الصفحة 21 من 26

بعض النساء هداهن الله تتوسل إلي الله بغير ما شرع الله فتدعو الأموات وتقول يا سيدي فلان أو نبي الله أو يا رسول الله، يا سيدة زينب أو أسألك بجاه النبي كذا أو يذهبون إلي قبر الولي أو النبي ويتوسلون به إلي الله فيقولون سل لي ربك أن يهديني أو استغفر الله لي وغير ذلك من الأمور التي ليست من الدين في شيء ولقد أمر الله - عز وجل - أن نبتغي إليه الوسيلة فقال تعالي:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة المائدة: 35)

ومعني ابتغوا إليه الوسيلة: أي اطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه

وقال تعالي: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} ... (سورة الإسراء: 57)

ومعني يبتغون إلي ربهم الوسيلة: أي يطلبون ما يتقربون به إلي الله تعالي من الأعمال الصالحة.

قال الألباني - رحمه الله:

إذا أردنا التقرب إلي الله بالأعمال الصالحة فإن الله لم يترك تحديدها إلي عقولنا وأذواقنا لأنها حينذاك ستختلف وتتباين وستضطرب ولهذا كان الواجب علينا حتى نعرف الوسائل المشروعة أن نرجع إلي ما شرعه الله- سبحانه وتعالي- وبينه رسوله - صلى الله عليه وسلم - يعني ـ الكتاب والسنة ـ وهذا الذي وصانا به الرسول - صلى الله عليه وسلم -

فقد أخرج الإمام مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله".

فهذا أوان الشروع في بيان التوسل المشروع.

أنواع التوسل المشروع:

1 -التوسل إلي الله تعالي بأسمائه الحسني وصفاته العليا:

ودليل ذلك: قوله تعالي: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (سورة الأعراف: 180)

أي أدعو الله تعالي- متوسلين إليه بأسمائه الحسني- ولا شك أن الصفات العليا داخلة في هذا الطلب.

-أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة بن حصيب - - رضي الله عنه - قال:

"سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأنني أشهد أنك الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فقال: قد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطي وإذا دُعي به أجاب."

-وأخرج الإمام أحمد أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام