ديوان الإفتاء [735]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير والسراج المنير, وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا الصيام والقيام, وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم, وفي بداية هذه الحلقة أنبه إلى أننا في ختام اليوم الخامس من رمضان, ومعنى ذلك بأنه قد مضى من الشهر سدسه, وحري بالموفق أن يتدارك ما بقي من أيام هذا الشهر, ويبذل وقته وجهده في طاعة الله عز وجل, فإن رمضان كما قال ربنا: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ [البقرة:184], وهذه الأيام المعدودات سرعان ما تتفلت، وقد أمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بأن نسابق إلى الطاعات, ونتنافس في الخيرات في هذا الشهر المبارك, وقد قال ربنا جل جلاله في مدح أنبيائه: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90], ونبينا عليه الصلاة والسلام قال: (اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك, وشبابك قبل هرمك, وفراغك قبل شغلك, وغناك قبل فقرك, وصحتك قبل سقمك), وقال عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر).

والإنسان الموفق هو الذي يقدر نعمة الله عز وجل أن بلغه هذا الشهر المبارك, وهو في عافية قادراً على الصيام, قادراً على القيام, ويسر له أسباب التوفيق ليسلك سبل الهدى في تلاوة القرآن, وفي الإكثار من النوافل, وفي تفطير الصائمين, وفي إطعام الطعام, وفي غير ذلك من أبواب الخير التي سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأقول: إخوتي وأخواتي! قد جرت عادة الناس أنهم ينشطون في الأيام الأولى، ثم بعد ذلك يتحول الصيام إلى عادة, فتجد المساجد قد قل العدد فيها, وانفض عنها كثير من روادها, وصلاة القيام في أول الشهر بعد ما كان المسجد لا يسع الناس, يصير العدد قليلاً.

وأقول: بأن رمضان كلما تقدمت أيامه رجا الإنسان ثمرته, ولذلك حري بالموفق أن يضاعف العمل، وأن يثابر، وأن يصابر، وأن يرابط, فإن نبينا عليه الصلاة والسلام قد حثنا على ذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالو: بلى يا رسول الله, قال: إسباغ الوضوء على المكاره, وحث الخطا إلى المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط ).

وأقول: إخوتي وأخواتي! إن من أبواب الخير العظيمة التي ينبغي أن يحرص عليها الموفق في رمضان العمرة, فإن نبينا عليه الصلاة والسلام قد ثبت عنه في الحديث أنه قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة), وفي لفظ: (تعدل حجةً معي), يعني: مع النبي عليه الصلاة والسلام, فالإنسان لو أنه حرص على العمرة فيرجع بخير كثير إن شاء الله.

الاحتلام في نهار رمضان

السؤال: الجنابة في حالة النوم أثناء نهار رمضان, هل الصيام صحيح أم عليّ قضاء؟

الجواب: يسأل عن الاحتلام, وهذا كثيراً ما يسأل عنه الناس, والجواب: أنه لا شيء عليه؛ لأن الصائم مرفوع عنه القلم، قال صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم, وعن النائم حتى يستيقظ, وعن المجنون حتى يفيق), فلو أن الإنسان احتلم وهو صائم فإنه يغتسل ويصلي, وأما صومه فصحيح.

مضغ القرفة والقرنفل في نهار رمضان لتطييب الفم دون بلعها

السؤال: ما رأي الشرع في مضغ القرنفل والقرفة في نهار رمضان, ثم تفلها لتطييب الفم, وخاصة لظروف العمل, وعدم التمكن من السواك, والشخص يريد ألا يؤذي المصلين؟

الجواب: لا ينبغي أن تمضغ قرفةً ولا قرنفلاً ولا ما يسمى بالهيل أو غير ذلك, فهذا كله لا ينبغي؛ لأنه قد يسبق إلى جوفك منه شيء، أو قد يبقى طعمه في الفم ثم يأتي عليه اللعاب وتدخل في الريبة والشك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك), هكذا علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم, أما خلوف فم الصائم فالناس فيه سواء, يعني: ما في واحد سيتهمك بأنك أبخر أو أنك ما استكت, وإنما الناس يعرفون بأنه مع الصيام تتغير رائحة الفم بسبب خلو المعدة من الطعام.

خروج المني بشهوة في نهار رمضان

السؤال: ما حكم من غلبته الشهوة وخرج منه المني وهو صائم؟

الجواب: إذا حصل ذلك بسبب استدامة نظر أو استدامة فكر أو سماع ما يهيج، فإن هذا الإنسان يجب عليه القضاء والكفارة؛ لأن هذا في معنى الجماع, يعني: إذا كان العلماء رحمهم الله مختلفين في حكم من أفطر في نهار رمضان بغير جماع, فذهب الحنفية والمالكية إلى يلزمه القضاء والكفارة, وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الكفارة مخصوصة بمن أفطر بجماع, أقول إذاً: إن استخراج المني بسبب استدامة الفكر، أو استدامة النظر، أو سماع ما يهيج موجب للقضاء والكفارة, أما إذا خرج بغير استدامة فكر ولا استدامة نظر، ولا سماع ما يهيج, فإنه يوجب القضاء وحده.

اقتطاع جزء من بيت مملوك للورثة وتأجيره من غير إعطاء بقية الورثة

السؤال: ما حكم من يقتطع جزءاً من بيت مملوك للورثة ويؤجره ولا يعدل بين الوارثين؟

الجواب: الظلم حرام قال صلى الله عليه وسلم: (الظلم ظلمات يوم القيامة), والنبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بأن نجتنب الظلم، وأن نتقي دعوة المظلوم (فإنه ليس بينها وبين الله حجاب), وربنا جل جلاله قال: (يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا), ولذلك نقول: لا ينبغي للإنسان أن يظلم قرابته وأرحامه في ميراثهم، فإن ظلم ذوي القربى أشد من ظلم غيرهم.

تطليق الرجل زوجه وهي حائض تحت ضغط والديه وتهديدهما

السؤال: تزوجني واحد من غير رضا أهله, حتى إن والديه وإخوانه قالوا: إذا ما طلقت فنحن نتبرأ منك, فطلقني وأنا حائض، فما الحكم في ذلك؟

الجواب: إذا طلقكِ فطلاق الحائض واقع عند الأئمة الأربعة رحمة الله عليهم, وأنا أنصح الأخت بأن تلجأ مع من طلقها إذا كان راغباً في استبقائها إلى اللجنة المختصة في مجمع الفقه الإسلامي. أما بالنسبة للنصيحة فأنا أنصح الأخت فأقول: لطالما أن هذا الرجل قد ضغط عليه من أهله فهو لن يستطيع في الغالب مقاومة هذه الضغوط, وقد كان الواجب عليه أن يخطو خطوةً صحيحة في البداية بأن ينال رضا والديه في هذا الزواج من أجل أن يدخل على بينة, أما وقد كان ما كان, فما أجد ما أذكرك به سوى قول ربنا: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].

نصيحة للمطاعم التي تعمل في نهار رمضان

السؤال: أخونا علي أبو سن يقول: هناك بعض المطاعم تعمل في نهار رمضان, أرجو توجيه رسالة لهم، وأخرى لولاة الأمر.

الجواب: أما بالنسبة لأصحاب المطاعم, فأقول لهم: إن ربنا جل جلاله قد أوصانا بقوله: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2], وليس أصحاب المطاعم فقط بل أصحاب البقالات أيضاً، فهناك من ينصب قدرة الفول منذ الصباح الباكر, ويأتي شباب ما شاء الله فحول في وقت الإفطار العادي الساعة العاشرة صباحاً والساعة الحادية عشرة, وصاحب الدكان لا يجد حرجاً في أن يبذل لهم من فوله, بل يخرج صبارة الماء من أجل أن يطعموا ويشربوا، ولربما يطلب بعضهم في النهاية سيجارةً وكبريتاً بعد ما أفطر, وصاحب الدكان صائم, ومع ذلك يبذل هذا كله ويظن بأنه ما عليه حرج، بل إن عليه حرجاً، قال الله عز وجل: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2], فلا ينبغي لصاحب المطعم ولا لصاحب الدكان أن يعين على معصية الله, والحجة التي يقولها بعضهم بأن هناك أصحاب أعذار حجة ضعيفة، نعم هناك أصحاب أعذار لكن أصحاب الأعذار أولاً: ما يجاهرون بالإفطار ولا يغشون المطاعم، بل تجد الواحد منهم مستخفياً, يعني: المرأة الحائض والمريض يفطر وقلبه يتقطع؛ لأنه معتاد على الصيام, ولكن قدر الله عليه ألا يتمكن من الصيام, أما هؤلاء المجاهرون ففي الغالب ليسوا من أصحاب الأعذار, وكما قلت: تجد بعضهم طويلاً عريضاً وكما قيل:

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم جسم البغال وأحلام العصافير

فيا أصحاب البقالات ويا أصحاب المطاعم! اتقوا الله عز وجل ولا تأكلوا حراماً, ويا من بسط الله يدك، يا من ولاك الأمر, يا أيها الوالي يا أيها الرئيس! واجب عليك أن تقيم شرع الله عز وجل, وأن تعلي شأن شعائر الإسلام من صلاة وصيام وغير ذلك, وينبغي أن تأخذ على يد هؤلاء فتمنعهم من المجاهرة بمعصية الله عز وجل, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي معافىً إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل العمل بالليل فيستره الله، ثم يصبح يكشف ستر الله عليه يقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا), وسبحان الله! قد كنا في سنوات خلت حتى مع وجود غير المسلمين كان فتح المطاعم في النهار من المحظورات الكبار، أما الآن وقد صارت البلاد خالصة للمسلمين ما أدري بأي كتاب أم بأي سنة يسمح بمثل هذا, وأسأل الله الهداية للجميع.

حكم العمل في الضرائب

السؤال: ما حكم العمل في الضرائب هنا في السودان؟

الجواب: يا أخي الكريم! الضرائب قائمة عملت فيها أو لم تعمل, الضرائب جسم وجهاز موجود, وله نظام معمول به, ومن حق الحاكم أن يفرض شيئاً سوى الزكاة لكن بشروط:

الشرط الأول: أن يكون بالدولة حاجة حقيقية لهذا المال, يعني: ليس لها من الموارد ما يغطي النفقات الواجبة.

الشرط الثاني: أن تكون هناك عدالة في فرض هذه الضرائب, فتفرض على من يملك دفعها, فلا تفرض على المساكين وبائعات الشاي ومن كان مثلهن.

الشرط الثالث: أن تنفق هذه الضرائب في مصالح الناس, لا في شهوات الحكام, بمعنى: أنها تنفق في تعبيد الطرق, وفي إقامة الجسور, وفي شق الترع, وفي حماية الثغور, وفي غير ذلك من المصالح التي يعود نفعها على مجموع المسلمين، والتي لا يمكن الإنفاق عليها من الزكاة, يعني: لا يمكن أن نقول للدولة تأخذ من الزكاة فتعبد طريقاً أو تقيم جسراً أو تشق ترعةً مثلاً، فهذا لا يتأتى, فلذلك نقول: هذه المصالح التي يعود نفعها على جمهور الناس من حق الدولة أن تفرض مالاً سوى الزكاة بالشروط التي ذكرت, ثم بعد ذلك من عمل في ديوان الضرائب ونيته إحقاق الحق وإبطال الباطل والتخفيف على الناس, ورد المظالم فهو مأجور إن شاء الله تعالى. نعم.

المتصل: أمي متوفية, وكلما أذكرها أتصدق لها, فهل هذه الصدقة تقبل لها, أو لا تقبل لها؟

الشيخ: أبشري إن شاء الله.

المتصل: معك خالدة محمد أحمد من شندي، عندي ثلاثة أسئلة:

ابن أختي عمره ثلاث عشرة سنة، وفي رمضان الماضي صامه، لكن أفطر يوماً واحداً، ونحن نقول: أفطر، وهو لا يفطر، فأريد منك أن تعطيه النصيحة؟

السؤال الثاني: في أثناء الوضوء يدخل إلى حلقي ماء في نهار رمضان، فهل صيامي صحيح؟

السؤال الثالث: قراءة القرآن والإنسان صامت، يعني أقرأ بعيوني حتى أختم القرآن، هل قراءتي صحيحة؟

الشيخ: أبشري إن شاء الله نجيبك.

المتصل: أسأل عن التكبير في صلاة الجماعة في الركوع، أو الرفع من السجود، أو في السجود والرفع من السجود, إذا ما قلتها مع الإمام, هل على شيء؟

الشيخ: شكراً لك، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: حصل بيني وبين زوجتي خلاف، فجاء أبوها وأخذها وطلب الطلاق مع أن معي منها ولد عمره شهران، فما حكم هذا العمل؟

الشيخ: إن شاء الله أجيبك.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: نصلي التهجد في آخر الليل، ويبقى ساعة لأذان الفجر فيصلي بعض الناس إلى أن يطلع الفجر، مستدلين بقوله تعالى: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:5]، فهل عملهم صحيح؟

السؤال الثاني: استخدام الشمع، على أن الشمع يصنع من بقايا العسل؟

الصدقة عن الميت

السؤال: الأخت غالية من شرق النيل، ذكرت أن والدتها توفيت, نسأل الله أن يتغمدها برحمته، وأن يسكنها فسيح جنته، وأن يرفع درجتها في المهديين, تقول: بأنها كلما تذكرتها تبكي وتتصدق عليها، فهل تقبل الصدقة؟

الجواب: أما البكاء فما فيه حرج إن شاء الله، فهذه رحمة جعلها الله في قلوب من شاء من عباده, ( وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ), والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله لا يعذب بدمع العين, ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا ويرحم، وأشار إلى لسانه), عليه الصلاة السلام, وأما الصدقة التي تبذلينها فإنها تصل إليها إن شاء الله, وهذا بالإجماع, يعني: بإجماع المسلمين أن الصدقة تنفع الميت, سواء تسبب بها في حياته أو أقيمت له بعد وفاته.

تعويد الصبي على الصيام

الشيخ: الأخت فايزة من شندي، ذكرت أن عندها غلاماً هو ابن أختها عمره ثلاث عشرة سنة وصائم. فأقول: هذا الفتى الفتي ينبغي أن يشد على يديه، وأن يدعى له، وأن يثنى عليه، وأن يثمر عمله؛ لأنه قد أحيا السنة, فمن السنة أن يصوم الصبي, يعني: الولد الصغير والبنت الصغيرة نعودهم على الصيام كما في الصحيح عن الربيع رضي الله عنها قالت: ( فكنا نصومه ونصوم صبياننا، فإذا بكوا جعلنا لهم اللعبة من العهن حتى يكون عند الإفطار ), فلذلك الصغير إذا صام فلا نقول: لا تصم أنت صغير، وإنما نشجعه ونشد أزره ونقول له: أنت البطل، وأنت الرجل ونحو ذلك, من أجل أن ينشأ على حب الصيام والرغبة فيه, فإذا اشتد عوده وبلغ مبلغ الرجال يكون قد اعتاد الصيام.

دخول الماء إلى جوف الصائم أثناء الوضوء

الشيخ: أما بالنسبة للماء الذي يسبق في أثناء الوضوء، فينبغي للإنسان أن يحذر؛ لأن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً), يعني: الصائم لا يأخذ الماء ويستنشقه ويبالغ فيه، بل إذا كان صائماً فإنه يكتفي بالحد الأدنى, وأيضاً الصائم لا يملأ كفه ماءً ثم يحشره في فمه؛ لأنه قد يسبق إلى جوفه, وإنما يأخذ ماءً مناسباً يحصل به تحريكه في الفم ثم يمجه, ولكن من سبق الماء إلى جوفه دون تعمد فإن صومه صحيح, وقد قال ربنا جل جلاله: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ الأحزاب:5].

قراءة القرآن بالعين دون تحرك الشفتين

الشيخ: أما قراءة القرآن بالعيون فهذه ليست قراءة يا فايزة ، يعني: إنسان يفتح المصحف ثم بعد ذلك يمر عينيه هكذا دون أن يتلفظ، فهذه ليست قراءة، وإنما المطلوب في القرآن الترتيل, قال سبحانه: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4], فإذا كان الإنسان لا يريد أن يرتل, إما لأن حلقه قد تعب، أو لأنه لا يريد أن يزعج المصلين والنائمين فإنه يتلفظ، فيحرك لسانه وشفتيه, أما من بقي صامتاً يمر عينيه على المصحف فهذه ليست قراءة وإنما حديث نفس.

حكم تكبيرات الانتقال

السؤال: أخونا متوكل من الأبيض, سأل عن تكبيرات الانتقال، يعني: إذا ترك التكبير حال الركوع والتكبير عند الهوي إلى السجود, والتكبير عند الرفع من السجود وهكذا، فما حكم ذلك؟

الجواب: يا متوكل أحسن الله إليك! أركان الصلاة القولية ثلاثة: تكبيرة الإحرام, وقراءة الفاتحة وتسليمة التحليل, وما بعد ذلك من أقوال الصلاة الباقية كلها إنما هي من السنن, لذلك تكبيرات الانتقال سنن, وكذلك التسميعة والتحميدة، أي: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد, هذه كلها سنن لا يترتب عليها بطلان الصلاة, لكن الموفق يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي), ( وكان عليه الصلاة والسلام يكبر مع كل خفض ورفع ).

طلب والد الزوجة الطلاق لابنته بسبب وقوع خلاف بينها وبين زوجها

الشيخ: أخونا عوض من نهر النيل، ذكر أنه قد اختلف مع زوجته فجاء أبوها فصحبها وعنده منها ولد عمره شهران، وأبوها طلب الطلاق وقال: لا بد أن ترسل الورقة والنفقة, فأقول: أولاً أنا سمعت منك ولم أسمع منهم, وعلى كل حال، إذا اختلف الزوجان فعليهما أن يتقيا الله, ويحاولا حل الخلاف بالطرق الودية, والمخطئ يعتذر, سواء كان الزوج أو الزوجة, وأيضاً مما تعلمناه من رسولنا صلى الله عليه وسلم الإغضاء عن الهفوات, بين الزوج والزوجة إذا أخطأ أحدهما، قال عليه الصلاة والسلام: (فما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً), فالزوجة إذا أخطأ الزوج في حقها فتغابت وغفرت، فلن يزيدها ذلك إلا عزاً, وقد قيل:

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي

والحياة الزوجية ما تمضي إلا بشيء من التغابي, يعني: ليس بالضرورة أن أؤاخذ الزوجة على كل لفظة تقولها، أو كل حركة تصدر منها, وكذلك الزوجة لا ينبغي أن تحسب لزوجها بأن في يوم كذا قلت كذا وفي شهر كذا فعلت كذا, بمثل هذا تتعكر الحياة وتعود جحيماً لا يطاق, وإنما الإغضاء عن الهفوات هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم, ثم بعد ذلك إذا كان لا بد من المحاسبة والمؤاخذة فلتكن أيضاً بالطرق الشرعية وبالنقاش الهادئ والحوار الهادف.

وأقول: بأن الاعتذار هو ثقافة النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو أكرم الناس وأفضل الناس وخير الناس, فقد صعد مرة على المنبر وقال: (من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري, ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي, ولا يقولن أحد: أخشى الشحناء من رسول الله, فما هي لي بخلق), ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام لأمنا عائشة : (كنت لك كـأبي زرع لـأم زرع غير أني لا أطلقكِ), وكذلك السيدة عائشة رضي الله عنها لما ذكرت خديجة بسوء فغضب النبي عليه الصلاة والسلام وقال: (والله ما أبدلني الله خيراً منها, لقد صدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس, ورزقني الله منها الولد إذ حرمني أولاد النساء، فقالت عائشة : والله لا أعود إلى ذكرها بسوء ), فالرجل يعتذر والمرأة تعتذر. وكذلك لا ينبغي لأبيها أن يصر على الطلاق خاصةً أن بينهما ثمرة، وإنما ربنا جل جلاله ندبنا إلى الإصلاح، قال تعالى: فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10], وقال سبحانه: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114].

المتصل: أخي استشهد، فرأته جارتنا في المنام، وقال لها: إن أختي لا أشفع لها؛ لأنها تبكي عليّ كثيراً، وقال لها: عليها أن تقرأ سورة الكوثر وسورة التكاثر وسورة يس، وهذه القراءة تكون له، فهل هذا العمل صحيح؟

الشيخ: إن شاء الله نجيبك.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: الصلاة أمام الإمام يوم الجمعة، يعني: إذا ازدحم المسجد فبعض الناس يصلون أمام الإمام، فما حكم ذلك؟

السؤال الثاني: ما حكم قراءة الفاتحة جماعية بعد الصلاة؟

السؤال الثالث: أحياناً تنقل الفتوى، وتقول: قال الشيخ الفلاني، فيقال لك: هذا وهابي، فما معنى كلمة وهابي؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: اسأل يا شيخنا! عن سجود التلاوة بعد الفجر وبعد العصر؟

السؤال الثاني: هناك مسلسل يعرض في قناة إم بي سي اسمه: عمر، فيه تمثيل لسيدنا عمر وسيدنا أبي بكر و علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فما رأي الدين في هذا المسلسل؟

الشيخ: طيب. نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أسأل عن صلاة التراويح, هل ممكن أصليها فرداً؛ لأجل أني شغال في محل؟

الشيخ: أبشر. أجيبك إن شاء الله.

المتصل: هل يجوز أن الإنسان يرضع من زوجته، وهل تحرم عليه؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

استخدام النساء للشمع الأصفر المصنع من بقايا العسل

الشيخ: أخونا عوض الكريم من الجزيرة أفادنا بمعلومة يقول: بأن الشمع الأصفر الذي سألت عنه إحدى الأخوات قبل أيام بأنه يعمل من بقايا العسل, فإذا كان كذلك فما هناك وجه لتحريمه، فإنه استعمل في غرض نافع، مثل الشحم، يعني: كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: تطلى به السفن وتدبغ به الجلود ويستصبح به الناس, يعني: الشحم مثلما يجعل في القنديل قبل الكهرباء, فكذلك الآن العسل يستعمل أو بقاياه تستعمل في صناعة شمع، فنقول: لا شيء في هذا إن شاء الله.

الصلاة بعد التهجد حتى يطلع الفجر

السؤال: يقول عوض الكريم : بأنه صلاة التهجد إذا انتهت يكون قد بقي على الفجر ساعة, هل يمكن للإنسان أن يصلي؟

الجواب: نعم لا بأس, بل هذا صنيع أولي العزم, فأصحاب العزائم في العشر الأواخر, تجد الواحد منهم في المسجد الحرام أو في المسجد النبوي يصلي مع الإمام صلاة التراويح، فإذا انصرف الإمام يقوم يركع ويسجد إلى أن يأتي وقت التهجد في الساعة الواحدة أو الثانية مثلاً, فيصلي مع الناس التهجد، فإذا انصرفوا من التهجد يقوم يركع ويسجد إلى أن يطلع الفجر، يعني: هذا مقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ( كان في العشر الأواخر يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المئزر )، صلوات الله وسلامه عليه, الخلاصة يا عوض ! أنه لا مانع من أن تصلي بعد صلاة التهجد.

البكاء على الشهيد وقراءة بعض السور عليه

السؤال: الأخت من أم درمان التي ذكرت أن أخاها قد أكرمه الله بالشهادة نحسبه كذلك، وأن جارةً لها رأته في المنام وقال لها: لن أشفع في أختي؛ لأنها تكثر من البكاء عليّ، فما رأيكم في الرؤيا؟

الجواب: نقول: أولاً: الرؤيا تحتاج إلى تأويل, فالرؤى ليست في الغالب على ظواهرها, ثانياً: قضية البكاء إذا كان بدمع العين فإنه يجوز ولا مانع من ذلك, يعني: طالما أنها ما تسخطت ولا تضجرت ولا لطمت الخد ولا شقت الثياب ولا دعت بدعوى الجاهلية, فالبكاء بدمع العين لا يؤثر, وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات ولده إبراهيم وبكى لما مات حفيده، وبكى لما مات عثمان بن مظعون ، ولما مات سعد بن معاذ رضوان الله على الجميع, فالبكاء على الميت هذا من المشاعر الإنسانية التي لا يعاب عليها الإنسان رجلاً كان أو امرأة, لكن الممنوع هي النياحة، يعني: رفع الصوت بالبكاء، وما يفعله بعض الناس من أنه ينادي الميت باسمه، والندب كأن يقول: وا سيداه، وا جبلاه، وا عضداه، فهذا هو الممنوع المحظور, أما حكاية أنكِ تقرئين له بعض السور، فنقول: الشهيد ليس بحاجة إلى مثل هذا، فللشهيد عند ربه ست خصال: يغفر له بأول قطرة من دمه, ويرى مقعده من الجنة, ويأمن فتنة القبر, ويأمن الفزع الأكبر, ويزوج ثنتين وسبعين حوريةً من الحور العين, ويشفع في سبعين من أهل بيته, إن شاء الله تكونين منهم.

الصلاة أمام الإمام يوم الجمعة

السؤال: أخونا الطيب أحمد من الأبيض, سأل عن حكم الصلاة أمام الإمام يوم الجمعة إذا كان المسجد ممتلئاً؟

الجواب: لا حرج إن شاء الله, خاصةً نحن في هذه البلاد قبلتنا إلى جهة المشرق, وتكون الشمس في تلك الحال قد وقعت، يعني: ساعة صلاة الجمعة تكون الشمس قد زالت عن كبد السماء، وصارت في ناحية الغرب, فالناس لو أنهم صلوا خلف الإمام من غير مظلة، فيكون في ذلك مشقة عظيمة تذهب عنهم خشوع الصلاة, ولذلك ما عندهم حل إلا أن يجلسوا في الناحية الشرقية أمام الإمام من أجل أن يتأتى لهم استماع الخطبة ثم الصلاة بسكينة ووقار, خاصةً وأن أغلب المساجد لا تسع المصلين.

الدعاء الجماعي بعد الصلاة

الشيخ: الدعاء الجماعي بعد الصلاة ليس من السنة المواظبة عليه, لكن لو فعل أحياناً فلا بأس، كمثل لو مات واحد من أهل المسجد أو واحد مريض، أو فعلها الإمام بنية التعليم أحياناً فلا حرج, أما المواظبة عليه فلا.

معنى كلمة وهابي

الشيخ: أما من يقول لك: أنت وهابي, فالوهابية ليست مذهباً، وإنما الوهابية حركة إصلاحية قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله للنهي عن بعض البدع والمنكرات التي فشت في الجزيرة العربية في وقت من الأوقات, وإلا هو نفسه كان على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمة الله على الجميع, ومثل هذه الألقاب ينبغي للناس أن يترفعوا عنها، ودائماً نناقش الفكرة والموضوع دون تطرق إلى الأشخاص.

سجود التلاوة بعد الفجر والعصر

الشيخ: أخونا الرشيد من السعودية سأل عن سجود التلاوة بعد الفجر والعصر؟ أقول: مذهب مالك رحمه الله أن من قرأ آية السجدة بعد الفجر يسجد إلا إذا حصل الإسفار الأعلى الذي يكون قبل طلوع الشمس, ومن قرأ آية السجدة بعد العصر فإنه يسجد إلا إذا حصل الاصفرار, إذا اصطبغت الحيطان والأرض بصفرة الشمس فلا سجود.

كلام العلماء في مسلسل عمر

الشيخ: أما مسلسل عمر بن الخطاب رحمه الله ورضي عنه, فقد أجازه ثلة من أهل العلم الموثوقين، ولهم في ذلك اجتهاد مقدر، وكتبت في ذلك بحوث ونوقشت أوراق, وأوصلهم اجتهادهم إلى أن في هذا التمثيل درء مفسدة عظيمة, وكثير من الناس لا يعلم أن بعض الطوائف الآن أنتجت مسلسلات تشوه سيرة الصحابة, فبعض الطوائف التي تكره الصحابة وتمقتهم وتتعبد الله بسبهم, أنتجوا مسلسلات بالعشرات يعرضون فيها وجهة نظرهم, يشوهون تاريخ الصحابة الذين أثنى عليهم ربنا في القرآن, فنحن بين أمرين أحلاهما مر: إما أن نقول كما قال الأولون بأنه ما يجوز تجسيد الصحابة رضوان الله عليهم, وتبقى هذه المسلسلات تغزو بيوت المسلمين, والمنصفون يعلمون بأن المشهد التمثيلي يفعل ما لا تفعله مئات الخطب؛ لأن المشهد التمثيلي يستقر في العقول خاصةً عند الأطفال، وعند الذين ما قرءوا وما عرفوا العلم من مصادره الصحيحة, وإما أن نقول: بأنه ما عندنا حل إلا أن يحصل هذا التمثيل بشروط معينة وضوابط معينة ذكرت في هذه البحوث والأوراق التي قدمت.

والمقصود بأن هذا اجتهاد لا تثريب على صاحبه, وكثير من الاجتهادات فيما مضى أنكروا على أهلها وشنعوا عليهم, ثم في النهاية أخذوا بها, يعني: لما أفتى الإمام أبو العباس بن تيمية رحمه الله: بأن الحائض تطوف بالبيت إذا كانت الرفقة لا تستطيع انتظارها وقد نفد الزاد عنهم, فشنع على الإمام بسبب هذه الفتوى وقيل فيه ما قيل, والآن أخذ بها, خاصةً مع احتياج الناس إليها الآن، فالمرأة قد تحيض وما طافت طواف الإفاضة, وحيضتها عشرة أيام, وعقد السكن في مكة قد انتهى, ونفقتها قد انتهت ومحرمها أو زوجها ما يستطيع الانتظار معها؛ لأن هناك حجزاً في الطائرة ولو فوتوه لن يجدوا حجزاً إلا بعد شهر يمكن, فاضطروا الآن أن يأخذوا بهذه الفتوى التي أنكروا على صاحبها فيما مضى.

وكذلك لما أفتى رحمه الله بأن طلاق الثلاث يقع واحدةً، سجن بسبب هذه الفتوى، والآن كثير من المحاكم وكثير من المفتين يقولون بالذي قال, ومثله أيضاً قضية التصوير في التلفاز، كثير من الناس كان يرى بأن هذا إضلال للعباد وارتكاب للمحرمات، وأنه لا يجوز، (وأشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون), كانوا ينزلون هذه الأحاديث على مثل هذه الأحوال, والآن لا تجد قائلاً يقول بهذا القول.

فالمقصود بأن الذين أفتوا بجواز هذا التجسيد لشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم لهم اجتهاد مقدر, والذين يمنعون ويحرمون غيرةً على الصحابة وتوقيراً لكلام العلماء الأولين, وأخذاً بالعزيمة، فهم أيضاً فتواهم مقدرة وقولهم محترم، وما ينبغي أن يشنع بعضنا على بعض.

صلاة التراويح منفرداً

السؤال: أخونا يوسف من خشم القربة، سأل عن حكم صلاة التراويح منفرداً؟

الجواب: صلاة التراويح هي قيام الليل, وقيام الليل يجوز جماعةً ويجوز بانفراد, وقد جرت سنة المسلمين في رمضان أنهم يصلون القيام جماعةً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ليلتين أو ثلاثاً، ثم هذه السنة أحياها عمر رضي الله عنه وتتابع عليها عمل الناس, لكن من كان عنده عمل يحول بينه وبين الذهاب إلى المسجد فصلى وحده، فله الأجر إن شاء الله.

رضاع الزوج من زوجته

السؤال: أخونا محمد من كوستي يقول: واحد رضع من زوجته، يعني: سبق إلى جوفه شيء من لبنها، فهل تحرم عليه؟

الجواب: لا يترتب عليه حرمة؛ لأن رضاع الكبير لا تأثير له عند جماهير العلماء بل يكاد يكون إجماعاً, بأن الرضاعة المؤثر هو ما كان في الحولين، أما الكبير فرضاعته لا قيمة لها, لكن لا يجوز للإنسان أن يتعمد ذلك؛ لأنه انتفاع بجزء آدمي في غير محله.

المتصل: عندي عدة أسئلة: السؤال الأول: والدي كبير في السن، ويريد أن يصوم رمضان، وقد صام اليوم الأول فلما كانت الساعة العاشرة قال: يريد طعاماً، فأعطيناه فأكل وشرب، ثم واصل بقية اليوم وعقليته أحياناً تذهب وأحيانا تحضر، فأحياناً لا يستطيع التفريق بين الصباح والمساء، لكنه مصر على الصيام، فما حكم صيامه؟

السؤال الثاني: بنت أخي ترضع أصبعها وهي صائمة وعمرها سبع عشرة سنة؟

السؤال الثالث: أسأل عن صلاة التراويح، هل أصليها في البيت أو أصليها في المسجد؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أسأل عن صلاة الجمعة، كم أقل العدد الذي يصلح أن تقام فيه صلاة الجمعة؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أستفسر عن الزكاة هل يجوز أن أخرجها قبل أن يحول عليها الحول؟

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخ عبد الحي ! عندنا حلقة في رمضان في المصلى الخاص بالنساء في المسجد الخاص بنا في الحي، لكن وجدت نفسي لما أذهب إلى الحلقة لا أقرأ كثيراً، ولا أختم القرآن إلا مرة أو مرتين، لكن لما أقرأ في بيتي أختم عدة ختمات، فأيهما أفضل لي أن أحضر الحلقة أو أن أكون قاعدة في البيت؟

السؤال الثاني: عندي صدقة أريد أن أخرجها، وعندنا شيوخ بجانب المسجد يقرءون القرآن مقابل أجر، فهل أخرج الصدقة لنساء دارسات لكي أعينهم على دراساتهم وعجزهم عن الرسوم، أم أعطي الصدقة لأناس يأكلون منها طعاماً؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

صيام الشيخ الكبير فاقد الإدراك

الشيخ: بالنسبة للأخت سلمى ذكرت بأن والدها كبير في السن، ويريد أن يصوم، وفي اليوم الأول صام، وفي الساعة العاشرة طلب طعاماً. وهذا في الغالب لأن الوالد أحسن الله لنا وله الختام يكون قد حصل له شيء من ضعف الذاكرة، فمثل هذا لا يصوم, فما كلفه الله بالصوم، والشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الزمن، كلهم ينتقلون إلى الإطعام, يطعمون مسكيناً عن كل يوم؛ لأن الله قال: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184], ولكل مسكين مد من طعام, والمد من الطعام يعني: ملء الكفين المعتدلتين، وهو يعادل سبعمائة وخمسين جراماً، كيلو إلا ربع, وهذا معناه: عن الشهر كله مطلوب منه اثنان وعشرون كيلو ونصف من دقيق أو تمر، معنى ذلك أن الشوال التي فيها خمسون كيلو يجزئ عن شخصين أو يجزئ عن شهرين, يعني: عن عامين, وليس مطلوباً منه أن يصوم, وليس عليه قضاء.

وهذا نفس سؤال أخينا أسامة من رفاعة قال: إن والده كبير ولا يستطيع الصوم فنقول: يا أسامة! مطلوب منك كيلو إلا ربع عن كل يوم، وعن الشهر كله اثنان وعشرون كيلو ونصف, يعني: لو أخرجت شوالاً يجزئ عن الوالد والوالدة معاً, ويمكن أن يصنع الإنسان طعاماً ويذهب به إلى الفقراء أو إلى المساكين في المسجد مثلاً أو في غيره فتبرأ بذلك ذمته, فإذا صنع طعاماً يكفي عشرة فإنه يفعل ذلك ثلاث مرات: عشرة، ثم عشرة، ثم عشرة, أو طعاماً يكفي خمسة فعلى ست مرات, وتبرأ الذمة ويحصل أداء الواجب, والطريقة الثانية أفضل من الأولى, يعني: الإنسان لو صنع طعاماً فأطعمه للفقراء أفضل من أنه يعطيهم دقيقاً؛ لأن الدقيق يحتاج معه إلى إدام ويحتاج إلى مئونة.

حكم صيام من يرضع أصبعه حال الصيام

الشيخ: أما البنت التي ترضع أصبعها وهي صائمة, وعمرها سبع عشرة سنة, فليس في ذلك شيء، ولا يترتب على ذلك إفساد للصيام؛ لأن الأصبع ليس طعاماً ولا شراباً, فما عليها شيء إن شاء الله, لكن ينبغي أن تعالج؛ لأن هذه الظاهرة تزري بها, ولو تقدم لها خاطب فوجدها ترضع أصبعها سيذهب ولن يعود, فينبغي أن يعالج هذا الأمر, لكن من ناحية الصيام الصيام صحيح.

المفاضلة في صلاة التراويح بين المسجد والبيت للمرأة

السؤال: الأخت سلمى تقول: صلاة التراويح هل الأفضل أن تكون في البيت أو في المسجد؟

الجواب: إذا كانت المرأة تستطيع أن تمكث في بيتها وتأتي بصلاة القيام على الوجه المشروع فهو أفضل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وبيوتهن خير لهن), والمسجد قد يكون أفضل باعتبار أنها تسمع القرآن من صوت حسن، وباعتبار أنها قد تسمع موعظة ترق لها القلوب، وتذرف لها العيون.

العدد لصلاة الجمعة

الشيخ: أخونا مبارك من الثورة يقول: صلاة الجمعة أقلها عند المالكية اثنا عشر رجلاً سوى الإمام, وعند الشافعية والحنابلة أربعون رجلاً سوى الإمام, والمقصود جمع يحصل بهم الجماعة.

تقديم إخراج الزكاة قبل حولان الحول

السؤال: أسامة قال: زكاته بعد شهرين، هل يمكن يخرجها في رمضان؟

الجواب: نعم لا مانع من ذلك, فالزكاة إذا أخرجها الإنسان قبل الحول فلا مانع.

المفاضلة بين كثرة قراءة القرآن في البيت وقلته في المسجد بسبب الاشتغال بالتعليم

الشيخ: أختنا أم محمد أقول لك: انظري فيما يصلح قلبكِ, إذا كان بقاؤك في البيت وختمك القرآن مراراً خير لكِ فافعلي ذلك, وأما إذا كان ذهابك إلى الحلقة فيه نفع متعد بأن تعلمي أخواتك، وتقيمي لسانهم بالقرآن، فاذهبي إلى المسجد ولو أدى ذلك إلى أن تكون الختمات أقل, فإن العبادة المتعدي نفعها خير من العبادة القاصر نفعها.

تقديم دارسي القرآن في الصدقة على الفقراء

الشيخ: بالنسبة للصدقة على الشيوخ، ففي الغالب أنهم من أهل الصدقة، وهم أفضل من تعطى لهم الصدقة, وكذلك طلبة القرآن، ويكون لك أجران: أجر الصدقة، وأجر السداد عن هؤلاء الدارسات اللائي لا يستطعن تسديد رسوم الدراسة.

أسأل الله عز وجل أن يفقهنا ويوفقنا, وأن يسددنا ويؤيدنا، وأن يجري الخير على أيدينا وألسنتنا, وأن يجعلنا من المقبولين، وأن يتوب علينا أجمعين, وأن يجمعنا على الخير مرةً بعد مرة, إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين, اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2651 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2536 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2536 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2509 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2445 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2408 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع