خطب ومحاضرات
ديوان الإفتاء [271]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء، أسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة مباركة. ومع أولى اتصالاتنا.
المتصل: فضيلة الشيخ! نريد أن نتأكد من صحة هذين الحديثين:
الحديث الأول: ( لا يدخل الجنة من كان جاره جيعان وهو شبعان وهو يعلم ذلك ).
الشيخ: خيراً إن شاء الله سوف تسمع الإجابة.
المتصل: فضيلة الشيخ! عندي ثلاثة أسئلة:
السؤال الأول: نريد أن نعرف من هو الجار؟ هل هو الذي منزله ملاصق لمنزلي، أو هو الجار الذي في الحي كله؟ حتى نقوم بحق الجار ونحافظ عليه.
السؤال الثاني: قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1]، نريد أن نعرف ما المراد بالأرحام في الآية؟
السؤال الثالث: قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]، نريد أن نعرف شيئاً عن رقيب وعتيد وكيف يكتبان الحسنات والسيئات؟
الشيخ: طيب، سأجيبك بإذن الله.
المتصل: أسأل يا شيخ! عن الوسوسة في الصلاة؛ مثلاً الواحد منا عندما يصلي فإنه يذهب بفكره يمنة ويسرة في الصلاة، فكيف يتخلص المرء من هذه الوساوس؟
الشيخ: طيب, سأجيبك إن شاء الله.
المتصل: عندنا مجموعة من القطط في المنزل والحي، والقطط هذه تسبب لنا مشاكل كثيرة، وما لقينا أحداً يضربها ويقضي عليها حتى يخلصنا منها, فنريد أن نعرف ما حكم قتلها بالصبغة أو السم هل يجوز أو لا يجوز؟
الشيخ: سأجيبك إن شاء الله.
المتصل: يا شيخ! لدي ثلاثة أسئلة أريد طرحها عليكم:
السؤال الأول: هناك آيات كثيرة وردت في الظلم، ومنها قول الله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ [الأنعام:144]، ومنها قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ [البقرة:114], هل هناك ترتيب لمن هو الأظلم في الآيتين أمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، أو من افترى على الله كذباً؟
السؤال الثاني: ما تفسير قوله تعالى في سورة الإسراء: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:15]، وقول الله تعالى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60]؟
السؤال الثالث: نحن نعيش في بلد في السودان يكثر فيه اللصوص والسرقات وما إلى ذلك, وهناك من يأخذون البهائم فيلاحقهم الناس وتحدث مشاكل ودماء وموت كثير من الجانبين؛ فمثلاً عند أهل البهائم بيوت، واللصوص لديهم بيوت معروفة فيهجم بعضهم على بعض ويقتتلون، فهل الناس الذين يقتلون لأجل البهائم شهداء؟ وما حكم هؤلاء اللصوص إذا قتلوهم؟
الشيخ: هذه أسئلة متعددة، نبدأ بأسئلة أخينا الحاج من الخرطوم، فقد سأل عن حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن آيتين.
أما الحديثان: فقال: هناك حديث بهذا اللفظ: ( لا يدخل الجنة من كان شبعان وجاره جائع )؟ نقول: لا يوجد حديث بهذا اللفظ, وإنما الحديث الصحيح: ( ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم )، وليس المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا) نفي الإيمان وإخراج الشخص المتصف بهذه الصفة من زمرة أهل الإسلام، وإنما المقصود تبشيع عمله، وتعظيم فعله، وأنه ليس من المؤمنين الكمل المقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم, فمجتمع المؤمنين مجتمع واحد كما قال عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ).
الشيخ: الحديث الآخر قال: بأن جنازة جيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( صلوا على هذه المرأة وهي في النار؛ لأنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها )، فنقول: الحديث ليس بهذا اللفظ، وإنما ( ذكروا امرأة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكروا من صلاتها وصيامها، ثم ذكروا أنها تؤذي جيرانها فقال: هي في النار )؛ لأن الإسلام كل لا يتجزأ، فلا يمكن لإنسان أن يبالغ في شعائر التعبد صلاةً وصياماً, ثم بعد ذلك يسيء إلى الناس ويغلظ عليهم ويسوق الضر إليهم ويزعم أنه مؤمن، بل كما قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه )، وأخبر صلوات ربي وسلامه عليه ( أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).
فخلاصة القول أن الحديثين واردان بهذه الصيغة التي ذكرتها لك يا أخانا! وكلاهما حديث صحيح.
الشيخ: أما السؤال عن الجار من هو وما ضابطه فقد أجاب عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ألا إن أربعين جاراً جار )، يعني: ليس كما يجري على ألسنة الناس بأن الجيران سبعة، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بسابع جار، كلا، هذا غير صحيح بل أوصى بأربعين جاراً فقال: ( ألا إن أربعين جاراً جار )، يعني: في كل ناحية تحصي أربعين.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )، وفي القرآن الكريم قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:36].
الشيخ: أما تفسير قول ربنا جل جلاله: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ [النساء:1], أو تَسَّاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1]، فمعنى الآية: اتقوا الله أن تعصوه، واتقوا الأرحام أن تقطعوها، والمراد بالأرحام: هم قراباتك جميعاً من جهة أبيك ومن جهة أمك، فيدخل في ذلك الآباء والأمهات وإن علوا، والأبناء والبنات وإن سفلوا، ويدخل في ذلك الإخوان والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، ومن تناسل منهم، فهؤلاء جميعاً أرحام, صلتهم واجبة وقطيعتهم محرمة، وبعضهم يتفاوت حقه في الصلة من بعض.
الشيخ: أما السؤال عن تفسير قوله جل جلاله: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]، فهذه الآية بين فيها ربنا جل جلاله أننا محاسبون عما تلفظ به ألسنتنا، وعما تتكلم به أفواهنا، وأن كل كلام يخرج منك يا ابن آدم إما لك أول عليك.
ورقيب وعتيد وصفان للملكين اللذين يحصيان هذه الأقوال والأعمال، رقيب أي: مراقب، وعتيد أي: حاضر، وليسا اسمين للملكين.
أما كيف يكتبان الحسنات والسيئات فما كلفنا الله بمعرفة ذلك، والمهم الذي كلفنا الله به أن نحفظ ألسنتنا، وألا نتكلم إلا بما رجحت مصلحته وبانت فائدته من ذكر الله، وتلاوة القرآن، وتعليم العلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإفشاء السلام وغيرها، وقال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة:83]، وقال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الإسراء:53]، ونحو ذلك من الكلام الطيب الذي يسرك أن تراه في صحيفتك يوم القيامة.
الشيخ: أما الأخ الذي شكا من حديث النفس الذي يكون في الصلاة، وذلك بأن الإنسان يكون في صلاته فتأتيه الأفكار ويقول: أنا بعد الصلاة سأخرج وأشتري كذا وكذا، وأفعل كذا وكذا، فهذا حديث نفس لا يحاسب الله به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عفا لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تفعل )، ولكن المطلوب من الإنسان أن يقبل على صلاته بكليته، وأن يتدبر الآيات التي يقرؤها أو يسمعها، وأن يكون خاشعاً في صلاته.
الشيخ: القطط التي تسبب المشاكل للناس يجوز قتلها بأي وسيلة تُسْرع في إزهاق الروح من غير تعذيب ولا استعمال للنار، فلا يجوز حرقها بالنار؛ إذ ( لا يعذب بالنار إلا رب النار ), ولكن يجوز لكم قتلها بالصبغة أو السم، أو بغير ذلك مما يسرع في إزهاق روحها ولا يعذبها، ولا يجوز حبسها حتى تموت جوعاً وعطشاً، ( فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القتل صبراً ), أي: حبساً؛ وذلك بأن يحبس كائناً حياً حتى يموت جوعاً وعطشاً فهذا حرام لا يجوز، أما قتلها بالصبغة، أو بالعيار الناري، أو بغير ذلك مما يزهق روحها سريعاً فلا حرج في ذلك؛ لأن المتعدي أو الصائل لا بد أن يكفى شره، وأن يقطع أذاه.
الشيخ: هنا سؤال أعجبني ويدل على حسن نظر في القرآن من صاحبه، يقول بأن هناك آيات فيها استفهام مثل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ [البقرة:114]، وآية أخرى تقول: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ [الأعراف:37]، وآية ثالثة تقول: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الصف:7]، فهل هناك ترتيب بين هؤلاء الظالمين المانعين للمساجد أن يذكر فيها اسم الله, والمفترين على الله الكذب, المكذبين بآياته، وغير ذلك؟
فنقول: أئمة التفسير رحمهم الله قالوا: بأن الاستفهام هنا مراد به النفي، فيكون المعنى لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، ولا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته، ولا أحد أظلم ممن افترى على الكذب وهو يدعى إلى الإسلام، قالوا: والنفي هنا باعتبار كل نوع من أنواع هؤلاء الظالمين، أي: لا أحد من المانعين أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الكذب وهو يدعى إلى الإسلام. فالمقصود هنا: أن كل نوع بحسبه، والظلم متفاوت بين هؤلاء وهؤلاء.
ونعود إلى الاتصالات والأسئلة.
المتصل: لدي ثلاثة أسئلة يا شيخ!
السؤال الأول: ما الفرق بين أنصار السنة، وأهل السنة، والشيعة؟ نريد أن نعرف الفرق بين هذه المصطلحات وماذا تعني؟
السؤال الثاني: ما المقصود بالصابئ أو الصابئين؟
السؤال الثالث: ما تفسير قوله تعالى: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [التوبة:19] ؟
الشيخ: طيب سنجيبك لاحقاً إن شاء الله.
المتصل: حصل خلاف بين إمام المسجد ولجنة المسجد, والإمام هذا حافظ لكتاب الله ويصلي بنا الصلوات, ولكن أحد أفراد هذه اللجنة اعترض على الإمام وقال له: يا أخي! هناك سور معينة من المفروض ألا تقرأها في الصلاة, فالذي حدث أن هذا الإمام طردوه بعد ذلك من المسجد، وصادف أن وجدت الشخص صاحب اللجنة في مسجد آخر فصلى بنا، لكني عندما سمعت أنه قال للإمام الأول: لا تقرأ بعض السور والآيات، كرهت أني أصلي وراءه, فأريد أن أعرف حكم صلاتي بعده؟
الشيخ: ما هي السور والآيات التي قال له: لا تقرأها في الصلاة يا أبا ذر !؟
المتصل: قال له: سورة النجم والإنسان, لا تقرأها في الصلاة بنا.
الشيخ: هل منعه من القراءة بها في صلاة الصبح يوم الجمعة؟
المتصل: لم يحدد، لكنه قال له فقط: هذه لا تقرأها, فأنا أريد أن أعرف صلاتي خلف هذا الرجل ما حكمها، فقد صلى بنا الظهر فكرهت أن أصلي وراءه؟
الشيخ: خيراً إن شاء الله ستسمع الإجابة لاحقاً بإذن الله.
المتصل: كنا نتلو القرآن ذات مرة في رمضان بعد صلاة العصر, فقرأ واحد منا آية فيها سجدة, فقال له شيخنا: يا أخي! ليس هناك سجدة بعد صلاة العصر, فنريد أن نعرف حكم سجود التلاوة بعد صلاة العصر؟
الشيخ: طيب سنجيبك إن شاء الله.
المتصل: لدي سؤال حول الدعاء بعد الصلاة, فقد سمعت من العلماء أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا بعد الصلاة دعاء جماعياً, فما حكم الدعاء بعد الصلاة؟
الشيخ: بالنسبة لأسئلة أخينا عامر فقد سأل عن قول ربنا جل جلاله: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:15]، فهذه الآية معناها واضح بأن الله عز وجل لا يؤاخذ العباد إلا بعدما يقيم عليهم الحجة، والحجة تكون بإرسال الرسول الذي يقوم بواجب البلاغ المبين، كما قال سبحانه: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:163-165]، وقال سبحانه: وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى [طه:133-134], فالله جل جلاله من أجل أن يقطع حجة الناس فإنه بعث إليهم الرسل وأوحى إليهم وأمرهم ونهاهم، وقام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بإبلاغ البشر رسالة ربهم جل جلاله, ثم بعد ذلك انقسم الناس بحسب استجابتهم وإعراضهم إلى فريقين, قال الله تعالى: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7].
الشيخ: أما تفسير قول ربنا جل جلاله: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60]، فقد وردت في سورة الإسراء في قوله: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا [الإسراء:60].
قال بعض أهل التفسير: الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم، وقد كانت فتنة لأولئك الكفار الفجار من أمثال أبي جهل اللئيم الذي كان يقول لقومه: إن محمداً يتوعدكم بالزقوم أتدرون ما هو؟ إنه تمر يثرب بالزبد أتزقمه تزقماً، فقال الله عز وجل: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [الدخان:43-46]، فهذه هي الشجرة الملعونة في القرآن, والله أعلم.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
ديوان الإفتاء [485] | 2824 استماع |
ديوان الإفتاء [377] | 2651 استماع |
ديوان الإفتاء [263] | 2536 استماع |
ديوان الإفتاء [277] | 2536 استماع |
ديوان الإفتاء [767] | 2509 استماع |
ديوان الإفتاء [242] | 2477 استماع |
ديوان الإفتاء [519] | 2466 استماع |
ديوان الإفتاء [332] | 2445 استماع |
ديوان الإفتاء [550] | 2408 استماع |
ديوان الإفتاء [303] | 2407 استماع |