ديوان الإفتاء [383]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوتي وأخواتي! هذه الليالي المباركة في العشر الأواخر من رمضان تلتمس فيها ليلة القدر، التي قال عنها ربنا: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، ومطلوب منا أن نجتهد ما وسعنا الاجتهاد، وأن نتقرب إلى الله عز وجل بالصلاة والذكر، والدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن وغير ذلك من صالح العمل؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: ( من حرم خيرها فقد حرم ).

السؤال: كيف تحيي الحائض هذه الليالي العشر؟

الجواب: الحائض ممنوعة من الصلاة، لكنها ليست ممنوعة من الاستغفار، ومن التسبيح والتكبير، والتحميد والتهليل والحوقلة، وليست ممنوعة من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست ممنوعة من قراءة القرآن، وليست ممنوعة من الدعاء بأن تقرع أبواب السماء في هذه الليالي المباركة؛ ولذلك يمكن للحائض أن تدعو وأن تستغفر، وأن تسبح وتكبر وتهلل، وأن تصلي وتسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكنها كذلك أن تقرأ القرآن، فلا حرج في هذا كله إن شاء الله.

السؤال: أنا مريضة بالكلى، وما علي صيام وأخرج عن يومي من طعامي، فما الحكم في ذلك؟

الجواب: لا حرج إن شاء الله، وهذا صواب، يعني: طالما أنك يومياً تخرجين مما تطعمين، فقد قضيت ما عليك، وأسأل الله أن يتقبل.

السؤال: هل يجوز إخراج فدية الصيام في شراء دواء لشخص مريض لا يستطيع شراء الدواء؟

الجواب: هذا يجوز على قول من يقول بأنه يمكن أن تخرج نقوداً، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله، أما جمهور العلماء فإنهم يقولون: بأن الإطعام لا بد أن يكون طعاماً، يعني: إما أن يكون قمحاً أو تمراً، أو ما يقوم مقامهما.

السؤال: أعاني من التهاب في المريء، ونصحني الطبيب المعالج بعدم الصوم، ولكن عند عرض نتائج الفحوصات على طبيب آخر، قال لي: إن حالتك لا تتعارض مع الصوم، ويجب عليك أن تصومي فماذا أفعل؟

الجوب: انظري في حالتك إذا كنت مطيقة للصيام فصومي على بركة الله، خاصة، وأن هذا الشعور الذي عندك قد عضده قول الطبيب الآخر.

السؤال: أنا أفطرت ثاني يوم في رمضان بأذان قناة فضائية، وبعد ثلاث دقائق أذن مؤذن الحي، فما حكم الدين؟

الجواب: الصوم صحيح إن شاء الله، وربما يكون أذان مسجد الحي متأخراً.

السؤال: المؤذن لا يقول: تسحروا بعد الأذان الأول، فقلنا له، لماذا لا تقول: تسحروا؟ فقال لنا: إنها بدعة، نريد توضيحاً لذلك؟

الجواب: هي ليست سنة، وما يمكن أيضاً أن توصف بأنها بدعة، لكن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقتصر على الأذان، كان بلال رضي الله عنه يؤذن الأذان الأول الذي يكون بالليل، ثم يؤذن ابن أم مكتوم الأذان الثاني، ( وكان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت ).

السؤال: أمنع أخواتي من الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، فما الحكم؟

الجواب: ما ينبغي لك منعهن، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات )، فالمرأة تخرج إلى الصلاة، سواء كانت مفروضة أو تطوعية، كما كان النساء على أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان النساء يشهدن صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن، ما يعرفن من الغلس )، أي: من الظلام، وقالت أم حارثة رضي الله عنها: ( ما أخذت سورة (ق) إلا من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها على المنبر يوم الجمعة ) ولذلك أقول: ينبغي للإنسان أن يشجع أخواته وبناته على الذهاب إلى المسجد، لكن ذهاب النساء إلى المسجد مشروط بشروط خمسة:

أولاً: خروجها ابتغاء وجه الله عز وجل، فلا تخرج إلى المسجد رياءً ولا سمعة.

ثانياً: أن تخرج إلى المسجد تفلةً، أي: غير مزينة ولا مطيبة ولا معطرة.

ثالثاً: أن تخرج إلى المسجد في الثياب السابغة الساترة، غير المزينة ولا المزركشة.

رابعاً: ألا تؤذي الناس في المسجد، بمعنى أنها لا تتكلم، سمعنا أن بعض النساء يتكلمن في أثناء خطبة الجمعة، وكذلك بعض النساء لا ينتظمن في صلاة التراويح، بل يجلسن في ونسة وفي كلام، وهذا فيه أذية للمصلين.

خامساً: لا بد من الاستئذان، ولا ينبغي لمن استأذن أن يمنع، إذا تحققت هذه الشروط.

السؤال: ما حكم صيام من زنى في ليلة رمضان، هل كل أيام رمضان باطلة؟

الجواب: هو مرتكب كبيرة، ومحتقب وزراً عظيماً، وقد انتهك حرمة الشهر، ووقع في أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وقتل النفس، ولكن ليست كل أيام رمضان باطلة، له أجر ما صام وعليه وزر هذه الجريمة القبيحة، التي اقترفها في ليل رمضان، ومطلوب منه أن يتوب إلى الله عز وجل توبةً نصوحاً، وأن يقلع عن هذا الذنب، ويستغفر مما مضى، ويكثر من العمل الصالح.

السؤال: من أفطر لعذر، هل يستحب له قيام رمضان؟

الجواب: نعم؛ لأن القيام عبادة مستقلة، والصيام عبادة مستقلة، ومن عجز عن إحدى العبادتين، وقدر على الأخرى، فإنه ينبغي أن يأتي بما قدر عليه، ويعفو الله عز وجل عما عجز عنه.

السؤال: أنا لقيت شخصاً محتاجاً مالاً للتعليم، فأعطيته زكاة الفطر، فهل تقبل؟

الجواب: إن شاء الله تقبل؛ لأن الإغناء مطلوب في زماننا هذا، في مصاريف التعليم، ومصاريف الكهرباء، ومصاريف المياه، وغير ذلك من ضرورات الحياة وحاجياتها.