أرشيف المقالات

(3) وفاة داود عليه السلام - قصة داود عليه السلام

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
ورد في قصة آدم أنه استقَلَّ عُمُرَ داود فوهبه من عمره أربعين سنة، فكان عمر داود مائة سنة، وورد أن داود كان فيه غيرة شديدة على حريمه، فكان إذا خرج أغلق الأبواب فلم يدخل أحد على أهله حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟ والله لتفضحن بداود، فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ فقال: أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا أمنع من الحج َّاب، فقال داود: أنت والله إذًا ملك الموت ، مرحبًا بأمر الله، ثم مكث حتى قبضت روحه، فلما غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت عليه الشمس - وكان القيظ شديدًا - فقال سليمان للطير: أظلي على داود فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض - وقيل:
كتمت من شدة تلاصقها الريح، فضاقت أنفاس الناس - فقال سليمان للطير: اقبضي جناحًا، قال أبو هريرة راوي الحديث:
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يرينا كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله بيده، وغلبت عليه يومئذ المضرحية - أي: غلبت على التظليل الصقور الطوال الأجنحة، وهي التي تسمى المضرحية.
 
وقيل: مات داود فجأة، وهذا لا ينافي ما ورد آنفًا، حيث قبض روحه وسط الدار من غير سابق إنذار ولا مرض، وروى أبو الدرداء: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد قبض داود من بين أصحابه ما فتنوا ولا بدلوا» ، أقول: لأن سليمان ابنه حكم بعده مباشرة على منهج أبيه، وكان أيضًا قويًّا مؤيدًا.
_____________________________________________
الكتاب: د.
محمد منير الجنباز

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢