف:5]، فقال: هذه نزلت في الكفار وليست لنا.

السؤال الثاني: عندنا شخص جاء في الركعة الأخيرة عند سجود الإمام، ثم جاء آخر فدخل في الصلاة أيضاً، فلما سلم الإمام صار أحدهما إماماً للآخر وصلوا جماعة، فما حكم ذلك؟

السؤال الثالث: هل دية المرأة في قتل الخطأ نفس دية الرجل؟

المتصل: أسأل عن قوله تعالى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ [التوبة:43]، من هم الذين عفا الرسول عنهم، ثم نزلت فيهم هذه الآية؟

السؤال الثاني: قبل أسبوعين أحد الصوفية قال: إن نبي الله موسى سوداني، وفرعون أيضاً سوداني فما رأيكم فضيلة الشيخ؟

الشيخ: طيب، شكراً.

السؤال: ما الفرق بين غسل جنابة الرجل والمرأة؟

الجواب: لا فرق إن شاء الله، كلاهما واحد، فالغسل للجنابة في حق الرجل والمرأة سواء.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2822 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2648 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2532 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2506 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2475 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2464 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2442 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2405 استماع