شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الثامن)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لعلنا تكلمنا في الدرس الماضي عن طائفة الخوارج وموقفهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسنتكلم عن طائفة تدعي محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم، وقد وصلت بهم إلى مرتبة الألوهية والربوبية، وجعلتهم في منازل الأنبياء ومن لم يكن من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم لا يعتبرون به ولا ينظرون إليه، ولهذا انطلقت إلسنتهم في الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم بالطعن والقدح والنقد، ويقولون: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا بعده، ولم يبق منهم على الإسلام إلا عدد يسير .. أهل بدر ، وأهل بيعة الرضوان، وكذلك المهاجرون والأنصار كلهم تحولوا عن دين الإسلام وانحرفوا، ولم يبق إلا سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، وعمار ، وحذيفة ، وأبو الهيثم ، وسهل بن حنيف ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيوب ، وعدد يسير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويدل على ذلك ما رواه الكليني بسنده إلى أبي جعفر أنه قال: ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة: المقداد وسلمان وأبو ذر .

وروى الكليني عن عبد الرحمن بن القصير قال: قلت لـأبي جعفر : إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، يقصد أهل السنة يفزعون إذا قيل: إن الصحابة ارتدوا فقال: يا عبد الرحمن ! إن الناس عادوا بعدما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، أي: سعد بن عبادة رضي الله عنه وأرضاه وإذا بالنتيجة حصلت أنهم أعادوا مجد الجاهلية كما كانت من قبل، وغيرها من الأمور التي اتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالارتداد، ولا شك أنهم في هذا قد خالفوا آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [التوبة:100] الله يعدهم بجنات عدن وهؤلاء لا يعدونهم إلا بنارٍ خالدين فيها.

وكذلك في قوله تعالى: لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:88-89] وهذا لا شك أنه من ثناء الله تعالى عليهم.

ويقول شرف الدين الموسوي في كلام طويل حول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول وهم عظماؤهم وعلماؤهم، قال: وفيهم البغاة، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، قال: فنحن نحتج بعدولهم، ونتولاهم في الدنيا والآخرة، وأما ما عداهم فلا نقبل منه.

ويقول: إن العدالة في الصحابة لم يدل عليها دليل لا من كتاب ولا من سنة، ولو تدبرنا القرآن الكريم لوجدناه مشحوناً بذكر المنافقين، ويكون هؤلاء المنافقين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن كلامهم هذا قبيح.

ومما اتهموا به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم حرفوا القرآن، وأسقطوا منه كلمات وآيات، وتزعم هذه الطائفة التي تدعي محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة أضعاف القرآن الموجود بين أيدينا قد حرفه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن الصحيح هو الذي كان موجوداً عند علي بن أبي طالب ، والآن هو محفوظ عند الإمام الغائب في السرداب الذي ينتظر متى يخرج فيخرج لنا القرآن الذي لم يكن موجوداً بين أيدي الناس.

وذكروا أن القرآن نزل على سبعة عشر ألف آية -وهذا موجود في كتاب الكليني - والقرآن الذي بين أيدينا هو قريب من ستة آلاف آية، فبناءً عليه حرف الصحابة فيه، ولهذا قالوا: إن سورة (لم يكن) ورد فيها أسماء سبعين من رجالات قريش حذفها الصحابة كلها، وكانت تفضحهم وتسمى الفاضحة عندهم.. إلى غير ذلك.

والعجب من هذه الطائفة أن كل آية وردت في المنافقين، وفي أهل المعاصي، وفي أهل الفجور .. وغير ذلك كلها تنطبق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل آية وردت في أهل الجنة، وفي أهل الإيمان والصلاح ربطت بـعلي وآل بيته فقط، وأما سائر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فليس لهم حظ في القرآن أبداً.

ومن الأمثلة: روى الكليني في كتابه الكافي ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله وهو جعفر الصادق، قال: إن عندنا لمصحف فاطمة ، وما يدريك ما مصحف فاطمة ؟ قلت له: وما مصحف فاطمة ؟ قال: مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما في قرآنكم الذي بين أيديكم حرف واحد منه، قلت: والله هذا العلم، أي: فقدنا العلم كله إن لم يكن بين أيدينا هذا المصحف، وإن الذي بين أيدينا شيء محرف وقد غُير وبُدّل.

ومنها: ما ورد عن جابر ، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.

ومنها كذلك آثار كثيرة تبين أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم قد غيروا هذا المصحف، بل ألف أحد أئمتهم كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب ) وهو كتاب طبع في إيران ، وإن كانت نسخه لا يريدون بقاءها مخافة أن يتهموا بذلك، ويرون أن القول الراجح عندهم أن القرآن ليس بمحرف، ولكن هذا غير صحيح، بل رجح ذلك جمع منهم، بل في كتاب الكليني إذا أردت أن تعرف هذه الطائفة فانظر له في وضوئه؛ لأن عندهم قول الله تعالى عندنا: وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6] عندهم: ( وأيديكم من المرافق ) فتجده يبدأ بالغسل من أعلى ولا يبدأ من أسفل، وهذا موجود في كتاب الكليني لا أحد يستطيع أن ينكره، ولو قالوا بتحريفه فهذه نصوص سواء كان التحريف لآيات أو لسور، أو كان التحريف لحروف القرآن وما دلت عليه فهذا جزء نسميه من التحريف.

موقف طه حسين من الصحابة

من الذين قدحوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الكتاب المعاصرين ممن تأثروا بالمستشرقين، وكان من أكبرهم أعمى البصر والبصيرة: طه حسين ، فإنه تعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح واللمز والتهكم، وقام عدد من العلماء بالرد عليه وبيان بطلان ما ذهب إليه، وكان يقول من ضمن كلامه: كان معروفاً أن عائشة رضي الله عنها لا تحب علي بن أبي طالب ولا تهواه، بل كان معروفاً أنها كانت تجد عليه موجدة عظيمة بسبب قصة الإفك، قال: وكانت تنكر على علي بن أبي طالب في أمرين:

الأمر الأول: لما كان لـعلي من الخيرية رضي الله عنه وأرضاه، والسبب: أنه تزوج فاطمة ، وفاطمة أنجبت ذرية، قال: فإن عائشة حقدت على فاطمة؛ لأنها كانت سبباً لنسل الذرية الطاهرة وهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لم تنجب أولاداً، فحسدتها في نفسها.

وهذا كلام باطل لا يقوله عاقل إطلاقاً.

الأمر الثاني: أن علي بن أبي طالب تزوج أسماء الخثعمية بعد وفاة فاطمة ، وأسماء الخثعمية هي أم محمد بن أبي بكر الذي نشأ في حجر علي ، فكانت عائشة تجد عليه في نفسها.

وهذا الكلام لا شك أنه باطل.

فإن طه حسين ممن تربوا على أيدي المستشرقين تربية كاملة، وحتى تخرجوا تلاميذ خبثاء.

موقف جرجي زيدان من الصحابة

وكذلك ممن قدح في الصحابة: جرجي زيدان وغيره، وإن كان جرجي زيدان لا يعتبر، فقد قيل: إنه نصراني وقد لمز أبا هريرة وسعد بن أبي وقاص وشتم معاوية بن أبي سفيان وأوغل في عرض سيف الله المسلول خالد بن الوليد وتهكم عليه.

موقف أحمد أمين من الصحابة

وممن اتهم الصحابة رجل اسمه: أحمد أمين ، وله كتب في الأدب: فجر الإسلام ، وضحى الإسلام ، وظهر الإسلام ، وهي مشهورة ومتداولة.

وقد قدح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أن الأولى بالخلافة هو علي بن أبي طالب ، لكنه لم يستطع أن يقف في وجوههم؛ نظراً لأن أبا بكر وعمر قد أقاما العدل وأنصفا من أنفسهما، ولم يرجعوها جاهلية قبلية، وإنما لما ولي عثمان رضي الله عنه وأرضاه لم يرتض علي بن أبي طالب بولاية عثمان ؛ نظراً لأنه أعاد مجد بني أمية، وهذا كلام باطل لا يعتمد عليه.

موقف أبي رية من الصحابة

وممن انتقد الصحابة، ونقده لاذع، ولعله ركز على أبي هريرة رضي الله عنه المدعوة: أبو رية، وقد اتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتهامات باطلة، وقد قام بالرد عليه جمع من العلماء، فممن رد عليه يوسف السباعي في كتابه: السنة ومكانتها في التشريع ، ومنهم كذلك شيخنا: حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله في كتابه: الرد القويم على المجرم الأثيم .

وقد كان نقده على أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يكذب لصالح معاوية رضي الله عنه وأرضاه، فقال من كلامه: ولم يكن ما قدمه أبو هريرة لـمعاوية جهاداً بسيفه أو بماله، وإنما كان جهاده بأحاديث ينشرها بين المسلمين يخذل بها أنصار علي ويطعن فيها عليه، ويجعل الناس يتبرءون من علي بن أبي طالب ، وكان يشيد بفضائل معاوية وبدولته.

وهذا الكلام لا شك أنه باطل، بل إن أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه كان من أكثر الصحابة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، والقدح في أبي هريرة قدح في سنة محمد صلى الله عليه وسلم.

موقف عبد المنعم ماجد من الصحابة

ومن هؤلاء كذلك رجل اسمه: عبد المنعم ماجد ، وله كتاب اسمه: التاريخ السياسي للدولة العربية ، وقد انتقد فيه أبا بكر الصديق، وانتقد العرب كذلك على وجه العموم، ولعل نقده للعرب نقداً لهذا الدين ونقداً للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وذكر خلافة عثمان ، وكذلك ذكر عائشة لامزاً لها وناقداً عليها.

موقف محمد الخضري من الصحابة

ومنهم كذلك رجل مشهور وله كتابات في التاريخ اسمه: محمد الخضري ، وله محاضرات في التاريخ، وفد طعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعناً عجيباً، ولعله ممن طعن في علي بن أبي طالب والحسن وطلحة والزبير وأبي ذر وعبد الله بن الزبير، وكان جل انتقاده في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بضعف الرأي والطيش وعدم التثبت، والشح والكبر والتعاظم على جميع الصحابة حتى على أشياخهم رضي الله عنهم وأرضاهم، وقال في الحسين بن علي رضي الله عنه: رمي بقلة مشورته وعدم معرفته، فقد أشار عليه الصحابة وضرب بآرائهم عرض الحائط، ولم يقبل منهم إطلاقاً وأخذ برأي نفسه.

وهذا الكلام لا شك أنه من اللمز في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا فيما يتعلق بالذين انتقدوا الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولمزوهم وتعرضوا لهم.

من الذين قدحوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الكتاب المعاصرين ممن تأثروا بالمستشرقين، وكان من أكبرهم أعمى البصر والبصيرة: طه حسين ، فإنه تعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح واللمز والتهكم، وقام عدد من العلماء بالرد عليه وبيان بطلان ما ذهب إليه، وكان يقول من ضمن كلامه: كان معروفاً أن عائشة رضي الله عنها لا تحب علي بن أبي طالب ولا تهواه، بل كان معروفاً أنها كانت تجد عليه موجدة عظيمة بسبب قصة الإفك، قال: وكانت تنكر على علي بن أبي طالب في أمرين:

الأمر الأول: لما كان لـعلي من الخيرية رضي الله عنه وأرضاه، والسبب: أنه تزوج فاطمة ، وفاطمة أنجبت ذرية، قال: فإن عائشة حقدت على فاطمة؛ لأنها كانت سبباً لنسل الذرية الطاهرة وهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لم تنجب أولاداً، فحسدتها في نفسها.

وهذا كلام باطل لا يقوله عاقل إطلاقاً.

الأمر الثاني: أن علي بن أبي طالب تزوج أسماء الخثعمية بعد وفاة فاطمة ، وأسماء الخثعمية هي أم محمد بن أبي بكر الذي نشأ في حجر علي ، فكانت عائشة تجد عليه في نفسها.

وهذا الكلام لا شك أنه باطل.

فإن طه حسين ممن تربوا على أيدي المستشرقين تربية كاملة، وحتى تخرجوا تلاميذ خبثاء.

وكذلك ممن قدح في الصحابة: جرجي زيدان وغيره، وإن كان جرجي زيدان لا يعتبر، فقد قيل: إنه نصراني وقد لمز أبا هريرة وسعد بن أبي وقاص وشتم معاوية بن أبي سفيان وأوغل في عرض سيف الله المسلول خالد بن الوليد وتهكم عليه.

وممن اتهم الصحابة رجل اسمه: أحمد أمين ، وله كتب في الأدب: فجر الإسلام ، وضحى الإسلام ، وظهر الإسلام ، وهي مشهورة ومتداولة.

وقد قدح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أن الأولى بالخلافة هو علي بن أبي طالب ، لكنه لم يستطع أن يقف في وجوههم؛ نظراً لأن أبا بكر وعمر قد أقاما العدل وأنصفا من أنفسهما، ولم يرجعوها جاهلية قبلية، وإنما لما ولي عثمان رضي الله عنه وأرضاه لم يرتض علي بن أبي طالب بولاية عثمان ؛ نظراً لأنه أعاد مجد بني أمية، وهذا كلام باطل لا يعتمد عليه.

وممن انتقد الصحابة، ونقده لاذع، ولعله ركز على أبي هريرة رضي الله عنه المدعوة: أبو رية، وقد اتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتهامات باطلة، وقد قام بالرد عليه جمع من العلماء، فممن رد عليه يوسف السباعي في كتابه: السنة ومكانتها في التشريع ، ومنهم كذلك شيخنا: حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله في كتابه: الرد القويم على المجرم الأثيم .

وقد كان نقده على أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يكذب لصالح معاوية رضي الله عنه وأرضاه، فقال من كلامه: ولم يكن ما قدمه أبو هريرة لـمعاوية جهاداً بسيفه أو بماله، وإنما كان جهاده بأحاديث ينشرها بين المسلمين يخذل بها أنصار علي ويطعن فيها عليه، ويجعل الناس يتبرءون من علي بن أبي طالب ، وكان يشيد بفضائل معاوية وبدولته.

وهذا الكلام لا شك أنه باطل، بل إن أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه كان من أكثر الصحابة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، والقدح في أبي هريرة قدح في سنة محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن هؤلاء كذلك رجل اسمه: عبد المنعم ماجد ، وله كتاب اسمه: التاريخ السياسي للدولة العربية ، وقد انتقد فيه أبا بكر الصديق، وانتقد العرب كذلك على وجه العموم، ولعل نقده للعرب نقداً لهذا الدين ونقداً للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وذكر خلافة عثمان ، وكذلك ذكر عائشة لامزاً لها وناقداً عليها.

ومنهم كذلك رجل مشهور وله كتابات في التاريخ اسمه: محمد الخضري ، وله محاضرات في التاريخ، وفد طعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعناً عجيباً، ولعله ممن طعن في علي بن أبي طالب والحسن وطلحة والزبير وأبي ذر وعبد الله بن الزبير، وكان جل انتقاده في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بضعف الرأي والطيش وعدم التثبت، والشح والكبر والتعاظم على جميع الصحابة حتى على أشياخهم رضي الله عنهم وأرضاهم، وقال في الحسين بن علي رضي الله عنه: رمي بقلة مشورته وعدم معرفته، فقد أشار عليه الصحابة وضرب بآرائهم عرض الحائط، ولم يقبل منهم إطلاقاً وأخذ برأي نفسه.

وهذا الكلام لا شك أنه من اللمز في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا فيما يتعلق بالذين انتقدوا الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولمزوهم وتعرضوا لهم.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عمر سعود العيد - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الأول) 2467 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الخامس) 2367 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الخامس عشر) 2223 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس السادس عشر) 2209 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الثاني عشر) 2102 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس التاسع) 2087 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الرابع) 2070 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الثامن عشر) 2003 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الحادي عشر) 1943 استماع
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرس الثاني) 1861 استماع