شرح العقيدة الواسطية [6]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

[ وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:58]، وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء:58]، وقوله: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ [الكهف:39]، وقوله: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253]، وقوله: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ [المائدة:1]، وقوله: فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125] ].

فرغنا من الكلام على الآيات التي ساقها المؤلف رحمه الله لإثبات صفة العلم لله تعالى، وبعد فراغه من تلك الآيات ذكر الآيات الدالة على قدرة الله جل وعلا، وذلك في قوله: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق:12]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:58]، فهاتان الآيتان أثبتتا لله جل وعلا القدرة والقوة، وصفة القدرة والقوة معناهما متقارب، فالقدرة هي القوة على الفعل، وقد أثبتها أهل السنة والجماعة لله عز وجل كما دل على ذلك الكتاب والسنة، وقوله تعالى: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الطلاق:12] فيه إثبات صفة القدرة، وأنها عامة تتعلق بكل شيء.

واعلم أن القدرة تتعلق بالموجودات، فكل موجود فالله جل وعلا عليه قدير، فهي تتعلق بالممكنات، وتتعلق أيضاً بالواجبات مما يتصف به سبحانه وتعالى، فإنه سبحانه وتعالى قادر على فعل نفسه قادر على غيره، وكل هذا مما ثبت في القرآن، وقد ثبت في القرآن إثبات القدرة المتعدية التي تتعلق بالخلق، وإثبات القدرة التي تختص به سبحانه وتعالى، وهي القدرة على أفعاله، فمن الأدلة على القدرة على أفعاله سبحانه وتعالى: قوله جل وعلا: بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ [القيامة:4]، فهذه الآية أفادت أن الله سبحانه وتعالى قادر على فعله، والآيات التي تثبت قدرة الله جل وعلا على فعله كثيرة.

وبهذا نفهم أن قدرة الله سبحانه وتعالى تتعلق بفعله المتعدي واللازم؛ لأن أفعال الله سبحانه وتعالى تنقسم: إلى أفعال متعدية، وأفعال لازمة، مثال للأفعال اللازمة: الاستواء الإتيان المجيء، مثال للأفعال المتعدية: الرزق الإحياء الإماتة الرفع الخفض البسط، أفعال كثيرة لا حصر لها، فهو: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:107]، فالله جل وعلا قادر على هذا وعلى هذا.

بقي عندنا الممتنعات، أو المستحيلات، هل تتعلق بها القدرة أم لا؟

الممتنع هو الذي لا يمكن أن يوجد، كثبوت صفة الوجود والعدم لشيء واحد، هل يمكن أن يتصف شيء بأنه موجود وفي نفس الوقت معدوم؟ لا يمكن، فهل هذه الأمور من المحالات والممتنعات تتعلق بها القدرة؟

الجواب: لا تتعلق بها القدرة؛ لأن الممنوعات والمحالات لا تسمى شيئاً في لسان العرب؛ فهي لا تدخل في عموم قوله تعالى: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الطلاق:12]، فلا يدخل في هذا إلا الممكنات والواجبات.

وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ [الذاريات:58]، أي: صاحب القوة، والقوة أبلغ من القدرة، فالقوة هي الكمال في القدرة، (الْمَتِينُ) أي: الشديد، وهذا فيه وصف قوته بالشدة؛ فهاتان الآيتان أثبتت لله سبحانه وتعالى هاتين الصفتين، وفيه أيضاً إثبات صفة الرزق، وذلك في قوله: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ) وهذا تبع، لكن المقصود هو إثبات القدرة من خلال سياق هاتين الآيتين.

قال رحمه الله بعد ذلك: وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، هذا فيه إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى بعد ذكر الصفتين المتقدمتين: العلم والقدرة، والسمع والبصر صفتان ثابتان لله جل وعلا بالكتاب والسنة، والإجماع والعقل؛ فإن السمع والبصر من صفات الكمال التي يدل عليها العقل؛ ولذلك فإن مثبتتة الصفات من أهل الكلام يثبتون السمع والبصر، لا لكونهما ثبتتا بالكتاب والسنة بل لكون العقل قد دل على ثبوتهما، فقالوا: إذا كان الله عز وجل حياً قادراً عليماً؛ فإما أن يكون يسمع أو لا يسمع، وإما أن يكون يبصر أو لا يبصر، وعدم السمع والبصر نقص، واتصافه بهما كمال؛ ولذلك أثبتوا لله عز وجل السمع والبصر.

معنى السمع والبصر في القرآن

السمع في كتاب الله عز وجل يطلق على معنيين: المعنى الأول: إدراك الأصوات، وفهم معناها، وهذا هو السمع العام الذي لا يخرج عنه شيء، فقد أحاط سمعه بكل شيء سبحانه وتعالى، يسمع دبيب النملة على الصخرة، ولا تخفى عليه خافية.

أما المعنى الثاني الذي يثبته أهل السنة والجماعة لله عز وجل، وجاء به الكتاب والسنة: سمع الإجابة والإثابة والقبول، وهذا سمع خاص، وذلك في مثل قوله جل وعلا: إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ [إبراهيم:39]، وفي مثل قول المصلي عند رفعه من الركوع: سمع الله لمن حمده، فإنه لا يثبت السمع العام الذي هو إدراك الأصوات وفهم معناها -وهذا مما لا إشكال فيه- وإنما يثبت السمع الخاص، وهو سمع الإثابة والإجابة والقبول، وكلا النوعين ثابتان لله سبحانه وتعالى، فحيثما ذكر السماع لله عز وجل في الدعاء أو العبادة فإنه سماع الإجابة والقبول والإثابة، وأما إذا ورد مطلقاً كقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] فالمراد إثبات السمع العام الذي يفيد إدراك الأصوات وفهم المعاني، هذا بالنسبة لصفة السمع.

أما صفة البصر فهو إدراك المبصرات، فالله جل وعلا يرى كل ما خلقه، ويقع بصره عليه، وهذا البصر لم يرد تقسيمه إلى بصر عام وبصر خاص، وإنما الوارد في البصر هو البصر العام، أما الرؤية والنظر فهناك أقسام لها وهي بمعنى البصر.

الرد على متأولي صفتي السمع والبصر

وقوله: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء:58]، هذا أيضاً فيه إثبات هذين الوصفين لله سبحانه وتعالى، وهذا في آية النساء التي فيها قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء:58]، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية، ولما بلغ قوله (سميعاً بصيراً) أشار بإبهامه إلى أذنه، وبسبابته إلى عينه، وهذا ثابت في السنن بسند صحيح، فما المراد من هذه الإشارة؟

هل المراد من هذه الإشارة التمثيل؟ لا، وحاشا أن يريد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك التمثيل، إنما مراده تحقيق اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة، وأنه موصوف بها على حقيقتها، وهذا فيه الرد على الذين تأولوا هاتين الصفتين، فقالوا: السمع والبصر في كتاب الله المراد بهما العلم، وهذا عليه طائفة من المتكلمين، فقالوا: إن قوله: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، لا نثبت منه سمعاً ولا بصراً، إنما نثبت به لله عز وجل صفة العلم، وهذا بخس لما دلت عليه النصوص، وجناية على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن صفة العلم ثابتة لله عز وجل ولا إشكال في ثبوتها، وقد أضافت النصوص صفتي السمع والبصر إلى الله؛ فوجب إثبات هذين له سبحانه وتعالى، وهما غير العلم؛ ولذلك ورد ذكرهما في كتاب الله عز وجل منفصلين، ولو كان المراد بهما العلم لكفى أحد الوصفين عن الآخر لإثبات العلم، ولاقتصر على أن يقول: وهو البصير، أو يقول: وهو السميع، ويحصل بذلك المقصود في إثبات العلم، ففرق الله جل وعلا بين هذين الوصفين في كثير من الآيات، ففي الآية الأولى: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، وفي الثانية: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)، وقال سبحانه وتعالى لموسى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، فدل ذلك على أن كل وصف مستقل عن الآخر.

ثم إن الله سبحانه وتعالى قد قرن بين السمع والعلم في آيات عديدة، فدل ذلك على أنهما وصفان، وليسا وصفاً واحداً، ومن ذلك قوله تعالى: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]، فدل ذلك على أن السمع غير العلم، ومن فسر السمع بالعلم فقد جنى على النصوص، ولم يثبت ما أثبتت.

السمع في كتاب الله عز وجل يطلق على معنيين: المعنى الأول: إدراك الأصوات، وفهم معناها، وهذا هو السمع العام الذي لا يخرج عنه شيء، فقد أحاط سمعه بكل شيء سبحانه وتعالى، يسمع دبيب النملة على الصخرة، ولا تخفى عليه خافية.

أما المعنى الثاني الذي يثبته أهل السنة والجماعة لله عز وجل، وجاء به الكتاب والسنة: سمع الإجابة والإثابة والقبول، وهذا سمع خاص، وذلك في مثل قوله جل وعلا: إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ [إبراهيم:39]، وفي مثل قول المصلي عند رفعه من الركوع: سمع الله لمن حمده، فإنه لا يثبت السمع العام الذي هو إدراك الأصوات وفهم معناها -وهذا مما لا إشكال فيه- وإنما يثبت السمع الخاص، وهو سمع الإثابة والإجابة والقبول، وكلا النوعين ثابتان لله سبحانه وتعالى، فحيثما ذكر السماع لله عز وجل في الدعاء أو العبادة فإنه سماع الإجابة والقبول والإثابة، وأما إذا ورد مطلقاً كقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] فالمراد إثبات السمع العام الذي يفيد إدراك الأصوات وفهم المعاني، هذا بالنسبة لصفة السمع.

أما صفة البصر فهو إدراك المبصرات، فالله جل وعلا يرى كل ما خلقه، ويقع بصره عليه، وهذا البصر لم يرد تقسيمه إلى بصر عام وبصر خاص، وإنما الوارد في البصر هو البصر العام، أما الرؤية والنظر فهناك أقسام لها وهي بمعنى البصر.

وقوله: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء:58]، هذا أيضاً فيه إثبات هذين الوصفين لله سبحانه وتعالى، وهذا في آية النساء التي فيها قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء:58]، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية، ولما بلغ قوله (سميعاً بصيراً) أشار بإبهامه إلى أذنه، وبسبابته إلى عينه، وهذا ثابت في السنن بسند صحيح، فما المراد من هذه الإشارة؟

هل المراد من هذه الإشارة التمثيل؟ لا، وحاشا أن يريد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك التمثيل، إنما مراده تحقيق اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة، وأنه موصوف بها على حقيقتها، وهذا فيه الرد على الذين تأولوا هاتين الصفتين، فقالوا: السمع والبصر في كتاب الله المراد بهما العلم، وهذا عليه طائفة من المتكلمين، فقالوا: إن قوله: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، لا نثبت منه سمعاً ولا بصراً، إنما نثبت به لله عز وجل صفة العلم، وهذا بخس لما دلت عليه النصوص، وجناية على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن صفة العلم ثابتة لله عز وجل ولا إشكال في ثبوتها، وقد أضافت النصوص صفتي السمع والبصر إلى الله؛ فوجب إثبات هذين له سبحانه وتعالى، وهما غير العلم؛ ولذلك ورد ذكرهما في كتاب الله عز وجل منفصلين، ولو كان المراد بهما العلم لكفى أحد الوصفين عن الآخر لإثبات العلم، ولاقتصر على أن يقول: وهو البصير، أو يقول: وهو السميع، ويحصل بذلك المقصود في إثبات العلم، ففرق الله جل وعلا بين هذين الوصفين في كثير من الآيات، ففي الآية الأولى: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، وفي الثانية: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)، وقال سبحانه وتعالى لموسى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، فدل ذلك على أن كل وصف مستقل عن الآخر.

ثم إن الله سبحانه وتعالى قد قرن بين السمع والعلم في آيات عديدة، فدل ذلك على أنهما وصفان، وليسا وصفاً واحداً، ومن ذلك قوله تعالى: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]، فدل ذلك على أن السمع غير العلم، ومن فسر السمع بالعلم فقد جنى على النصوص، ولم يثبت ما أثبتت.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح العقيدة الواسطية [16] 2355 استماع
شرح العقيدة الواسطية [3] 2195 استماع
شرح العقيدة الواسطية [21] 2136 استماع
شرح العقيدة الواسطية [25] 1910 استماع
شرح العقيدة الواسطية [2] 1898 استماع
شرح العقيدة الواسطية [18] 1864 استماع
شرح العقيدة الواسطية [12] 1846 استماع
شرح العقيدة الواسطية [24] 1822 استماع
شرح العقيدة الواسطية [19] 1740 استماع
شرح العقيدة الواسطية [15] 1736 استماع