الصفحة 24 من 26

مما لا شك فيه أن مس الجن للإنس وهو ما يعرف بالصرع وهو ثابت ومشاهد ولا يماري فيه إلا مكابر معاند ويدل عليه قوله تعالي:

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (سورة البقرة: 275)

قال القرطبي في تفسير هذه الآية (3/ 355)

في هذه الآية دليل علي فساد من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس .."أهـ"

(و يراجع كذلك تفسير الطبري وابن كثير والألوسي عند هذه الآية لتعلم حقيقة هذا القول)

-وثبت في صحيح البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال:

قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟!، قلت: بلي، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف فدعا""

وذكر الحافظ ابن حجر (10/ 115) أن هذا الحديث له طريق آخر عند البزار عن ابن عباس وفيه أن هذه المرأة وتدعي أم زُفر قالت:

"إني أخاف الخبيث أن يجردني"

فقال الحافظ: إأن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن.

-وثبت في مسند الإمام أحمد عن ابن مسعود قال:

"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل في الصلاة يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخة ونفثه"

همزه: الموتة جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان فإذا أفاق عاد إليه عقله كالنائم والسكران (لسان العرب(6/ 4296)

نفثه: الشعر ... نفخه: الكبر

يقول بن كثير في البداية والنهاية (1/ 61) فهمزه: الموتة: وهو الخنق الذي هو الصرع"أهـ"

-وكذلك جاء في رسالة الجن ص 6 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:

قلت لأبي أن أقواماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الأنس فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم علي لسانه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام