جاء في كتاب المناهي اللفظية للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أنه قال:
يقول بعض الناس: إن قضية العقيدة ليست مهمة، والمفروض ألا يركز عليها عند الدعوة، لأن العقيدة مستقرة في القلوب وتابعة؟
والجواب علي ذلك: أننا لابد أن نعلم أنه من المعلوم أن العقيدة هي الأساس وأنه لابد أن تصحح العقيدة قبل كل شيء.
وقول السائل إن العقيدة تابعة، فقول هذا خطأ، بل العقيدة متبوعة، وهي الأصل ولا عمل لمن لا عقيدة له. أهـ بتصرف.
فرحمه الله علي الشيخ حيث قال: إن العقيدة هي الأساس وأنه لابد أن تصحح العقيدة قبل كل شيء، وتجد مصداق هذا الكلام أن ما من نبي إلا بدأ دعوته بالتوحيد وإفراد العبادة لله كما قال تعالي:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ... (سورة الأنبياء: 25)
وقال تعالي:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ... (سورة النحل: 36)
وقد بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوته بالتوحيد فكان يدعو قريشاً ويقول لهم"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"
فمن وحد الله فهو في أمان يوم الفزع الأكبر كما قال تعالي:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} ... (سورة الأنعام: 82)
ومن أتي بالتوحيد الخالص فإن الله يحرم عليه النار يوم القيامة.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عتبان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"فإن الله حرم علي النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"
ـ بل من حقق التوحيد فلم يرض الله له جزاء إلا الجنة
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسي عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلي مريم وروح منه والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة علي ما كان من العمل"