أبواب الأدب [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الأدب .

باب بر الوالدين .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه - ثلاثاً - أوصي امرأً بأبيه، أوصي امرأً بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذًى يؤذيه ) ] .

إنما يؤخر العلماء أبواب الآداب منها: البر، والإحسان . . وغير ذلك، باعتبار أن الفطر تدل عليها في سائر الملل، فداعي الانحراف فيها يسير؛ ولهذا تجد الفطرة تدل على بر الوالدين ولو كان مثلاً عند الملاحدة أو عباد الشجر والبقر، والنجوم والكواكب . . وغير ذلك, كلهم يؤمنون بمثل هذا باعتبار أن الفطرة تدل عليه، كذلك الصدق والأمانة وغيرها؛ ولهذا العلماء يخففون في تصدير أمثال هذه الأحكام .

قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن منصور عن عبيد الله بن علي عن أبي سلامة السلامي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه، أوصي امرأً بأمه - ثلاثاً - أوصي امرأً بأبيه، أوصي امرأً بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه منه أذًى يؤذيه ) .

حدثنا محمد بن ميمون المكي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: ( قالوا: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أبوك, قال: ثم من؟ قال: ثم الأدنى فالأدنى ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( القنطار اثنا عشر ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟! فيقال: باستغفار ولدك لك ) .

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يوصيكم بأمهاتكم- ثلاثاً - إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب ) .

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة: ( أن رجلاً قال: يا رسول الله! ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: هما جنتك ونارك ) .

حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن أبي الدرداء، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( الوالد أوسط أبواب الجنة, فأضع ذلك الباب أو احفظه ) ] .

قال المصنف رحمه الله: [ باب بر الوالد، والإحسان إلى البنات .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: ( قدم ناس من الأعراب على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: تقبلون صبيانكم؟ قالوا: نعم . فقالوا: لكنا والله ما نقبل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأملك أن كان الله قد نزع منكم الرحمة؟ ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري، أنه قال: ( جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فضمهما إليه، وقال: إن الولد مبخلة مجبنة ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن علي، سمعت أبي يذكر عن سراقة بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أدلكم على أفضل الصدقة؟ ابنتك مردودة إليك، ليس لها كاسب غيرك ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر عن مسعر قال: أخبرني سعد بن إبراهيم عن الحسن عن صعصعة عم الأحنف، قال: ( دخلت على عائشة امرأة معها ابنتان لها، فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ثم صدعت الباقية بينهما، قالت: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: ما أعجبك؟ لقد دخلت به الجنة ) .

حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: حدثنا ابن المبارك عن حرملة بن عمران، قال: سمعت أبا عشانة المعافري

سمعت عقبة بن عامر يقول: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كن له حجاباً يوم القيامة من النار ) .

حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا ابن المبارك عن فطر عن أبي سعد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من رجل تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه - أو صحبهما- إلا أدخلتاه الجنة ) ] .

والعلة في الإحسان إلى البنات من وجهين:

الوجه الأول: لضعفهن عن الأبناء .

الوجه الثاني: أن حاجة البنت إلى أبيها تتصل معها وإن كبرت, بخلاف الابن، فإنه يستقل بنفسه كفاية له من جهة التقوت؛ وذلك بالعمل والضرب في الأرض بخلاف البنت .

ولهذا جاءت الشريعة بالتأكيد عليها تربية وعناية وصيانة .

قال: [ حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا سعيد بن عمارة قال: أخبرني الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم ) ] .

قال المصنف رحمه الله: [ باب حق الضيف .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، وجائزته يوم وليلة، ولا يحل له أن يثوي عند صاحبه حتى يحرجه، الضيافة ثلاثة أيام، وما أنفق عليه بعد ثلاثة أيام، فهو صدقة ) .

حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر، أنه قال: ( قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقرونا، فما ترى في ذلك؟ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، وإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم ) .

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن منصور عن الشعبي عن المقدام أبي كريمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليلة الضيف واجبة، فإن أصبح بفنائه، فهو دين عليه، فإن شاء اقتضى، وإن شاء ترك ) ] .

قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل صدقة الماء .

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة، قال: ( قلت: يا رسول الله! أي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء ) ] .

في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( كان على الطريق غصن شجرة يؤذي فأماطها رجل فأدخل الجنة ), هذا في غصن شجرة فكيف بإماطة الأذى من الأفكار والعقائد التي تعتري طريق الإيمان وطريق الحق فأزالها الإنسان؟ لا شك أن أثرها وعاقبتها عند الله سبحانه وتعالى أعظم .

قال: [ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يصف الناس يوم القيامة صفوفاً -وقال ابن نمير: أهل الجنة- فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول: يا فلان! أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة؟ قال: فيشفع له، ويمر الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهوراً؟ فيشفع له ) . قال ابن نمير: ( ويقول: يا فلان! أما تذكر يوم بعثتني في حاجة كذا وكذا، فذهبت لك؟ فيشفع له ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم، قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل تغشى حياضي، قد لطتها لإبلي، فهل لي من أجر إن سقيتها؟ قال: نعم، في كل ذات كبد حرى أجر ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب الرفق .

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يحرم الرفق يحرم الخير ) .

حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ) .

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي (ح)، وحدثنا هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) ] .