-وكذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مختصر الفتاوى المصرية ص 84:
وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة واتفاق سلف الأمة، وكذلك دخول الجني في بدن الأنس ثابت باتفاق أئمة السنة، وهو أمر مشهود محسوس لمن تدبره، يدخل في المصروع، ويتكلم بكلام لا يعرفه بل ولا يدري به، بل يعذب ضرباً لو ضربه جمل لمات ولا يحس به المصروع
وقوله تعالي {الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (سورة البقرة: 275)
وقوله - صلى الله عليه وسلم:"إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم"وغير ذلك يصدقه."أهـ"
خلاصة ما سبق أن الصرع ومس الجن ثابت بالكتاب والسنة وأقوال الأئمة،
وأن سببه كما يقول ابن القيم - رحمه الله:
أكثر مرضي الأرواح الخبيثة تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من خصال الذكر والتحصينات النبوية والإيمانية فتلقي الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح له"أهـ"
وبالفعل فإننا نجد من أصيب بمرض الصرع نتيجة البعد عن الله والتجرؤ علي الذنوب لكن سرعان ما يحاولون العلاج فيعمدوا إلي طرق شيطانية ليست علي هدي خير البرية - صلى الله عليه وسلم - ومنها عمل الزار لإخراج الجآن.
والزار: ما هو إلا عبادة وثنية قديمة جداً في إفريقيا تقوم علي موسيقي عنيفة قد تستمر أحياناً عدة ساعات وحركات هستيرية ورقص من المريض أو المريضة يشاركه أو يشاركها الأصدقاء والأحباب مع تصاعد رائحة البخور وإحضار ديك أحمر أو ذبح خروف أبيض وشرب المريض لدمه والارتماء علي الأرض بعد الرقص.
والناظر إلي هذه الحالة يجد أن فيها مآخذ كثيرة جداً منها:
1 -أنها بعيدة كل البعد عن منهج الله وعن الطريق الصحيح لعلاج مثل هذا المرض.
2 -فيها تبذير وإسراف.
3 -فيها اختلاط بين الرجال والنساء
4 -استعمال لآلات الطرب وذبح الطيور والحيوانات وقد تكون علي غير اسم الله فيكون الذبح للجن تقرباً إليه من دون الله وهذا من الشرك وقد قيل قديماً
ثلاثة تشقي بهم الدار ... العرس والمأتم ثم الزار
فخرافة الزار انتشرت في بيوت المسلمات فلا سبيل إلا بالرجوع إلي هدي ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - للتخلص من هذا الجهل وهذه الخرافات التي امتلأت بها بيوت المسلمين.