الصفحة 9 من 26

وغير ذلك مما يفعله العامة ظناً منهم أن هذا يجلب نفع أو يدفع ضر والذي يملك هذا علي الحقيقة هو الله وحده.

قال تعالي:

{قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (سورة الزمر: 8)

قال في فتح المجيد:

فهذه الآية وأمثالها تبطل تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر وأنه شرك بالله.

1 ـ أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عقبة بن عامر الجهني:

"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا؟ قال: إن عليه تميمة، فأدخل يده فقطعها فبايعه، وقال: من علق تميمة فقد أشرك."

والتميمة: هي خرزات كانت العرب تعلقها علي أولادهم يتقون بها العين في زعمهم.

2 ـ أخرج أبو داود بسند صحيح عن عبدالله بن مسعود قال:

"سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الرقي والتمائم والتوله شرك"

وكان هذا الشرك في الجاهلية منتشراً ومازال هذا الشرك منتشر إلي الآن وإن تغيرت الأسماء فقديماً كانوا يضعون هذه الخرزات أو الوتر علي البعير دفعاً للعين، والآن يضع الناس حدوه الفرس علي باب الدار أو قرن فلفل أو خرزة زرقاء داخل السيارة أو تعليق حذاء قديم بها دفعاً للعين أو رش الملح ظناً منهم أنه يقع في عين الحسود فكل هذا شرك اصغر لا يخرج من الملة إذا ظن أن هذه وسائل لدفع العين وأن النافع الضار علي الحقيقة هو الله, أما إذا ظن أنها تدفع ضر أو تجلب نفع بذاتها وينسب هذا إليها فهو شرك أكبر مخرج من الملة وذلك بعد إقامة الحجة علي فاعلها إن كان جاهلاً بحكمها.

3 -وأخرج ابن أبي حاتم"أن حذيفة رأي رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعة وتلا قوله"

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (يوسف: 106)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام