الصفحة 31 من 50

وفي الفلسفة مادته من كلام ابن سينا والشهرستاني أيضا ونحوهما، وأما التصوف، فكان فيه ضعيفاً كما كان ضعيفاً في الفقه.

ولهذا يوجد في كلام هذا وأبي حامد ونحوهما من الفلسفة ما لا يوجد في كلام أبي المعالي وذويه.

ويوجد في كلام هذا وأبي المعالي وأبي حامد من مذهب النفاة المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي الحسن الأشعري وقدماء أصحابه.

ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد ابن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه.

ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة.

وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة )) .

وهذا الاستطراد سقته كاملًا لمناسبة المقام.

وانظر"بيان تلبيس الجهمية" (3/ 93 - 103) المخطوط.

وقال أثناءه ص (100) : (( وأبو حامد كانت مواده في العلوم الإلهية من المتكلمين والفلاسفة والصوفية الذين فهم كلامهم ) ).

قال هذا أثناء نقده لما جاء في"إحياء علوم الدين"من نقله لتأويل الإمام أحمد لأحاديث (( الحجر الأسود يمين الله ... ) )، و (( إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ... ) )، و (( أنا جليس من ذكرني ... ) )؛ فطالعها هناك.

وقال في"المجموع" (4/ 54) : (( والغزالي في كلامه مادة فلسفية كثيرة بسبب كلام ابن سينا في"الشفاء"وغيره، و"رسائل إخوان الصفا"، وكلام أبي حيان التوحيدي، وأما المادة المعتزلية في كلامه؛ فقليلة أو معدودة ... ) )اهـ.

فقرر شيخ الإسلام هاهنا هذه المصادر التي أوقعت أبا حامد الغزالي فيما وقع فيه من الاضطراب والتحول التي جعلته يتنقل في مراحله سالفة الذكر. وهذا التوضيح الجلي من شيخ الإسلام يدل على عمق فهمه وعظيم سبره لأحوال هؤلاء: الغزالي والرازي الفخر وأمثالهما.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام