أرشيف المقالات

البر بمعناه الواسع - محمد سيد حسين عبد الواحد

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
البر بمعناه الواسع:
أما البر بمعناه الواسع فمعناه أن تتوسع في فعل الخير ما استطعت إلي ذلك سبيلا..

أطعم الطعام صل الأرحام ألن الكلام صل بالليل والناس نيام كن صادقا فالصدق يهدي إلي البر والبر يهدي إلي الجنة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام كن أمينا كن ورعا كن عفيفا أحب للناس ما تحب لنفسك وبخلق حسن خالق الناس...
فذلك البر كما وصفه الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام
« «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ » »
حتي تصبح أحد البررة لا تدع بابا من أبواب المعروف إلا وتضرب لك فيه بسهم لن تدخل الجنة إلا بهذا لن تنال رضا الله إلا بهذا لن تنال الثواب الأكبر إلا بهذا ( { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} )
ورد عند تفسير هذه الآية أن صعصعة بن معاوية سأل أبا ذر رضي الله عنه فقال «يا أبا ذر حدثني عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده» )
«قال صعصعة فقلت وكيف ذلك ؟؟ فقال أبو ذر إن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت بقرا فبقرتين .
وذلك قول الله»
( { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } )
وفي سيرة عبد الله بن عمر أنه كان يشتري السكر ثم به يتصدق فإذا سئل قال لأن ربي قال ( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ) ويعلم الله أني أحب السكر .
البر أيها المؤمنون عقيدة ..
البر يشمل عقيدتنا من الألف إلي الياء..
( {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } )
ثم إن البر يدخل فيما بين الناس من معاملات ثم يدخل البر في أصول العبادات والطاعات ( {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } )
هذه الآية من الآيات الطوال في سورة البقرة ..
هي تقول إن للبر رافدين الرافد الأول بينك وبين الله والرافد الثاني بينك وبين الناس ومن كان بينه وبين الله إحسان وبينه وبين الناس إحسان أدخل الجنة وزحزح عن النار قال النبي عليه الصلاة والسلام ( «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْتِى إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ » )
( {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } ) من دلالات هذه الآية ومن أسرارها بيان أن العبادة إذا اكتفينا بأدائها أداء شكليا باتت هذه العبادة لا تقدم ولا تؤخر بل ولا تقبل أساسا ( {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ } )
بعض الآيات في القرآن الكريم جاءت تقول ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } ) وجاءت آية أخري تقول ( {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } ) وجاءت آية أخري تقول ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ } ) هذا معناه أن الإيمان الذي أنتم عليه الآن لا يكفي لا يحملكم حملا مقبولا علي طاعة الله فآمنوا إيمانا ينجيكم فآمنوا إيمانا يترجم إلي التزام إلي استقامه إلي وقوف عند حدود الله..
( {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} )
يتبع..
التعاون علي البر.

شارك الخبر

المرئيات-١