3 -التوسل بالعمل الصالح:
ودليل ذلك قصة الثلاثة نفر الذين دخلوا الغار أو أطبقت عليهم الصخرة فدعا كل منهم بصالح عمله ففرج الله همهم وأزال كربهم وخرجوا من الغار
والقصة عند البخاري وفيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله، فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم، قال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم حلبت، فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإني استأخرت ذات يوم، فلم آت حتى أمسيت، فوجدتهما ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فقمت عند رء وسهما، أكره أن أوقظهما، وأكره أن أسقي الصبية، والصبية يتضاغون عند قدمي حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله فرأوا السماء."
وقال الآخر: اللهم إنها كانت لي بنت عم، أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت منها فأبت حتى أتيتها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت، فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة، ففرج.
وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجيرا يعزق أرزاً، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها، فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني وأعطني حق، فقلت: اذهب إلى ذلك البقر وراعيها فخذه، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك فخذه، فأخذه، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج ما بقي ففرج الله عنهم""
4 -التوسل إلي الله - (- عز وجل -) - بدعاء الصالحين:
قال الألباني - رحمه الله: كأن يقع المسلم في ضيق شديد أو تحل به مصيبة كبيرة ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تعالي فيحب أن يأخذ بسبب قوي إلي الله فيذهب إلي رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى والفضل والعلم بالكتاب والسنة فيطلب منه أن يدعو له ربه ليفرج عنه كربه ويزيل عنه همة فهذا نوع آخر من التوسل المشروع دلت عليه الشريعة المطهرة وأرشدت إليه
فقد أخرج البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه:
"أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه ـ كان إذا قحطوا استسقي بالعباس بن عبد المطلب فقال:"
اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا - صلى الله عليه وسلم - فتسقنا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون""