فصل
وأما يزيد بن معاوية فإن الناس اختلفوا في أمره على أربعة أوجه:
أولها: المدح والثناء والترحم؛ لأنه ولي الخلافة مدة سنتين ونصف، وأقام للمسلمين في تلك المدة الأحكام والحج والجهاد، وغير ذلك مما يفعله الأئمة.
والثاني: السكوت عنه؛ لما جرى في أيامه، وإنزاله منزلة عصاة #701# الموحدين، ولم يطلقوا القول فيه بمدح ولا ذم.
والثالث: تناوله بالسب والذم.
والرابع: إخراجه عن الملة.
فمن سلك الوجه الأول فإنه اعتبر ظاهر الأمر في أنه أمير المؤمنين الذي ألزمه الله طاعته، والذي سكت احترز عن الحالين من المدح والذم، والذي سب وكفر فإنما سلك طريق التعصب والحمية لا غير.